روابط مصاحف م الكاب الاسلامي

روابط مصاحف م الكاب الاسلامي
 

الأربعاء، 15 يونيو 2022

ج2و3. كتب الأحاديث الموضوعة والمشتهرة الموضوعات في الأحاديث المرفوعات للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي

  1. كتب الأحاديث الموضوعة والمشتهرة
  2. الموضوعات في الأحاديث المرفوعات
  3. للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على التعليم, حمدا يوجب المزيد من التقويم, والصلاة الكاملة و التسليم, على محمد النبي الكريم, المبعوث بالهدى إلى الصراط القويم, المقدم على الخليل وعلى الكليم, (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128) صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه وأتباعه إلى يوم ظهور الهول العظيم, (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ, إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (الشعراء:88\89) أيقظنا الله وإياكم قبل ذلك الحين لأخذ العدة و ثبت أقدامنا إذا زعزعت الأقدام الشدة, ورزقنا قولا وفعلا قبل انقضاء المدة وختم صحائفنا بالعفو قبل جفوف قلم الأجل وانتهاء المدة, وبيض وجوهنا بالصدق يوم نرى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة

 

أما بعد : فإن بعض طلاب الحديث ألح على أن أجمع له الأحاديث الموضوعة, وأعرفه من أي طريق تعلم أنها موضوعة, فرأيت أن إسعاف الطالب للعلم بمطلوبه يتعين خصوصا عند قلة الطلاب لا سيما لعلم النقل, فإنه قد أعرض عنه بالكلية, حتى أن جماعة من الفقهاء يبنون على العلوم الموضوعة, وكثيرا من القصاص يريدون الموضوعات, وخلقا من الزهاد يتعبدون به, وها أنا أقدم قبل الشروع في المطلوب فصولا, تكون لذلك أصولا, والله الموفق

 

[ وذكر فصولا انقسام الأحاديث على ستة أقسام وأقسام الرواة ثم قال]

 

فصل: وإذ قد أنهيت هذه الفصول التي هي كالأصول, فأنا أرتب هذا الكتاب كتبا يشتمل كل كتاب على أبواب, فأذكره على ترتيب الكتب المصنفة في الفقه, ليسهل الطلب على طالب الحديث, وأذكر كل حديث بإسناده, وأبين علته, والمتهم به, تنزيها لشريعتنا عن المحال, وتحذيرا من العمل بما ليس بمشروع, و أنا أحرج على من يروي من كتابنا هذا حديثا منفصلا عن القدح فيه, فإنه يكون خائنا على الشرع.

 

فصل : وقبل الشروع في ذكر الأحاديث نذكر أربعة أبواب, ذكرها [ مهم ], الباب الأول في ذم الكذب, والباب الثاني في قوله عليه السلام (من كذب علي متعمدا ) في ذكر طرق الحديث, وعدد من رواه من الصحابة, و الكلام في معناه وتأويله, والباب الثالث : يأمر فيه بانتقاد الرجال, ويحذر من الرواية عن الكذابين والمجهولين, الرابع نذكر فيه ما يشتمل عليه هذا الكتاب من الكتب

 

الباب الرابع في ذكر الكتب التي يشتمل عليها هذا الكتاب, ذكرتها لك لتعلم ترتيبها, وتعرف مواضعها, وليسهل عليك منها, وهي خمسون كتاباً, كتاب التوحيد, كتاب الإيمان, كتاب المبتدأ, كتاب الأنبياء, كتاب العلم ,وفيه فضائل القرآن كتاب السنة وذم أهل البدع, كتاب الفضائل و المثالب, وهو ينقسم إلى فضائل الأشخاص والأماكن والأيام ومثالبهم, كتاب الطهارة, كتاب الصلاة, كتاب الزكاة, كتاب الصدقة, كتاب فعل المعروف, كتاب مدح السخاء والكرم, كتاب الصوم, كتاب الحج, كتاب السفر, كتاب الجهاد, كتاب البيوع والمعاملات, كتاب النكاح, كتاب النفقات, كتاب الأطعمة, كتاب الأشربة, كتاب اللباس, كتاب الزينة, كتاب الطيب, كتاب النوم, كتاب الأدب, كتاب معاشرة الناس, كتاب البر, كتاب الهدايا, كتاب الأحكام و القضايا, كتاب الأحكام السلطانية, كتاب الإيمان و النذور, كتاب ذم المعاصي, كتاب الحدود و العقوبات, كتاب الزهد وفيه الأبدال والصالحون, كتاب الذكر, كتاب الدعاء, كتاب المواعظ, كتاب الوصايا, كتاب الملاحم والفتن, كتاب المرض, كتاب الطب, كتاب ذكر الموت, كتاب الميزان, كتاب القبور, كتاب البعث, وأهوال القيامة, كتاب صفة الجنة, كتاب صفة النار, كتاب المستبشع من الموضوع على الصحابة

 

فذلك خمسون كتابا,ً كل كتاب يشتمل على أبواب, فمن أراد حديثاً طلبه في مظانه, من هذه الكتب, والله الموفق [1]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

المغني عن الحفظ والكتاب

 

للعلامة أبي حفص عمر بن بدر الموصلي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا أمد لمداه ولا غاية لمنتهاه وأشهد أن لا اله إلا الله, وحده لا شريك له, ولا إله سواه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, أرسله إلى الكافة فكفهم عن الكفر, وأكفهم كفاه, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله و أصحابه ومن وافقه على مقصده و مغزاه,صلاة دائمة إلى يوم يلقاه, وسلم تسليما كثيرا

 

وبعد : فإني صنفت في الموضوعات مصنفات لم أسبق إليها, ولا دللت عليها, ومن أبدعها هذا الكتاب ( المغني عن الحفظ و الكتاب ), إذ لا متن فيه ولا إسناد, ولا تكرر فيه الأحاديث ولا تعاد فيه ترجمة الأبواب, تدلك على الخطأ من الصواب, وإنما فعلت ذلك لوجوه, إحداها مبالغة في إيصال العلم إلى المتعلمين, ثانيها أن في الناس من لا يتفرغ للعلم و دراسته كالأمراء, و الوزراء, والقضاة, وأرباب الحرف, ثالثها أن الإنسان إذا وجد حلاوة القليل دعاه إلى الكثير

 

و على الله أعتمد فيما أقصد, وأتوكل, وبرسوله أتوسل , لبلوغ الآمال, تقوم ما مني مال, إنه قريب مجيب [2]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التذكرة في الأحاديث المشتهرة

 

 

 

للإمام محمد بن عبد الله بن بهادر

 

 الزركشي المتوفى سنة 794 ﻫ

 

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم , وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم, رب يسر يا كريم

 

الحمد لله حمدا يليق بجلاله، ويستمطر من عطاياه غيث نواله، والصلاة والتسليم الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وآله

 

أما بعد: فإن من النصيحة الواجبة في الدين التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع وليس له أصل في الشرع

 

وقد صنف الإمام تاج الدين [ الفزاري] كتابا في فقه العوام وإنكار أمور قد اشتهرت بينهم لا أصل لها، أجاد فيها الإنتقاد وصان الشريعة أن يدخل فيها ما خل بالإعتقاد, شكر الله صنعه وأثاب جمعه, وقد رأيت ما هو أهم من ذلك، وهو تبيين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام، وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث، وهي إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه لغرابة موضعه، ولذكره في غير مظنه، وربما نفاه بعض أهل الحديث لعدم اطلاعه عليه و النافي له كمن نفى أصلا من الدين، وضل عن طريقه المبين

 

وإما لا أصل له البتة فالناقل لها يدخل تحت قوله صلى الله عليه وسلم :

 

(( من يقل عني ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار ))

 

رواه البخاري بهذا اللفظ عن مكي بن إبراهيم حدثنا يزيد بن أبي عبيدة عن سلمة بن الأكوع به وهو من ثلاثياته

 

وقد اخبرنا أبو الفتح القلانسي أخبرتنا خاتون ابنة الملك العاقل سيف الدين أبي بكر بن أيوب أنا أبو الفخر أسعد بن سعيد وجماعة ، أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزانية، أنا ابن زيد، أنا الطبراني، ثنا خلف بن الحسن، الواسطي ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، ثنا سويد بن عبد العزيز ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن قتادة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((  هلاك  أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية من غير ثبت))

 

قال الطبراني لم يروه عن الأوزاعي إلا سويد ، تفرد به محمد بن إبراهيم انتهى

 

وكذا قال ابن عدي  وقال : عامة أحاديثه غير محفوظة

 

ثم أخرجه من طرق من حديث ابن عباس وقال( بلاؤها) عن هارون بن هارون وهو منكر الحديث , وأخرجه ابن عبد البر في مقدمة التمهيد من جهة بقية ثنا أبو الوليد عن أبي العلاء عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ثم قال : هذا حديث انفرد به بقية عن أبي العلاء

 

وهو إسناد فيه ضعف لا تقوم به حجة والحديث الضعيف لا يدفع وإن لم يحتج به ورب حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى انتهى

 

قلت : أخرجه الطبراني من جهة سعيد بن عبد العزيز عن هارون بن هارون عن مجاهد به

 

ونقل البيهقي في المعرفة عن الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الحديث عنه والحديث عن بني إسرائيل فقال : (( حدثوا عي ولا تكذبوا علي ))

 

وذلك الكذب المنهي عنه هو الكذب الخفي، بأن يقبل الحديث عمن لا يعرف صدقه، وأباح قبول الحديث عن بني إسرائيل عمن حدث عنهم، ممن يقبل صدقه وكذبه، ولم يبحه عمن يعرف كذبه، لأنه صلى الله عليه وسلم قال :

 

(( من حدث عني بحديث وهو يراه كذبا فهو أحد الكاذبين ))

 

وحديث التفريق أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : (( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، وحدثوا عني ولا تكذبوا علي ))

 

وأخرجه مسلم عن أبى سعيد بغير هذا اللفظ

 

وأخرجه البخاري عن عبد الله بن عمرو بلفظ : (( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))

 

وقد اختلف في أنه خطاب للمحدث عنهم والمحدث فقيل خطاب للمحدث عنهم ثم في المعنى قولان : أحدهما أنه إباحة بعد حظر، وليس ثم حظر صريح، لكنه قد صح أن عمر أتاه بشيء من التوراة فغضب وقال : (( اسهولون فيها يا ابن الخطاب ))

 

فهذا نهي فكأنه أباح الحديث عنهم بعد ذلك النهي

 

والثاني : أنه لما قال : حدثوا كان لفظ أمر فأتبعه بقوله : ولا حرج ليعلم أنه ليس بأمر وجوب

 

قال ابن الجوزي : وقد حكى لنا شيخنا ابن ناصر عن إبراهيم الحربي انه قال : معنى الحديث (( حدثوا عن بني إسرائيل  ولا حرج إن لم تحدثوا ))

 

وقيل أنه خطاب للمحدث وقوله ( لا حرج ) لفظ خبر ومعناه الأمر أي لا يحرج فيه سامع لكثرة العجائب فإنه كانت فيهم عجائب

 

وقال الحافظ أبو جعفر محمد بن الحسين البغدادي في كتابه (( معرفة الرجال )) سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ما الحجة على من أنكر البحث وتفتيش الخبر , قال:

 

 الحجة عليهم ما روى عن أبي بكر الصديق في الجدة، فإنه بلغنا أنه قال : من عنده في الجدة، فقام المغيرة بن شعبة فقال : أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس، فقال: هل من آخر فقام محمد بن مسلمة فحكى مثل ما حكى المغيرة ، فلم يكن هذا من أبي بكر تهمة للمغيرة إذ قال هل من آخر ، ولكنه أراد بهذا الإحتياط  في الدين و التثبيت في الأحكام

 

 وفي هذا دلالة أخرى على  من أنكر البحث في حديث أبي موسى الأشعري في الإستئذان لما حدث به عمر فقال :

 

 لتأتيني على ما قلت بشاهدين، فأتى حلقة الأنصار فأخبرهم بما قال عمر، فقام أبو سعيد الخدري فحدث عمر بالحديث فلم يكن هذا من عمر لأبي موسى على التكذيب ، ولكنه أراد الثبات والبيان لئلا يأتي آت فيدعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقله

 

قال أبو عبد الله : وقد بلغني عن أبي هريرة أنه حدث عمر بحديث فطلب منه شاهدا فأتى عمر شيخ من قريش فشهد له

 

وكان علي رضي الله عنه إذا حدثه أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم استحلفه أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

قال : والإستحلاف لعله السكون والطمأنينة لقوله صلى الله عليه وسلم :

 

(( من حلف بالله فليصدق ومن حلف له فليصدق ))

 

وقال أبو بكر أحمد بن محمد المروزي ليحيى بن معين : إن هاهنا من ينكر البحث ، فقال يحيى : ذلك مبلغهم من العلم ، كيف ينكر وقد بحث الأئمة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كشفو ، وإنما ينكر البحث من قصر عنه وقل فهمه

 

وروى ابن عدي عن عبده بن سليمان المروزي قال : قيل لابن المبارك : هذه الأحاديث المصنوعة  قال : يعيش لها الجهابذة

 

وقال عباس الدوري : سمعت أحمد بن حنبل يقول : إن للناس في أرباضهم وعلى باب دورهم أحاديث يتحدثون بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نسمع نحن بشيء منها انتهى

 

ولما رأيت الحال دائر بين هذين الأمرين وجبت العناية من ذلك بما وصل العلم إليه ووقع الإطلاع عليه , وعن الربيع بن خثيم :قال :

 

إن للحديث ضوءا كضوء النهار تعرفه ، وظلمة كظلمة الليل سكره, وقال ابن الجوزي : الحديث المنكر يقشعر له جلد الطالب، وينفر منه قلبه في الغالب

 

 وسميته (( اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهور ة))، ورتبته على أبواب : الأول فيما اشتهر على ألسنتهم من أحاديث الأحكام، والثاني في أحاديث الحكم والآداب، والثالث في الزهد، والرابع في الطب والمنافع، والخامس في أبواب الفضائل، والسادس في الأدعية و الأذكار، والسابع في القصص والأخبار،والثامن في الفتن، والتاسع في أمور منثورة  [3]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

المقاصد الحسنة 

 

في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة

 

للحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

 

بسم اللَّه الرحمن الرحيم, الحمد للَّه مميز الخبيث من الطيب، ومحرز الحديث بنقاده من الخطأ و الكذب, والصلاة و السلام على أشرف خلقه محمد وعلى آله وأزواجه ومن له صحب، صلاةً وسلاماً نرجو بهما الاستقامة للنفس والأهل والعقب.

 

وبعد : فهذا كتاب رغب إلي فيه بعض الأئمة الأنجاب، أبين فيه بالعزو والحكم المعتبر، ما على الألسنة اشتهر، مما يظن إجمالاً أنه من الخبر، ولا يهتدي لمعرفته إلا جهابذة الأثر، وقد لا يكون فيه شيء مرفوع، وإنما هو في الموقوف أو المقطوع وربما لم أقف له على أصل أصلاً، فلا أبت بفصل فيه قولاً، غير ملتزم في ذلك الاستيفاء ولا مقدم على تنقيص لمتقدم أو جفاء، وإن لم يسلم كلامه من خلل، ولا تكلم بما يتضح به زوال العلل، تأدباً مع الأئمة كالزركشي وابن تيمية، فالفضل للسابق، والعدل هو الموافق، مرتباً على حروف المعجم في أول الكلمات، وإن كان ترتيبه على الأبواب للعارف من أكبر المهمات، ولذا جمعت بين الطريقتين، ورفعت عني اللوم ممن يختار إحدى الجهتين، فبوبت للأحاديث بعد انتهائها، وأشرت لمظانها من ابتدائها، ولاحظت في تسميتها أحاديث المعنى اللغوي

 

كما أني لم أقصد في الشهرة الاقتصار على الاصطلاح القوي، وهي ما يروى عن أكثر من اثنين في معظم طباقه أو جميعها بدون مين، بل القصد الذي عزمت على إيضاحه وأن أتقنه، ما كان مشهوراً على الألسنة من العالم المتقن في سبره, أو غيره, في بلد خاص، أو قوم معينين، أو في جل البلدان وبين أكثر الموجودين، و ذلك يشمل ما كان كذلك، وما انفرد به راويه بحيث ضاقت مما عداه المسالك، وما لا يوجد له عند أحد سند معتمد، بل عمن عرف بالتضعيف, والتلفيق و التحريف، وما لم يجيء كما أشرت إليه إلا عن الصحابة، فمن بعدهم من ذوي الرجاحة و الإصابة، وما لم يفه به أحد من المعتمدين بالظن الغالب لا اليقين, وربما أنشط لشيء من المعنى، وأضبط ما يزول به اللبس بالحسنى

 

وكان أعظم باعث لي على هذا الجمع، وأهم حاث لعزمي فيما تقر به العين ويلتذ به السمع، كثرة التنازع لنقل ما لا يعلم في ديوان، مما لا يسلم عن كذب وبهتان، ونسبتهم إياه إلى الرسول r ، مع عدم خبرتهم بالمنقول، جازمين بإيراده، عازمين على إعادته وترداده، غافلين عن تحريمه، إلا بعد ثبوته وتفهيمه، من حافظ متقن في تثبيته، بحيث كان ابن عم المصطفى علي بن أبي طالب، لا يقبل الحديث إلا ممن حلف له من قريب أو مناسب، لأن الكذب عليه صلى اللَّه عليه وآله وسلم ليس كالكذب على غيره من الخلق والأمم، حتى اتفق أهل البصيرة والبصائر، أنه من أكبر الكبائر، و صرح غير واحد من علماء الدين و أئمته، بعدم قبول توبته، بل بالغ الشيخ أبو محمد الجويني فكفره, وحذر فتنته و ضرره [4]، إلى غيره من الأسباب، التي يطول في شأنها الانتخاب

 

وسميته : ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ), واللَّه أسأل أن يسلك بنا طريق الحق والاعتدال, وأن لا يترك الأحمق المائق يتمادى بالضلال، فيما لم يحققه مع الفحول الأبطال، وأن يجعل هذا التأليف خالصاً لوجهه الكريم، موجباً لرضاه العميم، إنه قريب مجيب.[5]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

 

للحافظ جلال الدين السيوطي

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم, الحمد للّه محق الحق و مبطل الباطل، ومعلي الصدق و منزل الكذب إلى أسفل سافل، و الصلاة والسلام على سيدنا محمد ذي القول الفاضل, والحكم الفاصل، وعلى آله و صحبه النجباء الأماثل.

 

وبعد : فإن من مهمات الدين التنبيه على ما وضع من الحديث, واختلق على سيد المرسلين, صلى اللّه عليه وعلى آله و صحابته أجمعين، وقد جمع في ذلك الحافظ أبو الفرج بن الجوزي كتاباً فأكثر فيه من إخراج الضعيف الذي لم ينحط إلى رتبة الوضع, بل ومن الحسن, ومن الصحيح, كما نبه على ذلك الأئمة والحفاظ, ومنهم ابن الصلاح في ( علوم الحديث ) وأتباعه

 

وطالما اختلج في ضميري انتقاؤه, وانتقاده, واختصاره, لينتفع به مرتاده، إلى أن استخرت اللّه تعالى و انشرح صدري لذلك، وهيأ لي إلى أسبابه المسالك

 

فأورد الحديث من الكتاب الذي أورده هو منه, (كتاريخ الخطيب) والحاكم, و(كامل ابن عدي), و(الضعفاء للعقيلي), ولابن حبان, وللأزدي, و(أفراد الدارقطني), و (الحلية لأبي نعيم), وغيرهم بأسانيدهم, حاذفاً إسناد أبي الفرج إليهم، ثم أعقبهم بكلامه, ثم إن كان متعقباً نبهت عليه, وأقول في أول ما أزيده ( قلت ), وفي آخره واللّه أعلم، ورمزت لما أورده الحافظ أبو عبد اللّه الحسين بن إبراهيم الجوزقاني [6] صورة ( ج ) إعلاماً بتوافق المصنفين على الحكم بوضع الحديث

 

وسميته : ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ), وأسأل اللّه الإعانة عليه, والتوفيق لما يرضيه, ويقربني إليه, واعلم إني كنت شرعت في هذا التأليف في سنة سبع وثمانمائة, وفرغت منه في سنة خمس وسبعين, وكانت التعقبات فيه قليلة, وعلى وجه الاختصار

 

وكتب منه عدة نسخ راحت إلى بلاد التكرور، ثم بدا لي في هذه السنة وهي سنة خمس وتسعمائة استئناف التعقبات على وجه مبسوط, وإلحاق موضوعات كثيرة, فاتت أبا الفرج فلم يذكرها, ففعلت ذلك فخرج الكتاب عن هيأته التي كان عليها أولاً, وتعذر إلحاق ما زدته في تلك النسخ التي كتبت, إلا بإعدام تلك, وإنشاء نسخ مبتدأة, فأبقيت تلك على ما هي عليه، ويطلق عليها ( الموضوعات الصغرى ) وهذه ( الكبرى ), وعليها الاعتماد.‏[7]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

النكت البديعات على الموضوعات

 

للحافظ جلال الدين السيوطي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة, والسلام على رسول الله

 

وبعد : فإن كتاب ( الموضوعات ) جمع الإمام أبي الفرج ابن الجوزي, وقد نبه الحافظ قديما وحديثا على أن فيه تساهلا كثيرا, وأحاديث ليست بموضوعة, بل هي من وادي الضعيف, وفيه أحاديث حسان, وأخرى صحاح, وفيه حديث من صحيح مسلم, فيه علة, .[ نص عليه ] [8].الحافظ أبو الفضل ابن حجر, ووجدت فيه حديثا من (صحيح البخاري), رواية حماد بن شاكر [9], وآخر فيه في البخاري برواية صحابي آخر, غير الذي أورد فيه.

 

وقد قال شيخ الإسلام ابن حجر عن تساهله وتساهل الحاكم في (المستدرك) أعدم النفع بكتابيهما, إذ ما من حديث فيهما إلا ويمكن أنه مما وقع في التساهل, فلذلك وجب على الناقذ الإعتناء بما نقله منهما من غير تقليد لهما , وقد اعتنى الحافظ الذهبي (بالمستدرك), فاختصره معلقا أسانيده, وأقره على ما لا كلام فيه, وتعقب ما فيه الكلام, وجرد بعض الحفاظ مائة حديث موضوعة في جزء

 

وأما (موضوعات ابن الجوزي) فلم أقف على من اعتنى بشأنها, فاختصرتها معلقا أسنيدها, وتعقبت منها كثيرا على وجه الإختصار, على نحو ما صنع الذهبي في (المستدرك), ثم جمعت كتابا حافلا في الأحاديث المتعقبة خاصة [10], بسطت فيها الكلام على كل حديث, مع ذكر طرقها وشواهدها, وما وقفت عليه من كلام الحفاظ, وما عثرت أنا عليه في ضمن المطالعة من المتابعات, ونحو ذلك, غير أن الهمم عن الإعتناء بتحصيله قواصر, وأهل هذا الفن كانوا في الصدر الأول قليلا فما ظنك به في هذا العصر الدائر, فأردت أن ألخص الكتاب المذكور في تأليف وجيز, اقتصرت فيه على إيراد الحديث على طريقة الأطراف, أعقبه بذكر من أعله بهو, ثم أردفه برده, إما بتوثيقه, أو بذكر متابعه, أو شاهده, وأنبه على من خرجه من الأئمة المعتبرة في شيء من كتبه الجليلة, وها هو هذا, وإلى الله الضراعة في القبول, وبلوغ غاية المأمول, واعلم أن هذا الكتاب وإن كان وجيز الحجم, فهو عندي من مفردات الكتب التي يتعين على كل طالب علم تحصيلها, وقد قلت فيه:

 

هذا الكتاب مفرد حقه *** يكتبه الراوي بماء الذهب

 

ما ألف الحفاظ من قبله *** كمثله ولا ما اقتــرب

 

وهذا فهرسة أبوابه : التوحيد, العلم, فضائل القرآن، الطهارة, الصلاة, الجنائز, الحج, البيع, النكاح, الفرائض, الجنايات, الأطعمة, اللباس, الأدب, والرقائق, بدء الخلق, والأنبياء, أشراط الساعة, البعث, المناقب

 

ورمزت لما أخرجه أحمد ( ح ), وأبو داود ( د ), والترمذي ( ت ), والنسائئ ( ن ), وابن ماجة ( هـ ), والحاكم في (المستدرك) ( ك ),وابن حبان ( حب ), والدارمي ( ي ),والدراقطني ( ط ) والييهقي في شيء من تصانيفه ( ق ), [ والبخاري في تاريخه ( تخ ) ] [11]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تمييز الطيب من الخبيث

 

فيما يدور على السنة الناس من الحديث

 

للشيخ عبد الرحمن بن علي الشيباني ابن الديبع

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي  رفع بعض خلقه على بعض في الدرجات والمنازل, وميز بين الخبيث والطيب بمحكمات الدلائل, وتفرد بالملك و إليه المنتهى وإليه ينتهي مطلب كل طالب وسؤال كل سائل

 

أحمده على ما من به من نعمه التي لا تحصى بعد الدلائل, وأشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له, و لا شبيه ولا مماثل, الناقد البصير فلا تخفى عليه خافية وما الله بغافل, الحكم العدل فلا يظلم مثقال ذرة بل هو الحكيم العادل, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات وواضحات الدلائل, الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المقامات والمنازل, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه السادات الكرماء العلماء الأفاضل

 

أما بعد : فإني وقفت على كتاب ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الدائرة على الألسنة ) لشيخنا الإمام الحافظ الناقذ الحجة أبي الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي القاهري رحمه الله تعالى, وأجزل ثوابه, وجعل الفردوس على حسن علمه مآبه, فرأيته كتابا حسنا, اشتمل على جمل من النفائس والمهمات, والعوائد والتتمات, لكنه رحمه الله تعالى أطاله وبالغ في تطويله بما تضعف مطالعته, فضلا عن تحصيله, والهمم في هذا الزمان قاصرة الذيل, ولها الى المختصرات انحراف وميل, ورأيت شيخنا رحمه الله تعالى يورد الترجمة ويذكر ما ورد في معناها, وما يقارب فحواها, والمقصود الكلام على نفس الترجمة, وتبين ما ورد فيها للطالب حتى يفهمه, فجردت في هذا المختصر فوائده, وقيدت فيه أوابده, وبذلت في ذلك جهد المقل, وتجنبت من التطويل ما يضجر أو يمل, وتبعته في جميع ما ذكره من التصحيح والتمريض,وتركت ما وراء ذلك من الكلام الطويل العريض

 

وغرضي تقريبه للطالبين, وتيسيره إلى الراغبين, والله تعالى يصلح المقاصد, وينفع بما فيه من الفوائد, وجعلته على الحروف, تبعا لأصله, وأرجو من الله تعالى أن ينفعني ببركة هذا العلم وأهله, وقد أخبرني بالكتاب المذكور شيخنا المقدم ذكره, فيما شافهني به بالمسجد الحرام, تجاه بيت الله العلام, في أوائل سنة سبع وتسعين وثمانمائة, فأسال الله تعالى أن يجزيه أحسن الجزاء و يكافئه, ولي في هذا المختصر زيادات يسيرة, ميزتها عن كلام شيخنا المقدم بقولي في أولها ( قلت ) وفي آخرها ( انتهى ) والله تعالى اعلم

 

وسميت هذا الكتاب المبارك : ( تمييز الطيب من الخبيث مما يدر على السنة الناس من الحديث ), وأسأل الله تعالى أن يوفقني للصواب فيما أقول وأفعل, فهو حسبي وبه توفيقي وعليه أتوكل [12]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تنزيه الشريعة المرفوعة

 

عن الأخبار الشنيعة الموضوعة

 

للشيخ أبي الحسن بن عراق الكناني

 

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم قال الفقير إلى عفو الخلاق, على بن محمد بن علي بن عراق, الشافعي

 

الحمد لله الذي من بتنزيه الشريعة عن كل حديث مفترى, وهتك حجاب الكاذب عليها فلا يلقى إلا ساقطا مزدرى, أحمده و أشكره, وأدعوه وأستغفره, وألوذ به معتصما ومنتصرا, أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة لا شك فيها ولا امترا, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث بالحق بشيراً و منذرا,ً وعلى آله وصحبه سادة الورى وأئمة الأمصار والقرى, ما غبر جيوش الحق في وجوه المبطلين حتى رجعوا القهقرى

 

وبعد : فإن من المهمات عند أهل العلم والتقى معرفة الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين لتتقى, و للإمام الحافظ أبى الفرج ابن الجوزي فيها كتاب جامع, إلا أن عليه مؤاخذات ومناقشات في مواضع, و قد اعتنى شيخ شيوخنا الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر الأسيوطي بكتاب ابن الجوزي المذكور, فاختصره وتعقبه في كتاب سماه : ( اللآلى المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ), ثم عمل ذيلا ذكر فيه أحاديث موضوعة فاتت ابن الجوزي, وأفرد أكثر المواضع المتعقبة بكتاب سماه ( النكت البديعات ), وهذا كتاب لخصت فيه هذه المؤلفات بحيث لم يبق لمحصله إلى ما سواه التفات, وبالغت في اختصاره وتهذيبه, وتبعت ( اللآلى ) في تراجمه وترتيبه, وجعلت كل ترجمة غير كتاب المناقب في ثلاثة فصول :

 

الأول : فيما حكم ابن الجوزي بوضعه, ولم يخالف فيه, والثاني : فيما حكم بوضعه, وتعقب فيه, والثالث : فيما زاده الأسيوطي على ابن الجوزي حيث كانت له في تلك الترجمة زيادة, وقد أخل السيوطي في زياداته ببعض تراجم أصله, وأورد في الكتاب الجامع آخر الكتاب ما حقه أن يفرد بالترجمة المتروكة ويورد فيها, فأنا نقلت ذلك من الكتاب الجامع, وأوردته في التراجم اللائق بها, في ثالث فصولها, أما كتاب المناقب ففيه أبواب, وفي كل باب منها الفصول المذكورة, وحيث لم يكن في فصل منها شيء قلت, والفصل الفلاني خال

 

وجعلت أوائل الأحاديث في أوائل السطور تسهيلا للكشف والظفر بالحديث المطلوب, وإذا كان الحديث مرفوعا قلت حديث كذا واللفظ المضاف إليه لفظة حديث هو اللفظ المرفوع, وبعد تخريجه أذكر صحابيه المنسوب إليه بقولي من حديث فلان, إلا أن يكون في الحديث حكاية مخاطبة منه لمعين, أو مراجعة بينه وبين غيره, أو حكاية مخاطبة جبريل له , والحاكي غير النبي r أو حكاية قصة ليست من لفظ النبي r فأضيف لفظة حديث إلى اسم الصحابي, أو التابعي الذي نسب إليه الحديث, وإذا كان الحديث موقوفاً قلت أثر فلان وأتبعته لفظه, ثم أعقب كلا بذكر مخرجه, ثم بيان علته, وما في زيادات السيوطي مما لم يبين علته, ذكرت علته إن لاحت لي, ومواد ابن الجوزي التي يسند الأحاديث من طريقها غالبا ( الكامل ) لابن عدى, و( الضعفاء ) لابن حبان, وللعقيلي, وللأزدي, و( تفسير ابن مردويه ), و (معاجم الطبراني ), و( الأفراد ) للدارقطني, وتصانيف الخطيب, وتصانيف ابن شاهين, و( الحلية ), و( تاريخ أصبهان ) و غيرهما من مصنفات أبي نعيم, و( تاريخ نيسابور ), وغيره من مصنفات الحاكم, و( الأباطيل ) للجوزقاني

 

وقد جعلت لكل علامة للاختصار فلابن عدى ( عد ), ولابن حبان ( حب ), وللعقيلى ( عق ), ولأبي الفتح الأزدى ( فت ), ولابن مردويه ( مر ), وللطبراني ( طب ), وللدارقطني ( قط ), وللخطيب( خط ) , ولابن شاهين ( شا ), و لأبي نعيم ( نع ), وللحاكم ( حا ), وللجوزقاني

 

( قا ), وما كان من غير الكتب المذكورة سميت من رواه إن عرفته, و إلا نسبته لابن الجوزي, ومواد السيوطي, هي مواد أصله, وزاد ( تاريخ ابن عساكر ), و( تاريخ ابن النجار ), و( مسند الفردوس للديلمي ), وتصانيف أبي الشيخ

 

فأعلمت لابن عساكر ( كر ), ولابن النجار ( نجا ), وللديلمي ( مى ), ولأبي الشيخ ( يخ ), وإذا قلت قال ابن الجوزي أو السيوطي فلست أعني عبارتهما بلفظها, وإنما أعني ملخصها ومحصولها, وإذا قال ابن الجوزي في حديث: لا يصح أو منكر ونحوهما, أوردت لفظه في ذلك, فإن صرح بكونه موضوعا, أو باطلا, أو كذبا أحد ممن بعد ابن الجوزي ذكرته, فإن كان في أوله قلت فمن زيادتي, وإلا فمن مؤلف السيوطي, فأما إذا قال ابن الجوزي موضوع, أو لا أصل له أو كذب فلا أذكر ذلك غالباً اختصارا, ولأن موضوع الكتاب بيان الموضوع فهو كاف في الحكم عليه, بذلك إلا أن يقال ذلك في حديث لم يصرح بوصف أحد من رواته بكذب, ولا وضع فأذكره

 

وراجعت حال جمعي لهذا التلخيص ( موضوعات ابن الجوزي ), و( العلل المتناهية ) له, وتلخيصهما [13] للحافظ الذهبي و( تلخيص موضوعات الجوزقاني) و( الميزان للذهبي ) أيضا, و( لسان الميزان ) و( تخريج الرافعي ), و( تخريج الكشاف) و ( المطالب العالية ), و( تسديد القوس ), و( زهر الفردوس ) الستة للحافظ ابن حجر, و( تخريج الإحياء ) للحافظ العراقي, و( الأمالي ) له, و( تلخيص الموضوعات ) للعلامة جلال الدين إبراهيم بن عثمان بن إدريس بن درباس, فربما أزيد من هذه الكتب وغيرها, ما يحتاج إليه, وأميز ما أزيده غالبا بقولي في أوله: قلت, وفي آخره: والله أعلم, وقدمت قبل الخوض في المقصود فصولا نافعة في معرفة مقدار هذا الفن لطالبيه

 

وسميته : ( تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة ), والله المسؤل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, و أن ينفعني به ومن طالعه بنية صادقة وقلب سليم [14]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تذكرة الموضوعات

 

للعلامة محمد طاهر الفتني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي ميز الخبيث من الطيب، وأحرز الحديث بالعلماء النقاد من الخطأ والكذب، والصلاة على سيد الورى وخير البرية، وجميع صحابته دعاة الله إلى سبله المرضية، وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته الطيبين‏,‏ ونسأله التوفيق والتأييد‏,‏ فبيده أزمة التحقيق و التسديد‏.‏

 

وبعد : فقال أضعف عباد القوي الولي, محمد بن طاهر بن علي الفتني, الهندي مسكنا ونسبا, والحنفي مذهبا‏,‏ هذا مختصر يجمع أقوال العلماء النقاد, والمحدثين السراد, في وضع الحديث أو ضعفه, حتى يتبين أن وضعه أو ضعفه متفق أو أنه بسبب قصور قاصر, أو سهو ساه مختلف, كيلا يتجاسر الكسل على الجزم بوضعه بمجرد نظرة في كلام قائل أنه موضوع, ولا يتسارع إلى الحكم بصحة كل ما نسب إلى الحديث غافل مخدوع, فإن الناس فيه بين إفراط وتفريط, فمن مفرط يجزم بالوضع, بمجرد السماع من أحد لعله ساه أو ذو تخليط, ومن مفرط يستبعد كونه موضوعا وظن الحكم به سوء أدب, ومخترعا ولم يدر أن ليس حكمه على الحديث بل على مخترع الكذب الخاذل, أو ما زل فيه قدم الغافل‏‏

 

ومما بعثني إليه أنه اشتهر في البلدان ( موضوعات الصغاني ) وغيره, وظني أن أمامهم كتاب ابن الجوزي و نحوه, ولعمري أنه قد أفرط في الحكم بالوضع حتى تعقبه العلماء من أفاضل الكاملين, فهو ضرر عظيم على القاصرين المتكاسلين‏.‏

 

قال مجدد المائة السيوطي,‏ قد أكثر ابن الجوزي في ( الموضوعات ) من إخراج الضعيف, بل ومن الحسان و من الصحاح, كما نبه عليه الحفاظ, ومنهم ابن الصلاح, وقد ميز في حيزه ثلاثمائة حديث, وقال لا سبيل إلى إدراجها في الموضوعات, فمنها حديث في ( صحيح مسلم ), وفي ( صحيح البخاري ) رواية حماد بن شاكر, وأحاديث في بقية الصحاح والسنن, ونقل فيه عن أحمد بن أبي المجد أنه قال : ومما ولم يصب فيه ابن الجوزي إطلاقه الوضع بكلام قائل في بعض رواته فلان ضعيف, أو ليس بقوي, أو لين, فحكم بوضعه من غير شاهد عقل ونقل, ومخالفة كتاب, أو سنة, أو إجماع, وهذا عدوان ومجازفة انتهى‏

 

وأنا أورد بعض ما وقع في ( مختصر ) الشيخ محمد بن يعقوب الفيروز آبادي من كتاب ( المغني من حمل الأسفار في الأسفار ) للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي, في تخريج (الإحياء), وفي (المقاصد الحسنة ) للشيخ العلامة أبي الخير شمس الدين السخاوي, وفي كتاب ( اللآلئ ) للشيخ جلال الدين السيوطي, وفي كتاب ( الذيل ) له, وفي كتاب ( الوجيز ) له, و( موضوعات الصغاني ), و( موضوعات المصابيح ) التي جمعها الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني, ومؤلف الشيخ علي بن إبراهيم العطار, وغير ذلك

 

فأجمع أقوال العلماء في كل حديث, كي يتضح لك الحق الحقيق بالقبول, وقد حثني عليه بعض الأعزة الكرام, و استبطئوا حين شرعت الاختتام, وهو كالتذكرة للموضوعات, وكاف عن المطولات, وحين وقع الفراغ عن التسويد تحرك عزمي إلى أن أجمع من أجد من الكذابين والضعاف, ليكون قانونا في غير ما في هذا الكتاب, من الموضوعات و الضعاف, والله الموفق لهذا المرام, وبعونه التيسير للاختتام, والمرجو من الإخوان ذوي الطباع الصحيحة, إذا اطلعوا على سهو أو طغيان أن يصلحوا بأقلامهم الفصيحة, ويعذروا الكاتب الحقير بعين النصيحة, فإن الخطأ ديدني, لقلة عدتي, و كثرة أشغالي, وتشتت أحوالي, بتفاقم النوائب من أرباب الدولة الآخذين سيف العدوان على الضعفة من الإخوان, فالله المستعان‏,‏ هذا مع عدم من أراجعه في هذه البلاد من المحدثين, أو عالم العلماء, وأفاضل الفضلاء, فإن هز عطف أحد استطراف شيء من المكاتب, فلا ينس قراءة الفاتحة لمن تعنى فيه مدة مديدة, وإراحة من التبعات الشديدة, والمرجو من فضل الله العظيم, أن يجعله خالصا لوجهه الكريم‏.‏[15]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن

 

الشيخ نجم الدين محمد بن محمد الغزي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي حفظ سنة نبيه عليه الصلاة و والسلام بعلماء أمته الأعلام فصانها, وجمع بهم متفرقات جوامع كلمه فزانتهم وزانها, وامتازوا صحاحها وحسانها مما أدخله أهل الضلالة وأهل الجهالة و أبانوها, وفازوا بشهادته لهم بالعدالة, حيث قال: ( يحمل هذا العلم من أمتي عدولها ) فكانوها [16], وصلى الله عليه و سلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبته, وسائر علماء أمته الذين دونوا الشريعة ودانوها

 

أما بعد : فقد تواتر عنه r أنه قال : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) فاتفق أهل البصائر أن ذلك من أعظم الذنوب والأوزار

 

ولما كان كثيرا ما يجري على الألسنة كلمات ترفع إلى النبي r بعضها وارد عنه, وبعضها لم يؤثر ولم يعلم, تعين حينئذ على من امتن الله عليهم بالإطلاع على أصول الحديث, وأنعم أن يبينوا الثابت من ذلك من غيره, ويعربوا عما استعجم, فتصدى لذلك الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى, وألف في ذلك تأليفا [17], لكنه غير واف بالمقصود, لكونه قليلا لطيفا, فذيل عليه الحافظان الشمس السخاوي, والجلال السيوطي رحمهما الله تعالى, وأسبل عليهما من رضوان الله سجالا, وجمعا في ذلك كتابين حافلين, ومؤلفين كاملين, غير أن تأليف السخاوي أتم فائدة, وأكثر عائدة, وقد سماه : ( المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث الجارية على الألسنة ), وسمى السيوطي كتابه : ( بالدرر المنثرة في الأحاديث المشتهرة ), ولا يخلو من أحاديث ليست في ( المقاصد ) موجودة, لكنها قليلة معدودة

 

فرأيت الجمع بين الكتب الثلاثة في كتاب, مع زيادات لا غنى عنها لطالب هذا الباب, يستفاد الجميع منه بشيء كثير, ولا ينبئك مثل خبير, فجاء كتابا نافعا, مفردا في بابه جامعا, مع جودة الإختصار وحسن التأليف, وبيان الصحيح والحسن والضعيف, وما كان من الأحاديث مرسلا أو موقوفا, صرحت بإرساله أو وقفه, وما كان متصلا مرفوعا اكتفيت بذكر صحابيه, ولم أعرج على وصفه

 

ولما أردت المبالغة في الإختصار والإيجاز رمزت لأصحاب الأصول بقصد الإمتياز: فللبخاري ( خ ), و للمسلم ( م ), و لهما ( ق ), ولأبي داود ( د ), وللترمذي ( ت ), وللنسائي ( ن ), ولابن ماجة ( ما ), و للإمام أحمد ( أ ), وللدارمي ( مي ), ولابن ابي الدنيا ( نيا ), وللبزار ( بز ), ولأبي يعلى ( ع ), وللطبراني ( ط ) , ولابن حبان ( حب ), و للحاكم ( حا ), وللدراقطني ( قط ), وللبيهقي ( هـ ), ولأبي نعيم الأصبهاني ( عم ), ولابن عدي ( ي ), ولأبي الشيخ ( ش ) , وللعقيلي ( عق ), وللعسكري ( عس ), وللقضاعي ( قض ), وللديلمي ( ل ), و للخطيب البغدادي ( خط ) ومن سوى هؤلاء أذكر أسماؤهم, واخترت أن أحذف لفظة حديث من أول كل لفظ يذكر, لأن بعض الألفاظ الموردة موضوع أو منكر, وذكرت أول كل لفظ في أول كل سطر بالأحمر, ورمزت على الأوائل لما اتفق عليه الثلاثة الزركشي, والسخاوي, والسيوطي ( ث ) ولما انفرد به السخاوي ( و ), ولما انفرد به السيوطي ( ط ), و لما اتفقا عليه دون الزركشي ( طو ), ولما زدته عليهما ( ز )

 

ورتبت كتابي كالسخاوي, والسيوطي, على ترتيب حروف المعجم, حرفا بعد حرف, ليكون ذلك أقرب على التناول, و أسهل في الكشف

 

وسميته : ( إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الالسن ), جعله الله خالصا لوجهه الكريم, موجبا للفوز بجنات النعيم, إنه ولي النعمة, ومولى الرحمة, وهو القريب المجيب, وما توفيقي إلا بالله و عليه توكلت, وإليه أنيب [18]

 

الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث

 

للشيخ أحمد بن عبد الكريم الغزي العامري

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي نزل الذكر و حفظه على ممر الأزمان, فقيض له عدولا يحملون العلم في كل عصر وأوان, لينفوا عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وغلو الغالين من أهل الكذب والهوان

 

أحمده على تمام الإحسان, وأشكره على كمال الامتنان, و أشهد أن لا إله إلا الله الملك الديان, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى الخلائق أملاكها وإنسها والجان, صلى الله و سلم عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجد والعرفان, وعلى التابعين لهم بإحسان, من كل من حفظ الشريعة ولها صان, صلاة وسلاما دائمين ما تعاقب الملوان وتتابع الجديدان

 

أما بعد : فلما كان الكتاب المسمى ب( اتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن ) لجدنا شيخ الإسلام نجم الدين الغزي العامري سقى الله ثراه صبيب الرحمة والرضوان, كتابا كمل في بابه, وفاق على أترابه, يحتوي على بيان ما دار من الأحاديث على الألسن, وما يصح فيها وما يحسن, وعلى بيان ما لم يرد عن سيد البشر, لكنه ورد في الأثر, وما هو كذب وموضوع, ومختلق ومصنوع

 

أحببت أن أنتقي منه القسمين الأخيرين, أعني ما ورد في الأثر وما هو كذب عليه ومَيْنٌ, ليعلم أن ما عداهما قد ورد في السنن, غير أنه منقسم إلى صحيح وضعيف وحسن, فهو وإن لم يصح جله, لكنه ورد في السنة كله

 

فوضعت هذا الجزء اللطيف لذلك وإن كنت لست هنالك ولكنه من قبيل بذل الوسع والهمم والاقتداء بالآباء في العلم والحكم جعله الله خالصا لوجهه الكريم وسببا للفوز بالنعيم المقيم

 

وقد وسمته : ( بالجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث ), ورتبته كالأصل على حروف المعجم لتسهل مطالعته, و تقرب مراجعته, وقد وافقت الأصل في مصطلحه من أنه إذا أورد حديثا مرسلا أو موقوفا صرح بإرساله أو وقفه أو متصلا مرفوعا اكتفى بذكر صحابيه, وقد ابتدأت في المقصود, مستعينا بالملك المعبود, سبحانه فقلت [19]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

كشف الخفا ومزيل الألباس

 

عما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس

 

للشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي حفظ السنة المصطفوية بأهل الحديث, والصلاة و السلام على نبينا محمد المرسل بأصدق الكلام و الحديث, وعلى آله وأصحابه الذين أعزوا دينه الصحيح بسيرهم في نصرته السير الحثيث, و على التابعين بإحسان وسائر المؤمنين في القديم و الحديث

 

أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الفتاح, اسماعيل العجلوني بن محمد جراح, إن الأحاديث المشتهرة على الألسنة قد كثرت فيها التصانيف, وقلما يخلو تصنيف منها عن فائدة لا توجد في غيره من التآليف, فأردت أن ألخص مما وفقت عليه منها مجموعا تقر به أعين المصنفين, ليكون مرجعا لي ولمن يرغب في تحصيل المهمات من المستفيدين, ولما أخرجه إبن ماجه, وابن خزيمة, عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله  r : ( إن مما يلحق المؤمن من حسناته بعد موته علما نشره ) [20]

 

وهو شامل للتصنيف والتعليم, وهو في التصنيف أظهر, لأنه أطول استمرارا وأكثر,وأنص إن شاء الله تعالى في هذا المجموع على بيان الحديث من غيره, وتميز المقبول منه السالم من ضيره, إذ من النصيحة في الدين كما قال الحافظ بن حجر في خطبة كتابه ( اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ) التنبيه على ما يشتهر بين الناس مما ألفه الطبع, وليس له أصل في الشرع, قال وقد صنف الإمام تاج الدين الفزاري [21] كتابا في فقه العوام, وانكار أمور إشتهرت بين الأنام, لا أصل لها, أجاد فيها الانتفاد, وصان الشريعة أن يدخل فيها ما يخل بالإعتقاد, قال : وقد رأيت ما هو أهم من ذلك, وهو تبين الأحاديث المشتهرة على ألسنة العوام, وكثير من الفقهاء الذين لا معرفة لهم بالحديث, وهي إما أن يكون لها أصل يتعذر الوقوف عليه, لغرابة موضعه, أو لذكره في غير مظنته, وربما نفاه بعضهم لعدم إطلاعه عليه, والنافي له كمن تفي أصلا من الدين, وضل عن طريقه المبين, وأما لا أصل لها البتة فالناقل لها يدخل تحت ما رواه البخاري في ثلاثياته من قوله  r : ( من نقل عني ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) انتهى

 

ثم نقل فيها بسنده الى أبي قتادة أن رسول الله  r قال :: ( هلاك أمتي في ثلاث في القدرية والعصبية والرواية من غير تثبت ) [22] لكنه منكر

 

وبسنده أيضا الى ابن المبارك أنه قيل له في هذه الأحاديث الموضوعة قال : يعيش لها الجهابذة, وبسنده إلى الإمام أحمد أنه قال : إن للناس في أرباضهم, وعلى باب دورهم أحاديث يتحدثون بها عن النبي r لم نسمع نحن بشئ منها, ولذلك وجبت العناية بما وصل العلم إليه, ووقع الإطلاع عليه, قال الربيع بن خيثم : إن للحديث ضوءا كضوء النهار يعرف, وظلمة كظلمة الليل تنكر, وقال ابن الجوزي : الحديث المنكر يقشعر له جلد الطالب, وينفر منه قلبه في الغالب, وروى أبو نعيم في ( الحلية ) عن أبي هريرة رفعه : ( ان الله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإسلام وليا من أولياءه يذب عن دينه ) [23] انتهى

 

وإن من أعظم ما صنف في هذا الغرض وأجمع ما ميز فيه السالم من العلة والمرض الكتاب المسمى :

 

( بالمقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على الألسنة ) المنسوب للإمام الحافظ الشهير أبي الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي, لكنه مشتمل على طول بسوق الأسانيد التي ليس لها كبير فائدة إلا للعالم الحاوي, ومن ثم لخصته في هذا الكتاب مقتصرا على مخرج الحديث وصحابيه روما للإختصار, غير مخل إن شاء الله تعالى بما اشتمل عليه مما يستطاب أو يستحسن عند أئمة الحديث الأخيار

 

وضاما إليه مما في كتب الأئمة المعتبرين ( كاللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ) لأمير الحفاظ والمحدثين من المتأخرين, الشهاب أحمد بن حجر العسقلاني, بلغنا الله وإياه في الدارين الأماني

 

واعلم أني حيث أقول قال في ( اللآلئ ) أو ذكرها فيها فالمراد به كتاب الحافظ العسقلاني المذكور, وحيث أقول قال في الأصل أو في ( المقاصد ) فمرادي به : ( المقاصد الحسنة ) المذكورة, وحيث أقول قال في ( التمييز) فمرادي الكتاب المسمى ( بتمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث ) للحافظ عبد الرحمن بن الديبع, تلميذ الإمام السخاوي, فإنه اختصر ( المقاصد الحسنة ) لشيخه المذكور, لكنه أخل بأشياء مما فيه مسطور, وحيث أقول قال في ( الدرر ) فالمراد الكتاب المسمى ( بالدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة ) للحافظ جلال الدين السيوطي, وهي نسختان صغرى, وكبرى, وحيث أقول رواه أبو نعيم فمرادي في ( الحلية ), وحيث أقول : رواه الشيخان أو اتفقا عليه فالمراد أنه في ( الصحيحين ) لشيخي الحديث البخاري ومسلم, وإن كان في أحدهما قلت : رواه البخاري أو مسلم, وحيث أقول رواه أحمد فالمراد الامام أحمد في ( مسنده ), وحيث أقول رواه البيهقي فالمراد في ( الشعب ), وحيث أقول رواه الأربعة فالمراد أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه في ( سننهم ), وحيث اقول رواه الستة فالمراد هؤلاء الأربعة والشيخان في الكتب الستة, وكذا إذا أفردت واحدا منهم فالمراد في كتابه أحد السنن الستة, وحيث أقول : قاله النجم فالمراد : شيخ مشايخنا العلامة محمد نجم الدين الغزي في كتابه المسمى ( اتفاق ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن ), وحيث أقول : قال القاري فالمراد به :الملا على القاري في كتابه ( الموضوعات ) المسمات ( بالأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ), وهي صغرى, وكبرى, وقد نقلت منهما, وحيث أقول : قاله الضغاني, فالمراد به : العلامة حسن بن محمد الضغاني مؤلف ( المشارق )

 

وما لم يكن كذلك في جميع ما مر فأنص على الكتاب الذي رواه مؤلفه فيه, وربما تعرضت لحديث ليس من المشهورات لمناسبة أو غيرها من المقاصد الصحيحات, هذا والحكم على الحديث بالوضع أو الصحة أو غيرهما إنما هو بحسب الظاهر للمحدثين, باعتبار الإسناد أو غيره, لا باعتبار نفس الأمر والقطع, لجواز أن يكون الصحيح مثلا باعتبار نظر المحدث موضوعا أو ضعيفا في نفس الأمر, وبالعكس, ولو لما في الصحيحين على الصحيح, خلافا لابن الصلاح, كما أشار إلى

 

ذلك الحافظ العراقي في ( ألفيته ) بقوله

 

وقطع بصحة لما قد أسـندا *** كذا لــه وقيـــل ظنا ولد

 

محققيهم قد عـزاه النووي ***  وفي الصحيح بعض شيء قد روي

 

نعم المتواتر مطلقا قطعي النسبة لرسول الله r اتفاقا, ومع كون الحديث يحتمل ذلك فيعمل بمقتضى ما يثبت عند المحدثين, ويترتب عليه الحكم الشرعي المستفاد منه للمستنبطين

 

وفي ( الفتوحات المكية ) للشيخ الأكبر قدس الله سره الأنور ما حاصله : فرب حديث يكون صحيحا من طريق رواته يحصل لهذا المكاشف أنه غير صحيح لسؤاله لرسول الله r فيعلم وضعه, ويترك العمل به, وإن عمل به أهل النقل لصحة طريقه, ورب حديث ترك العمل به لضعف طريقه من أجل وضاع في رواته, يكون صحيحا في نفس الأمر لسماع المكاشف له, من الروح حين إلقائه على رسول الله rانتهى

 

واعلم أن الحافظ جلال الدين السيوطي قال في خطبة ( جامعه الكبير ) [24]ما حاصله : كل ما كان في ( مسند أحمد ) فهو مقبول, فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن, وكل ما كان في كتاب ( الضعفاء للعقيلي ), ولابن عدي في ( الكامل ), وللخطيب البغدادي, ولابن عساكر في ( تاريخه ), وللحكيم الترمذي في ( نوادر الأصول ), وللحاكم في ( تاريخه ), ولابن النجار في ( تاريخه ), وللديلمي في ( مسند الفردوس ) فهو ضعيف فيستغنى عن بيان حاله بالعزو إليها أو إلى أحدها انتهى, لكنه مقيد بما لم يجبر بتعدد طرقه, وإلا فيصير حسنا لغيره, فيعمل به, ولعل ما ذكره أغلبي, وإلا فيبعد كل البعد أنه لا يكون في كتاب منها حديث حسن أو صحيح, فتأمل

 

وسميت ما جمعته من ذلك : ( كشف الخفا ومزيل الإلباس عما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ), ورتبته على حروف المعجم كأصله, ليكون أسهل في المراجعة لنقله, لكن لا أرمز بحروف الى المخرجين, ( كالنجم )بل أصرح بأسمائهم, دفعا للبس والوهم, جعله الله خالصا لوجهه الكريم, وسببا للفوز بجنات النعيم, وهذا أوان الشروع في المقصود, بعون الملك المعبود [25]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية

 

للشيخ محمدبن محمد الأمير الكبير المالكي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعين

 

وبعد : فيقول المضطر لمن يغفر المساوي, عبده الفقير محمد الأمير الكبير المالكي, العلامة الشهير الذي للفضائل والفواضل حاوي :

 

هذه رسالة لطيفة صغيرة خفيفة, قد جمعت فيها الأحاديث المكذوبة على النبي الباطلة, التي لا أصل لها, الجارية على ألسنة العوام, على قدر ما تيسر لي جمعه من كتب السنة المعتبرة, لأجل معرفة الأحاديث الصحيحة من المكذوبة الباطلة, خدمة للنبي rولنفع إخواني المسلمين, ليظهر لهم الغث من السمين, فكان جميع الذي تيسر لي جمعه على قدر الإمكان أربعمائة حديث, كلها مكذوبة, وباطلة, ومنكرة, و تركت أسانيدها لكونها لا أصل لها, وقليل ما أبين قائله, تبعاً للأصل المأخوذ منه

 

وسميتها : ( النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية ), راجياً من رسول الله r النبي الصادق الأمين أن يشفع لي يوم الموقف العظيم, والكرب الجسيم, عند رب العالمين, ورتبتها كأصلها على حروف المعجم, لأجل التسهيل على القارئ, وعلى الذي يريد الكشف على حديث اشتبه فيه, فيجده في حرفه براحة, وليدعو لي دعوة صالحة من أخ صالح عند الله تعالى عند الله مقبول, وعلى الله القبول, وقد استعنت على جميع ذلك بالله,وقلت مسابقاً للقلم في مجراه: لا حول ولا قوة إلا بالله [26]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة

 

للعلامة محمد بن علي الشوكاني اليمني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وبه نستعين, والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطاهرين

 

وبعد : فلما كان تمييز الموضوع من الحديث على رسول الله rمن أجل الفنون وأعظم العلوم, و أنبل الفوائد من جهات يكثر تعدادها ولو لم يكن منها إلا تنبيه المقصرين في علم السنة على ما هو مكذوب على رسول الله r ليجتنبوه, ويحذروا من العمل به, واعتقاد ما فيه, وإرشاد الناس إليه, كما وقع لكثير من المصنفين في الفقه, و المتصدرين للوعظ, والمشتغلين بالعبادة, والمتعرضين للتصنيف في الزهد, فيكون لمن بين لهؤلاء ما هو كذب من السنة أجر من قام بالبيان الذي أوجبه الله, مع ما في ذلك من تخليص عباد الله من معرة العمل بالكذب, وأخذه على أيدي المتعرضين لما ليس من شأنهم من التأليف, والاستدلال والقيل والقال

 

وقد أكثر العلماء رحمهم الله من البيان للأحاديث الموضوعة, وهتكوا أستار الكذابين, ونفوا عن حديث رسول الله rانتحال المبطلين, وتحريف الغالين, وافتراء المفترين, وزور المزورين, وهم رحمهم الله تعالى قسمان : قسم جعلوا مصنفاتهم مختصة بالرجال الكذابين والضعفاء,وما هو أعم من ذلك, وبينوا في تراجمهم ما رووه من موضوع, أو ضعيف كمصنف ابن حبان, والعقيلي, والأزدي في ( الضعفاء ), و( أفراد ) الدارقطني, و( تاريخ ) الخطيب, والحاكم, و( كامل ) ابن عدي, و ( ميزان ) الذهبي.

 

وقسم جعلوا مصنفاتهم مختصة بالأحاديث الموضوعة, ( كموضوعات ابن الجوزي ), والصغاني, و الجوزقاني, والقزويني, ومن ذلك ( مختصر ) المجد [27]صاحب القاموس, و( مقاصد ) السخاوي, و( تمييز الطيب من الخبيث ) للديبع, و( الذيل على موضوعات ابن الجوزي ) للسيوطي, وكذلك كتاب ( الوجيز ) له, و ( اللآلىء المصنوعة ) له, و ( تخريج الإحياء ) للعراقي, و ( التذكرة ) لابن طاهر الفتني

 

وها أنا بمعونة الله وتيسيره أجمع في هذا الكتاب جميع ما تضمنته هذه المصنفات من الأحاديث الموضوعة, وقد أذكر ما لا يصح إطلاق اسم الموضوع عليه, بل غاية ما فيه أنه ضعيف بمرة, وقد يكون ضعيفا ضعفا خفيفا, وقد يكون أعلى من ذلك, والحامل على ذكر ما كان هكذا التنبيه على أنه قد عد ذلك بعض المصنفين موضوعا, كابن الجوزي, فإنه تساهل في ( موضوعاته ), حتى ذكر فيها ما هو صحيح, فضلا عن الحسن, فضلا عن الضعيف, وقد تعقبه السيوطي بما فيه كفاية, وقد أشرت إلى تعقباته تارة منسوبة إليه, وتارة منسوبة إلى كتبه, واختصرتها اختصارا لا يخل بالمراد, ودفعت ما يستحق الدفع منها, وأهملت ما لا يتعلق به فائدة

 

وسميت هذا الكتاب : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ), فمن كان عنده هذا الكتاب فقد كان عنده جميع مصنفات المصنفين في الموضوعات, مع زيادات وقفت عليها في كتب الجرح والتعديل, وتراجم رجال الرواية, و تخريجات المخرجين, وتصنيفات المحققين, وقد اقتصرت على قولي حديث كذا فيما كان قد رفعه واضعه إلى النبي r , فإن كان الواضع وضعه على صحابي أو من بعده اقتصرت على لفظ قول فلان كذا, ثم أذكر من روى ذلك الموضوع من المصنفين في الجرح والتعديل, والتاريخ فإن لم أجده إلا في كتب المصنفين في المتون الموضوعة, اقتصرت على عزوه إلى من أورده في مصنفه

 

وأسأل الله الإعانة على التمام, وأن يجعله من الأعمال المبلغة إلى دار السلام, والموجبة للفوز بحسن الختام

 

وقد قدمت الأحاديث الموضوعة في مسائل الفقه, مبوبا ذلك على الأبواب, ثم ذكرت بعد ذلك سائر الموضوعات, وقد ذكرت في أخريات مناقب الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة ومن بعدهم أبحاثا مفيدة في ذكر النسخ الموضوعة, ومن هو مشهور بالوضع, والأسباب الحاملة على الوضع, وكذلك ذكرت في آخر باب فضائل القرآن الكتب الموضوعة في التفسير, فليراجع ذلك من احتاج إليه, وأسأل الله الإعانة على التمام, وأن يجعله من الأعمال المبلغة إلى دار السلام, و الموجبة بالفوز بحسن الختام [28]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

كتب أحاديث الأحكام والخلاف

 

 

 

 

 

التحقيق في أحاديث التعليق

 

للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الإمام العلامة, الحافظ المتقن المحقق, أبو الفرج بن الجوزي, رضي الله عنه و أرضاه, وجعل الجنة منقلبه و مثواه :

 

أحمد الله على الإنعام المترادف, وأشكره على الإكرام المتكاثف, حمدا يقوم بشكر التالد و الطارف, وشكرا يصدر من مقر بالفضل عارف, وكيف لا وبحر فهمي يهمي, وكم فهم واقف, وبصر بصيرتي في العلوم ينفي, في نقده الزائف, وأصلي على أشرف راكب وملب و طائف, محمد الذي شرع أحسن الشرائع, و وظف أزين الوظائف, وعلى كل من صحبه وتبعه خالفا لسالف

 

وبعد : فهذا كتاب نذكر فيه مذهبنا في مسائل الخلاف, ومذهب الخالف, ونكشف عن دليل المذهبين من النقل كشف مناصف, لانميل لنا و لا علينا فيما نقول ولا نجازف, وسيحمدنا المطلع عليه إنه كان منصفا والواقف, ويعلم أنا أولى بالصحيح من جميع الطوائف, و الله الموفق لأرشد الطرق و أهدى المعارف

 

فصل : كان السبب في إثارة العزم لتصنيف هذا الكتاب أن جماعة من إخواني و مشايخي في الفقه, كانوا يسألوني في زمن الصبا جمع أحاديث ( التعليق ) [29] وبيان ما صح منها, و ما طعن فيه, و كنت أتوانى عن هذا لشيئين, أحدهما اشتغالي بالطلب, والثاني ظني أن ما في التعاليق في ذلك يكفي, فلما نظرت في التعاليق, رأيت بضاعة أكثر الفقهاء في الحديث مزجاة, يعول أكثرهم على أحاديث لا تصح, ويعرض عن الصحاح, ويقلد بعضهم بعضا فيما ينقل, ثم قد انقسم المتأخرون ثلاثة أقسام :

 

القسم الأول : قوم غلب عليهم الكسل, ورأوا أن في البحث تعبا و كلفة, فتعجلوا الراحة, واقتنعوا بما سطره غيرهم

 

والقسم الثاني : قوم لم يهتدوا إلى أمكنة الحديث, وعلموا أنه لا بد من سؤال من يعلم هذا, فاستنكفوا عن ذلك

 

والقسم الثالث : قوم مقصودهم التوسع في الكلام, طلبا للتقدم والرئاسة, واشتغالهم بالجدل والقياس, ولا التفات لهم إلى الحديث, لا إلى تصحيحه, ولا إلى الطعن فيه, وليس هذا شأن من استظهر لدينه, وطلب الوثيقة من أمره, ولقد رأيت بعض الأكابر من الفقهاء ويقول في تصنيفه عن ألفاظ قد أخرجت في الصحاح : لا يجوز أن يكون رسول الله r قال هذه الألفاظ ويرد الحديث الصحيح, ويقول : هذا لا يعرف, و إنما هو لا يعرفه, ثم رأيته قد استدل بحديث زعم أن البخاري أخرجه, وليس كذلك, ثم نقله عنه مصنف آخر كما قال تقليدا له, ثم استدل في مسألة فقال : دليلنا ما روى بعضهم أن النبي  r قال كذا

 

ورأيت جمهور مشايخنا يقولون في تصانيفهم دليلنا ما روى أبو بكر الخلال [30] بإسناده عن رسول الله r  ودليلنا ما روى أبو بكر عبد العزيز [31] بإسناده, و دليلنا ما روى ابن بطة [32] بإسناده, و جمهور تلك الأحاديث في الصحاح, و في (المسند), وفي (السنن), غير أن السبب في اقتناعهم بهذا التكاسل عن البحث

 

والعجب ممن ليس له شغل سوى مسائل الخلاف, ثم قد اقتصر منها في المناظرة على خمسين مسألة, وجمهور هذه الخمسين لا يستدل فيها بحديث, فما قدر الباقي حتى يتكاسل عن المبالغة في معرفته

 

فصل : و ألوم عندي ممن قد لمته من الفقهاء جماعة من كبار المحدثين, عرفوا صحيح النقل وسقيمه, و صنفوا في ذلك, فإذا جاء حديث ضعيف يخالف مذهبهم بينوا وجه الطعن فيه, وإن كان موافقا لمذهبهم سكتوا عن الطعن فيه, وهذا ينبيء عن قلة دين, وغلبة هوى, أخبرنا أبو الحسين بن عبد الخالق, قال أنبأنا أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف, قال أنبأنا محمد بن عبد الملك بن بشران, قال حدثنا علي بن عمر بن الدارقطني, قال حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد, قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد السكوني, قال سمعت أبي قال سمعت وكيعا يقول : أهل العلم يكتبون ما لهم و ما عليهم, و أهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم

 

وهذا حين شروعنا فيما انتدبنا له من ذكر الأحاديث, معرضين عن العصبة التي نعتقدها في مثل هذا حراما, ولو ذكرنا كل حديث بجميع طرقه,وأشبعنا الكلام فيها لطال ومل, وإنما هذا موضوع للفقهاء, وغرضهم يحصل مع الاختصار, و للمحدثين فيه يد بقليل من البسط و الأسانيد, والله الموفق.[33]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق

 

للحافظ شمس الدين ابن عبدالهادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل على وسلم على محمد وآله, الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستهديه و نستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له , ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله, وعلى آله وسلم تسليما كثيرا

 

أما بعد : فهذا كتاب أذكر فيه المسائل والأحاديث التي ذكرها الشيخ الإمام العلامة الحافظ أبوالفرج بن الجوزي رحمه الله في كتاب ( التحقيق ) محذوفة الأسانيد في الغالب منه إلى مؤلفي الكتب من الأئمة الحفاظ, كالإمام أحمد, و البخاري, ومسلم, والترمذي, والنسائي, والدراقطني, وغيرهم

 

ثم أتبعها بزيادات مفيدة, من ذكر من روى الحديث, أو صححه, أو ضعفه, وذكر بعض علل الأحاديث, والتنبيه على أحوال رجل سكت عنهم المؤلف, وهم غير محتج بهم, أو محتج بهم تكلم فيهم, وهم صادقون محتج بهم, ورجال وثقهم في موضع, وضعفهم في موضع آخر, وغير ذلك من الزيادات المحتاج إليها, و ذلك على وجه الإختصار في الغالب, و أكتب في أول الزيادة  ( ز ) بالأحمر, وآخرها دائرة ( o ) بالأحمر أيضا , لكي يتميز من كلام المؤلف

 

وسميته كتاب : ( تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق ), والله أسأل أن ينفع به, إنه قريب مجيب, و ما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب [34]

 

الأحكام الوسطى

 

للحافظ عبدالحق الإشبيلي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, قال الفقيه المحدث الحافظ, أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي, رحمه الله تعالى

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والتسليم على محمد خاتم النبيين, وإمام المرسلين و على جميع عباد الله الصالحين

 

أما بعد : وفقنا الله وإياك, فإني جمعت في هذا الكتاب مفترقا من حديث رسول الله r في لوازم الشرع وأحكامه, و حلاله وحرامه, وفي ضروب من الترغيب والترهيب, وذكر الثواب والعقاب, إلى غير ذلك من الآداب والرقائق و الحكم والمواعظ, وفنونا من الأدعية والأذكار, وجملا في الفتن والأشراط, و أحاديث في معان أخر, مع نبذ من التفسير, مما يكسب حافظه العلم الكثير, والعامل به الحظ الخطير, والملك الكبير, ونقلتها الأئمة المشهورين, والجلة السابقين, سُرُج الدين, وهداة المسلمين, أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وأبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي, وأبو عيسى محمد بن سورة الترمذي

 

وأضفت إلى ذلك أحاديث من كتب أخر, أذكرها عند ذكر الحديث منها, أو أذكر أصحابها أو المشهور برواية ذلك الحديث الذي أخرج, مثل أن أقول ومن ( مسند أبي بكر بن أبي شيبة ), أو ذكر ابن أبي شيبة, أو روى وكيع بن الجراح, أو فلان, وإذا ذكرت الحديث لمسلم أو لغيره عن صاحب, ثم أقول و عنه, أو عن فلان, وإذا ذكرت الحديث لمسلم, أو لغيره, وعن صاحب, ثم أقول وعنه, أو عن فلان و أذكر ذلك الصاحب أو صاحب آخر, فإنما كل ذلك لمسلم, أو من الكتاب الذي أذكر أولا, حتى أسمي غيره, وربما تخللها كلام في رجل, أو في شيء

 

وإذا قلت وفي رواية أخرى أو وفي طريق آخر, ولا أذكر الصاحب, فإنه من ذلك الكتاب, وإن كانت الزيادة عن صاحب آخر ذكرت الصاحب وذكرت النبي r وعن ذلك الصاحب عن النبي r عليه السلام, وإذا ذكرت الحديث لمسلم أو لسواه, ثم أقول زاد البخاري كذا وكذا وزاد فلان كذا كذا, أو قال كذا و كذا, ولم أذكر الصحاب ولا النبي r فإنه عن ذلك الصاحب عن النبي r وإن كانت الزيادة عن صاحب أخر ذكرت الصاحب وذكرت النبي r

 

وربما ذكرت الزيادة وقلت: خرجها من حديث فلان, ولم أذكر النبي عليه السلام, وإن كانت الزيادة أو الحديث الكامل بإسناد معتل ذكرت علته, ونبهت عليها, بحسب ما اتفق من التطويل أو الإختصار, وإن لم تكن فيه علة كان سكوتي عنه دليلا على صحته, هذا فيما أعلم, ولم أتعرض لإخراج الحديث المعتل كله, وأنما أخرجت منه يسيرا مما عمل به, أو بأكثره عند بعض الناس, واعتمد عليه, وفزع عند الحاجة إليه, والحديث السقيم أكثر من أن أتعرض له, أو أشتغل به, و بعض هذه الأحاديث المعتلة ورد من طريق واحد, فذكرته منها, وربما بينته, ومنها ما ورد من طريقين, أو أكثر, فذكرت منها ما أمكن, وأضربت عن سائرها, ومنها ما لم أحص طرقه, ولو أردت ذلك لم أقدر عليه, ولا وجدت سبيلا إليه لضيق الباع, وقلة الإتساع, مع ما أكرهه أيضا من التكرار, وأرغب فيه من التقريب و الإختصار.

 

وكثيرا ما أخذت متن كتب أبي أحمد بن عدي الجرجاني حديثا وتعليلا, وكذلك من كتاب أبي الحسن علي بن عمر الدراقطني, كتاب ( السنن ) وكتب ( العلل ) له, وأخذت كلاما كثيرا في التجريح والتعليل من كتاب أبي محمد عبد الرحمن بن حاتم الرازي, ومن كتاب غيره, وربما أخذت حديثا وتعليلا من كتاب آخر, أو كلاما في رجل, وقد بينت ذلك في المواضع.

 

وأكثر ما أذكر من العلل ما يوجب حكما, ويثبت ضعفا, ويخرج الحديث من العمل به إلى الرغبة عنه, والترك له, أو على الاعتبار بروايته, مثل القطع, والإرسال, والتوقيف, وضعف الراوي, والإختلاف الكثير,في الإسناد

 

وليس كل إسناد يفسده الإختلاف, وليس كل الإرسال أيضا علة عند قوم, إذا كان الذي أرسله إمام, و لا التوقيف علة أخرى, إذا كان يسنده ثقة, وضعف الراوي علة عند الجميع.

 

وضعف الراوي يكون بالتعمد للكذب, ويكون بالوهم, وقلة الحفظ, وكثرة الخطأ, وإن كان صادقا, ويكون بالتدليس, وإن كان ثقة, فيحتاج حديثه إلى نظر, ويكون أيضا لجرحة أخرى مما يسقط العدالة أو يوهنها, أو رأي يراه الراوي, أو مذهب يذهب إليه مما يخالف السنة, ويفارق الجماعة, وقد يكون داعية إلى مذهبه ذلك, وقد يكون يعتقده ويقول به ولا يدعو إليه, وبينهما عند بعضهم فرق.

 

وللكلام في هذا موضع آخر, وإنما أذكر في هذا الباب كلام الأئمة في الراوي مختصرا, وإذا ذكرته في موضع, و ذكرت الكلام فيه, ووقع ذكره في موضع آخر

 

وربما ذكرت من تكلم فيه, وربما ذكرت ضعفه خاصة, وربما ذكرت إلا لجرحة في بعض المواضع

 

وربما قلت: لا يصح هذا من قبل إسناده, اتكالا على شهرة الحديث في الضعف

 

وإنما أعلل من الحديث ما كان فيه أمر أو نهي أو يتعلق به حكم, وأما ما سوى ذلك فربما كان في بعضها سمح, وليس منها شيء عن متفق علي تركه فيما أدري, وليس فيه أيضا من هذا النوع إلا القليل.

 

ولعل قليلا يقول قد كان فيما جمع أبو القاسم [ الزيدزي ] رحمه الله [35] ما يريحك من تعبك , ويغنيك عن نصبك فما فائدتك فيما قصدت, وما الفائدة التي تعود عليك في هذا الذي جمعت, فأقول والله المستعان, إن لكل أحد رأيا يراه, و طريقا يلتمسه ويتوخاه.

 

وإن أبا القاسم رحمه الله أخذ الأحاديث غثها وسمينها, وصحيحها وسقيمها, فأخرجها بجملتها, ولم يتكلم في شيء من عللها, إلا في الشيء اليسير, والنادر القليل, وقد ترك أحاديث في الأحكام لم يخرجها, إذ لم تكن في الكتب التي أخرج حديثها, وإن كان فيها أحاديث معتلة, فقد أخرج أمثالها في الوهن

 

وأيضا فان أبا القاسم عمد إلي الحديث فأخرجه من كتب كثيرة, وترجم عليه بأسماء عديدة, ولم يذكر إلا لفظا واحدا , ولم يبين لفظ من هو, ولا من انفرد به.

 

وقلما يجيء الحديث الواحد في كتب كثيرة إلا باختلاف لفظ أو معنى, أو زيادة أو نقصان, ولم يبين هو شيئا من ذلك إلا في النزر القليل, أو في الحديث من المائة, أو في أكثر, أو في مكان من ذلك, وليس الاختلاف في الحديث مما يقدح في الحديث, إذا كان المعنى متفقا, ولكن الأولى أن ينسب كل كلام إلى قائله, ويعزى كل لفظ إلى الناطق به.

 

وأما ما كان في الحديث من الإختلاف معنى أو زيادة أو نقصان, فإنه يحتاج إلى تبيين ذلك وتمييزه, وتهذيبه, وتحصيله, حتى يعرف صاحب الحكم الزائد, والمعنى المختلف, وإنما ترجم رحمه الله على الحديث الواحد بما ترجم عليه من الكتب, لتعرف شهرة الحديث, وإخراج الناس له.

 

وعمدت أنا إلى الحديث وأخرجته من كتاب واحد, ولفظ واحد, وكذلك ذكرت الزيادة من كتاب واحد, و بلفظ واحد ليعرف صاحب اللفظ, ويتبين صاحب النص, وتقع نسبة الحديث إليه صحيحة.

 

وإن الحديث إذا جاء من طريق واحد صحيح, ولم يجئ ما يعارضه فإنه يوجب العمل, وتلزم به الحجة, كما يوجب العمل وتلزم به الحجة إذا جاء من طريق كثيرة, وإن كانت النفس إلى الكثرة أميل, وبها أطيب, إذا كانت الكثرة إنما اجتمعت ممن يوثق بحديثه,ويعتمد على روايته, وإن ذكر الحديث في مواضع كثيرة, ومجيئه في دواوين عديدة, شهرته عند الناس لا يخرجه عن منزلته, ولا يرفعه عن درجته في الحقيقة, وإنه إذا رجع إلى طريق واحد حكم له بحكم الواحد, فإن كان صحيحا حكم له بحكم الصحيح, وإن كان سقيما حكم له بحكم السقيم, لأن الفرع لا يطيب إلا بطيب الأصل, وكما أن التواتر إذا رجع إلى آحاد حكم له بحكم الآحاد, إلا أن يكون الإجماع على عمل يوافق حديثا معتلا, فإن الإجماع حكم آخر وهو الأصل.الثالث الذي يرجع إليه, وليس ينظر على علة الحديث, ولا لضعف الراوي ولا لتركه

 

ولم يشتهر بالصحة من الكتب التي أخرج أبي القاسم رحمه الله حديثها إلا كتاب الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسن مسلم بن الحجاج, رحمة الله عليهما وسائرها لم يعرف بالصحة,ولا اشتهر بها و إن كان فيها من الصحيح ما لم يجيء في الكتابين, كما أن فيها من السقيم ما يحتاج إلى الكلام فيه, والتنبيه عليه, والتمييز له, وإلا كان قارئه والعامل به يسير في ظلماء, ويخبط في عشواء

 

مع أن أحاديث في الكتابين قد تكلم فيها, ولم يسلم لصاحبها إخراجها في جملة الصحيح, وإن كان ذلك الإعتراض لا يخرج الكتابين عن تسميتها بالصحيحين, ومع أن بعض الكلام في تلك الأحاديث تعسف وتشطط لا يصغى إليه, ولا يعرج عليه

 

وقد أخرجت في هذا الكتاب أحاديث قليلة من كتاب, وتركتها في كتاب أشهر من الكتاب الذي أخرجتها منه, ثم نبهت على كونها في ذلك الكتاب المشهور, وإنما فعلت ذلك لزيادة في الحديث , أو لبيانه, أو لكماله, و حسن سياقه, أو لقوة سند في ذلك الحديث على غيره, ومنها ما فعلته نسيانا, ونبهت على الكل, وقد يكون حديثا بإسناد صحيح, و له إسناد آخر أنزل منه في الصحة, لكن يكون لفظ الإسناد النازل أحسن مساقا أو أبين, فآخذه لما فيه من البيان و حسن المساق, إذ المعنى واحد, وإذ هو صحيح من أجل الإسناد الآخر

 

أو يكون حديث تعضده آية ظاهرة البيان من كتاب الله تعالى, فإنه وإن كان معتلا أكتبه, لأن معهما يقويه ويذهب علته, وهذا النوع المعتذر عنه غي هذا المجموع قليل

 

وجعلت هذا الكتاب المختصر, ليسهل حفظه, ويقرب تناوله, وتتيسر فائدته, إلا أحاديث يسيرة ذكرت سندها, أو بعضه ليتبين الراوي المتكلم فيه, لأنه ربما كان الراوي لا يعرف إلا حتى يذكر عن من روي, ومن روى عنه, وربما فعلت ذلك لقرب السند, وربما ذكرت من الإسناد رجلا مشهورا يدور الحديث عليه, ويعرف به كما تقدم, وعلى كتاب مسلم في الصحيح عولت, ومنه أكثر ما نقلت.

 

وإلى الله عز وجل أرغب, ومنه تبارك وتعالى أسأل وأطلب, أن يجعل ذلك خالصا لوجهه, مقربا إليه, مزلفا لديه, وأن يعين على العمل به, والأخذ بما فيه, وأن ييسر لنا طريق النجاة, وسبيل الهداة, وأن يرزقنا طيب الحياة, وكرم الوفاة, برحمته لا رب غيره, وهو المستعان, وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [36]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الأحكام الصغرى

 

للحافظ عبدالحق الإشبيلي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, رب تمم بخير, قال الشيخ الفقيه الحافظ المحدث أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الإشبيلي رحمه الله :

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والتسليم على محمد خاتم النبيين, وإمام المرسلين, وعلى صحابته الطاهرين, وجميع عباد الله الصالحين

 

أما بعد : وفقنا الله أجمعين لطاعته, وأمدنا بمعونته, وتوفانا على شريعته, فإني جمعت في هذا الكتاب مفترقا من حديث رسول الله r في لوازم الشرع وأحكامه, وحلاله وحرامه, وفي ضروب من الترغيب والترهيب, وذكر الثواب والعقاب, إلى غير ذلك مما تميز حافظها, وتسعد العامل بها, وتخيرتها صحيحة الإسناد, معروفة عند النقاد, قد نقلتها الأثبات, وتداولتها الثقات, أخرجتها من كتب الأئمة وهُداة الأمة, أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي, وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وأبو داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وأبو عيسى محمد بن سورة الترمذي

 

وفيه أحاديث من كتب أخر, أذكرها عند ذكر ما أخرج منها, وإذا ذكرت الحديث لواحد ممن أخرجت حديثه, فكل حديث أذكره بعد ذلك فهو له, ومن كتابه, وعن ذلك الصاحب المذكور فيه, حتى أذكر غيره, وأسمي سواه, وربما تخللها في تفسير لغة, أو في شيء ما

 

وإذا ذكرت الحديث لأحدهم وقلت: زاد فلان كذا وكذا, أو قال فلان كذا وكذا, فهو عن ذلك الصاحب عن النبي r , وإن لم أذكر الصاحب ولا النبي r , وان كان من غيره سميته, وذكرت عمن أخرجته, وربما وقع في هذا الكتاب ما قد تكلم فيه من طريق الإرسال والتوقيف, أو تكلم في بعض نقلته, و ليس كل كلام يقبل, ولا كل قول به يعمل, ولو ترك كل من تكلم فيه لم يبق بأيدي أهل هذا الشأن منه إلا القليل, وللكلام في هذا الموضوع موضع آخر, وهذا النوع المعتذر عنه في هذا المجموع قليل, وربما نبهت على بعضه.

 

وكتبت هذه الأحاديث مختصرة الأسانيد, لتسهل على من أراد حفظها, وتقرب على من أراد التفقه فيها, والنظر في معانيها, إذ التفقه في حديث رسول الله r هو المعنى المقصود, والرأي المحمود, والعمل الموجود, في المقام المحضور, و اليوم المشهود, وإلى الله عز وجل أرغب في أن يجعل ذلك خالصا لوجهه, مدنيا من رحمت, مقربا إلى جنته, معينا على أداء ما أوجب, منهضا إلى ما فيه رغب, وإليه ندب, برحمته, لا رب سواه, وهو المستعان, وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به, وهو حسبنا ونعم الوكيل [37]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

بيان الوهم والإيهام

 

الواقعين في كتاب الأحكام

 

للحافظ أبي الحسن بن القطان الفاسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الفقيه المحدث العالم الأوحد أبو الحسن علي بن الشيخ الفقيه المرحوم أبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن يحيى المعروف بابن القطان رحمه الله و رضي عنه :

 

الحمد لله كما يحق له ويجب, التسليم على محمد نبيه المصطفى المنتخب

 

وبعد: فإن أبا محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي ثم الإشبيلي رحمة الله عليه قد خلد في كتابه الذي جمع فيه أحاديث أحكام أفعل المكلفين علما نافعا, وأجرا قائما زكا به عمله, ونجح فيه سعيه, وظهر عليه ما صلح فيه من نيته, وصح من طويته, فلذلك شاع الكتاب المذكور وانتشر, و تلقي بالقبول, وحق له ذلك, لجودة تصنيفه, واقتصاده, وجودة اختياره, فلقد أحسن فيه ما شاء, وأبدع فوق ما أراد, وأربى على الغاية وزاد, ودل منه على حفظ وإتقان, وعلم وفهم, واطلاع و اتساع, فلذلك لا تجد أحدا ينتمي إلى نوع من أنواع العلوم الشرعية إلا والكتاب المذكور عنده, أو نفسه معلقة به

 

فقد حداهم حسن تأليفه على الإكباب عليه, وإيثاره, وخاصة من لا يشارك في طلبه بشيء من النظر في علم الحديث من فقهاء ومتكلمين وأصوليين, فإنهم الذين قد قنعوا به, ولم يبغوا سواه, حتى لربما جر عليهم جهالات.

 

منها اعتقاد أحدهم أنه لو نظر في كتب الحديث نظر أهله, فرواها وتفقد أسانيدها, وتعرف أحوال رواتها فعلم بذلك صحة الصحيح, وسقم السقيم, وحسن الحسن, فاته كثير مما احتوى عليه الكتاب المذكور من مشتت الأحاديث, التي لا تحتوي إلا ما يتعذر على الأكثر من الناس جمعه

 

وهذا ممن اعتقده غلط, بل إتقان كتاب من كتب الحديث, وتعرفه كما يجب, يحصل له أكثر مما يحصل له الكتاب المذكور من صناعة النقل, فإنه ما من حديث يبحث عنه حق البحث, إلا ويجتمع له من أطرافه وضم ما في معناه إليه, و التنبه لما يعارضه في جميع ما يقتضيه, أو بعضه, أو ما يعاضده, ومعرفة أحوال نقلته, وتواريخهم ما يفتح له في الألف من الأحاديث.

 

وكذلك يجر عليهم أيضا اعتقاد أن ما ذكره من عند البخاري مثلا لا بد فيه من البخاري, وما علم أنه ربما يكون عند جميعهم, وما ذكره من عند أبي داود, ربما ليس هو عند الترمذي, أو النسائي, ولذلك ذكره من عند أبي داود, وما علم أنه ربما لم يخل منه كتاب أيضا.

 

وكذلك أيضا يجر عليهم تحصيل الأحاديث مشتتة غاية التشتت, بحيث يتعرض للغلط في نسبتها إلى مواضعها بأدنى غيبة عنها, ولذلك ما ترى المشتغلين به, الآخذين أنفسهم بحفظه, ينسبون إلى مسلم ما ليس عنده, أو إلى غيره ما لم يذكر كذلك, وربما شعر أحدهم بأنه بذلك مدلس, كتدليس من يروي ما لم يسمع عمن قد روي عنه, من حيث يوهم قوله ذكر مسلم, أو البخاري كذا, أنه قد رأى ذلك في موضعه, ونقله من حيث ذكر, فيتحرج من ذلك أحدهم, فيحوجه ذلك إلى أن يقول ذكره عبد الحق فيحصل من ذلك في مثل ما يحصل فيه من يذكر من النحو مسألة وهي في كتاب سيبويه, أو يذكر مسألة في الفقه هي في أمهات كتبه, فينسبها إلى متأخري الناقلين منها, بخلاف ما يتحصل الأمر عليه في نفس قارئ كتاب مسلم, أو أبي داود مثلا, فإنه يعلم الأبواب مرتبة مصنفة, وأطرافها من غيره, وما عليه من زيادات , أو معارضات أو معاضدات, مرتبة في خاطره بحيث لا يختل ولا يتثبج إلا في النذرة

 

والذي يحصل من علم صحة هذا الذي وصفناه للمزاول أكثر, وأبين مما وصفنا منه, فالكتاب المذكور من حيث حسنه وكثرة ما فيه, قد جر الإعراض عن النظر الصحيح, والترتيب الأولى من تحصيل الشيء من معدنه, وأخذ من حيث أخذه هو وغيره.

 

هذا على تقدير سلامته من اختلال نقل, أو إغفال, أو خطأ, في نظر أهل هذا الشأن, فأما والأمر على هذا, فقد يجب أن يكون نظر من يقرؤه وبحثه أكثر وأكبر من بحث من يقرأ أصلا من الأصول, لا كما يصنعه كثير ممن أكب عليه, من اعتمادهم على ما نقل, وتقليدهم إياه فيما رأى وذهب إليه من تصحيح أو تسقيم, وقد يعمم بعضهم هذه القضية في جميع نظر المحدث, ويقول: إنه كله تقليد, وإن غاية ما ينتهي إليه الناظر بنظرهم, تقليد معدل أو مجرح, فهو كتقليد مصحح أو مضعف للحديث

 

وهذا ممن يقوله خطأ, بل ينتهي الأمر بالمحدث إلى ما هو الحق من قبول الرواية, ورد الرأي, فهو لا يقلد من صحح, ولا من ضعف, كما لا يقلد من حرم, ولا من حلل, فإنها في العلمين مسائل مجتهدة, لكنه يقبل من رواية العدل الناقل له من أحوال من روى عنه الحديث, ما يحصل عنده الثقة بنقله, أو عكس ذلك

 

ونقلهم لذلك إما مفصلا, وإما مجملا, بلفظ مصطلح عليه, كألفاظ التعديل والتجريح, فإنهم قد تواضعوا عليها بدلا من التطوف على جزئيات الأحوال, وتأديتها على التفصيل

 

فكما كان يحصل لنا من نقل العدل إذا قال لنا: إن فلانا كان ورعا حافظا, ضابطا, فهما, عالما أن فلانا المذكور مقبول الرواية, مرجح جانب صدقه على جانب كذبه, فكذلك يحصل لنا ذلك, إذا قال لفظا من الألفاظ المصطلح عليها, و لبيان المعنى والانفصال عما يعترض به عليه مواضعه

 

ولما كان الحال على ما وصفت من احتواء الكتاب المذكور على ما لا يعصم منه أحد, ولا سيما من جمع جمعه, وأكثر إكثاره, وكفى المرء نبلا أن تعد معايبه, تجردت لذكر المعثور عليه من ذلك, فذكرته مفيدا به, وممثلا لما لم أعثر عليه من نوعه, إذ الإحاطة متعذرة, وانحصر لي ذلك في أمرين وهما نقله ونظره أما نقله فأبواب منها:

 

1- باب ذكر الزيادة في الأسانيد, 2- باب ذكر النقص في الأسانيد, 3- باب نسبة الأحاديث إلى غير رواتها, 4- باب ذكر الأحاديث يوردها من موضع عن راو , ثم يردفها زيادة, أو حديثا من موضع آخر, موهما أنها عن ذلك الراوي أو بذلك الإسناد, أو في تلك القصة, أو في ذلك الموضع, وليس كذلك, 5- باب ذكر أحاديث يظن من عطفها على آخر, أو إردافها إياها, أنها مثلها في مقتضياتها, وليست كذلك, 6- باب أشياء مفترقة تغيرت في نقله, أو بعده عما هي عليه, 7- باب ذكر رواة تغيرت أسماؤهم أو أنسابهم عما هي عليه, 8- باب ذكر أحاديث أوردها ولم أجد لها ذكرا, أو عزاها إلى مواضع ليست هي فيها, أو ليست كما ذكر, 9- باب ذكر أحاديث أوردها على أنها مرفوعة, وهي موقوفة, أو مشكوك في رفعها, 10- باب ذكر ما جاء موقوفا, وهو في الموضع الذي نقله منه مرفوع, 11- باب ذكر أحاديث أغفل نسبتها إلى المواضع التي أخرجها منها, 12- باب ذكر أحاديث أبعد النجعة في إيرادها, ومتناولها أقرب وأشهر

 

وها هنا انتهى القسم الأول الراجع إلى نقله, فإن جميع هذه الأبواب أوهام, إما منه, وإما ممن بعده

 

فأما ما يرجع إلى نظره فمنه: 1- باب ذكر أحاديث أوردها إلى أنها متصلة, وهي منقطعة, أو مشكوك في اتصالها, 2- باب ذكر أحاديث ردها بالانقطاع, وهي متصلة, 3- باب ذكر أحاديث ذكرها على أنها مرسلة, لا عيب لها سوى الإرسال, وهي معتلة بغيره, ولم يبين ذلك منها, 4- باب ذكر أحاديث أعلها برجال, وفيها من هو مثلهم, أ, أضعف, أو مجهول لا يعرف, 5- باب ذكر أحاديث أعلها بما ليس بعلة, وترك ذكر عللها, 6- باب ذكر أحاديث أعلها, ولم يبين من أسانيدها مواضع العلل, 7- باب ذكر أحاديث سكت عنها, وقد ذكر أسانيدها, أو قطعا منها, ولم يبين من أمرها شيئا 7- باب ذكر أحاديث أتبعها منه كلاما يقضي ظاهره بتصحيحها, وليست بصحيحة, 10- باب ذكر أحاديث أتبعها كلاما منه كلاما لا يبين منه مذهبه فيها, فنبين أحوالها, من صحة أو سقم, أو حسن, 11- باب ذكر أحاديث أوردها على أنها صحيحة, أو حسنة, وهي ضعيفة من تلك الطرق, صحيحة أو حسنة من غيرها, 12- باب ذكر أحاديث ضعفها من الطرق التي أوردها منها, وهي ضعيفة منها, صحيحة أو حسنة من طرق أخر, 13- باب ذكر أحاديث ضعفها وهي صحيحة, أو حسنة, وما أعلها به ليس بعلة, 14- باب ذكر أحاديث ضعفها, ولم يبين بماذا, وضعفها إنما هو الانقطاع, أو توهمه, 15- باب ذكر أمور جميلة من أحوال رجال يجب اعتبارها, فأغفل ذلك أو تناقض فيه, 16- باب ذكر رجال لم يعرفهم, وهم ثقات, أو ضعاف, أو اختلف فيهم, 17- باب ذكر أحاديث عرف ببعض رواتها فاخطأ في التعريف بهم, 18- باب ذكر رجال ضعفهم بما لا يستحقون, وأشياء ذكرها عن غيره, محتاجة إلى التعقب, 19- باب ذكر أحاديث أغفل منها زيادات مفسرة, أو مكملة, أو متممة, 20- باب ذكر المصنفين الذين أخرج عنهم في كتابه ما أخرج من حديث, أو تعليل, أو تجريح, أو تعديل, 21- باب ذكر مضامين هذا الكتاب على نسق التصنيف

 

فهذا هو القسم الراجع إلى نظره, ما عدا البابين الأخيرين, فجميع هذا القسم إيهام منه لصحة سقيم, أو لسقم صحيح, أو لاتصال منقطع, أو لانقطاع متصل, أو لرفع موقوف, أو لوقف مرفوع, إن لثقة ضعيف, أو لضعف ثقة, أو لتيقن مشكوك, أو لتشكك في مستيقن, إلى غير ذلك من مضمنه, وباعتبار هذين القسمين من الأوهام والايهامات

 

سميناه كتاب : ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ), والباب الذي هو لذكر الزيادة المفسرة, أو المكملة هو باب يتسع, ويكثر مضمنه, ولن نقصده بالجمع, فالذي ذكرنا فيه إنما هو المتيسر ذكره, ولعلنا نعثر منه على أكثر من ذلك بعد إن شاء الله

 

وقد كنت شرعت في باب أذكر فيه ما ترك ذكره من الأحاديث الصحاح, المفيدة أحكاما لأفعال المكلفين, لست أعني ما ترك من حسن, أو ضعيف فان هذا قد اعترف هو بالعجز عنه, وهو فوق ما ذكر, بل من قسم الصحيح

 

فرأيته أمرا يكثر, أو يتعذر الإحاطة به, ورأيت منه أيضا كثيرا لا أشك في أنه تركه قصدا, بعد العلم به, والوقف عليه, وعلمت ذلك إما بأن رأيته قد كتبه في كتابه الكبير [38], الذي يذكر فيه الأحاديث بأسانيدها, الذي منه اختصر هذا, وإما بان يكون مذكورا في باب واحد من مصنف, أو في حديث صحابي واحد من مسند, مع ذكر ما ذكر هنا

 

فعلمت أنه ترك ذلك قصدا, خطأ أو صوابا, فأعرضت عن هذا المعنى, وهو أيضا إذا تعرض له لا يصلح أن يكون في باب من كتاب, بل ديوانا قائما بنفسه, يتجنب فيه ما ذكره هو فقط

 

وقد يظن ظان أن كتابنا هذا مقصور الإفادة على من له بكتاب أبي محمد عبد الحق اعتناء, فذلك الذي يستفيد منه إصلاح خلل, أو تنبيها على مغفل

 

وهذا الظن ممن يظنه خطأ, بل لو كان كتابنا قائما بنفسه, غير مشير إلىكتاب أبي محمد المذكور, كان بما فيه من التنبيه على نكت حديثية خلت عنها وعن أمثالها الكتب, وتعريف برجال يعز وجودهم, ويتعذر الوقوف على الموضع الذي استفدنا أحوالهم منها, وأحاديث أفدنا فوائد في متونها, أو في أسانيدها, وعلل نبهنا عليها, وأصول أشرنا إليها أفيد كتاب, وأعظم ثمرة تجتنى

 

ومن له بهذا الشأن اعتناء, يعرف صحة ما قلناه, وقد كاد مما لم نسبق إلي مثله في الصناعة الحديثية, وترتيب النظر فيها, المستفاد بطول البحث, وكثرة المصاحبة, والمناظرة, والمفاوضة, وشدة الاعتناء, ووجود الكتب المتعذر وجودها على غيرنا, مما تيسر الإنعام به من الله سبحانه علينا, له الحمد والشكر, فليس في كتاب أبي محمد عبد الحق حديث إلا وقفت عليه في الموضع الذي نقله منه, بل وفي مواضع لم يرها هو قط, بل لعله ما سمع بها, إلا أحاديث يسرة جدا, لم أقف عليها في مواضعها, ولم آأل جهدا, ولا أدعي سلامة من الخطأ, لكني أتيت بالمستطاع, فإن أصبت فأرجو تضعيف الأجر, والله يعفو عن الزلل, ويتفضل بإجزال ثواب بذل المجهود, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وهذا حين ابتدئ مستعينا بالله سبحانه [39]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

خلاصة الأحكام

 

في مهمات السنن وقواعد الأحكام

 

للحافظ أبي زكرياء محيي الدين النووي

 

بسم الله الرحيم , قال الشيخ الإمام العالم العامل, الورع الزاهد الحافظ, محيي الدين أبو زكرياء يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محد بن حزام النووي رحمه الله

 

الحمد لله رب العالمين, وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خير خلقه, وعلى سائر النبيين, وآل كل وسائر الصالحين, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا r عبده ورسوله, وزاده فضلا وشرفا لديه

 

أما بعد : فإنه ينبغي لكل أحد أن يتخلق بأخلاق رسول الله r ويقتدي بأقواله, وأفعاله, وتقريره في الأحكام, والآداب وسائر معالم الإسلام, وأن يعتمد في ذلك على ما صح, ويجتنب ما ضعف, ولا يغتر بمخالفي السنن الصحيحة, ولا يقلد معتمدي الأحاديث الضعيفة

 

فإن الله سبحانه قال: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا )(الحشر:7) و قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (آل عمران:31)

 

فهذه الآيات وما في معناها حثنا على اتباعه r , ونهانا عن الابتداع, والاختراع, وأمرنا الله سبحانه وتعالى عند التنازع بالرجوع الى الله و الرسول, أي الكتاب والسنة, وهذا كله في سنة صحت, أما ما لم تصح فكيف تكون سنة, وكيف يحكم على رسول الله r أنه قاله, أو فعله من غير مسوغ لذلك, ولا تغترن بكثرة المتساهلين في العمل, والاحتجاج في الاحكام بالأحاديث الضعيفة, وإن كانوا مصنفين, وأئمة في الفقه وغيره, وقد أكثروا من ذلك في كتبهم, ولو سئلوا عن ذلك لأجابوا بأنه لا يعتمد في ذلك الضعيف, وإنما أباح العلماء العمل بالضعيف في القصص, وفضائل الأعمال, التي ليست فيها مخالفة لما تقرر في أصول الشرع مثل فضل التسبيح, وسائر الأذكار, والحث على مكارم الأخلاق, والزهد في الدنيا, وغير ذلك مما أصوله معلومة مقررة.[40]

 

وقد استخرت الله الكريم, الرؤوف الرحيم, في جمع مختصر في الأحكام, اعتمد فيها الصحيح, والحسن, وأفرد الضعيف في أواخر الأبواب, تنبيها على ضعفه, لئلا يغتر به, وأذكر فيه إن شاء الله جملا متكاثرة, هي أصول قواعد الأحكام, و أضيفها إلى الكتب المشهورة, مصرحا بصحتها وحسنها, وأنبه على بعض خفي معانيها, وضبط لفظها

 

فما كان في (صحيحي) البخاري, ومسلم أو أحدهما اقتصرت على إضافته إليهما, أو إليه, لحصول المقصود, وهو بيان صحته, فإنهما صحيحان بإجماع المسلمين, وما كان في غيرهما ذكرت جماعة ممن رواه من المشهورين كأبي داود,والترمذي, و الدراقطني, والحاكم, و البيهقي, وغيرهم من أعلام الحفاظ المصنفين, فما كان في (صحيحي) البخاري, ومسلم رحمهما الله قلت في آخره : ( متفق عليه ), فإن اتفق لفظهما اقتصرت على : ( متفق عليه ), وإلا قلت : ( لفظه لفلان ),وإن زاد أحدهما أو غيرهما زيادة فيه نبهت عليها, وما اتفق عليه أبو داود,و الترمذي, والنسائي قلت في آخره : ( رواه الثلاثة ), وما سوى هذا أصرح بإضافته

 

وقد التزمت في هذا المختصر أن لا أهمل بيان شيء من الأحاديث في الصحة, والحسن, والضعف, والحسن كالصحيح في جواز الاحتجاج به في الأحكام, وإن كان دونه, وأما الضعيف فأنبه عليه مختصرا جدا, وعلى الله الكريم اعتمادي, و إليه تفويضي واستنادي, حسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم [41]

 

عمدة الأحكام من كلام خير الأنام

 

للحافظ  تقي الدين  أبي محمد عبد الغني المقدسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الملك الجبار, الواحد القهار, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار, وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الخيار

 

أما بعد : فإن بعض إخواني سألني اختصار جملة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري, ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري, فأجبته إلي سؤاله رجاء المنفعة

 

وأسأل الله أن ينفعنا به, ومن كتبه, أو سمعه, أو قرأه, أو حفظه, أو نظر فيه, وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم, موجباً للفوز لديه في جنات النعيم, فإنه حسبنا ونعم والوكيل [42]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

دلائل الأحكام في أحاديث الأحكام

 

للشيخ  بهاء الدين يوسف بن رافع ابن شداد

 

بسم الله الرحمن والرحيم, وبه العون والعصمة والتوفيق, الحمد للله على الهداية على الإسلام, والإرشاد إلى حكم ما شرع من الأحكام, والتمسك بشريعة محمد نبيه المبعوث إلى سائر الأنام, صلى الله عليه وعلى آله و صحبه أفضل الصلوات والسلام

 

وبعد : فانه لما رأيت الأحاديث عن النبي r هي أدلة غالب الأحكام, وأصولها التي تجري بمعرفتها على نظام, وإن الفقهاء قد شحنوا كتبهم و تصانيفهم, ولم ينبهوا على الصحيح منها والحسن والغريب, ولم يشيروا إلى أي كتاب تضمنها, ولم يشرحوا غريبها, ولا نبه أكثرهم على وجه الدليل منها, رأيت أن أجمع كتابا يجمع بين التنبيه على الحديث في أي كتاب ذكر, ومن اتفق على نقله من أئمة الحديث المشهورين, و أنبه على أنه صحيح أو حسن أو غريب, وأنبه على اختلاف العلماء من الصحابة فمن بعدهم من المجتهدين في أخذ الأحكام منه, مع الاختصار عن التطويل, المانع من التحصيل, سيما لأبناء الزمان المجبولين [ على ضعف الهمم, ورتبته ] [43] على أبواب الفقه, لتسهل على المتعلم مطالعته, و حل الأشكال منه [44]

 

 

 

المنتقى في أحاديث الأحكام عن خير الأنام

 

للامام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن تيمية

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي الذي لم يتخذ ولدا, ولم يكن له شريك في الملك , وخلق كل شيء فقدره تقديرا, وصلى الله على محمد النبي الأمي المرسل كافة للناس بشيرا ونذيرا, و على آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

 

هذا كتاب يشتمل على جملة من الأحاديث النبوية التي ترجع إليها أصول الأحكام إليها ويعتمد علماء الإسلام عليها انتقيتها من ( صحيحي ) البخاري, ومسلم, و( مسند ) الإمام أحمد بن حنبل, و( جامع ) أبي عيسى الترمذي, وكتاب ( السنن ) لأبى عبدالرحمن النسائي, وكتاب ( السنن ) لأبى داود السجستاني, وكتاب(  السنن ) لابن ماجة, واستغنيت بالعزو إلى هذه المسانيد عن الإطالة بذكر الأسانيد, والعلامة لما رواه البخاري ومسلم ( أخرجاه ), ولبقيتهم ( رواه الخمسة ), ولهم سبعتهم ( رواه الجماعة ), ولأحمد مع البخاري ومسلم ( متفق عليه ), وفيما سوى ذلك أسمي من رواه منهم, ولم أخرج فيما عزوته عن كتبهم إلا في مواضع يسيرة

 

وذكرت في ضمن ذلك شيئا يسيرا من آثار الصحابة r , ورتبت الأحاديث في هذا الكتاب على ترتيب فقهاء زماننا, لتسهل على مبتغيها, وترجمت لها أبوابا ببعض ما دلت عليه من الفوائد, ونسأل الله أن يوفقنا للصواب, ويعصمنا من كل خطأ وزلل, إنه جواد كريم [45]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الإلمام  بأحاديث الأحكام

 

للحافظ تقي الدين محمد بن علي ابن دقيق العيد

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ المصنف الإمام تقي الدين أبو الفرج محمد بن علي بن وهب بن مطيع القشيري المعروف بابن دقيق العيد, رحمه الله تعالى

 

الحمد لله منزل الشرائع والأحكام, ومفصل الحلال و الحرام, والهادي من اتبع رضوانه سبل السلام, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, توحيدا هو في التقرير محكم النظام, وفي الإخلاص وافد الاقسام, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله رحمة للأنام, فعليه منه أفضل صلاة وأكمل سلام, ثم على آله اطيبين الكرام, وأصحابه نجوم الهدى الأعلام

 

وبعد : فهذ ا مختصر في علم الحديث, تأملت مقصوده تأملا, ولم أدع الأحاديث إليه الجفلا, ولا ألوت في وضعه محررا, ولا أبرزته كيف اتفق تهورا, فمن فهم معناه شد عليه يد الضنانة, وأنزله من قلبه وتعظيمها الأعزين,مكانا وكنانة, و سميته بكتاب : ( الإلمام بأحاديث الأحكام ), وشرطي فيه أن لا أورد إلا حديث من وثقه إمام من مزكي رواة الأخبار, وكان صحيحا على طريقة أهل الحديث الحفاظ, أو أئمة الفقه النظار, فان لكل منهم معزى قصده وسلكه, و طريقا أعرض عنه وتركه, وفي كل خير, والله تعالى ينفع به دنيا ودينا, ويجعله نورا يسعى بين أيدينا, ويفتح لدارسيه حفظا وفهما, ويبلغنا ببركته منزلة من كرامته عظمى, إنه الفتاح العليم, الغني الكريم [46]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

المحرر في اختصار الإلمام

 

للحافظ أبي عبدالله ابن عبدالهادي

 

بسم الله الرحمن الرحيم,قال الشيخ الإمام العلامة, الزاهد الناسك, شمس الدين, أبوعبد الله محمد ابن لشيخ الصالح عماد الدين أحمد بن عبدالهادي بن عبدالحميد بن عبدالحميد بن يوسف بن قدامة المقدسي الحنبلي, تغمده الله برحمته: الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين, وعلى آله وصحبه أجمعين

 

أما بعد : فهذا مختصر يشتمل على جملة من الأحاديث النبوية في الأحكام الشرعية, و انتخبته من كتب الأئمة المشهورين, والحفاظ المعتمدين, (كمسند الإمام أحمد بن حنبل ), و( صحيحي ) البخاري ومسلم, و( سنن ) أبي داود, وابن ماجة, والنسائي,و( جامع ) أبي عيسى الترمذي, و( صحيح ) أبي بكر بن خزيمة, وكتاب ( الأنواع والتقاسيم ) لأبي حاتم بن حبان, و( المستدرك ) للحاكم أبي عبدالله النيسابوري, و( السنن الكبرى ) للبيهقي, وغيرهم من الكتب المشهورة, وذكرت بعض من صحح الحديث, أوضعفه, والكلام على بعض رواته, من جرح وتعديل, واجتهدت في اختصاره, وتحرير ألفاظه, ورتبته على ترتيب بعض فقهاء زمانا, ليسهل الكشف منه, وما كان فيه متفقا عليه فهو ما اجتمع البخاري ومسلم على روايته, وربما أذكر فيه شيئا من آثار الصحابة, رضي الله عنهم أجمعين

 

والله المسئول أن ينفعنا بذلك, ومن قرأه, أو حفظه, أو نظر فيه, وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, موجبا لرضاه, إنه على كل شيء قدير, وهو حسبنا ونعم الوكيل [47]

 

إحكام الأحكام الصادرة من شفتي سيد الأنام

 

للشيخ شمس الدين محمد بن علي النقاش المغربي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر, الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونؤمن به, ونتوكل عليه, ونعوذ بالله من شرو أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله

 

أما بعد : فقد جمعت مما يناسب ( العمدة ) من الأحكام الصادرة من بين شفتي سيد الأنام, من غير ما ذكره الشيخ فيها غالبا, ولم أذكر غير متن الحديث, ومن خرجه مرتبا على أبواب ( العمدة ), مخرجا من الكتب العشرة, وغيرها, وهي : كتاب ( الجامع الصحيح ) لمحمد بن إسماعيل البخاري, الذي هو أصح الكتب المصنفة, ومن ( تاريخه ) أيضا, ومن كتاب مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وكتاب الإمام أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب ( السنن ) لأبي عبدالرحمن النسائي, وكتاب ابن ماجة, وكتاب ( السنن ) لأبي داود, وكتاب الدراقطني, وكتاب الإمام أحمد بن حنبل, وغيرهم, كسعيد بن منصور, ومالك بن أنس, والشافعي, وابن أبي شيبة, وخلق من الأئمة, كالأثرم, والحاكم, وابن حبان, و عبدالله بن أحمد, والحميدي, وغيرهم, رحمهم الله تعالى.

 

والله تعالى أسأله أن يجعل ذلك خالصا لوجهه الكريم, ومقربا إلى جانب النعيم, وأن يجعلنا من العلماء العاملين, ويتوفانا على الإسلام والإيمان به, وبما جاءنا عن نبيه, عليه أفضل الصلاة والسلام, إنه ولي ذلك, والقادر عليه, وهو حسبنا, و نعم الوكيل [48]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد

 

للحافظ أبى الفضل العراقي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, قال الشيخ الإمام العالم زين الدين عبد الرحيم العراقي, رحمه الله , ونفعنا بعلمه وتأليفه, وجميع المسلمين, الحمد لله الذي أنزل الأحكام لإمضاء علمه القديم, وأجزل الإنعام لشاكر فضله العميم, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, البر الرحيم, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث بالدين القويم, المنعوت بالخلق العظيم, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أفضل الصلاة والتسليم.

 

وبعد : فقد أردت أن أجمع لابني أبي زرعة [49] مختصرا في أحاديث الأحكام, يكون متصل الأسانيد بالأئمة الأعلام, فإنه يقبح بطالب الحديث, بل بطالب العلم أن لا يحفظ  بإسناده عدة من الأخبار, ويستغني بها عن حمل الأسفار في الأسفار, وعن مراجعة الأصول عند المذاكرة والاستحضار, ويتخلص به من الحرج بنقل ما ليست له به رواية, فإنه غير سائغ بإجماع أهل الدراية, ولما رأيت صعوبة حفظ الأسانيد في هذه الأعصار لطولها, وكان قصر أسانيد المتقدمين وسيلة لتسهيلها, رأيت أن أجمع أحاديث عديدة في تراجم  محصورة, وتكون تلك التراجم فيما عد من أصح الأسانيد مذكورة إما مطلقا على قول من عممه, أو مقيدا بصحابي تلك الترجمة, ولفظ الحديث الذي أورده في هذا المختصر هو لمن ذكر الإسناد إليه من ( الموطإ ), و( مسند أحمد ) فإن كان الحديث في ( الصحيحين ) لم أعزه لأحد, وكان ذلك علامة كونه متفقا عليه, وإن كان في أحدهما اقتصرت على عزوه إليه, وإن لم تكن في واحد من ( الصحيحين ) عزوته إلى من خرجه من أصحاب ( السنن ) الأربعة وغيرهم ممن التزم الصحة, كابن حبان, والحاكم, فإن كان عند من عزوت الحديث إليه زيادة تدل على حكم ذكرتها, وكذلك أذكر زيادات أخر من عند غيره, فإن كانت الزيادة من حديث ذلك الصحابي لم أذكره, بل أقول : ولأبي داود أو غيره كذا, وإن كانت من غير حديثه قلت : ولفلان من حديث فلان كذا, وإذا اجتمع حديثان فأكثر في ترجمة واحدة كقولي عن نافع عن ابن عمر لم أذكرها في الثاني وما بعده, بل أكتفي بقولي : وعنه, ما لم يحصل اشتباه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه, فإنما أريد أصل الحديث لا ذلك اللفظ, على قاعدة المستخرجات, فإن لم يكن الحديث إلا في الكتاب الذي رويته منه عزوته إليه, بعد تخريجه, وإن كان قد علم أنه فيه, لئلا يلبس ذلك بما في ( الصحيحين )

 

فما كان فيه من حديث نافع عن ابن عمر, ومن حديث الأعرج عن أبي هريرة, ومن حديث أنس, ومن حديث عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة, فأخبرني به محمد بن أبي القاسم بن إسماعيل الفارقي, ومحمد بن محمد بن محمد القلانسي بقراءتي عليهما, قالا : أخبرنا يوسف بن يعقوب المشهدي, وسيدة بنت موسى المارانية, قال يوسف أخبرنا الحسن بن محمد البكري, قال أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي

 

( ح ), وقالت سيدة أنبأنا المؤيد, قال أخبرنا هبة الله بن سهل, قال أخبرنا سعيد بن محمد, قال أخبرنا زاهر بن أحمد, قال أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد, قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر, قال حدثنا مالك بن أنس, عن نافع, عن ابن عمر, و مالك, عن أبي الزناد, عن الأعرج, عن أبي هريرة, ومالك, عن الزهري, عن أنس, ومالك, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن عائشة

 

وما كان فيه من غير هذه التراجم الأربعة فأخبرني به محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز, بقراءتي عليه بدمشق في الرحلة الأولى, قال أخبرنا المسلم بن مكي, قال أخبرنا حنبل بن عبد الله, قال أخبرنا هبة الله بن محمد الشيباني, قال أخبرنا الحسن بن علي التميمي, قال أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي, قال حدثنا عبد الله بن أحمد, قال حدثني أبو أحمد بن محمد بن حنبل

 

فما كان من حديث عمر بن الخطاب, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال حدثنا معمر, عن الزهري, عن سالم عن أبيه, عن عمر

 

وما كان من حديث سالم عن أبيه, فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سالم عن أبيه

 

وما كان من حديث علي بن أبي طالب فقال أحمد : حدثنا يزيد هو ابن هارون, قال أخبرنا هشام, عن محمد, عن عبيدة, عن علي

 

وما كان من حديث عبد الله بن مسعود فقال أحمد : حدثنا أبو معاوية, قال, حدثنا الأعمش, عن إبراهيم, عن علقمة , عن عبد الله

 

وما كان من حديث همام, عن أبي هريرة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, قال : حدثنا معمر, عن همام, عن أبي هريرة

 

وما كان من حديث سعيد عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا سفيان بن عيينة, عن الزهري, عن سعيد, عن أبي هريرة

 

وما كان من حديث أبي سلمة وحده عن أبي هريرة فقال أحمد : حدثنا حسن بن موسى, قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن, قال حدثنا يحيى بن أبي كثير, عن أبي سلمة, عن أبي هريرة

 

وما كان من حديث جابر فقال أحمد : حدثنا سفيان, عن عمر وعن جابر

 

وما كان من حديث بريدة, فقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب, قال : حدثني حسين بن واقد, عن عبد الله بن بريدة, عن أبيه

 

وما كان من حديث عقبة بن عامر, فقال أحمد : حدثنا حجاج بن محمد, قال : حدثنا ليث بن سعد, عن يزيد بن أبي حبيب, عن أبي الخير, عن عقبة بن عامر

 

وما كان من حديث عروة عن عائشة, فقال أحمد : حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن الزهري, عن عروة, عن عائشة

 

وما كان من حديث عبيد الله, عن القاسم, عن عائشة , فقال أحمد : حدثنا يحيى هو ابن سعيد, عن عبيد الله, قال سمعت القاسم يحدث عن عائشة

 

ولم أرتبه على التراجم بل على أبواب الفقه لقرب تناوله, وأتيت في آخره بجملة من الأدب والاستئذان وغير ذلك, وسميته : ( تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد ) والله أسأل أن ينفع به من حفظه, أو سمعه, أو نظر فيه, وأن يبلغنا من مزيد فضله ما نؤمله, ونرتجيه, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, ورأيت الابتداء بحديث النية مسندا بسند آخر, لكونه لا يشترك مع ترجمة أحاديث عمر, فقد روينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال : من أراد أن يصنف كتابا فليبدأ بحديث { الأعمال بالنيات } [50]

 

البلغة في أحاديث الأحكام

 

للحافظ أبي حفص ابن الملقن

 

بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)

 

الحمد لله على إسباغ النعم, وأشكره على دفع النقم, وأصلي على سيدنا محمد نبيه أفضل العرب والعجم, وعلى آله وصحبه أهل الفضل والكرم

 

وبعد : فهذه بلغة في أحاديث الأحكام مما اتفق عليه الإمامان محمد بن إسماعيل البخاري, ومسلم بن الحجاج, مرتبة عبى أبواب ( المنهاج ) للعلامة محيي الدين النووي, انتخبتها من تأليفي ( تحفة المحتاج على أدلة المنهاج ) لا يستغنى عنها, مع زيادات يسيرة مهمة, ليسهل حفظها في أيسر مدة, وتكون للطالب اعتمادا وعدة, وربما ذكرت أحاديث يسيرة من أفراد الصحيحين وغيرهما, لأني لم أجد في ذلك الباب ما يستدل به غيره, أو دلالته أظهر من دلالة غيره, وإلى الله أرغب في النفع بها, إنه بيده, والقادر عليه, وهو حسبي ونعم الوكيل.[51]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

بلوع المرام

 

في أحاديث الاحكام

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه الظاهرة و الباطنة, قديما وحديثا, والصلاةوالسلام على نبيه ورسوله محمد وآله وصحبه الذين ساروا في نصرة نبيه سيرا حثيثا, و على أتباعهم الذين درسوا علمهم, والعلماء ورثة الأنبياء أكرم بهم وارثا وموروثا.

 

أما بعد : فهذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثية, للأحكام الشرعية, حررته تحريرا بالغا, ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغا, ويستعين به الطالب المبتدئ, ولا يستغني عنه الراغب المنتهي, وقد بينت عقب كل حديث من أخرجه من الأئمة, ولإرادة نصح الأمة, فالمراد بالسبعة أحمد, و البخاري, و مسلم, وأبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة, وبالستة من عدا أحمد, وبالخمسة من عدا البخاري ومسلما, وقد أقول الأربعة وأحمد, وبالأربعة من عدا الثلاثة الأول, وبالثلاثة من عداهم, وعدا الأخير, وبالمتفق عليه البخاري ومسلم, وقد لا اذكر معهما غيرهما, وما عدا ذلك فهو مبين

 

وسميته : ( بلوغ المرام من أدلة الأحكام ), والله أسأل أن لا يجعل ما عملنا علينا وبالا, وأن يرزقنا العمل بما برضيه سبحانه وتعالى [52]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الإعلام  بأحاديث الأحكام

 

للشيخ  زكرياء بن الأنصاري السنيكي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد, الذي أنزل عليه الكتاب هدى وموعظة وتفصيلا, وعلى آله و أصحابه وأتباعه بكرة وأصيلا

 

وبعد : فهذا مختصر يشتمل على أدلة نبوية, للأحكام الشرعية, لخصته من البخاري, ومسلم وغيرهما, ( كسنن ) أبى داود, و الترمذي, و النسائي, ولا أذكر فيه إلا ما صح, أو قاربه, بأن يكون حسنا, أو معتضدا بما يلحقه ما في الاحتجاج به, وسميته : ( الإعلام بأحاديث الأحكام ), والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن ينفع به مع الفوز بجنان النعيم.[53]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

عقود الجواهر المنيفة في أدلة مذهب أبي حنيفة

 

للشيخ أبي الفيض محمد بن محمد مرتضى الحسيني  الزبيدي

 

بسم الله الرحمن الرحيم , وصلى لله على سيدنا محمد وسلم, والحمد لله منور البصائر بحقائق معارفه, وجاعل الخواطر خزائن لدقائق لطائفه, الذي أودع القلوب من حكمه جواهر, جعل نجوم الهداية بذكره زواهر, أحمده ولا يستحق الحمد على الحقيقة سواه, وأعتقد التقصير في أداء شكر ما أنعم به على عبده وأولاه, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تكون للنجاة وسيلة, وبرفع الدرجات كفيلة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وحبيبه وخليله, , المبعوث من ذي الجلال لتبيين الحرام والحلال,.إمام المتقين, وعصمة أهل اليقين, خير الخلائق, وبحر العلوم والحقائق, الذي بعثه وطرق الإيمان قد عفت آثارها, وبت أنوارها, ووهت أرهانها, وجهل مكانها, فأحياه إحياء الأرض بالأمطار, ونشره في جميع الأقطار, وبلغ به غاية الأوطار, وأعاد روضه نضيرا, وماءه نميرا, و موارده صافية, وحلله ضافية, وأقسامه وافية, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, صلاة تستنزل غيث الرحمة من سحابه,وتحل صاحبها من الرضوان أوسع رحابه, و كرم تكريما, وزاده شرفا وتعظيما

 

ورضي الله عن إمامنا وهمامنا المقدم, ومقدمنا الأفخم , الجليل قدره, المشرق في أفق الفضائل بدره, المملوء بعلوم الشريعة صدره, بحر العلوم الزاخر, الحائز لأنواع المفاخر,المجتهد الحنيفي, الإمام أبو حنيفة النعمانبن ثابت الكوفي, أسكنه الله الفردوس الأعلى, ورواه من الكوثر الأحلى, وتغنده بارحمة الكاملة, والمغفرة الشاملة, وعن بقية المجتهدين الكرام, والعلماء الأعلام, الذين دنوا العلوم وقرروها, وهذبوا المذاهب وحرروها, وسلكوا شعابها, وراضوا صصعابها, وأعربوا عنها, وبينوا ما أستشكل منها بالأدلة القاطعة, والبراهين الساطعة, حتى وضح سبيلها للمقلدين, وصفا سلسبيلها للواردين, وراق زلالها للشاربين, وامتدت ظلالها للساربين, وأحكمت قواعدها للمستنبطين, واشتدت سواعدها للمخرجين, وعلا مكانها وثبت أركانها, أفحم من رام معارضتها, وقصد ناقضتها, فأغرق عندما انهلت سحب صوابها وهطلت, واضمحلت حجته عند ظهور الحق الواضح وعطلت, وعن التابعين لمنهاجهم الواضح, والمقلدين لمذاهبهم بالإحسان والعمل الصالح, وعن سائر مشايخنا الفاتحين لنا باب الفهم, المخلصين أذهاننا من الوهم, المرشدين إلى الصواب, المتكلين بحسن الجواب

 

أما بعد : فهذا كتاب نفيس, أذكر فيه أحاديث الأحكام التي رواها إمامنا الأعظم المشار إليه, روح الله روحه, ونور ضريحه,مما وافقه الأئمة الستة, البخاري, ومسلم, و أبو داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة في كتبهم المشهورة, و سننهم المأثورة, أو بعضهم, وأشير إلى موافقاتهم باللفظ في سياق المتن, والسند, أو بالمعنى, وقد أذكر غيرهم تبعا لهم, و إذا وجدت حديثا للإمام استدل به على حكم من الأحكام, ولم يخرجه أحد من هؤلاء الأعلام, لم أعرج عليه, إذ المقصود موافقات الأئمة المذكورين فقط, لما اشتهر فضلهم المعلوم, وسارت كتبهم في الآفاق مسير النجوم, حتى ظن من لا دراية له في الفن أن كل حديث لا يوجد في كتب هؤلاء فلا يعول عليه, وهذا القول ليس بصحيح بل مخالف النص الصريح,.معتمدا فيما أخرجته على مسانيد الإمام الأربعة عشر, المنسوبة إليه من تخاريج الأئمة, فمنها ما لأصحابه الأربعة, حماد ابنه, وأبي يوسف, ومحمد يعرف ( بالآثار ), والحسن بن زياد اللؤلؤي, روايتهم عنه بلا واسطة, وللأئمة من بعدهم, أي محمد عبداله بن محمد بن يعقوب بن الحرث الحارثي البخاري,العمروف بالأستاذ, تلميذ أبي حفص الصغير, وأبي القاسم طلحة بن محمد بن جعفرالعدل, وأبي نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني, صاحب ( الحلية ), , وأبي أحمد بن عدي الجرجاني, وتامر بن الحسن الأشناني, وأبي الحسين محمد بن المظفر , وهؤلاء الستة حفاظ, والإمامين أبي بكر أحمد بن محمد بن خالد الكلاعي, ومحمد بن عبدالباقي الأنصاري, وأبي القاسم عبد اللله بن محمد بن أبي العوام السعدي, وأبي بكر المقرئ, والحسين بن محمد بن خسرو.[54]

 

وقد جمع كل ذلك الإمام المؤيد محمد بن محمد الخوارزمي المتوفى سنة 675هـ  في كتاب سماه ( جامع المسانيد ) مما وصل إلي بعضها بالسماع المتصل, وبعضها بالإجازة المشافهة, وبعضها فيما يندرج تحت الإجازة العامة, وسميت ما جمعته : ( عقود الجواهر المنيفة في أدلة الإمام أبي حنيفة ), فيما وافق الأئمة الستة, أو بعضهم, , ورتبته ترتيب كتب الحديث, من تقديم ما روي عنه في الإعتقاديات, ثم في العمليات على ترتيب كتب الفقه, واقتصرت في كل باب على حديث أو حديثين, أو اكثر على ما تيسر وجدانه, وظهرت لي فيه الموافقة مع أحد المذكورين, وإلا فحديث الإمام t أكثر من أن يحاط في الصحاف, إذ أخذه عن رجال القرن الأول المشهود لهم بالخيرية معروف عند أهل الإنصاف, ونبهت أحيانا على من في السند ممن جرح بقادح, إلا أن يكون  الحديث له طرق كثيرة متباينة, و الضعف إنما طرأ ممن هو دونه الإمام, فلا أذكره أصلا بعد أن يكون الحديث ثابتا في حد ذاته, وربما ذكرت من خرج الحديث بلفظه, أو خرج أصله أو معناه, سواء كان من حديث الصحابي المروي عنه, أو من حديث غيره, مقتطفا مما وقفت عليه من الكتب المعتمدة المشهورة ,( كالسنن الكبرى ) للبيهقي, ( العلل ), و( الغرائب والأفراد ) كلاهما للإمام أبى الحسن الدراقطني, و( شرح معاني الآثار ) للإمام أبى جعفر الطحاوي, و( تعجيل المنفعة في زوائد رجال الأربعة ), و ( مختصر تخريج أحاديث كتاب الهداية ) [55], و( تخريج أحاديث شرح الرافعي ) [56], و( تقريب التهذيب), الأربعة للحافظ ابن حجر, و( شرح جامع المسانيد ) للحافظ أبى العدل قاسم لن قطلوبغا الحنفي, و( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) لقاضي القضاة علاء الدين علي بن عثمان الحنفي الشهير بابن التركماني, و( الجامع الكبير) للحافظ جلال الدين السيوطي, و( المنهج المبين في أدلة المجتهدين ) للشيخ الشعراني, وغير ذلك من مسانيد , و سنن, ومعاجم, وأجزاء متفرقات, التي طالعتها واستفدت منها, ولو مسألة, مع ما انضم إليها من كتب المذهب الأصلية والفرعية, متونها وحواشيها, مما يسر الله على مراجعتها حسب الإمكان, وسعة الوقت وفرصة الزمان .اهـ [57]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي

 

للشيخ أبي اليسر فالح بن محمد الظاهري

 

بسم الله الرحمن الرحيم, يقول عبيدربه المتعرض لنفحة من نفحاته تسعده بقربه, فالح بن عبداله الظاهري حامدا الله تعالى لذاته, ومصليا ومسلما على أشرف مخلوفاته, محمد المبعوث بدين الفطرة, وعلى آله وأصحابه القائمين له بالمحبة والنصرة, في حالتي المنشط والمكره, بدون توان ولا فترة

 

أما بعد : فإن المصيب في العقليات واحد, والمخطئ آثم بل كافر, إن نفى الإسلام, وهو التصديق بوجود إله واحد متصف بصفات الكمال, و الإيمان برسله الصادقين في المقال, والإعتراف بوعد بثواب, ووعيد بعقاب, لهذا الهيكل الإنساني في المآل, والقيام بعبادات يمجد الله تعالى فيها بنعوت الجلال, والإنقياد للقوانين الشرعية الحافظة للأمور الدينية من طوارق الإختلال, وهذا إجمال تفصيله ما أودعته في هذا المؤلف الذي جمعته, وسميته : ( أنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي )

 

وما هو إلا أحاديث نبوية, وحكم مصطفوية, ليس فيها لي إلا زيادة الترصيف إجادة, وإيضاح المعنى لتتم الإفادة, والذي حداني على ذلك أن فن الحديث في هذه القرون الثلاثة الأخيرة قد قويت شوكته, وعلت في الخافقين رتبنه, وارتفع له أعلى منار, وتبين أن زمنه قد استدار, والسبب في ذلك بديارنا الحجازية وجود مسانيد الحجاز السبعة, أولهم الحافظ الفقيه العلامة أبو مهدي عيسى الثعالبي الجعفري المتوفى سنة اثنين وثمانين وألف [58], ويليه الإمام المسند العلامة محمد بن محمد بن سليمان الروداني [59], ويليه الإمام المسند العلامة أبو إسحاق الكوراني السهراني [60], بضم السين المهملة فالهاء فراء فالالف فالنون, ويليه الفقيهةالمسندة قريش الطبرية آخر فقهاء الطبريين, تروي عاليا عن الإمام عبدالواحد بن إبراهيم الحصاري المكي, عن السيوطي, و زكرياء, وبيني وبينها واسطتان, ووفاتها سنة سبع ومائة وألف, ويليها أبوالبقاء, وأبو الاسرار حسن بن علي العجيمي الأنصاري, ويليه الشمس محمد بن أحمد النخلي, ويليه الإمام المسند عبدالله بن سالم البصري المتوفى سنة أربع وثلاثين و مائة وألف, وهو آخرهم وفاة

 

وأسانيدي المتصلة بهم مبينة في ثبتي الذي عنوانه: ( ما تشتد إليه الحال وحاجة الطالب الرحال ) كأصله ( شيم البارق من ديم الهارق ), وإذا جعلت أيها الموفق هذا المجموع سميرك, بل أميرك, فأنت المدني الماهر, بل الرباني الذي لم يزل على الحق ظاهر, أنشدنا شيخنا الأستاذ أبو عبدالله محمد بن علي السنوسي الحسني الشريف المغربي, أخبرنا شيخنا الأستاذ ابوسليمان العجيمي حفيد المسند المذكور, أنشدنا الإمام المسند الشيخ محمد سعيد صفر المدني المحدث الحنفي نظمه ( رسالة الهدى) [61] ومنها :

 

وقول أعلام الهدى لا يعمل *** بقولنا بـدون نص يقبـــل

 

فيه دليل الأخـذ بالحديث *** وذاك في القديم والحـــديث

 

قال أبو حنيـفة الإمــام *** لا ينبغي لمــن لـه إسـلام

 

أخذ بأقـوالي حتى تُعرَضَـا *** على الكتاب والحديث المرتضى

 

ومالك إمـام دار الهجــرة *** قال وقد أشـار نحو الحجـرة

 

كل كلام منـه ذو قبـول *** ومنه مردود سوى الرسـول

 

والشافعي قـال إن رأيـتم *** قولي مخالفــا لم رويتــم

 

من الحديث فاضربوا الجدارا *** بقولي المخالف الأخبــارا

 

وأحمد قال لهـم لا تكتبـوا *** ما قلته بل أصل ذلك اطلبوا

 

فاسمع مقـالات الهداة الأربعة *** واعمل بها فإنها منفعــة

 

لقمعها لكــ ذي تعصـب *** والمنصوفون يكتفـون بالنبي

 

إلى أن قال:

 

وقال بعض لو أتتـني مائـة *** من الأحاديث رواها الثقة

 

وجائني قـول عن الإمــام *** قدمته يا قبح ذا الكـلام

 

من استخـف عامدا بنص مـا *** عن النبي جا كفرته العلما

 

فليحذر المغـرور بالتعصـب *** من فتنة برده قول النـبي

 

إلى أن قال في رد قولهم إن الإجتهاد انقطع :

 

إن قيل بالعجز مع المخالفـه *** قال النبي لا تزال طـائفة

 

أو قيل بالعجز عن التحديث *** فعصرنا أكـثر للحديـث

 

كم تـرك الأول للآخيـر *** وذاك فضل الواسع القدير

 

واعجب لما قالوا من التعصب *** أن المسيح حنفي المذهب

 

 

 

والحاصل أنه قد جرب على ممر الأعصار, ، محلا تكثر فيه مقلدة المذاه لا بد أن يؤول أمره إلى البدع و الدمار, ووقوعه بآخرة في قبضة الفجرة الكفار, فالوااجب على المسلمين وأهل حلف الفضول, أن تكون الصولة دائما فيهم الأقوال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم [62]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

فيض الغفار في أحاديث المختار

 

للشيخ محمد بن أحمد الداه الشنقيطي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل العلم أفضل ما سعى له وما له المرء دعى, ولا سيما علم الحديث, فإنه أفضل العلوم واشرفها, والصلاة والسلام على من أعطي جوامع الكلم, سيدنا محمد وعلى آله وصحبه, ومن تبعه إلى يوم الدين

 

وبعد: فيقول أفقر العبيد إلى مولاه, ولا سيما في رمسه, وفي وقوفه بين يدي الإله, الطالب من ربه أن يقابله بما يرضاه, وأن يجعل الجنة الفردوس مثواه, محمد بن أحمد الملقب بالداه, الشنقيطي إقليما

 

فإني جمعت في هذا المصنف ما اتفق عليه الصحاح الخمسة [63] من الأحاديث التي تتعلق بالأحكام, تاركا السند و التكرار, وإن اتفقوا في اللفظ والراوي أثبت بلفظ البخاري غالبا, ومسلم نادرا, وإن اختلفوا في اللفظ أو الراوي و اتحد المعنى أتيت بلفظ المخالف

 

والصحاح الخمسة هي : ( صحيح البخاري ), وهو محمد بن إسماعيل البخاري, ولد ببخارى يوم الجمعة ثالث شوال سنة مائة وأربع وتسعين, وتوفي ليلة عيد الفطر سنة مائتين وست وخمسين, تربى في بلاده, وحفظ القرآن, وتفقه في الدين, و برع في علم الحديث, وألف كتابه ( الجامع الصحيح ) في ست عشرة سنة, وضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكرر, والمكرر سبعة الاف ومائتان وخمسة وسبعون

 

و( صحيح مسلم ) وهو مسلم بن الحجاج النيسابوري, ولد سنة مائتين وست, وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين, وكان t عالما ورعا متقنا, اتفق العلماء على صحة صحيحه, وقد ضمنه أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات

 

و( سنن أبي داود ).وهو سليمان بن الأشعث السجستاني, ولد رحمه الله في سنة مائتين واثنين, وتوفي في شوال سنة مائتين وخمس وسبعين, كان t عالما متقنا, وكتابه على صحته, وقد ضمنه أربعة وسبيعين ومائتي حديث وخمسة آلاف حديث

 

و( سنن الترمذي ) وهو محمد بن عيسى الترمذي ولد سنة مائتين, وتوفي بترمذ في رجب سنة مائتين وتسع وسبعين, و كان t عالما, أخذ عن البخاري, وكتابه معدود من الصحاح

 

و( سنن النسائي ) هو أحمد بن شعيب الخراساني, أول سنة مائتين وخمس عشرة, وتوفي في صفر سنة

 

[ ثلاث ] مائة و ثلاث, وكان t عالما, وكتابه معدود من الصحاح

 

وأرجو ممن اطلع على كتابي هذا أن ينظر إلي بعين الرضا, فما كان من نقص كمله, ومن خطأ أصلحه, فقلما يخلص مصنف من الهفوات, إما لغفلة, أوسبق قلم في المنقولات.

 

وأطلب من الله العون والتوفيق, وقبول العمل, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, فهو حسبي ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [64]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

كتب الاطراف

 

 

 

 

 

الإيماء إلى أطراف الموطأ

 

لأبي العباس أحمد بن طاهر الداني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله على محمد خاتم النبييين, وعلى آله الطيبين, والسلام عليهم أجمعين

 

أما بعد : فإني أومئ في هذا الكتاب إلى أحاديث مالك بن أنس في

 

( موطئه ), أترجم عنها بذكر أطرافها, وما يدل عليها من مشهور ألفاظها ومعانيها, وأذكر أسانيدها, مختصرا ما دل على مواقعها فيه, بذكر الكتاب, أو ترجمة الباب, و أشير إلى مواضع الخلف منها, بتعيين النكت المختلف فيها, وأنبه على القصص المنوطة بها, وأبين ما أبهم من أسماء ناقليها, وأسند مراسلها, وأصل مقطوعها, وأرفع موقوفها, وأتقصى عللها وأجبر خللها, وأوضح ما أشكل معناه, وأنفي عنها طرق التعارض والإشتباه, وأذيلها بنكت لا يستغني المحدث عنها, و أحيل في هذا كله إلى الكتب المستخرج ذلك منها

 

وأبنيه على رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي القرطبي عنه, أقدم ما رواه مما انفرد به أو شورك فيه, ثم أتبع ذلك ما شذ من سائر الروايات الواصلة إلينا, وأذكر رواته, و بعض رواته عن مالك, ليتصل سنده بذلك, وأرتب الكل على حروف المعجم, فيما اشتهر به من أسند الحديث, إليه من اسم أو كنية

 

وأقسمه على خمسة أقسام: الأول: في الأسماء خاصة, الثاني: في الكنى والأنساب وسائر الألقاب, الثالث: في النساء, الرابع: في الزيادات على رواية يحيى بن يحيى الليثي لسائر رواة ( الموطأ ), الخامس: في المراسل

 

وأرتب المراسل على أسماء المرسلين في ( الموطأ ) من التابعين فمن دونهم, وأنسبها إلى من أمكن من رواتها من الصحابة في غير ( الموطأ ), وأدل على بعض من أسندها من أئمة الحديث في التواليف المشهورة

 

وأذكر المقطوع والموقوف و اللاحق بالمرفوع, وسائر الحديث المعلول المضاف إلى الصحابة, مع المسند المتصل المرفوع الصحيح, وأنبه على ذلك كله, وأميز بعضه من بعض, وأحيل على مظان وجوده إن شاء الله تعالى, وبه أستعين, وهو حسبي ونعم الوكيل

 

[ ثم ذكر أسانيده في كتاب ( الموطأ ) رواية يحيى بن يحيى ] [65]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

دخيرة الحفاظ   أطراف المجروحين لابن حبان

 

للحافظ محمد بن طاهر المقدسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه أحاديث رواها الكذبة والمجروحون والضعفاء و المتروكون يتداولها الناس في احتجاجهم ومناظرتهم, أوردتها على ترتيب ألفاظ حروفها, لتكون أقرب على من أراد معرفة الحديث الذي يريده منها, و الله أسأل العصمة من الخطإ والزلل [66]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

أطراف  الغرائب والأفراد

 

للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

 

أما بعد : فإن أبا الحسن علي بن عمر الحافظ الدار قطني رحمه الله خرج لنفسه فوائد من الغرائب والأفراد, دونت عنه فنقلت, وأجمع حفاظ عصره على تفوقه في علمه,[67] وجمعوا هذا الكتاب منه ستمائة, وسمعت جماعة من أهل الحديث يذكرون أنَّ عيب هذا الكتاب إيراده على غير ترتيب, وأنه لو كان مرتباً لعظمت به المنفعة, وعمت, وأنه لا يمكن استخراج الفائدة منه إلا بعد مشقة وتعب

 

فافتح كتابه بحديث لعائشة رضي الله عنها, أخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الخطيب الصريفيني (.....), قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الفراء, قال حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الفقيه الأنصاري, ح وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الحسن الخلال, قال حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم المقرئ الكناني, قال وأخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي, قال حدثنا علي بن الجعد, قال حدثنا سفيان الثوري, عن علي بن الأقمر, عن أبي حذيفة, عن عائشة قالت :

 

حكيت إنساناً فقال النبي r : ( ما أحب أني حكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا ), وكلامه عليه ويكون برحمته إن شاء الله تعالى, ثم أتبعه بحديث عمار بن ياسر, وعلى من عهد السباق, ومائة جزء من أجزائه, ولما دخلت بغداد في أول رحلتي إليها, وذلك في سنة سبع وستين وأربعمائة, كنت مع جماعة من طلاب الحديث في بعض المساجد, ننتظر شيخنا فوقف علينا أبو الحسن أحمد بن الحسن المقري وكيل القضاة ببغداد فقال:

 

يا أصحاب الحديث اسمعوا ما أقول لكم, فأنصتنا إليه, فقال : كتاب الدار قطني في الأَفراد غير مُرتب, فمن قدر منكم على ترتيبه أفاد واستفاد, فوقع إذ ذاك في نفسي ترتيبه, إلى أن تسهّل الله عز وجل ذلك في سنة خمسمائة, فحصلت نسخه بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني الحافظ, نقلها في خط الدار قطني, وقابلها به, فاستخرت الله عز وجل , ورتبته على ترتيب الأطراف, ليكون فائدة لكل من عرض له حديث أراد معرفته, فإن أصحابنا قديما وحديثا استدلوا على معرفة الصحيح بما صنعه أبو مسعود الدمشقي رحمه الله, وغيره من ( أطراف الصحيحين ) فاهتدوا بذلك إلى معرفته من غير مشقة وتعب

 

وأما الغريب والأفراد فلا يمكن الكلام عليها لكل أحد من الناس, إلا من برع في صنعة الحديث, فمن جمع بين هذين الكتابين أمكنه الكلام على أكثر الصحيح, والغريب والأفراد

 

ثم إنا ذاكرون بعون الله أمام هذا الكتاب نُبَذَا تدل على استحقاقه للاقتداء به والاعتماد على قوله, فإنا رأيناه استدرك على أبي بكر داود قوله على حديث عبد الله بن وهب, عن عمرو بن الحارث, عن عبد الرحمن بن القاسم, عن أبيه, عن ابن عمر عن رسول الله r قال: ( صلاة الليل مثنى مثنى )

 

قال إن أبي داود لم يروه عن ابن وهب إلا أحمد بن صالح المقري, قال الدارقطني مستدركاً عليه : قد يتابعه عيسى بن إبراهيم الغافقي, فرواه عن ابن وهب, فعلمنا أن فيما خرّجه من الأحاديث إنما تكلم على توثيقه واحتاط

 

(وذكر نقولا في سعة علم الحافظ أبي الحسن الدراقطني وثناء العلماء عليه)

 

قال المقدسي : اعلم أن الغرائب والأفراد على خمسة أنواع : النوع الأول : غرائب وأفراد صحيحة, وهو أن يكون الصحابي مشهورا برواية جماعة من التابعين عنه, ثم ينفرد بحديث عنه أحد الرواة الثقات, لم يروه عنه غيره, ويرويه عن التابعي رجل واحد من الأتباع ثقة, وكلهم من أهل الشهرة والعدالة, وهذا حد في معرفة الغريب والفرد الصحيح, وقد أخرج نظائر في الكتابين

 

والنوع الثاني : من الأفراد أحاديث يرويها جماعة من التابعين عن الصحابي, ويرويها عن كل واحد منهم جماعة, فينفرد عن بعض رواتها بالرواية عنه رجل واحد, لم يرو ذلك الحديث عن ذلك الرجل غيره من طرق تصح, فإن كان قد رواه عن الطبقة المتقدمة عن شيخه إلا أنه من رواية هذا المتفرد عن شيخه لم يرويه عنه

 

والنوع الثالث : أحاديث يتفرد بزيادة ألفاظ فيها واحد عن شيخه, لم يرو تلك الزيادة غيره عن ذلك الشيخ, فينسب إليه التفرد بها, وينظر في حاله

 

والنوع الرابع : متون اشتهرت عن جماعة من الصحابة, أو عن واحد منهم, فروي ذلك المتن عن غيره من الصحابة ممن لا يعرف به إلا من طريق هذا الواحد, ولم يتابعه عليه غيره

 

والنوع الخامس : من التفرد أسانيد ومتون ينفرد بها أهل بلد, لا توجد إلا من روايتهم, وسنن ينفرد بالعمل بها أهل مصر لا يعمل بها في غير مصرهم, وليس هذا النوع مما أراده الدار قطني, ولا ذكره في هذا الكتاب إلا أن ذكراه في بابه, ولكل نوع من هذه الأنواع شواهد وأدلة لم نذكرها للاختصار, والمتبحر يعلم ذلك في أثناء هذا الكتاب

 

ورُب حديث صحيح متنه مخرج في الصحيح, إلا أن أبا الحسن أورد هاهنا من طريق آخر, ينفرد بروايته بعض المقلة, و له طرق صحيحة على ما بيناه, فيعتقد من لا خبرة له بالحديث أن هذا الأمر لم يروه عن هذا الرجل المتفرد به ليس كذلك, فإن الرواة يتميز بعضهم على بعض بالحفظ والإتقان, فإن عيسى بن يونس يروي عن هشام بن عروة, عن أخيه عبد الله بن عروة, عن عروة, عن عائشة حديث أم زرع, ويرويه غيره ممن لا يحفظ عن هشام غير أبيه عن عائشة, فتلك الطريق المشهورة, فيورده أبو الحسن من هذه الرواية الثانية, ويذكر تفرده به عن هشام, وعلى هذا المثال أحاديث كثيرة, يختلف الرواة في إيراد طرقها, وينفرد بها رجل فيعد في أفراده, ويكون الصحيح خلافه, وإن كانت متونها صحيحة ثابتة من رواية الثقات, ممن ينظر في تفرد باب الحديث في هذا الكتاب عن غيره, فإن كان من الأحاديث المشهورة الصحيحة عرف تفرد هذا الراوي, وأنه قد روي من غير وجه من غير طريقه, وإن كان حُكماً لم يرد إلا من طريق هذا المتفرد, نظر في حاله وحال رواته عن آخرهم, فإن كانوا هم من أهل العدالة, والثقة, والحفظ قبل منه ما تفرد به عنهم, وقد تقدم بابه وهو الصحيح من الأفراد, وإن كانوا من أهل الجرح, والضعف, وسوء الحفظ, وكثرة الخطأ لم يحتج بتفرده, ولم يعتد به, لا سيما الأحاديث التي يتفرد بروايتها أهل الأهواء عن الكذبة المتروكين, والضعفاء و المجروحين, عن الثقات, أو عن أمثالهم من الضعفاء, مثل تعلق معتقداتهم ومذاهبهم, والله يعصمنا من الأهواء المعتلة , والانا المضمحلة, بمنه ولطفه

 

فصل : وتختصر على إيراد أطراف ما ذكر أبو الحسن في فوائده, لأنا قصدنا ترتيبه, وأما الغريب والأفراد في الحديث فأضعاف هذا, وليس قصدنا استقصاء هذا النوع

 

ورتبناه على الأطراف مختصرا للفائدة, لأنا لو أوردناه بأسانيده ومتونه لطال الكتاب, ولم ينتفع به إلا من كان مسموعا له, وهذا الكتاب لو وقع إلينا عن أصحاب أبي الحسن كان عاليا, ولا يقع إلا عن رجلين عنه, فيكون نزولا لنا, فإنا نظرنا فوجدنا أسند رجل عنده أبو القاسم البغوي, وأقدمهم متونا أبو بكر بن أبي داود, وقد حدثونا عن جماعة من أصحابهما, ثم نظرنا في مولد أبي الحسن فقرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد الميداني رحمه الله على ظهر جزء من الأفراد روايته عن أبي طالب العُشاري, توفي أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله آخر نهار يوم الثلاثاء, السابع من ذي القعدة, سنة خمس وثمانين ودفن في مقابر قبر معروف يوم الأربعاء, وكان مولده لخمس خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثمائة فكمل له ست وسبعون سنة ويومان

 

فعلى هذا يكون آخر سماعه من البغوي وله إحدى عشرة سنة لأن البغوي توفي سنة سبع عشرة, ومن ابن أبي داود وله عشر سنين لأنه توفي سنة ست عشرة

 

وتراه حدث عنهما بالكثير, وكان له رحمه الله مذهباً في التدليس سليم عما يسقط العدالة, ويخفى على كثير من المحدثين,

 

كان يقول فيما جمعه من البغوي, حدثنا أبو القاسم إملاء وقراءة, وقرىء عليه وأنا أسمع, ويقول فيما لم يسمع قرىء على أبي القاسم البغوي, حدثكم فلان ولا ينسب إلى نفسه من ذلك شيئاً

 

فكان إيراد أحاديثه على الأطراف (       ) لجميع المحدثين, من روى الكتاب من (     ) أحاديثه ينتفع بعلمه, ويخرج آخرون أطراف هذا الكتاب على فصول خمسة, يهتدي بها الطالب إلى بغيته من غير تعب

 

فالفصل الأول المسند بالعشرة في هذا الكتاب

 

والفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء من الصحابة t على المعجم, وترتيب الرواة منهم على المعجم أيضاً, في حين كثرة الرواة عنه

 

الفصل الثالث من اشتهر بالكنى, وإن كان له اسم معروف, أو لم يكن مثل أبي هريرة والخدري و الأشعري وغيرهم

 

الفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمى وكنى على المثال الأول

 

الفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل والمجاهيل, ومن لم يسم ليعرف بذاك المسترشد مقصوده

 

والله المستعان لذلك والمعين عليه إنه سميع مجيب [68]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف

 

للحافظ أبي الحجاج  يوسف  المزي

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وما توفيقي إلا بالله , رب يسر وأعن يا كريم, الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, إله الأولين والآخرين, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, إمام المتقين, وخاتم النبيين, وخيرته من خلقه أجمعين, صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين, وإخوانه من النبيين والمرسلين و الصالحين, من أهل السماوات والأرضين, وسلم تسليما

 

أما بعد : فإني عزمت على أن أجمع في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى أطراف الكتب الستة التي هي عمدة أهل الإسلام وعليها مدار عامة الأحكام وهي: ( صحيح محمد بن إسماعيل البخاري ), و( صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ), و( سنن أبي داود السجستاني ), و( جامع أبي عيسى الترمذي ), و( سنن أبي عبدالرحمن النسائي ), و( سنن أبي عبدالله بن ماجة القزويني )وما يجري مجراها من ( مقدمة كتاب مسلم ), وكتاب ( المراسيل ) لأبي داود , وكتاب ( العلل ) للترمذي, وهو الذي في آخر كتاب ( الجامع ) له, و كتاب ( الشمائل ) له, وكتاب ( عمل اليوم والليلة ) للنسائي, معتمدا في عامة ذلك على كتاب أبي مسعود الدمشقي [69], و كتاب خلف الواسطي [70] في أحاديث ( الصحيحين ), وعلى كتاب ابن عساكر [71] في كتب ( السنن ), وما تقدم ذكره, ورتبته على نحو ترتيب كتاب أبى القاسم, فإنه أحسن الكل ترتيبا, و أضفت إلى ذلك بعض ما وقع لي من الزيادات التي أغفلوها, أو أغفلها بعضهم, أو لم يقع له من الأحاديث, ومن الكلام عليها, و أصلحت ما عثرت عليه في ذلك من وهم أو غلط

 

وسميته : ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ), طالبا من الله تعالى التوفيق والمعونة على إتمامه, راجيا ن كرمه و إحسانه أن ينفعني بذلك , ومن كتبه, أو قرأه, أو نظر فيه, وأن يجعله لوجهه خالصا, وإلى مرضاته مقربا, ومن سخطه مبعدا, فإنه لا حول ولا قوة إلا به, وهو حسبنا ونعم الوكيل

 

فصل في شرح الرقوم المذكورة في هذا الكتاب : علامة ما اتفق عليه الجماعة الستة ( ع ), وعلامة ما أخرجه البخاري ( خ ), وعلامة ما استشهد به تعليقا ( خت ), وعلامة ما أخرجه مسلم ( م ), وعلامة ما أخرجه أبوداود ( د ), و علامة ما أخرجه الترمذي في (الجامع) ( ت ), وعلامة ما أخرجه في (الشمائل)

 

( تم ), وعلامة ما أخرجه النسائي في (السنن) ( س ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (عمل وليلة) ( سي ), و علامة ما أخرجه ابن ماجة القزويني ( ق )

 

وما في أوله ( ز ) من الكلام على الأحاديث فهو مما زدته أنا, وما قبالته (كـ ) فهو مما استدركته على الحافظ أبي القاسم ابن عساكر رحمة الله عليهم جميعا, وكان الشروع فيه يوم عاشوراء سنة ستة وتسعين و ستمائة, وتم في الثالت من ربيع الآخر سنة اثنين وعشرين و سبعمائة [72]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تحفة الظراف  بأوهام الأطراف

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا تتعقب أحكامه, و لا ينفذ ولو كان البحر مدادا مداد كلمات كلامه, والصلاة و السلام على محمد الذي نعمه إن توفرت في أغراض الدين سهامه, ولم ينتثر في طالب الصواب نظامه, وعلى آله وصحبه الذي كل منهم شيخ الإسلام وإمامه

 

أما بعد : فإن من الكتب الجليلة المصنفة في علوم الحديث كتاب ( تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ) تأليف شيخ شيوخنا الحافظ أبى الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي, وقد حصل الإنتفاع به شرقا وغربا, وتنافس العلماء في تحصيله بعدا وقربا, وكنت ممن مارسه ودارسه, فوقفت أثناء العمل على أوهام يسيرة, فكنت أكتبها في طرر عندي تارة, وفي هوامش النسخة أخرى, ثم وقفت على (جزء) جمعه العلامة مغلطاي في ذلك, فيه أوهام منه, ثم وجدت جملة من الأحاديث أغفلها, وخصوصا من كتاب النسائي, رواية ابن الأحمر وغيره, وكذلك من تعاليق البخاري, ثم وقفت على (جزء) لطيف بخط المصنف, تتبع فيه أشياء كثيرة من كتاب النسائي رواية ابن الأحمر, وسماه ( لَحْقُ الأطراف ), ثم رأيتها بخطه في هوامش نسخة تلميذه الحافظ عماد الدين ابن كثير بدمشق, ونقلت كثيرا من هوامش نسخة شيخي حافظ العصر أبي الفضل, ثم وقع لي (جزء) لطيف بخط الإمام الحافظ القاضي ولي الدين ابن شيخنا المذكور, جمع فيه بين حواشي والده وبين (جزء) مغلطاي, و أضاف إليه من عمله هو شيئا يسيرا, و أكثر فيه من التنبيه على أوهام مغلطاي, فذاكرته (بالجزء) الذي جمعه المزي, وفي ( الأشراف ), وأوقفته عليه, فألحق ما فيه في هوامش نسخته بخطه, فسألني الآن جماعة من الإخوان خصوصا المغاربة في جمع ذلك, فجمعته كله على ترتيب الأصل, ليستفاد, وأكثر ذلك ما هو من عملي و تنقيبي, ولا أدعي العصمة ولا الإستيعاب, مع أن حجمه أضعاف حجم كتاب العراقي, ومع ذلك فكتابه يكون قدر العشر من كتابي هذا, والله المستعان, مع أنى لم أتشاغل فيه بمغلطاي غالبا, بل اقتصرت على ما لا اعتراض فيه, ولا تعقب

 

وهذه رقوم الأصل البخاري ( خ ), وله في التعليق ( خت ), ومسلم ( م ), وأبوداود ( د ), والترمذي

 

( ت ), وله في (الشمائل) ( تم ), والنسائي ( س ) وله في (عمل يوم ليلة) ( سي ), وابن ماجة ( ق )

 

والله أسأل أن ينفع به سامعه وناظره, ويعلى درجاتنا في الدنياو الآخرة, إنه سميع قريب [73]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

أطراف مسند الإمام أحمد

 

المسمى إطرف المُسْنِد المُعْتَلي

 

بأطراف المسند الحنبلي )

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه ثقتي, رب زدني علما يا أرحم الراحمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم

 

الحمد لله الذي أحاط علمه بأطراف المخلوقات, وأرسل محمدا بالحق واصطفاه بالآيات البينات, وخص أمته باتصال سبب الإسناد بينهم وبينه فكان ذلك من أجزل الكرامات, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

 

أما بعد : فهذا كتاب أطراف الأحاديث التي اشتمل عليها المسند الشهير الكبير للإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل مع زيادات ابنه, رتبت أسماء الصحابة الذين فيه على حروف المعجم, ثم من عرف بالكنية, ثم المبهم, ثم النساء كذلك, فإن كان الصحابي مكثرا رتبت الرواة عنه على حروف المعجم, فإن كان بعض الرواة مكثرا على ذلك المكثر فربما رتبت الرواة عنه أيضا, أو رتبت أحاديثه على الألفاظ , وقد أشرت في أوائل تراجم الصحابة المقلين إلى أماكنها من الأصل

 

وأما من كان مكثرا فأني أرمز على اسم شيخ أحمد عددا بالهندي, يعلم منه محل ذلك في أي جزء هو من مسند ذلك الصحابي, وإذا كان الحديث عنده من طريق واحدة سقت إسناده بحروفه, فان كان المتن قصيرا سقته أيضا بحروفه, إن لم يكن مشهور اللفظ , وإلا اكتفيت بطرفه, وإذا كان الحديث عنده من طرق جمعتها في مكان واحد بالعنعنة, واللفظ حينئد لأول شيخ يذكر, وإذا كان من زيادات عبد الله قلت في أول الإسناد : قال عبد الله, ( وأسند عن إبراهيم النخعي : قال: لا باس بكتابة الأطراف )

 

وهذه أسماء المسانيد التي اشتمل عليها أصل المسند: 1- مسند العشرة, وما معه 2- ومسند أهل البيت, وفيه مسند العباس وبنيه 3- ومسند ابن عباس 4- ومسند عبد الله بن عباس 5- ومسند أبي هريرة 6- ومسند عبد الله بن عمر 7- ومسند عبد الله بن عمرو بن العاص 8- ومسند أبي سعيد الخدري 9- ومسند أنس 10- ومسند جابر 11- ومسند الأنصار 12- ومسند المكيين والمدنيين 13- ومسند الكوفيين 14- ومسند البصريين 15- ومسند الشاميين 16- ومسند عائشة 17- ومسند النساء

 

[ وذكر أسانيده إلى المسند ] وعلى الله سبحانه أتوكل فيما قصدت له أعتمد, ومن فيض كرمه أستمد, لا إله إلا هو عليه توكلت, وإليه أنيب, وهو حسبي ونعم الوكيل [74]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي لا يحيط العاد لنعمائه بطرف, و أشهد أن لا إله الا الله, وحده لا شريك له, إقرار من لاح له الهدى فعرف, وأشهد أن محمدا عبده و رسوله منتهى الكرم و الشرف, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن قف أثرهم ومن بحار علومهم غرف

 

أما بعد : فقد أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الحاكم أن عمر بن حسين أخبرهم قال: أنا أبو الفرج ابن نصر أنا أبوطاهر بن المعطوش, أنا الحافظ أبوالبركات الأنماطي, أبو محمد الخطيب, أنا عمر بن إبراهيم الكناني, ثنا أبو القاسم البغوي , ثنا أبو خيثمة في كتاب ( العلم ) له, حدثنا جرير, عن منصور, عن إبراهيم قال : لا بأس بكتابة الأطراف, وهذا الأثر إسناده صحيح , وهو موقوف على ابراهيم بن يزيد النخعي, أحد فقهاء التابعين, وعنى بذلك ما كان السلف يصنعونه من كتابة أطراف الأحاديث, ليذاكروا بها الشيوخ فيحدثوهم بها, قال ابن أبي خيثمة في ( تاريخه ) حدثنا مسدد, ثنا حماد بن زيد, عن ابن عون, عن محمد بن سيرين, قال: كنت ألقى عبيدة هو ابن عمرو السلماني بالأطراف, إسناده صحيح أيضا

 

ثم صنف الأئمة قفي ذلك تصانيف قصدوا بها ترتيب الأحاديث, وتسهيلها على من يروم كيفية مخارجها, فمن أول من صنف في ذلك خلف الواسطي, جمع أطراف ( الصحيحين ), وأبو مسعود الدمشقي جمعها أيضا, و عصرهما متقارب, وصنف الداني أطراف ( الموطأ ), ثم جمع أبوالفضل ابن طاهر أطراف السنن, وهي لأبي داود والنسائي, والترمذي, و ابن ماجة, وأضافها الى أطرف ( الصحيحين ), ثم تتبع الحافظ أبو القاسم بن عساكر أوهامه في ذلك, وأفرد أطراف الأربعة, ثم جمع الستة أيضا الحافظ قطب الدين القسطلاني, ثم الحافظ أبو الحجاج المزي, وقد كثر النفع به

 

ثم إني نظرت فيما عندي من المرويات فوجدت عدة تصانيف, قد التزم مصنفوها الصحة, فمنهم من تقيد بالشيخين كالحاكم, ومنهم من لم يتقيد كابن حبان, والحاجة ماسة إلى الإستفادة منها, فجمعت أطرافها على طريقة الحافظ أبي الحجاج المزي وترتيبه, إلا أني أسوق ألفاظ الصيغ في الإسناد غالبا, لتظهر فائدة ما يصرح به المدلس, ثم إن كان حديث التابعي كثيرا رتبته على أسماء الرواة عنه غالبا, وكذا الصحابي المتوسط, وجعلت لها رقوما أبينها :

 

فللدارمي وقد أطلق عليه الحافظ المنذري اسم الصحيح, فيما نقله الشيخ علاء الدين مغلطاي فيما رأيته بخطه ( مي ), ولابن خزيمة ( خز ), ولم أقف إلا على ربع العبادات بكامله, ومواضع مفرقة من غيره, ولابن الجارود, وقد سماه ابن عبدلبر وغيره (صحيحا) ( جا ) , وهو في التحقيق مستخرج على ( صحيح ابن خزيمة ) باختصار, ولابي عوانة وهو في الأصل مستخرج على مسلم, لكنه زاد فيه زيادات كثيرة جدا من الطرق المفيدة, بل ومن الأحاديث المستقلة( عه ), و لابن حبان ( حب ), وللحاكم أبي عبد الله في ( المستدرك ) ( كم ), ثم أضفت إلى هذه الكتب الستة كتب أخرى, و هي ( الموطأ ) لمالك , و( المسند ) للشافعي, و( المسند ) للامام أحمد, و ( شرح معاني الآثار ) للطحاوي, لأني لم أجد عن أبي حنيفة مسندا يعتمد عليه, فلما صارت هذه عشرة كلملة أردفتها ( بالسنن ) للدراقطني جبرا لما فات من الوقوف على جميع ( صحيح ابن خزيمة) وجعلت للطحاوي ( طح ) وللدراقطني ( قط ), فإن أخرجه الثلاثة الأول أفصحت بذكرهم, أعني مالكا والشافعي وأحمد, وقد ذكرت أسانيدي إلى أصحاب التصانيف المذكورين بتصانيفهم المذكورة ( وذكر الأسانيد )

 

وسميت هذا الكتاب : ( إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة ), و هذا حين الشروع فيما إليه قصدت, و الإعتماد فيما أردت من ذلك على من عليه اعتمدت, وهو الله لا إله إلا هو, عليه توكلت, وإليه أنيب [75]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تسديد القوس في ترتيب الفردوس

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم ....................................

 

أما بعد : فإني كنت أرى شيخنا الإمام شيخ الإسلام حافظ عصره زين الدين المكنى بأبي الفضل العراقي تغمده الله برحمته, يكشف كثيرا عن الأحاديث الغريبة التي يسال عنها من (مسند الفردوس) الذي أخرجه الحافظ أبو منصور شهردار بن الإمام أبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الأصل الهمداني, فأسند الأحاديث التي ذكرها والده في كتاب (الفردوس), الذي ضاهى به كتاب الفضائل, مقتصرا فيه على الألفاظ النبوية, وذكر أن كتاب (الشهاب) ألف حديث, فجمع هو في (الفردوس) اثني عشر ألف من المسانيد, والجوامع, والنسخ, والصحف, ورتب ذلك على حروف المعجم.

 

فلما تأملته وجدته بالنسبة لأصل موضعه سهل الكشف على من لم يستحضر كثيرا من هذه الأحاديث, بدلالته على من خرجها, ليراجع الناظر في ذلك ما يحتاج إلى مراجعته بحسب وسعه, مع تسهيله بتوتيب الكتاب على الحروف, وعسر ذلك جدا فإنه رتب الحرف الواحد على فصول كثيرة, بحسب تصاريف الكلمة, وبالغ في ذلك حتى فات مقصود الترتيب, وهو تسهيل الكشف, وصار من يريده يحتاج في مراجعة الكلمة إلى تصفح الفصول المتعددة, فرأيت أن ترتيبه على الحروف, مراعيا الثاني والثالث وكذا الرابع وما بعده غالبا أولى, فاختصرت الكتاب المذكور مقتصرا طرق كل حديث [76]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث

 

للشيخ عبد الغني بن إسماعيل النابلسي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الكبير المتعال, المفيض ذخائر المواريث بأنواع الأحاديث من أنوار الأحوال على أهل الكمال, والموصل سند الأخلاف بالأسلاف مع تحقيق الأطراف في المبدإ والمآل, والصلاة والسلام على سيدنا وسندنا محمد الذي رفع الله تعالى قدره بالبعث والإرسال, لهداية الأمة بسنته الغراء الثابتة بأسانيد الرجال, تأكيدا للهداية بمحكم كتابه المجيد في الماضي والاستقبال, فمهدت ملته الحنيفية بالصحيحين من المعقول والمنقول على كل حال

 

أما بعد : فيقول العبد الفقير إلى مولاه الخبير عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة النابلسي الدمشقي الحنفي عاملهم الله تعالى في الدنيا والآخرة بلطفه الخفي :

 

لما كانت كتب الحديث الشريف النبوي جامعة لأنواع الروايات, ولامعة في قلوب الأفاضل بأسرار العلوم والدرايات, وحاوية للأسانيد المختلفة, والتخاريج والتحاويل المؤتلفة, عن الأساتذة الثقات, و كانت الكتب الستة من بين كتب الحديث مشهورة عند علماء الإسلام, وقد اعتنت بروايتها ودرايتها الأكابر الاماجد من الحفاظ الأعلام, وهي : كتاب ( الصحيح من السنن ) للشيخ الإمام محمد بن إسماعيل البخاري, وكتاب ( الصحيح ) للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني, وكتاب ( السنن ) للحافظ أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي, وكتاب (السنن الصغرى ) المسماة ( المجتبى من السنن ) للحافظ أبي عبد الرحمن أحمد بن علي النسائي, وقد اختلف في السادس فعند المشارقة هو كتاب ( السنن ) لأبي عبد الله محمد بن ماجة القزويني, و عند المغاربة كتاب ( الموطأ ) للإمام مالك بن أنس الأصبحي رحمهم الله تعالى

 

وكانت الحاجة داعية لعمل أطراف لهذه الكتب السبعة المذكورة على طريقة الفهرست, لمعرفة موضع كل حديث منها, ومكان كل رواية مأثورة, وأن يكون ذلك على وجه الاختصار من غير إخلال ولا إملال, ولا إكثار, شرعت في كتابي هذا على هذا الوصف المشروح, فجاء بحمد الله تعالى مما تقر به العين, ويفرح به القلب, وتنشط له الروح.

 

وقد سبقني إلى التصنيف في ذلك أجلاء الأئمة من العلماء الأخيار, فتشبتث بأذيالهم في اقتفاء هذا الأثر ولحوق هذا الغبار, إذ كان أول من صنف في ذلك الإمامان الحافظان أبو محمد خلف بن محمد بن علي الواسطي, وأبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي, فجمعا أطراف ( الصحيحين ) فقط, فكان كتاب خلف أحسنهما جمعا, وأقلهما خطأ ووهما, ثم صنف في ذلك الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي, فجمع أطراف الكتب الستة المذكورة غير ( الموطأ ), لكن حصل في كتابه من الخلل, ما شهد به بعض أقرانه من أئمة القول والعمل, ثم صنف بعده الحافظ الإمام أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقي أطراف الكتب الأربعة, وهي ما عدا ( الصحيحين ), و( الموطأ ), فإنه اكتفى بأطراف خلف وأبى مسعود المذكورين

 

فلما رأى ذلك العلامة عمدة الحفاظ أبو الحجاج يوسف المزي مشى على طريقته الأنيقة, وسار على سيرته متمسكا بعراه الوثيقة, وجمع أطراف الكتب الستة أكمل جمع, فشرح صدر الطالبين وأطرب السمع, ولكنه أطال إلى الغاية و أسهب, وركب في تكرار الروايات كل أدهم وأشهب, وأكثر من ذكر الوسائط فيما بعد الصحابي من الرواة, بحيث من أراد استخراج حديث منه فلا بد من معرفة صحابيه, وتابعيه, وتابع تابعيه, وما بعد ذلك بلا اشتباه, وسرد أسانيد الكتب الستة على التمام, مما يحصل به الغنية بمراجعة المتون الموجودة بأيدي أهل الإسلام, مع إخلاله في بعض المواضع بروايات لم يحذ فيها على حذوه في إتمام الأسانيد الموجودة عند الثقات, حتى جاء الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى فاستدرك عليه أشياء عديدة, ومواضع محتاجة إلى البيان مما كانت إعادته لها مفيدة في مجلدة كبير, واف بعلم كثير سماه ( النكات الظراف على الأطراف )

 

وقد ظفرنا للشيخ الإمام العمدة الرحلة الشريف ابن الشريف أبي المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن أبي المحاسن الحسيني تلميذ الحافظ المزي ببعض أجزاء من أطراف للكتب الستة أحاديثها مرتبة على حروف المعجم, و أسماء الصحابة فيها مذكورة في أثناء ذلك, وقد تبع فيه شيخه المزي في سرد أسانيد كلها من الكتب الستة, ولكنه حذف الوسائط والتكرار, وسلك فيه مسلكا لطيفا تنشرح به الخواطر والأفكار

 

فدونك أيها الطالب الراغب في حصول أسنى المواهب, كتابي هذا المفيد للمراد بأدنى ارتياد, وقد سلكت فيه مسلك من تقدمني من الترتيب, وبنيته على مثال تلك الأبنية مع التبويب, ولكني اقتصرت على بيان الرواية المصرح بها دون المرموزة, ولن أذكر من الأسانيد غير مشايخ أصحاب الكتب على طريقة وجيزة

 

واقتصرت على ذكر الصحابة الأولين, وتركت ذكر الوسائط كلها من التابعين, وتابعي التابعين, ولم أكرر رواية, بل وضعت كل شيء في موضعه بداية ونهاية, وزدت أطراف روايات ( الموطأ ) للإمام مالك, من رواية يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي فإنها المشهورة بين الممالك, وجعلت كان ( سنن ) الإمام النسائي الكبرى حيث قل وجودها في هذه الأعصار ( سننه الصغرى ) المسماة ( المجتبى من سنن النبي المختار )

 

وقد اعتبرت المعنى أو بعضه دون اللفظ في جميع الروايات, بحيث تذكر الرواية من الحديث, و يشار برموز الحروف إلى ما يوافقها في المعنى دون الكلمات, فعلى الطالب أن يعتبر في مطلوبه المعاني, وهذا أمر واضح عند من يتداول كتب الأطراف ولها يعاني, وإن روى الحديث الواحد عن جملة من الصحابة ذكرت أسماؤهم في محل واحد, أذكر ذلك في مسند واحد منهم, اكتفاء بحصول المقصود والإصابة, وإذا أردت الاستخراج منه فتأمل في معنى الحديث الذي تريده في أي شيء هو, ولا تعتبر خصوص ألفاظه, ثم تأمل الصحابي الذي عنه رواية ذلك الحديث, فقد يكون في السند عن عمر أو انس مثلا والرواية عن صحابي آخر مذكور في ذلك الحديث, فصحح الصحابي المروي عنه ثم اكشف عنه في محله تجده إن شاء الله تعالى

 

ورمزت للكتب السبعة بالحروف هكذا ( خ ) (لصحيح البخاري), ( م ) (لصحيح مسلم), ( د ) (لسنن أبي داود),( ت ) (لسنن الترمذي), ( س ) (لسنن النسائي), ( هـ ) (لسنن ابن ماجة), ( ط ) (لموطأ الإمام مالك), ورتبته على سبعة أبواب, كل باب منها مرتب ما فيه على ترتيب حروف المعجم, تسهيلا للاستخراج منه على أولي الألباب

 

الباب الأول في مسانيد الرجال من الصحابة أهل الكمال, الباب الثاني في مسانيد من اشتهر منم بالكنية, الباب الثالث في مسانيد المبهمين من الرجال على حسب ما ذكر فيهم من الأقوال, الباب الرابع في مسانيد النساء من الصحابيات

 

الباب الخامس في مسانيد من اشتهر منهن بالكنية, الباب السادس في مسانيد النساء المبهمات من النساء الصحابيات, الباب السابع في ذكر المراسيل من الأحاديث, وفي آخره ثلاثة فصول في الكنى وفي المبهمين وفي مراسيل النساء

 

وسميت كتابي : ( ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث ), وأسال من الله تعالى أن يوفقني إلى إكماله وإتمامه, ويرزقني حسن الخاتمة بحسن اختتامه, ويحفظني من الخطإ فيه والخطل, وينفع من استعمله من علماء هذا الشأن, ويسهل عليهم به كل إيضاح وتبيان, إنه على ما يشاء قدير, وبالإجابة جدير, وحسبنا الله ونعم الوكيل, والله يقول الحق وهو يهدي السبيل [77]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

كتب التخاريج

 

 

 

 

 

تحفة الطالب في تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب

 

للحافظ عماد الدين  ابن كثير الدمشقي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله حق حمده, وصلواته وسلامة على محمد خير خلقه, وآله أجمعين وصحبه

 

وبعد :فإن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ و َالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) (المائدة:2), وكان مما من الله سبحانه وتعالى علي أني قرأت الكتاب المختصر الصغير في أصول الفقه, للشيخ الإمام العالم العلامة المتقن, المحقق وحيد عصره, جمال الدين أبي عمرو عثمان بن عمر المالكي, المعروف بابن الحاجب, رحمه الله تعالى, وهو كتاب نفيس جدا في هذا الفن, ووجدت فيه أحاديث جمة, لا يستغني من قرأه عن معرفتها, ولا تتم فائدة الكتاب إلا بمعرفة سقمها من صحتها, فأحببت إذ كان الأمر كذلك أن أجمعها كلها, والآثار الواقعة فيه معها على حدة, وأن أعزو ما يمكن عزوه منها إلى الكتب الستة, البخاري, ومسلم, و أبي داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجة, أو إلى بعضها, أو إلى غيرها إن لم يكن في شيء منها إن شاء الله تعالى

 

فما كان في البخاري ومسلم معا, أو في أحدهما, إكتفيت بعزوه إليهما, أو إلى أحدهما, وإن كان مع ذلك في كتب ( السنن ) وإن لم يكن فيهما ولا في أحدهما وهو في ( السنن ) الأربعة قلت : رواه الأربعة, وإلا بينت من رواه منهم, و ما لم يكن في شيء من الكتب الستة المذكورة ذكرت من رواه من غيرهم, وقد أذكر سند الحديث, ليعرف حال صحته من سقمه, وما لا يعرف له سند بالكلية كقليل من أحاديث الكتاب, سألت عنه مشايخي في الحديث, ونبهت عليه, و الكلام في الآثار كالأحاديث سواء, وجعلت ذلك كله مرتبا بحسب وقوعه في الكتاب, أولا فأولا, ومتى كرر المصنف حديثا, أو آثرا في موضعين, أو مواضع, تكلمت عليه أول مرة, ونبهت على ما عداها, ثم إن ذكر المصنف حديثا ليس هو في شيء من هذه الكتب الستة بذلك اللفظ الذي أورده, نبهت على ذلك, وذكرت أقرب الألفاظ إلى لفظه, إن شاء الله تعالى, ووسمته : ( بتحفة الطالب بمعرفة أحاديث مختصر ابن الحاجب ), والله أسأل أن ينفع به وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, إنه قريب مجيب [78]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

المغني عن حمل الأسفار  في الأسفار

 

في تخريج ما في الإحياء من الاخبار

 

للحافظ  زين الدين العراقي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أحيا علوم الدين فأينعت بعد اضمحلالها، وأعيا فهوم الملحدين عن دركها فرجعت بكلالها، أحمده وأستكين له من مظالم أنقضت الظهور بأثقالها, وأعبده وأستعين به لعصام الأمور وعضالها, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة وافية بحصول الدرجات وظلالها، واقية من حلول الدركات و أهوالها, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أطلع به فجر الإيمان من ظلمة القلوب وضلالها، وأسمع به وقر الآذان وجلا به زين القلوب بصقالها، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صلاة لا قاطع لاتصالها

 

وبعد : فلما وفق الله تعالى لإكمال الكلام على أحاديث ( إحياء علوم الدين ) في سنة إحدى وخمسين تعذر الوقوف على بعض أحاديثه, فأخرت تبييضه إلى سنة ستين, فظفرت بكثير مما عزب عني علمه, ثم شرعت في تبييضه في مصنف متوسط حجمه, وأنا مع ذلك متباطئ في إكماله, غير معترض لتركه وإهماله, إلى أن ظفرت بأكثر ما كنت لم أقف عليه, وتكرّر السؤال من جماعة في إكماله, فأجبت وبادرت إليه, ولكني اختصرته في غاية الاختصار, ليسهل تحصيله وحمله في الأسفار, فاقتصرت فيه على ذكر طرف الحديث, وصحابيه, ومخرجه, وبيان صحته, أو حسنه, أو ضعف مخرجه, فإن ذلك هو المقصود الأعظم عند أبناء الآخرة, بل وعند كثير من المحدثين عند المذاكرة والمناظرة, وأبين ما ليس له أصل في كتب الأصول, والله أسأل أن ينفع به إنه خير مسؤول.

 

فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت بعزوه إليه, وإلا عزوته إلى من خرجه من بقية الستة, وحيث كان في أحد الستة لم أعزه إلى غيرها إلا لغرض صحيح, بأن يكون في كتاب التزم مخرجه الصحة, أو يكون أقرب إلى لفظه في ( الإحياء ), وحيث كرر المصنف ذكر الحديث، فإن كان في باب واحد منه اكتفيت بذكره أول مرة, وربما ذكرته فيه ثانياً, وثالثاً لغرض, أو لذهول عن كونه تقدم، وإن كرره في باب آخر ذكرته, ونبهت على أنه قد تقدم, وربما لم أنبه على تقدمه لذهول عنه, وحيث عزوت الحديث لمن خرجه من الأئمة فلا أريد ذلك اللفظ بعينه, بل قد يكون بلفظه, وقد يكون بمعناه, أو باختلاف على قاعدة المستخرجات، وحيث لم أجد ذلك الحديث ذكرت ما يغني عنه غالباً وربما لم أذكره

 

وسميته : ( المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار ), جعله الله خالصاً لوجهه الكريم, ووسيلة إلى النعيم المقيم.[79]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير

 

لحافظ أبي حفص عمر بن علي ابن الملقن الشافعي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, ( رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10)

 

الحمد لله رافع منار الأحكام, ومظهر دينه بأقوى عرى وإحكام, ومشيده بحفاظ جهابذة أعلام, مستمرين مدى الدهور والأعوام, نحمده على ذلك كله وعلى سائر الإنعام, ونشكره على أن جعلنا ممن تصدى لجمع سنن الكرام, ونشهد أن لا إله الله, وحده لا شريك له , شهادة مستمرة على الدوام, وأن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, وأزواجه,وذرياته, وأتباعه الغر الكرام

 

وبعد : فإن أولى العلوم بعد معرفة كتاب الله تعالى سنة الرسول r, إذ هي مبينة الكتاب العزيز الذي : ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت:42) ولذلك أدلة ظاهرة, وبراهين متظاهرة, قال تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) (النحل:44)0( وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل:64)

 

وقال عليه الصلاة والسلام في حديث طويل : ( إن ما حرم رسول الله كما حرم الله عز وجل ) حديث صحيح من غير شك ولا مرية, أوده الأئمة الترمذي في (جامعه)[2664], والحاكم في (مستدركه)[1\109], وصححه, والبيهقي [9\331], وقال : إسناده صحيح

 

هذا مع اتفاق أهل لحل والعقد على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتي أن يكون عالما بأحاديث الأحكام, ليعرف بها الحلال من الحرام, والخاص من العام, والمطلق من المقيد, والناسخ من المنسوخ, وقد ندب الشارع عليه أفضل الصلاة والسلام إلى نقلها, وحثهم على حفظها, و تبليغها من لم يشهدها, فقال في خطبة حجة الوداع : ( هل بلغت ؟, قالوا نعم, قال: فليبلغ الشاهد منكم الغائب, فرب مبلغ أوعى من سامع ) حديث صحيح باتفاق الأئمة, أودعه الشيخان في (صحيحهما) [خ 1741 م 1679]

 

وقال أيضا ( نضر الله أمرا سمع مقالتي فحفظها ووعاها, فأداها إلى من لم يسمعها, فرب حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ) رواه ابن حبان في (صحيحه)[66], والحاكم أبو عبد الله في (المستدرك على الصحيحين )[1\87] قال : صحيح على شرط الشيخين

 

وقال : ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري في (صحيحه)[3461]

 

وقال : ( تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم ) رواه أبو حاتم في ( صحيحه )[62] والحاكم في (المستدرك)[1\95], وقال صحيح على شرط الشيخين

 

فامتثلت الصحابة حينئد الذين هم خير قرون هذه الأمة, بشهادته عليه أفضل الصلاة والسلام فحفظوا عنه أحواله, و أقواله, وأفعاله, امتثالا لأمره, وابتغاء ثوابه وأجره, ثم فعل ذلك بعدهم التابعون وتابعوهم, قبيلا بعد قبيل, وجيلا بعد جيل, تلقوا ذلك عنهم, و استفادوه منهم, رضي الله عنا وعنهم

 

لكن دخل في ذلك قوم ليسوا من أهل هذا الشأن، ولا جري لهم في هذا الميدان, فأخطأوا فيما نقلوا, و حرفوا, وربما وضعوا, فدخلت الآفة من هذا الوجه, واختلط الصحيح بالسقيم, والمجروح بالسليم, فحينئد أقام الله سبحانه وله الحمد والمنة طائفة كبيرة من هذه الأمة, هم نجوم للدين, و علم للمسترشدين, فدونوا التصانيف المبتكرة, المبسوطة و المختصرة, ونظروا في رجالها جرحا و تعديلا, وانقطاعا وصلا بالنظر التام, وبذلوا وسعهم في ذلك وقاموا به أحسن قيام, أعظم الله أجرهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, وهم مستمرون على ذلك مدى الدهور والأعوام, من زمنه عليه الصلاة والسلام إلى انقضاء الدنيا والذهاب بإخباره عليه أفضل الصلاة والسلام حيث قال: ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة) [80]

 

فكانت هذه الطائفة كما وصفهم عليه أفضل الصلاة والسلام في الخبر المروي عنه مرسلا من جهة إبراهيم بن عبد الرحمن العذري, ومسندا من جهة أبي هريرة, وعبد الله بن عمرو كما رواهما العقيلي, قال عبد الحق : والأول أحسن, ونازعه ابن القطان, وفيه وقفة, فقد سئل أحمد عنه, فقال : صحيح , ( يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله, ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين ) [81]

 

ومَنَّ الله سبحانه وتعالى وله الحمد والنعمة على هذه الطائفة بالحفظ الوافر, كالبحر الزاخر, و هذه نبذة من حالهم لتعرف قدرهم واجتهاده ومحلهم [ وذكر نقولا كثير ة في حفظ أئمة الحديث ]

 

فصل : فهذه نبذة من أحوال هؤلاء الحفاظ الذين تتنزل الرحمة بذكرهم, وهي مختصرة بالنسبة إلى ما تركناه, ذكرتها لك مجموعة أيها الناظر في هذا الموضع لتعرف منازلهم, وما كانوا عليه, و كيف حالهم في اجتهادهم في هذا العلم, والإكباب عليه, فلعل ذلك يكون محركا في المسارعة إلى تتبع أثرهم, والسير إليه, لعلك تصل إلى بعض ما وصلوا إليه, أو إلى كله, ففضل الله وعطاؤه واسع, لا زال منهلا لديه

 

ثم وفق الله العظيم وله الحمد والمنة, هؤلاء الحفاظ, الأئمة النقاذ إلى [ وصول ٍ] ما حفظوه إلينا و تقريب ما تقلدوه علينا, فصنفوا في ذلك مصنفات مبتكرة, مطولة ومختصرة, واختلف العلماء في أول من صنف الكتب على ثلاثة أقوال, أحدها عبد الملك بن جريج, ثانيها الربيع بن صبيح, ثالثها سعيد بن أبي عروبة, حكاه ابن الجوزي في (جامع المسانيد), واختلفت في ذلك مقاصدهم, وتشعبت آراؤهم, وكلها مقاصد حسنة, وأفعال مستحسنة, فمنهم من رأى أن تدوينه على مسانيد الصحابة y أقرب إلى ضبطه, فرتبه كذلك, كالإمام أحمد بن حنبل في (مسنده) ونظرائه, قال الحاكم : أول من صنف (المسند) على تراجم الرجال عبيد الله بن موسى العبسي, وأبو داود ومنهم من رأى تدوينه على ترتيب أبواب الفقه أسرع لتناوله, فرتبه كذلك, وقيل أول من فعل ذلك الربيع بن صبيح, وقيل مالك بن أنس في (موطئه), و به جزم الإمام الرافعي في (أماليه), ثم من بعدهم جمع كبير, وجم غفير, كعبد الرزاق, وابن أبي شيبة, وغيرها

 

وهلم جرا إلى زمن الإمامين الحافظين الناقدين, أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, في كتابيهما (الصحيحين), والتزما ألا يوردا فيهما إلا حديثا صحيحا, وتلقتهما الأمة بالقبول, ثم ألف جماعة في زمنهما كتبا على الأبواب, من غير التزام فيها ما التزمناه, فلم تلتحق بها, (كسنن أبي داود سليمان بن الأشعت السجستاني), و(جامع أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي الضرير), و(سنن أبي عبد الرحمن النسائي), و(سنن أبي عبد الله بن ماجة القزويني), وألف جماعة أخر كتبا كذلك, فبعضهم شرط أن يكون مصنفه مخرجا على أحاديث (الصحيحين) أو أحدهما, ككتاب أبي نعيم, والبرقاني, والإسماعيلي, وأبي عوانة, وبعضهم شرط أن يستدرك ما أهمله الشيخان في (صحيحيهما), كما فعل الحاكم أبو عبد الله في الكتاب الذي سماه (بالمستدرك على الصحيحين), وبعضهم شرط في مصنفه الصحة مطلقا, لا على رأي, بل على رأيهم, (كصحيح إمام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة), و(صحيح أبي حاتم بن حبان) المسمى (بالتقاسم و الأنواع), لم يرتبه مصنفه على الترتيب المذكور, وإنما رتبه على ترتيب خاص بديع, وبعضم لم يشترط شرطا, وإنما أودعا في تصانيفهما الصحيح, ولضعيف, مبينبن ذلك, (كسنن أبي الحسن الدراقطني), و (السنن الكبير) للحافظ أبي بكر البيهقي, المرتب على ترتيب (المبسوط) الذي صنفه على ترتيب (مختصر المزني)

 

هذا كله كان على رأي السلف الأول, يذكرون الأحاديث بالأسانيد في هذه التصانيف, إذ عليه المعول, وأما المتأخرون فاقتصروا على إيراد الأحاديث في تصانيفهم بدون الإسناد, مقتصرين على العزو إلى الأئمة الأول, إلا أفرادا من ذلك و آحادا, كأحكام عبد الحق (الكبرى) , و(الصغرى)[82] و(الوسطى) [83], وعلى (الوسطى) اعتراضات للحافظ أبي الحسن ابن القطان [84], وما أكثر نفعه, وعن بعضها أجوبة لبعض المتأخرين [85], و(أحكام) الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المعروف بالضياء المقدسي [86], و لم يتمم كتابه, وصل فيه إلى أثناء الجهاد, وهو أكثرها نفعا, و (أحكام) الحافظ عبد الغني المقدسي

 

( الكبرى) [87], و(الصغرى) [88], و(أحكام) الحافظ مجد الدين عبد السلام ببن تيمية المسمى : (بالمنتقى)[89], وهو كاسمه وما أحسنه, لولا إطلاقه في كثير من الأحاديث العزو إلى كتب الأئمة دون التحسين و التضعيف, يقول مثلا رواه أحد رواه الدراقطني, رواه أبو داود, و يكون الحديث ضعيفا, و أشد من ذلك كون الحديث في (جامع الترمذي) مبينا ضعفه فيعزيه إليه من غير بيان ضعفه, و ينبغي للحافظ جمع هذه المواضع, وكتبها على حواشي هذا الكتاب, أو جمعها في مصنف, لتكمل فائدة الكتاب المذكور, وقد شرعت في كتب ذلك على حواشي نسختي, وأرجو إتمامه, و(أحكام) الحافظ محب الدين الطبري [90], نزيل مكة شرفها الله تعالى, وهو أبسطها, وأطولها, و (أحكام) بقية المجتهدين في هذا الفن تقي الدين أبي الفتح القشيري المسمى (بالإلمام) [91], وشرط فيه كما قال في خطبته : أن لا يخرج إلا حديثا قد صححه أحد من الأئمة, أو زكى رواته واحد منهم, وإن كان غيره قد ضعفه.

 

وأما كتابه (الإمام) [92] فهو للمسلمين إمام, ولهذا الفن زمام, لا نظير له لو تم جاء في خمسة وعشرين مجلدا كما قال الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه (سير النبلاء), وهو حقيق بذلك, فقد رأيت من أوله على أثناء كتاب الصلاة في الكلام على رفع اليدين في ثلاث مجلدات ضخمات.

 

ونقل الذهبي في الكتاب المذكور عن شيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبي [93] رحمة الله عليه أنه كمل تسويد هذا الكتاب, كذلك سمعته من بعض مشايخنا يحكي عن الهمذاني عن المصنف أنه كمله, و الموجود بأيدينا منه متواليا ما قدمته, و قطعة من الحج والزكاة, ولو بيض هذا الكتاب, و خرج إلى الناس لاستغى به عن كل كتاب صنف في نوعه, أو بقيت مسودته, ويقال : إن بعضهم أفسد قطعة منه حسدا, فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [94]

 

هذا كلامهم فيما يتعلق بمتن الحديث, وأما متعلقاته, فأمر غريبه فأفرده بالتصنيف أبو عبيد معمر بن المثنى, وتلميده أبي عبيد القاسم بن سلام, و النضر بن شميل, والهروي, وابن الأثير, وغيرهم

 

وأمر أسماء رواته جرحا وتعديلا, وأول من تكلم في ذلك شعبة, ثم تبعه يحيى بن سعيد القطان, ثم أحمد بن حنبل, ويحيى بن معين, كما قاله صالح بن محمد البغدادي [95], فأفرده بالتصنيف يحيى بن معين, وهو أول من وضع كتابا في ذلك, ثم البخاري ثم أبو زرعة , وأبو حاتم, والنسائي, ومن بعدهم كالعقيلي, والأزدي, وابن حبان

 

قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الإقتراح): أعراض المسلمين حفرة من حفر النار, وقف على شفيرها طائفتان من الناس: المحدثون والحكام.

 

قال : و كان شيخ شيوخنا أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح : هذا جاز القنطرة, يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه, قال الشيخ : وهكذا نعتقد, وبه نقول, ولا نخرج عنه إلا ببيان شاف, وحجة ظاهرة.

 

وأمر صحابته أفرده بالتصنيف أبو نعيم, وأبو موسى الأصبهانيان, وابن قانع, وابن عبد البر, وابن الأثير, وغيرهم, و كذلك فعلوا قدس الله أرواحهم ونور ضرائحهم بباقي أنواعه, وفنونه الزائدة على الستين نوعا, أنجح الله قصدهم, ولا خيب سعينا وسعيهم, فلقد بذلوا جهدهم فيما صنفوه, وأتعبوا فكرهم فيما وضعوه, وحرروه, ولم يبق همة أكثر الفضلاء من المتأخرين إلا النظر فيما هذبوه, والإقتباس مما قيدوه, وضبطوه, ولعمري إن ذلك اليوم لمن أشرف المطالب, وأعظم المقاصد

 

وكنت ممن أنعم الله سبحانه وتعالى وله الحمد والمنة عليه محبة العلوم الشرعية, خصوصا هذا العلم الشريف, فكنت أعلق فوائده, وأضبط شوارده, وأقيد أوابده, وأسمع عاليه ونازله, كاشفا عن فنونه, باحثا عن علمه, أعني صحيحه, وحسنه, وضعيفه, ومتصله, ومرسله, و منقطعه, ومعضله, ومقلوبه, مشهوره, وغريبه, وعزيزه, و منكره, ومعروفه, وآحاده, ومتواتره, و أفراده, وشاذه, ومعلله, ومدرجه, ومسلسله, وموضوعه, ومختلفه, إلى غير ذلك من معرفة حال أسانيده جرحا, وتعليلا , وأنسابا, وتاريخا, وصدقا, و تدليسا, واعتبارا, ومتابعة, ووصلا, و إرسالا, ووقفا, وانقطاعا, وزيادة الثقات, وما خولف فيه الأثبات, و معرفة الصحابة, وتابعيهم, و تابعي التابعين, رضي الله عنهم أجمعين, ويسر الله تعالى لنا سبحانه وله الحمد والمنة من الكتب التي يحتاج إليها طالب هذا الفن زيادة على مائة تأليف, كما سأعدها لك في آخر الخطبة, فأحببت أن أشتغل بكتابة الحديث النبوي عليه أفضل الصلاة والسلام, وأعظم التحية والإكرام, رجاء شفاعته في يوم القيامة, يوم الهول و الملامة, وثواب الله الكريم, وفضله العميم

 

وقد قال عبد الله بن مسعود فيما روينا عنه : ( اغد عالما, أو متعلما, ولا تغد الثالثة فتهلك ), وفي (المعجم الكبير) للطبراني من حديث عطاء بن مسلم, عن خالد الحذاء, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال سمعت رسول الله r يقول: ( اغد عالما, أو متعلما, أو مستمعا, أو محبا, ولا تكن الخامسة فتهلك ) [96]

 

قال يعني بالخامسة المبغض, ورجاء وصول هذا العلم الشريف إلى ذهني الركود, وقريحتي التي قل أن تجود, وامتثالا لقول العلماء أولي الفضل والتفضيل, التصنيف أحد طريقي التحصيل, ولا شك ولا مرية أن أهم أنواعه قبل الخوض في فهمه, معرفة صحيحه من سقيمه, قال الشيخ تقي الدين في كتابه (الاقتراح) نحن نرى أن من أهم علوم الحديث ما يؤدي إلى معرفة صحيح الحديث

 

فبقيت زمنا متحيرا فيم أكتبه, وما أعلقه, وأصنفه, إلى أن أختار الله سبحانه وتعالى و الخيرة بيده, كما قال في كتابه ( مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) (القصص:68), وله الحمد والمنة بتأليف كتاب نفيس, لم أسبق إلى وضعه, ولم ينسج على منواله و جمعه, وأهل زمانا وغيرهم شديدوا الحاجة إليه, وكل المذاهب تعتمد في الإستدلال عليه, وهو أن أتكلم على الأحاديث والآثار الواقعة في ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ) [97]وهو الشرح الكبير الذي صنفه إمام الملة والدين أبو القاسم عبد الكريم ابن الإمام أبي الفضل محمد بن عبد الكريم الرافعي قدس الله روحه, ونور ضريحه, فإنه كتاب لم يصنف في المذهب على أسلوبه, ولم يجمع أحد سلف كجمعه, في ترتيبه وتنقيحه وتهذيبه, ومرجع فقهائنا في كل الأقطار اليوم في الفتوى و التدريس والتصنيف إليه, واعتمادهم في هذه الأمور عليه, لكنه أجزل الله مثوبته مشى في هذا الشرح المذكور على طريقة الفقهاء الخلص, في ذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعات والمنكرة والواهيات, والتي لا تعرف أصلا في كتاب حديث, لا قديم ولا حديث, في معرض الإستدلال من غير بيان ضعيف من صحيح, وسليم من جريح, وهو رحمه الله إمام في الفن المذكور, وأحد فرسانه كما سيأتي إيضاحه في ترجمته, فتوكلت حينئد على الله سبحانه وتعالى في ذلك وسألته التوفيق في القول والعمل, والعصمة من الخطأ والخطل

 

وكنت عزمت على أن أرتب أحاديث وآثار الكتاب المذكور على مسانيد الصحابة, فأذكر الصحابي وعدة ما روي من الأحاديث, وماله من الآثار, فثنيت العنان عن ذلك لوجهين :

 

أحدهما أن الإمام الرافعي في كثير من المواطن لا يذكر إلا نفس الحديث, ويحدف الراوي إذ هو موضع الحاجة, فلا يهتدي طالب الحديث إليه, لأنه لا يعرف مظنته

 

الثاني: أن ذلك يعسر على الفقيه, فإنه يستدعي معرفة جميع الأحاديث والآثار الواقعة في (شرح الرافعي), واستحضارها وهي زائدة على أربعة آلاف بمكررها, وربما عسر ذلك عليهم

 

فرتبته على ترتيب (شرح الرافعي) لا أغير منه شيئا بتقديم ولا بتأخير, فأذكر كل باب وما تضمنه من الأحاديث و الآثار, فمتى طلب الطالب حديثا أو أثرا في كتاب الطهارة منه, فزع إلى كتاب الطهارة من هذا التأليف, أو في كتاب الصلاة فزع إلى كتاب الصلاة منه, وهكذا أولا فأول, على الترتيب والولاء, إلى آخر الكتاب, إن شاء الله تعالى ذلك وقدره.

 

معزيا إلى الأصول المخرج منها,فإن كان الحديث أو الأثر في (صحيحي) الإمامين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري, أو أحدهما, اكتفيت بعزوه إليهما, أو إليه, و لا أعرج على من رواه غيرهما من باقي أصحاب الكتب الستة, والمسانيد, و الصحاح, لأنه لا فائدة في الإطالة بذلك, وإن كان الحافظ مجد الدين عبد السلام ابن تيمية اعتمد ذلك في (أحكامه), لأن الغرض الإختصار, وذلك عندي بحمد الله من أيسر شيء, اللهم إلا يكون في الحديث زيادة عند غيرهما, والحاجة داعية إلى ذلك, فأشفعه بالعزو إليهم

 

وإن لم يكن الحديث في واحد من (الصحيحين) عزوته إلى من أخرجه من الأئمة, كمالك في (موطئه), والشافعي في (الأم), و(مسنده), الذي جمع من حديثه, و(سننه) التي رواها الطحاوي, عن المزني عنه, و(سننه) التي رواها أبو عبدا لله محمد بن عبد الحكم عنه, وأحمد في (مسنده), و عبد الله بن وهب في (موطئه), وأبي داود في (سننه), وأبي عيسى الترمذي في (جامعه), وأبي عبد الرحمن النسائي في (سننه الكبير) المسمى (المجتبى) [98], و(الصغير) المسمى (المجتبى), وأبي عبد الله بن ماجة القزويني في (سننه), وأبي عوانة في (صحيحه), وإمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة في القطعة التي وقف عليها من (صحيحه), و أبي حاتم ابن حبان في (صحيحه) المسمى : (بالتقاسيم و الأنواع) [99] , وفي كتابه ( وصف الصلاة بالسنة)[100] , وأبي بكر الإسماعيلي في (صحيحه), وأبي عبد الله الحاكم فيما استدرك على (الصحيحين), و ابن أبي شيبة, والحميدي, والدارمي, وأبي داود الطيالسي, وإسحاق بن راهويه, وأبي يعلى, والبزار, و الحارث بن أبي أسامة في (مسانيدهم), وابن الجارود في (المنتقى), والدراقطني في (سننه), وأبي بكر البيهقي في (السنن الكبير), وانتقد عليه بعض شيوخنا مواضع يمكن الجواب عنها [101], و(معرفة السنن والآثار), و (شعب الإيمان), و (المعاجم الثلاثة) للطبراني, وجميع (المعجم الكبير) [102] ستون ألف حديث, كما قاله ابن دحية في كتاب (الآيات البينات), وقال في موضع آخر منه: وقيل ثمانون ألفا, وجمع بين القولين في كتابه (خصائص أعضاء رسول الله r) وعاش مائة سنة, وقال صاحب (مسند الفردوس)[103] : ويقال (الأوسط) [104] ثلاثون ألفا حديث, و( الطهور) لأبي عبيد القاسم بن سلام [105], و(سنن الألكائي) [106], و (سنن) أبي علي بن السكن المسمى (بالسنن الصحاح المأثورة) [107]

 

ناظرا على ذلك من كتب الصحابة ما صنفه أبو نعيم [108], وأبو موسى الأصبهانيان, وابن عبد البر, و ابن قانع في ( معجمه) [109], وعبد الكريم الجزري في كتابه (أسد الغابة)[110], وما زاده الحافظ أبو عبد الله الذهبي من (طبقات ابن سعد) وغيره, في اختصاره للكتاب المذكور وما أهمله [111]

 

ومن كتب الأسماء جرحا وتعديلا وغير ذلك (تواريخ البخاري)[112], و(الضعفاء) له [113], و (الضعفاء) للنسائي [114], و (الجرح والتعديل) لابن أبي حاتم [115], و(الضعفاء) للعقيلي [116], و (الكامل) [117] لابن عدي, و(الضعفاء) لابن حبان [118], و(الثقات ) له [119], و(الثقات) لابن شاهين [120], و(المختلف فيهم) له[121] , و (الضعفاء) لأبي العرب [122], و(الضعفاء) لأبي الفرج ابن الجوزي [123], وما جمعه الحافظ أبو عبد الله الذهبي في كتابه المسمى (بالمغني في الضعفاء) [124] وما ذيل عليه, وما جمعه آخرا, وسماه (بميزان الإعتدال في نقد الرجال) [125], وهو من أنفس كتبه, و(رجال الصحيحين) لابن طاهر [126], غير معتمد عليه, و(الكنى) للنسائي [127], و (الكنى) للدولابي [128], و (الكنى) للحافظ أبي أحمد الحاكم [129], وهو أكبرها, و(المدخل إلى الصحيحين) للحاكم أبي عبد الله [130], و(التذهيب) [131] للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و أصله المسمى (بتهذيب الكمال) للحافظ جمال الدين المزي [132], وما نقب عليه, و(الكمال), و (الكاشف) [133], و(الذب عن الثقات) [134], و (من تكلم فيه وهو موثق) [135] للحافظ أبي عبد الله الذهبي, و(الأسماء المفردة) للحافظ أبي بكر البرديجي [136], و(أسماء رواة الكتب) لأبي عبد الله ابن نقطة [137], و (كشف النقاب عن الأسماء و الألقاب) لأبي الفرج ابن الجوزي [138], و(الأنساب) لابن طاهر [139], و(إيضاح الإشكال) للحافظ عبد الغني المصري [140], و(غنية الملتمس في إيضاح الملتبس) للخطيب البغدادي [141], و (موضح أوهام الجمع والتفريق) له [142], وهو كتاب نفيس, وقع لي بخطه, و (تلخيص المتشابه في الرسم و حماية ما أشكل نه عن بوادر التصحيف والوهم) له أيضا [143], و (أسماء من روى عن مالك) له [144], وكتاب (الفصل للوصل المدرج في النقل) له[145], و(التهذيب) [146] للشيخ محيي الدين النواوي

 

ومن كتب العلل: ما أورده أحمد [147], وابن المديني [148], وابن أبي حاتم [149], والدراقطني [150], وابن القطان [151], وابن الجوزي [152] في عللهم, قال ابن مهدي: لأن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثا ليس عندي

 

ومن كتب المراسيل: ما أودعه أبو داود [153], وابن أبي حاتم [154], وابن بدر الموصلي [155], وشيخنا صلاح الدين العلائي حافظ زمانه [156], أبقاه الله في خير وعافية في (مراسيلهم)

 

ومن كتب الموضوعات: ما أودعه ابن طاهر[157], والجوزقاني [158], وابن الجوزي [159], والصغاني [160], وابن بدر الموصلي [161] في موضوعاتهم

 

ومن كتب الأطراف (أطراف) الحافظ جمال الدين المزي, حافظ الوقت, المسماة (بتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف) [162], اقتصرت عليه, لكونه هذب الأطراف المتقدمة عليه, مع جمعه لها, (كأطراف) خلف وأبي مسعود, وابن عساكر, وابن طاهر, واستدرك جملة عليهم, و(أطراف) خلف أقل وهما و خطأ من (أطراف) أبي مسعود, و(أطراف) ابن طاهر كثيرة الوهم, كما شهد بذلك حافظ الشام ابن عساكر

 

ومن كتب الأحكام: (أحكام) عبد الحق (الوسطى) و(الصغرى), و(أحكام الضياء), و (الأحكام الكبرى) لعبد الغني المقدسي, و(أحكام أبي عبد الله محمد بن فرج المعروف بالطلاع) [163], و (المنتقى) لمجد الدين ابن تيمية, و(الإلمام) للشيخ تقي الدين,والموجود من (الإمام) له, و(الخلاصة) للشيخ محيي الدين النووي [164], وهي مفيدة, ولم يكملها, وما ذكره الحافظ أبو محمد المنذري في كتاب (اختصار سنن أبي داود) [165] من اعتراضات وفوائد

 

ومن كتب الخلافيات: (خلافيات) الحافظ أبي بكر البيهقي [166], ولم أر مثلها, بل ولا صنف, و (خلافيات) الحافظ جمال الدين أبي الفرج ابن الجوزي, المسماة ( التحقيق في أحاديث التعليق) [167], و هي مفيدة, وما نقب عليها

 

ومن كتب الأمالي: (أمالي) ابن السمعاني, و(أمالي) ابن منده [168], و(أمالي) ابن عساكر, و (أمالي) إمام الملة والدين أبي القاسم الرافعي, الذي تصدينا لإخراج أحاديث شرحه الكبير, وهي مفيدة جدا, لم أر أحدا مشى على منوالها, فإنه أملاها في ثلاثين مجلسا, ذكر في كل مجلس منها حديثا بإسناده, على طريقة أهل الفن, ثم تكلم عليه بما يتعلق بإسناده, و حال رواته, وغريبه, وعربيته, و فقهه, ودقائقه, ثم يختمه بفوائد, وأشعار, وحكايات, ورتبها ترتيبا بديعا على نظم كلمات الفاتحة, بإرداف كلمة أمين لأنها بها ثلاثون كلمة, فاشتمل الحديث الأول على كلمة الإسم, و الثاني على اسم الله العظيم, والثالث على الرحمن, و هلم جرا إلى آخرها, وهذا ترتيب بديع , وسماها (الأمالي الشارحة لمفردات الفاتحة), ومن نظر في الكتاب المذكور عرف قدر هذا الإمام, و حكم له بتقدمه في هذا العلم خصوصا

 

ومن كتب الناسخ والمنسوخ : ما أودعه الإمام الشافعي في (اختلاف الحديث) [169], والأثرم [170], و الحازمي [171], وابن شاهين [172], وابن الجوزي [173], في تواليفهم

 

ومن كتب المبهمات في الحديث: ما أودعه الحافظ الخطيب أبو بكر البغدادي [174], وابن بشكوال [175], و ابن طاهر [176] في تواليفهم, وما زاده الشيخ محيي الدين النووي في اختصاره لكلام الخطيب [177], والحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في أخر كتابه المسمى (بتلقيح فهوم الأثر في المغازي والسير) [178]

 

ومن شروح الحديث والغريب: ما ذكره القاضي عياض [179], والمازري قبله [180], والنووي, القرطبي [181], في شروحهم (لمسلم), وما شرحه الخطابي من (سنن أبي داود) [182] و(البخاري) المسمى (بالأعلام) [183], و ما شرحه النووي من (البخاري) [184], و(سنن أبي داود) [185], ولم يكملهما, وما شرحه الشيخ تقي الدين من أوائل (الإلمام) [186], وما شرحه شيخنا حافظ مصر فتح الدين ابن سيد الناس من (جامع الترمذي)[187], و لو كمل كان في غاية الحسن, و(شرح مسند الإمام الشافعي) لابن الأثير [188], وللإمام أبي القاسم الرافعي أيضا [189], وهو من جملة ما يعرف به قدره في هذا الفن,وما أودعه أبو عبيد القاسم بن سلام في (غريبه) [190] الذي جمعه في أربعين سنة, وكان خلاصة عمره, والحربي صاحب الإمام أحمد في (غريبه الكبير) [191], والزمخشري في (فائقه) [192], وابن قرقول في (مطالعه) [193], و الهروي في (غريبه) [194], وابن الأثير في (نهايته), وما ذكره في (جامع الأصول), وما ذكره القلعي [195], وابن باطيش [196], وابن معن[197], في كلامهم على (المهذب), والخطابي في (تصحيفات المحدثين) [198], والصولي فيه أيضا, و العسكري فيه أيضا [199], و المطرزي في (مغربه) [200], وما أكثر فوائده

 

ومن كتب أسماء الأماكن : ما أدعه الوزير أبو عبيد البكري في (معجم ما استعجم من البلدان), والحافظ أبو بكر الحازمي في تأليفه المسمى (بالمختلف والمؤتلف من أسماء الأماكن), وهما غاية في بابهما

 

ومن كتب أخرى حديثية: (كمعجم أبي يعلى الموصلي) [201], و(جامع المسانيد بألخص الأسانيد)[202] لأبي الفرج بن الجوزي, وهو تلخيص (مسند الإمام أحمد بن حنبل), و(نقي النقل) له [203], وكتاب (تحريم الوطء في الدبر) [204] له, و (بيان خط من أخطأ على الشافعي في الحديث) للبيهقي [205], و(في اللغة ) له أيضا, و(حياة الأنبياء في قبورهم) [206] له أيضا, وكتاب (الأشربة) للإمام أحمد [207], و(الحلية)[208] لأبي نعيم, و(أمثال الحديث) للرمهرمزي [209], و(الأوائل) للطبراني [210], و(علوم الحديث) للحاكم أبي عبد الله, وابن الصلاح, و(الدعوات الكافية في الأدوية الشافية) لابن القسطلاني , و (الأدعية) للحافظ أبي الفضل المقدسي, و0(الصوم) له [211], و(الصيام من السنن المأثورة) للقاضي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل [212], و (كلام الحافظ أبي الفضل بن طاهر على حديث معاذ) [213], و (أحاديث الشهاب) [214], و(المحلى شرح المجلى) لأبي محمد بن حزم [215], وما رده عليه ابن عبد الحق, وابن مفوز, وشيخنا قطب الدين عبد الكريم الحلبي الحافظ في جزء جيد [216], وما أكثر فوائده, و(رسائل ابن حزم في القياس), و(فضائل الجهاد) لبهاء الدين ابن عساكر ابن الحافظ المشهور[217]

 

ومن مصنفات أبي الخطاب ابن دحية, (الآيات البينات في أعضائه عليه السلام) [218], و(مرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين), و(العلم المشهور في فضائل الأيام والشهور), و(خصائص الأعضاء), و(التنوير في مولد السراج المنير) [219], وغيرها من مؤلفاته المفيدة

 

ومن كتب أخرى متعلقة بالفقه: (كتخريج أحاديث المهذب)[220] للشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري, رأيت منه إلى أواخر الحج, وشأنه إيراد الأحاديث بأسانيده, وكلام الشيخ تقي الدين ابن الصلاح, والنووي على 0الوسيط) [221],و(المهذب), وكلام الإمام الرافعي في (التذنيب) الذي له على (الوجيز), وكلام الشيخ نجم الدين ابن الرفعة في (شرحي الوسيط) و(التنبيه) وغير ذلك

 

هذا ما حضرني الآن من الكتب التي نظرتها واعتمدت عليها في هذا التصنيف وانتخبتها, وأما الأجزاء الحديثية, و المصنفات اللطيفة, والفوائد المنتخبة من الخبايا والزوايا, فلا تنحصر مصنفاتها, وكل نقولاتها في الكتاب معزوة على قائلها وناقلها فإن كان في المظنة أطلقته, وإن لم يكن فيها قيدته ببابه

 

وعددت هذه الكتب هاهنا لفائدتين: إحداهما أن الناظر قد يشكل عليه شيء مما ذكرناه عن هؤلاء الأئمة فيراجعه من تواليفهم, الثانية:ليعرف مقدار هذا الكتاب وبذل جهد الطاقة والوسع فيه, فإن كمل ما رمناه, وحصل ما قصدناه,حصل عندك أيها الطالب خزانة من أنواع العلوم المذكورة فيه, وكملت فائدة (شرح الرافعي), لأن محصلهما حينئد يكون جامعا للفنين, أعني الفقه والحديث, وحائزا للمنفعتين, و يلتحق بمن إذا ذكروا في القديم والحديث, يقال في حقهم الجامعون بين الفقه والحديث,وأتوسط في العبارة فيما أورده من علل الحديث, ومتعلقاته, وإذا تورد على التعليل أو غيره من الفنون المتعلقة به أئمة ذكرت قول أشهرهم لئلا يطول الكتاب,وأنبه مع ذلك على ما أظهره الله على يدي مما وقع للمتقدمين والمتأخرين من وهم, أو غلط, أو اعتراض, أو استدراك, قاصدا بذلك النصيحة للمسلمين, حاشا الظهور أو التنقيص, معاذ الله من ذلك, فهل الفضل إلا للمتقدم, وغالب ذلك إنما يقع من التقليد, ونحن برآء منه بحمد الله, وأتبع الكلام غالبا بعد بيان صحة الحديث, وضعفه, وغرابته, إلى غير ذلك من فنونه, بما وقع فيه من ضبط ألفاظ, وأسماء, وفوائد وإشكالات, وهذا النوع وإن كان كتابنا هذا غير موضوع له, فبه تكمل الفائدة,.وتتم العائدة, غلا أنا نتحرى الإختصار في إيراده, ونقتصر في إبرازه, حذر السآمة والملل

 

ووسمته : ( بالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير ), وقدمت في أوله فصولا, تكون لمحصله وغيره قواعد يرجع إليها, وأصولا في شروط الكتب الستة, وغيرها من الكتب المصنفة المتقدمة, ليعتمد على شرطها من أول الكتاب إلى آخره, وفي أخرها فصلا في حال الإمام الرافعي, ومولده, ووفاته, وشيوخه, ومصنفاته, فإنه في الإسلام بمحل خطير, وبكل فضيلة جدير, ليعرف قدره, ويرد على من جهل حاله وفضله, وبيان حال والده, ووالدته, فإنهما من الذين تتنزل الرحمة بذكرهم, ويبتهل على الله ببركتهم, جعله الله مقربا من رضوانه, مبعدا من سخطه وحرمانه, نافعا لكاتبه, وسامعه, نفعا شاملا في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا مرجوا إلا إياه

 

الهم انفعني به يوم القيامة, يوم الحسرة والندامة, ووالدي مشايخي, وأحبابي, والمسلمين أجمعين, إنه على ما يشاء قدير, و بكل مأمول جدير

 

[ثم ذكر فصولا في شروط الأئمة في كتبهم, وفصلا في معرفة حال الإمام الرافعي وسيرته,ثم قال]

 

هذا آخر ما أردت ذكره من هذه الفصول وهي مهمة, نافعة, سيما مناقب الإمام الرافعي ووالده, ووالدته, فإن بذلك يعرف قدرهم, وفضلهم, بسطناها هنا بسطا حسنا,و لا يوجد كذلك في كتاب, وإذ قد فرغنا من هذه الفصول, فلنشرع الآن في الغرض الأهم, المقصود, متوكلين على الصمد المعبود, أسأل الله الكريم إتمامه مصونا عاجلا على أحسن الوجوه, وأبركها, وأعمها, وأنفعها, وأدومها, بمحمد وآله [222]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

خلاصة البدر المنير تخريج أحاديث الشرح الكبير

 

للحافظ أبي حفص ابن الملقن

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه نستعين, وعليه نتوكل, الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, ونشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, و نشهد أن محمدا عبده ورسوله, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون

 

وبعد : فلما يسر الله تعالى وله الحمد والمنة الفراغ من كتابي المسمى ( بالبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير ) لإمام الملة والدين حجة الإسلام والمسلمين, أبي القاسم عبد الكريم الرافعي شرح وجيز حجة الإسلام أبي حامد الغزالي, أسكنهما الله وإياي بحبوحة جنته, وجمع بيني وبينها في دار كرامته, حمدت الله سبحانه وتعالى على إتمامه, وسألته المزيد من فضله وإنعامه, وشكرته إذ جعلني من خدام العلوم الشرعية, سيما هذا العلم الذي هو أساس العلوم بعد كتاب الله تعالى

 

وكان الكتاب المذكور قد اشتمل على زبد التآليف الحديثية, أصولها وفروعها, قديمها وحديثها, زائدة على مائة تأليف, نظرتها كما عددتها فيه, أرجو أن باحثه ومحصله يلتحق بأئمته الأكابر, ولا يفوته من المحتاج إليه إلا النادر, لأن شرح ( الوجيز ) احتوى على غالب ما في كتب الأصحاب من الأقوال, والوجوه والطرق, وعلى ألوف من الأحاديث و الآثار, تنيف على أربعة آلاف بمكررها, وقد بيناها في الكتاب المذكور, على حسب أنواعها من الصحة, والحسن, و الضعف, والاتصال, والإرسال, والإعضال, والانقطاع, والقلب, والغرابة, والشذوذ, والنكرة, والتعليل, والوضع, و الإدراج, والاختلاف, والناسخ, والمنسوخ إلى غير ذلك من علومه الجمة, كضبط ألفاظ, وأسماء, وتفسير غريب, و إيضاح مشكل, وجمع متن أحاديث متعارضة, والجواب عنها, فمن جمع بين الكتابين المذكورين أعني كتابنا هذا, و الشرح الكبير للإمام الرافعي وفقه مغزاهما فقد جمع بين علمي الفقه والحديث, وصار حافظ أوانه, وشافعي زمانه, وبرز على شيوخه عوضا عن أقرانه, لا يساوونه ولا يدانونه, إلا أن العمر قصير, والعلم بحر مداه طويل, والهمم فاترة, و الرغبات قاصرة, والمستفيد قليل, والحفيظ كليل, فترى الطالب ينفر من الكتاب الطويل, ويرغب في القصير, ويقنع باليسير, وكان بعض مشايخنا عامله الله بلطفه في الحركات والسكنات, وختم أقواله وأفعاله بالصالحات, أشار باختصاره في نحو عشر الكتاب, تسهيلا للطلاب, وليكون عمدة لحفظ الدارسين, ورأس مال لإنفاق المدرسين

 

فاستخرت الله تعالى في ذلك, وسألته التوفيق في القول والعمل, والعصمة من الخطأ والخطل, من غير إعراض عن الأول, إذ عليه المعول, فشرعت في ذلك ذاكرا من الطرق أصحها, أو أحسنها, ومن المقالات أرجحها, مشيرا بقولي : ( متفق عليه ), لما رواه إماما المحدثين, أبو عبد الله محمد ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردذبه الجعفي البخاري, وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري, وبقولي : ( رواه الأربعة ) لما رواه الترمذي في ( جامعه ), وأبو داود, والنسائي, وابن ماجه في ( سننهم ), وبقولي : ( رواه الثلاثة ) لما رواه المذكورون خلا ابن ماجه في ( سننهم ), وبقولي: ( غريب ), أني لا أعلم من رواه, وما عدا ذلك أسمي من رواه, وحيث أطلقت النقل عن البيهقي فهو في ( سننه ) الكبير, وهذا المختصر على ترتيب أصله, لا أغير منه شيئا, بتقديم ولا تأخير, فلعلك ترى أيها الناظر حديثا غير مناسب للباب, فأعلم أن الرافعي ذكره كذلك, فإن دعي هذا المختصر ( بالخلاصة ) كان باسمه وافيا, ولما يرومه طالبا كافيا, أو ( المدخل ) كانت سمة صادقة, وللحقيقة مطابقة

 

وهذا المختصر أسلك فيه طريق الإيضاح قليلا, لا الاختصار جدا, فإن رمت جعلته كالأحراف, فقد لخصته في كراريس لطيفة, مسمى ( بالمنتقى ), نفع الله بالجميع بمحمد وآله, وجعلهم مقربين من رضوانه, مبعدين من سخطه وحرمانه, نافعين لكاتبهم وسامعهم, نفعا شاملا في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا مرجو إلا إياه [223]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تحفة المحتاج لأدلة المنهاج

 

للحافظ ابن الملقن

 

بسم الله الرحمن الرحيم, رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً) (الكهف:10), الحمد لله على إحسانه وإنعامه وإرشاده للقيام بالسنة وإلهامه, و أشهد أن لا إله, إلا الله لا شريك له, شهادة دائمه بدوامه, وأن محمدا عبده ورسوله خاتم رسله ومسك ختامه, صلى الله عليه وعلى آله صلاة مقرونة بسلامه

 

و بعد : فهذا مختصر في أحاديث الأحكام, ذو إتقان وإحكام, عديم المثال لم ينسج مثله على منوال, شرطي أن لا أذكر فيه إلا حديثا صحيحا, أو حسنا, دون الضعيف, وربما ذكرت شيئا منه لشدة الحاجة إليه, منبها على ضعفه, مشيرا بقولي ( متفق عليه ) لما رواه البخاري ومسلم في ( صحيحهما ), وبقولي ( رواه الأربعة ) لما رواه أبو داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجة, في ( سننهم ), وبقولي ( رواه الثلاثة ) لهم خلا ابن ماجة, وما عدا ذلك أوضح من رواه, كالشافعي, وأحمد, والدارمي في ( مسانيدهم ), وابن خزيمة, وابن حبان, وأبي عوانة في ( صحاحهم , والحاكم في ( مستدركه ), والدار قطني والبيهقي في ( سننهما ), وغيرهم كما ستراه واضحا إن شاء الله تعالى

 

وأقتصر فيما أورده من قسم الصحيح, والحسن على الأصح, والأحسن مما روى فيه, وربما نبهت مع الأصح والأحسن على الصحيح, و الحسن, كما فعلت في أوائل كتاب الطهارة, حيث ذكرت حديث : ( هو الطهور ماؤه الحل ميتته ) أولا من حديث جابر, ثم عزوته إلى رواته الإمام أحمد, وابن ماجة, وابن حبان, وأن ابن السكن قال: إنه أصح ما روي في الباب, ثم قلت بعده : وهو للأربعة من حديث أبي هريرة, وأن الترمذي وغيره صححه, وكذا حديث بئر بضاعة, حيث أخرجته أولا من حديث سهل بن سعد الساعدي, وعزوته إلى رواية قاسم بن أصبغ, ثم قلت بعد ذلك : وهو للثلاثة من حديث أبي سعيد الخدري, وأنه صحح وحسن إلى غير ذلك من المواضع الآتية

 

وقد يخطر للناظر في كتابنا هذا أنه يجب تقديم رواية الأشهر على غيره, فليعلم إنما فعلت ذلك لأن الأول أصح, أو أحسن من الثاني, فتدبر ذلك, واعرف لما وقع في هذا المختصر من الاعتناء والفحص حقهما

 

وقد استخرت الله سبحانه وتعالى في ترتيب هذا المختصر المبارك على ترتيب كتاب ( المنهاج ) للعلامة محي الدين النووي t في المسائل والأبواب, وخصصت هذا المختصر به, لإكباب الطلبة في هذه الأزمان عليه, وانتفاعهم بما لديه,

 

وأرجو أنه واف بكل مسألة ذكرها, وورد فيها حديث صحيح, أو حسن, وأما الأحاديث الضعيفة والآثار فلم أتعرض لشيء منها, إلا نادرا, نعم تعرضت لهما في شرحي له المسمى : ( بعمدة المحتاج إلى كتاب المنهاج ), فإذا لم تجد حديثا عقب المسألة فذلك إما لعدمه, أو لضعفه, أو لذكره في مواضع أخر من الباب, اقتضى الإختصار عدم إعادته, وكذا إذا كان الحديث يصلح للاستدلال به في عدة أبواب, فإني أذكره في أولها, وربما نبهت على تقدمه كحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ), وحديث : ( رفع القلم عن ثلاثة ), وما وقع من الأحكام على سبيل الاستطراد فقد لا ألتزم الاستدلال عليه هناك, وأؤخر دليله إلى موضعه, كما في أغسال الحج المذكورة في باب الجمعة, على سبيل الاستطراد, فمن تأمل هذا المختصر حق التأمل, وجده وافيا لما ذكرته, قائما بما شرطته

 

وسميته : ( تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج ), والله أسأله أن يعم النفع به وبأمثاله في الحال والمآل, إنه لما يشاء فعال, لا رب سواه, ولا نرجو إلا إياه, وحسبنا الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم [224]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تلخيص الحبيرتخريج أحاديث الشرح الكبير

 

للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله مخرج الحي من الميت, ومخرج الميت من الحي, العليم بما تخفي الصدور, وتبديه من كل شيء, أحمده على نعمه, وأعوذ به في أداء شكرها من المطل واللي, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, الذي هدانا إلى الرشد على رغم أنف أهل الغي, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أباح له الفيء, وأظل أمته من ظل هديه بأوسع فيء, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه من كل قبيلة وحي

 

أما بعد : فقد وقفت على تخريج أحاديث ( شرح الوجيز ) للإمام أبي القاسم الرافعي [225], شكر لله سعيه لجماعة من المتأخرين, منهم القاضي عز الدين بن جماعة [226], والإمام أبو أمامة بن النقاش [227], والعلامة سراج الدين عمر بن علي الأنصاري [228], والمفتي بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي [229], وعند كل منهم ما ليس عند الآخر من الفوائد و الزوائد, وأوسعها عبارة, وأخلصها إشارة, كتاب شيخنا سراج الدين, إلا أنه أطاله بالتكرار فجاء في سبع مجلدات, ثم رأيته لخصه في مجلدة لطيفة, أخل فيها بكثير من مقاصد المطول وتنبيهاته, فرأيت تلخيصه في قدر ثلث حجمه, مع الالتزام بتحصيل مقاصده, فمن الله بذلك ثم تتبعت عليه الفوائد الزوائد, من تخاريج المذكورين معه, ومن ( تخريج أحاديث الهداية ) [230] في فقه الحنفية, للإمام جمال الدين الزيلعي, لأنه ينبه فيه على ما يحتج به مخالفوه, وأرجو الله إن تم هذا التتبع أن يكون حاويا لجل ما يستدل به الفقهاء في مصنفاتهم في الفروع, وهذا مقصد جليل

 

والله تعالى المسئول أن ينفعنا بما علمنا, ويعلمنا ما ينفعنا, وأن يزيدنا علما, وأن يعيذنا من حال أهل النار, وله الحمد على كل حال [231]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الدرايةفي تخريج أحاديث الهداية

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على التوفيق إلى الهداية, و سلوك طريق أهل الدراية, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وله على ذلك في كل شيء آية, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي له في الشرف أعلى غاية, وفي السؤدد أقصى نهاية, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما دائمين ما استلزمت النهاية والبداية

 

أما بعد : فإنني لما لخصت تخريج الأحاديث التي تضمنها ( شرح الوجيز ) للإمام أبي القاسم الرافعي, وجاء اختصاره جامعا لمقاصد الأصل, مع مزيد كثير, كان فيما راجعت عليه ( تخريج أحاديث الهداية ) الكتاب الآخر, لينتفع به أهل مذهبه, كما انتفع أهل المذهب, فأجبته إلى طلبه وبادرت إلى وفق رغبته, فلخصته تلخيصا حسنا مبينا, غير مخل من مقاصد الأصل, إلا ببعض ما قد يستغنى عنه, والله المستعان في الأمور كلها, لا إله إلا هو, وهذه فهرسة كتبه :

 

الطهارة, الصلاة, الجنائز, الزكاة, الصوم, الحج, النكاح, وتوابعه, العتق, وتوابعه, الإيمان و النذور, الحدود والسير, و فيه الجزية والموادعة, والبغاة وأحكام المرتدين, واللقيط واللقطة, والآبق والمفقود, والشركة, الوقف, البيوع, الصرف, الحوالة, والكفالة, القضاء, والشهادات وفيه الوكالة, والدعوى و الإقرار,والصلح, المضاربة والوديعة العارية, الهبة الإجارة, المكاتب, الولاء, الإكراه, الحجر, الغصب, الشفعة, القسمة, المزارعة, المساقاة, الذبائح الأضحية, الكراهية, إحياء الموات, الأشربة, الصيد, الرهن, الجنايات, الديات, القسامة, العقول, الوصايا, آخر الكتاب [232]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تغليق التعليق

 

للحافظ ابن حجر

 

بسم الله الرحمن الرحيم, ربنا آتنا من لدنك رحمة, وهيئ لنا من أمرنا رشدا, وصل و سلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

 

الحمد لله الذي من تعلق بأسباب طاعته فقد أسند أمره إلى العظيم جلاله, ومن انقطع لأبواب خدمته متمسكا بنفحات كرمه قرب اتصاله, ومن انتصب لرفع يديه جازما بصحة رجائه مع انكسار نفسه صلح حاله, وصلى الله على سيدنا محمد المشهور جماله المعلوم كماله, وعلى آل محمد وصحبه الطيبين الطاهرين, فصحبه خير صحب وآله

 

أما بعد : فإن الاشتغال بالعلم خير عاجل, وثواب حاصل, لا سيما علم الحديث النبوي, ومعرفة صحيحة من معلله, و موصوله من مرسله, ولما كان كتاب ( الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور سيدنا رسول الله rوسننه وأيامه ) تأليف الإمام الأوحد عمدة الحفاظ تاج الفقهاء أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري رحمه الله, وشكر سعيه, قد اختص بالمرتبة العليا, ووصف بأنه لا يوجد كتاب بعد كتاب الله مصنف أصح منه في الدنيا, وذلك لما اشتمل عليه من جمع الأصح والصحيح, وما قرن بأبوابه من الفقه النافع, الشاهد لمؤلفه بالترجيح, إلى ما تميز به مؤلفه عن غيره بإتقان معرفة التعديل والتجريح, وكنت ممن من الله عز وجل عليه بالاشتغال بهذا العلم النافع, فصرفت فيه مدة من العمر الذي لولاه لقلت البضائع, وتأملت ما يحتاج إليه طالب العلم من شرح هذا ( الجامع ) فوجدته ينحصر في ثلاثة أقسام من غير رابع :

 

الأول : في شرح غريب ألفاظه, وضبطها وإعرابها, والثاني في معرفة أحاديثه, وتناسب أبوابه, والثالث : وصل الأحاديث المرفوعة, والآثار الموقوفة المعلقة فيه, وما أشبه ذلك من قوله تابعه فلان, ورواه فلان, و غير ذلك, فبان لي أن الحاجة الآن إلى وصل المنقطع منه ماسة, أن كان نوعا لم يفرد ولم يجمع, ومنهلا لم يشرع فيه ولم يكرع, وإن كان صرف الزمان إلى تحرير القسمين الأولين أولى وأعلى, والمعتني بهما هو الذي حاز القدح المعلى, ولكن ملئت منهما بطون الدفاتر, فلا يحصى كم فيها من حبلى, وسبق إلى تحريرهما من قصاراي وقصارى غيري أن ينسخ نص كلامه فرعا و أصلا

 

فاستخرت الله في جمع هذا القسم, إلى أن حصرته, وتتبعت ما انقطع منه, فكل ما وصلت إليه وصلته, وسردته على ترتيب الأصل, بابا بابا, وذكرت من كلام الأصل ما يحتاج إليه الناظر, وكان ذلك صوابا, وغيبته عن عيون النقاد, إلى أن أطلعته في أفق الكمال شهابا

 

وسميته : ( تغليق التعليق ), لأن أسانيده كانت كالأبواب المفتحة, فغلقت, ومتونه ربما كان فيها اختصار فكملت واتسقت, وقد نقلت من كتاب ( ترجمان التراجم ) للحافظ أبي عبد الله بن رشيد [233] ما نصه :بعد أن ذكر التعليق, وهل هو لاحق بحكم الصحيح, أم متقاصر عنه, قال : وسواء كان منسوبا إلى النبي r أو إلى غيره, وأكثر ما وقع للبخاري من ذلك في صدور الأبواب, وهو مفتقر إلى أن يصنف فيه كتاب يخصه, تسند فيه تلك المعلقات, وتبين درجتها من الصحة, أو الحسن, أو غير ذلك من الدرجات, وما علمت أحدا تعرض لتصنيف في ذلك, وإنه لمهم, لا سيما لمن له عناية بكتاب البخاري انتهى

 

وكفى بها شهادة من هذا المحقق الحافظ, المدقق الرحال إلى المشرق والمغرب, ولقد وقفت على فوائد (رحلته) [234] في ست مجلدات, أتى فيها بالعجب العجاب, ولقي فيها مسند دمشق الفخر بن البخاري, ومسند مصر العز الحراني, و مجتهد العصر ابن دقيق العيد, وأقرانهم, ورجع إلى بلده سبتة, بعلم جم رحمه الله تعالى

 

فأما تسمية هذا النوع بالتعليق فأول ما وجد ذلك في عبارة الحافظ الأوحد أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني, وتبعه عليه من بعده, فقال الشيخ أبو عمرو ابن الصلاح, فيما أخبرنا أبو الحسن بن أبي المجد, عن محمد بن يوسف بن عبد الله الشافعي عنه, كأنه مأخوذ من تعليق الجدار, وتعليق الطلاق ونحوه لما يشترك الجميع فيه من قطع الاتصال, والله أعلم

 

قلت أخذه من تعليق الجدار فيه بعد وأما أخذه من تعليق الطلاق وغيره فهو أقرب للسببيه لأنهما معنويان

 

وأما التعريف به في ( الجامع ) فهو أن يحذف من أول الإسناد رجلا فصاعدا, معبرا بصيغة لا تقتضي التصريح بالسماع, مثل قال, وروي, وزاد وذكر أو يروى, ويذكر, ويقال, وما أشبه ذلك من صيغ الجزم والتمريض, فإن جزم به فذلك حكم منه بالصحة إلى من علقه عنه, ويكون النظر إذ ذاك فيمن أبرز من رجاله, فإن كانوا ثقات فالسبب في تعليقه إما لتكراره, أو لأنه أسند معناه في الباب, ولو من طريق أخرى, فنبه عليه بالتعليق اختصارا, أو ليبين سماع أحد رواته من شيخه, إذا كان موصوفا بالتدليس, أو كان موقوفا, لأن الموقوف ليس من موضوع الكتاب, أو كان في رواته من لم يبلغ درجة الضبط والإتقان, أو إن كان ثقة في نفسه فلا يرتقي إلى شرط أبي عبد الله المؤلف في ( الصحيح ) فيعلق حديثه, تنبيها عليه تارة أصلا, وتارة في المتابعات

 

فهذه عدة أوجه من الأسباب الحاملة له على تعليق الإسناد المجزوم به, وسيأتي مزيد بيان لذلك في أثناء هذا التصنيف

 

وإن أتى به بصيغة التمريض فهو مشعر بضعفه عنده إلى من علقه عنه, لكن ربما كان ذلك الضعف خفيفا, حتى ربما صححه غيره, إما لعدم اطلاعه على علته, أو لأن تلك العلة لا تعد عند هذا المصحح قادحة, و النظر فيما أبرزه من رجاله كالنظر فيما أبرزه من رجال الأول, والسبب في تعليقه بعض ما تقدم

 

فهذا حكم جميع ما في الكتاب من التعاليق, إلا إذا ما علق الحديث عن شيوخه الذين سمع منهم, فقد ذكر الشيخ أبو عمرو بن الصلاح أن حكم قال    حكم  عن    وأن ذلك محمول على الاتصال, ثم اختلف كلامه في موضع آخر فمثل التعاليق التي في البخاري بأمثلة ذكر منها شيوخ البخاري, كالقعنبي, والمختار الذي لا محيد عنه أن حكمه مثل غيره من التعاليق, فإنه وإن قلنا يفيد الصحة لجزمه به, فقد يحتمل أنه لم يسمعه من شيخه الذي علق عنه, بدليل أنه علق عدة أحاديث عن شيوخه الذين سمع منهم, ثم أسندها في موضع آخر من كتابه, بواسطة بينه وبين من علق عنه, كما سيأتي إن شاء الله تعالى في مواضعه

 

وقد رأيته علق في ( تاريخه ) عن بعض شيوخه شيئا, وصرح بأنه لم يسمعه منه, فقال في ترجمة معاوية قال: إبراهيم بن موسى فيما حدثوني عنه, عن هشام ابن يوسف فذكر خبرا

 

فإن قلت هذا يقتضي أن يكون البخاري مدلسا, ولم يصفه أحد بذلك إلا أبو عبد الله بن منده, وذلك مردود عليه

 

قلت : لا يلزم من هذا الفعل الاصطلاحي له أن يوصف بالتدليس, لأنا قد قدمنا الأسباب الحاملة للبخاري على عدم التصريح بالتحديث في الأحاديث التي علقها, حتى لا يسوقها مساق أصل الكتاب, فسواء عنده علقها عن شيخه, أو شيخ شيخه, وسواء عنده كان سمعها من هذا الذي علقه عنه, أو سمعها عنه بواسطة,  ثم ان ( عن ) في عرف المتقدمين محمولة على السماع, قبل ظهور المدلسين, وكذا لفظة ( قال ) لكنها لم تشتهر اصطلاحا للمدلسين مثل لفظة ( عن ) فحينئذ لا يلزم من استعمال البخاري لها أن يكون مدلسا, وقد صرح الخطيب بأن لفظة ( قال ) لا تحمل على السماع إلا إذا عرف من عادة المحدث أنه لا يطلقها إلا فيما سمع

 

وقد قرأت على أحمد بن عمر اللؤلؤي, عن يوسف بن عبد الرحمن القضاعي, أن يوسف بن يعقوب بن المجاور أخبره, أن أبو اليمن الكندي, أنا أبو منصور القزاز, أنا أبو بكر الخطيب, حدثني أبو النجيب الأرموي, حدثني محمد بن إبراهيم الأصبهاني, أخبرني محمد بن إدريس الوراق, ثنا محمد بن حم بن ناقب البخاري, ثنا محمد بن يوسف الفريابي, ثنا محمد بن أبي حاتم, قال : سئل محمد بن إسماعيل عن خبر حديث فقال : يا أبا فلان, أتراني أدلس, وأنا تركت عشرة آلاف حديث لرجل لي فيه نظر, يعني إذا كان يسمح بترك هذا القدر العظيم, كيف نشره لقدر يسير, فحاشاه من التدليس المذموم

 

وبه إلى الخطيب, أخبرني أبو الوليد الدربندي, ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان, ثنا محمد بن سعيد, ثنا محمد بن يوسف هو الفربري, ثنا محمد بن أبي حاتم قال سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري, سمعت رجاء بن مرجى يقول : فضل محمد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء

 

فأما إذا قال البخاري قال لنا, أو قال ل,ي أو زادنا, أو زادني, أو ذكر لنا, أو ذكر ل,ي فهو وإن ألحقه بعض من صنف في الأطراف بالتعاليق, فليس منها, بل هو متصل صريح في الاتصال, وإن كان أبو جعفر ابن حمدان قد قال : إن ذلك عرض ومناولة, وكذا قال ابن منده : إن قال لنا إجازة

 

فإن صح ما قالاه فحكمه الاتصال أيضا, على رأي الجمهور, مع أن بعض الأئمة ذكر أن ذلك مما حمله عن شيخه في المذاكرة, والظاهر أن كل ذلك تحكم,وإنما للبخاري مقصد في هذه الصيغة وغيرها, فإنه لا يأتي بهذه الصيغة إلا في المتابعات والشواهد, أو في الأحاديث الموقوفة, فقد رأيته في كثير من المواضع التي يقول فيها في ( الصحيح ) قال لنا قد ساقها في تصانيفه بلفظ حدثنا, وكذا بالعكس, فلو كان مثل ذلك عنده إجازة, أو مناولة, أو مكاتبة, لم يستجز إطلاق حدثنا فيه من غير بيان القاعدة, فإن المخالف لها إذا رأى حديثا علقه البخاري ولم يوصل إسناده حكم عليه بالانقطاع, لا سيما إن كان علقه عن شيوخ شيوخه, أو عن الطبقة التي فوق

 

فإن قال له خصمه هذا معلق بصيغة الجزم, فطلب منه الدليل على أنه موصول عند البخاري ما يكون جوابه, إن أجاب بأن القاعدة أنه لا يجزم إلا بما صح عنده, قال له : أنا لا ألتزم هذه القاعدة بلا دليل, لأنها على خلاف الأصل, وإنما أحكم بما ظهر لي من أن هذا السياق حكمه الانقطاع, وأن البخاري لم يلق هذا الرجل المعلق عنه, وأي فرق يبقي بين هذا وبين المنقطع, وإن أجابه بأن الإمام فلانا روى هذا الحديث في تصنيفه مسندا متصلا, كان ذلك أدعى لرجوعه و أذعن لخضوعه, ولم يبق إلا التسليم, وفوق كل ذي علم عليم

 

والتزمت في وصل هذا التعليق أن أسوق أحاديثه المرفوعة, وآثاره الموقوفة, بإسنادي إلى من علق عنه المصنف, لا إلى غيره, إلا أن يتكرر النقل من كتاب كبير, هو عندي, أو أكثره بإسناد واحد إلى مصنفه, فإني أحيل عليه غالبا, وأجمع أسانيدي في الكتب التي أحيل عليها, في فصل أختم به هذا المجموع, يتلو فصلا آخر في سياق ترجمة المؤلف ومناقبه

 

فإن علق الحديث في موضع, وأسنده, نبهت عليه, واكتفيت به إلا أن يختلف لفظ المعلق, ولفظ الموصول, فأنبه حينئذ على من وصله بذلك اللفظ, وإذا لم يسم أحدا من الرواة بل قال رسول الله r مثلا كذا, فإنني أخرجه من أصح طرقه, إن لم يكن عنده في موضع آخر كما سبق

 

وأما التبويب فإنه يبوب كثيرا بلفظ حديث, أو أثر, ويسوقه في ذلك الباب مسندا, أو يورد معناه, أو ما يناسبه, كقوله في كتاب الأحكام باب الأمراء من قريش, وساق في الباب حديث معاوية : ( لا يزال وال من قريش ), واللفظ الأول لم يخرجه, وهو لفظ حديث آخر, وقوله باب اثنان فما فوقهما جماعة, ثم ساق فيه حديث : ( أذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ) فلم أتكلف لتخريج ذلك, إلا إذا صرح فيه بالرواية

 

وإذا أخرجت الحديث من مصنف غير متداول فذلك لفائدتين : أحدهما, أن يكون من مسموعي, والثانية, أن يكون عاليا, ومع ذلك فأنبه على من أخرجه من أصحاب الكتب المشهورة, وعلى كيفية ما أخرجوه في الغالب

 

وقد قرأت على شيخ الإسلام أبي حفص بن أبي الفتح, عن الحافظ أبي الحجاج المزي, أن يوسف بن يعقوب بن المجاور أخبره أنا أبو اليمن الكندي, أنا أبو منصور القزاز, أنا الحافظ أبو بكر الخطيب, أنا البرقاني يعني أبا بكر أحمد ابن محمد بن غالب الفقيه الحافظ فيما أنشد لنفسه من أبيات

 

أعلل نفسي بكـتب الحديث *** وأجمل فيه لها الموعــدا

 

وأشغـل نفـسي بتصنيـفه *** وتخريجه دائما سرمــدا

 

وأقفـوا البخاري فيمـا نحاه *** وصنفه جاهدا مرشــدا

 

ومالي فيـه ســـوى أنني***  أراه هوى صادف المقصدا

 

وأرجو الثواب بكتب الصلاة *** على السيد المصطفى أحمدا

 

وأسـأل ربي إلــه العبـاد *** جريا على ما لنا عــودا

 

قلت : وهذه الأبيات أطول من هذا, وهي حسنة في معناها, مناسب لمغزانا مغزاها, فأسأل الله السميع القريب, الإعانة على إكماله مخلصا له, فما توفيقي إلا بالله, عليه توكلت, وإليه أنيب [235]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) (الكهف1) وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له يخشى, ولا نظير له يرتجى, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله مصباح الدجى, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه في النهار إذا ضحى, والليل إذا سجى

 

أما بعد : فهذا تخريج الأحاديث الواقعة في التفسير المسمى ( بالكشاف ) الذي أخرجه الإمام أبو محمد الزيلعي [236], لخصته مستوفيا غير مخل بشيء من فوائده

 

وقد كنت تتبعت جملة كثيرة لا سيما من الموقوفات فاته تخريجها, إما سهوا و إما عمدا, ثم أخرت ذلك, و أضفته إلى المختصر من هذا التلخيص, واقتصرت في هذا على تجريد الأصل, والله المستعان [237]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

هداية الرواة إلى تخريج أحاديث المصابيح والمشكاة

 

للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على نعمه التي لا تحصى عددا دائما أبدا, و صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه و سلم, و شرف وكرم, ومجد وبجل وعظم

 

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, و الصلاة والسلام من الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد وعلى آله محمد وصحبه ومتبعه رضي الله عنهم

 

أما بعد : فإني وقفت على كتاب ( المشكاة ) الذي لخصه الخطيب الفاضل ولي الدين محمد بن عبدالله التبريزي من كتاب ( المصابيح ) لأبي محمد الحسين بن عبدالله الفراء البغوي رحمة الله عليهما, وخرج فيه أحاديثه فعزاها على مخرجيها بحسب طاقته, وزاد في أبوابه فصولا مخرجه أيضا [238]

 

ثم وقفت على ( تخريج المصابيح ) لقاضي القضاة صدر الدين محمد بن إبراهيم المناوي رحمه الله [239], وقد سمعت عليه بعضه, فوجدت الأول قد أطال بإيراد الأحاديث, والثاني ساق الأحاديث أيضا بتمامها, وأطال النفس في التخريج, و تجاوز ذلك إلى بيان الغريب, وربما أَلَمَّ  بنقل الخلاف وبيان الحكم, ثم وقفت على

 

( شرح المشكاة ) [240] للإمام شرف الدين الحسين بن عبدالله بن محمد الطيبي, فوجدته حدف العزو أصلا, و كتابه أحسن ما وضع على ( المصابيح ) لذكائه وتبحره في العلوم, وتأخره, فحداني ذلك إل أن ألخص في هذا الكتاب عزو الأحاديث إلى مخرجيها بألخص عبارة, لينتفع بذلك من تسمو همته ممن يشتغل في شرح ( المشكاة ) إلى الإطلاع على معرفة تلك الأحاديث, ولا سيما الفصل الثاني من ( المصابيح ) الذي اصطلح على تسمية ( لحسان ) وقد نوقش في هذه التسمية, وأجيب عنه بأنه لا مشاحة في الإصطلاح, و قد التزم في خطبته كتابه بأنه مهما أورد فيه من ضعيف, أو غريب, يشير إليه, وأنه أعرض عما كان منكرا, أو موضوعا

 

قلت : وقد وجدت في أثناء كلامه ما يقتضي مشاححته فيما تكلم عليه من ذلك الفصل الثاني من الإعراض عن بعض ما يكون منكرا, ووجدته ينقل تصحيح الترمذي أحيانا, وأحيانا لا ينقل ذلك, مع نص الترمذي على ذلك, ووجدت في أثناء الفصل الاول وهو الذي سماه ( الصحاح ) وذكر أنه يقتصر فيه على ما يخرجه الشيخان, أو أحدهما عدة روايات ليست فيهما, ولا في أحدهما لكن العذر عنه أنه يذكر أصل الحديث منهما, أو من أحدهما, ثم يتبع ذلك باختلاف في لفظ ولو بزيادة في نفس ذلك الخبر يكون بعض من خرج السنن أوردها, فيشير هو إليها لكمال الفائدة

 

فالتزمت في هذا التخريج أن أبين حال كل حديث من الفصل الثاني من كونه صحيحا, أو ضعيفا, أو منكرا, أو موضوعا, وما سكت عن بيانه فهو حسن

 

وقد أخبرنا بجميع ( المصابيح ) إجازة الشيخ أبو إسحاق التنوخي, عن أبي نصر الشيرازي عن أبي المحاسن يوسف بن شداد, عن محمد بن الحسين العطاري, عن مصنفه, وأخبرنا بجميع ( المشكاة ) و( شرحها ) شيخنا مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي إجازة بجميع ( المشكاة ), عن جمال الدين حسين الأخلاطي, وشمس الدين القرشي, كلاهما عن الطيب والخطيب, وألحقت في كل فصل منه مما ألحقه صاحب ( المشكاة ) معزوا كما عزاه ما أغفله, ولم أسق المتون بتمامها غالبا , بل أوردت طرف الحديث الدال على بقيته , فمن أراد مراجعة بقية لفظه, وجدها في ( المصابيح ) أو في (المشكاة) أو في الكتاب الذي أعزوها إليه, وقد رمزت للمصنفين : فللبخاري ( خ ), ولمسلم ( م ), ولأبي داود ( د ), وللترمذي ( ت ), وللنسائي ( س ), و لابن ماجة ( ق ), ولمالك ( كاف ), وللشافعي ( شف ), ولأحمد ( أ ), و للدارمي ( مي ), وللدراقطني ( قط ), ولابن حبان ( حب ), ولابن خزيمة ( خز ), وللحاكم ( كم ) و للبيهقي ( هق ), وللمصنف في (شرح السنة) ( غس ), و لرزين في (جامعه) ( ز ), والمراد بالجماعة الستة المتقدم ذكرها, وبالخمسة الستة إلا ابن ماجة, وبالأربعة من عدا البخاري ومسلم, وبالثلاثة الشيخان و أحمد رحمهم الله في فصل الصحاح, و أصحاب السنن إلا ابن ماجة في غيره, و بالمتفق عليه البخاري و مسلم , وأكتفي برمزهما أو أحدهما غالبا

 

وقد رتبت الأصل هكذا وإذا قلت الجماعة فالمراد بهم الستة المقدمة, وإذا قلت الاربعة فهم إلا البخاري ومسلم, وإذا قلت الخمسة فهم إلا ابن ماجة, وإذا قلت الثلاثة فهم إلا البخاري ومسلم وابن ماجة, وإذا قلت متفق عليه فالمراد البخاري ومسلم, وأكتفى برمزهما أو أحدهما غالبا, فإن أخرجه غيرهما من الستة اكتفيت برمزه

 

وهذا ترتيب الكتاب : الإيمان, والإعتصام, والعلم, والطهارة, الصلاة وفي آخره بعد صلاة العيدين, الأضحية, كتاب الجنائز, الزكاة, الصيام, فضائل القرآن, الدعوات, الإستغفار, الأذكار, والمناسك, البيوع, الفرائض, الوصايا, النكاح, العتق, الأيمان والنذور, القصاص, الديات, البغاة, الحدود, الإمارة, القضاء, الشهادات, الجهاد وفيه أداب السفر, و قسمة الغنيمة, والجزية, والصيد, والذبائح, الأطعمة, وفيه الضيافة, الأشربة, اللباس, الطب والرقى, الرؤيا, الأدب, البر والصلة, والرقاق, الفتن والملاحم, علامات الساعة, أحوال القيامة والجنة والنار, بدء الخلق, الفضائل والشمائل , جامع المناقب, والله سبحانه وتعالى أسأل عوني, وأرغب إليه أن يديم عن الخطأ والخطل صوني, إنه سميع مجيب [241]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الفتح السماوي في تخريج أحاديث تفسير البيضاوي

 

للشيخ عبدالرؤوف المناوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الله أحمد أن جعلني من خدام أهل الكتاب و السنة النبوية, وجبلني على الاعتناء بتمييز صحيح الحديث وسقيمه من غير تحامل ولا عصبية, والصلاة والسلام على خير البرية, وعلى آله و صحبه ذوي المناقب العلية

 

وبعد : فيقول العبد المقصر القاصر, الراجي عفو الرءوف القادر, إنني قد وقفت على عدة تخاريج للأحاديث الواقعة في ( الكشاف ), ولم أقف على من أفرد تخريج الأحاديث الواقعة في ( تفسيرالقاضي ) طيب الله ثراه و جعل الجنة مثواه, بتأليف مستقل, مع دعاء الحاجة بل الضرورة إلى ذلك, أشد إذ منها الصحيح, والضعيف, والموضوع, وما لا أصل له, ولم يوقف له على خبر بالكلية

 

فأفردت لذلك هذه العجالة, مع شغل البال, وسوء الحال, وكثرة الهموم, وترادف المصائب والغموم, حتى أصبحت القريحة قريحة, والجوارح جريحة, والدمع منهمل, والخاطر منكسر, إلى الله أشكو صدعة أذهبت بالي, فمن هولها ربع اصطباري غدا بالي

 

وسميته : ( الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي ), ومن ممد الكون أستمد العون, وهو حسبي ونعم الوكيل [242]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

التنكيت والافادة في تخريج احديث خاتمة سفر الاسعادة

 

للشيخ شمس الدين محمد بن حسن ابن همات الدمشقي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله وكفى, وسلام على عباده الذين اصطفى

 

أما بعد : فهذا تخريج لطيف, وتحرير ان شاء الله تعالى منيف, على خاتمة (سفر السعادة) [243] للشيخ الامام مجد الدين الفيروابادي اللغوي روح الله تعالى روحه, ونور ضريحه, وهو كتاب نفيس غير أنه محتاج الى تنقيح وزيادة, وتنكيت وإفادة, ولم يتيسر لي الكتابة على جميع الكتاب, فاقتصرت على الخاتمة, و لخصت من كلام الأئمة ما هو الجم الغفير, ونبهت على ما فيه اعتراض من كلامه وتغيير, وعلى الله سبحانه اعتمادي, وعليه في كل الامور استنادي [244]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل

 

للشيخ صالح بن عبد العزيز  بن محمد آل الشيخ

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حَمْداً لا يَنْفد، أفضل ماينبغي أن يُحْمَد، وصلى الله وسلم على أفضل المصطَفَيْن محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تَعَبَّد

 

أما بعد : فهذا كتابٌ في التخريج وجيزٌ سميتُه : ( التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل ), خرجت فيه جملةً من الأحاديث والآثار التي جاءت في كتاب : ( منار السبيل شرح الدليل ) للشيخ الفقيه إبراهيم بن ضويان رحمه الله تعالى، مما لم يقفْ على مَخْرَجِها العلامةُ الشيخُ محمد ناصر الدين نوح نجاتي الأرنؤوط الألباني في كتابه : ( إرواء الغليل), وشرطي فيه أن أخرج مالم يخرجه الألبان,ي بأن ذكر الحديث وجعله غفلاً من التخريج، أو قال في تخريجه : لم أقف عليه, أو لم أجده ونحوهما من العبارات المفيدة أنه لم يَعْثُر على مخرج الحديث, أو الأثر، وكذا ماعزاه في ( منار السبيل ) لأحد الأئمة ولم يخرجُه الألباني من ذلك المصدر، ونحو ذلك مما ستراه، إلا قليلاً خرج عن ذلك, وتركتُ فيه التطويلَ في  التراجم، وذكرَ أقوال أهل الجرح والتعديل في الرواة، ولو نقلت الكلام عليهم لصار الكتاب أضعاف حجمه, كما هو معلوم عند المشتغلين بالحديث وعلومه .

 

ومرادي بقولي : قال المصنف ابن ضويان رحمه الله، وبـ قال مخرجه الألباني ختم الله لي وله براه, ، وبـقال مقيده نفسي, والله أسأل أن ينفع به كما نفع بأصله, وصلى الله على سيد ولد آدم والآل والصحب أجمعين.[245]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

كتب معرفة الصحابة

 

 

 

 

 

الاستيعاب في معرفة الأصحاب

 

للحافظ أبي عمر ابن عبد البر القرطبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الفقيه الحافظ الأندلسي رحمه الله : بحمد الله أبدىء, وإياه أستعين وأستهدي, وهو ولي عصمتى من الزلل في القول والعمل, وولى توفيقي لا شريك له, ولا حول ولا قوة إلا به, الحمد الله رب العالمين, جامع الأولين و الآخرين, ليوم الفصل والدين,حمدا يوجب رضاه, ويقتضي المزيد من فضله ونعماه, وصلى الله على محمد نبي الرحمة وهادي الأمة وخاتم النبوة, وعلى آله أجمعين وسلم تسليما

 

أما بعد : فإن أولى ما نظر فيه الطالب وعني به العالم بعد كتاب الله عز وجل سنن رسوله صلى لله عليه وآله وسلم, فهي المبنية لمراد الله عز وجل من مجملات كتابه, والدالة على حدوده والمسرة له, والهادية إلى الصراط المستقيم صراط الله من اتبعها اهتدى, ومن سلك غير سبيلها ضل وغوى, وولاه الله ما تولى, ومن أوكد آلات السنن المعنية عليها و المؤدية إلى حفظها معرفة الذين نقلوها عن نبيهم r إلى الناس كافة, وحفظوها عليبه وبلغوها عنه وهم صحابته الحواريون الذين وعوها وأدوها ناصحين محسنين, حتى أكمل بما نقلوه الدين, وثبت بهم حجة الله تعالى على المسلمين, فهم خير القرون وخير أمة أخرجت للناس, ثبتت عدالة جميعهم بثناء الله عز وجل عليهم, وثناء رسوله عليه السلام, و لا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته, ولا تزكية أنضل من ذلك, ولا تعديل أكمل منه, قال الله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ   الآية)(الفتح:29)

 

فهذه صفة من بادر إلى تصديقه, والإيمان به, وآزره ونصره ولصق به و صحبه, وليس كذلك جميع من رآه, ولا جميع من آمن به, وسترى منازلهم من الدين والإيمان, وفضائل ذوي الفضل و التقدم منهم, فالله قد فضل بعض النبيين على بعض, وكذلك سائر المسلمين, والحمد الله رب العالمين, وقال عز وجل : ( و َالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ,الآية ...) (التوبة:100)

 

[ وأسند أحاديث في فضائل الصحابة ]

 

وبعد : فإن العلم محيط بأن السنن أحكام جارية على المرء في دينه, في خاصة نفسه, وفي أهله وماله, ومعلوم أن من حكم بقوله وقضى بشهادته فلا بد من معرفة اسمه, ونسبه, وعدالته, والمعرفة بحاله, ونحن وإن كان الصحابة y قد كفينا البحث عن أحوالهم, لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول, فواجب الوقوف على أسمائهم, والبحث عن سيرهم, وأحوالهم ليهتدي بهديهم, فهم خير من سلك سبيله, واقتدى به, وأقل ما في ذلك معرفة المرسل من المسند, وهو علم جسيم لا يعذر أحد ينسب إلى علم الحديث بجهله, ولا خلاف علمته بين العلماء أن الوقوف على معرفة أصحاب رسول الله r من أوكد علم الخاصة, وأرفع علم أهل الخبر, وبه ساد أهل السير, وما أظن أهل الدين من الأديان إلا وعلماؤهم معنيون بمعرفة أصحاب أنبيائهم, لأنهم الواسطة بين النبي وبين أمته,

 

وقد جمع قوم من العلماء في ذلك كتبا صنفوها, ونظرت إلى كثير مما صنفوه في ذلك, وتأملت ما ألفوه, فرأيتهم رحمة الله عليهم قد طولوا في بعض ذلك, وأكثروا من تكرار الرفع في الأنساب, ومخارج الروايات, وهذا وإن كان له وجه فهو تطويل على من أحب علم يعتمد عليه من أسمائهم ومعرفتهم, وهم مع ذلك قد أضربوا عن التنبيه على عيون أخبارهم, التى يوقف بها على مراتبهم, ورأيت كل واحد منهم قد وصل إليه من ذلك شيء ليس عند صاحبه

 

فرأيت أن أجمع ذلك, وأختصره وأقربه على من أراده, وأعتمد في ذلك على النكت التى هي البغية من المعرفة بهم, و أشير إلى ذلك بألطف ما يمكن, وأذكر عيون فضائل ذي الفضل منهم وسابقته ومنزلته, وأبين مراتبهم بأوجز ما تيسر و أبلغه, ليستغني اللبيب بذلك, ويكفيه عن قراءة التصنيف الطويل فيه

 

وجعلته على حروف المعجم, ليسهل على من ابتغاه, ويقرب تناوله على طالب ما أحب منه, رجاء ثواب الله عز وجل وإلى الله أرغب, وسلامة النية وحسن العون على ما يرضاه, فإن ذلك به لا شريك له, وأرجو أن يكون كتابي هذا أكبر كتبهم تسمية, وأعظمها فائدة, وأقلها مثونة, على أني لا أدعي الإحاطة, بل أعترف بالتقصير الذي هو الأغلب على الناس, وبالله أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل

 

وأعتمد في هذا الكتاب على الأقوال المشهورة عند أهل العلم بالسير, وأهل العلم بالأثر والأنساب, على التواريخ المعروفة, التى عليها عول العلماء, في معرفة أيام الإسلام, وسير أهله

 

[ وذكر أسانيده إلى كتب موسى بن عقبة, وابن إسحاق, والواقدي في كتاب ( الطبقات ) له,(التاريخ ), و خليفة بن خياط, و [ الزبير بن بكار ], ومصعب بن عبدالله والمدائني من كتاب ابن أبي خثيمة عنهما, وكذلك ما كان فيه عن أبي معشر فمن كتاب ابن أبي خثيمة أيضا, وما كان فيه عن البخاري فمن كتابه الكبير في تاريخ المحدثين, وما كان فيه من تاريخ أبي العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج فمن طريق أبي جعفر الطبري في كتابه ( ذيل الذيل ), وما كان فيه عن الدولاني فمن كتابه ( المولد والوفاة )

 

وأما ما فيه من تسمية الرواة من الصحابة y دون من قتل في المشاهد منهم أو مات على عهد رسول الله r , أو أدركه بمولده, أو كانت له لقية, أو رواية, أو كان مسلما على عهده ولم يره, فإن هذه الطبقات كثير منها مذكور في الكتب التى قدمنا ذكرها, وما عداهم من الرواة خاصة, فمن كتاب أبي علي بن عثمان بن السكن الحافظ المعروف بكتاب ( الحروف في الصحابة ), ومن كتاب ( الآحاد ) لأبي محمد عبدالله بن محمدالجارود في الصحابة, ومن كتاب أبي جعفر العقيلي محمد بن عمرو بن موسى المكي في ( الصحابة ), وقد طالعت أيضا كتاب ابن أبي حاتم الرازي, وكتاب الأزرق والدولابي والبغوي في الصحابة, وفي كتابي هذا من غير هذه الكتب من منثور الروايات والفوائد والمعلقات عن الشيوخ مالا يخفى على متأمل ذي عناية والحمد الله ]

 

ولم أقتصر في هذا الكتاب على ذكر من صحت صحبته ومجالسته, حتى ذكرنا من لقي النبي r ولو لقية واحدة, مؤمنا به, أو رآه رؤية, أو سمع منه لفظة, فأداها عنه, واتصل ذلك بنا على حسب روايتنا, وكذلك ذكرنا من ولد على عهده من أبوين مسلمين, فدعا له, أو نظر إليه, وبارك عليه, ونحو هذا, ومن كان مؤمنا به وقد أدى الصدقة إليه, ولم يرد عليه, وبهذا كله يستكمل القرن الذي أشار عليه رسول الله r على ما قاله عبدالله عن أبي أوفى صاحب رسول الله r وقد ذكرنا أنساب القبائل من الرواة من قريش والأنصار,وسائر العرب في كتاب ( الإنباه على القبائل الرواة ), و جعلناه مدخلا ل هذا الكتاب, ليغنينا عن الرفع في الأنساب, ويعيننا على ما شرطناه من الاختصار والتقريب, وبالله العون, لا شريك له, ونبدأ بذكر رسول الله r, ونقتصر من خبره وسيرته على النكت التى يجب الوقوف عليها, ولا يليق بذي علم جهلها, وتحسن المذاكرة بها, لتتم الفائدة للعالم الراغب, والمتعلم الطالب, في التعرف بالمصحوب والمصاحب, مختصرا ذلك أيضا موعبا مغنيا, عما سواه كافيا, ثم نتبعه ذكر الصحابة بابا بابا, على حروف المعجم, على ما شرطنا من التقصي و الاستيعاب مع الاختصار, وترك التطويل والإكثار, وبالله عز وجل أتوصل إلى ذلك كله, وهو حسبي, عليه توكلت, و إليه أنيب [246]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

أسد الغابة في معرفة الصحابة

 

لابن الاثير الجزري

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير t :

 

الحمد لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، و الحمد لله المنزه عن أن يكون له نظراء وأشباه، المقدس فلا تقرب الحوادث حماه، الذي اختار الإسلام ديناً وارتضاه، فأرسل به محمد r واصطفاه، وجعل له أصحاباً فاختار كلاً منهم لصحبته واجتباه، وجعلهم كالنجوم بأيهم اقتدى الإنسان اهتدى إلى الحق واقتفاه، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة توجب لهم رضاه، أحمده على نعمه كلها حمداً يقتضي الزيادة من نعمه، ويجزل لنا النصيب من قسمه.

 

أما بعد : فلا علم أشرف من علم الشريعة, فإنه يحصل به شرف الدنيا والآخرة، فمن تحلى به فقد فاز بالصفقة الرابحة، والمنزلة الرفيعة الفاخرة، ومن عري منه فقد حظي بالكرة الخاسرة, والأصل في هذا العلم كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله r  فأما الكتاب العزيز فهو متواتر مجمع عليه, غير محتاج إلى ذكر أحوال ناقليه، وأما سنة رسول الله r فهي التي تحتاج إلى شرح أحوال رواتها, وأخبارهم,.وأول رواتها أصحاب رسول الله r , ولم يضبطوا ولا حفظوا في عصرهم,كما فعل بمن بعدهم من علماء التابعين وغيرهم إلى زماننا هذا, لأنهم كانوا مقبلين على نصرة الدين, وجهاد الكافرين, إذ كان المهم الأعظم, فإن الإسلام كان ضعيفاً وأهله قليلون، فكان أحدهم يشغله جهاده ومجاهدة نفسه في عبادته عن النظر في معيشته, والتفرغ لمهم، ولم يكن فيهم أيضاً من يعرف الخط إلا النفر اليسير، ولو حفظوا ذلك الزمان لكانوا أضعاف من ذكره العلماء، ولهذا اختلف العلماء في كثير منهم, فمنهم من جعله بعض العلماء من الصحابة، ومنهم من لم يجعله فيهم، ومعرفتهم أمورهم, وأحوالهم, وأنسابهم, وسيرتهم مهم في الدين

 

ولا خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن من تبوأ الدار والإيمان من المهاجرين و الأنصار السابقين إلى الإسلام والتابعين لهم بإحسان الذين شهدوا الرسول r وسمعوا كلامه, وشاهدوا أحواله, ونقلوا ذلك إلى من بعدهم من الرجال و النساء, من الأحرار والعبيد والإماء أولى بالضبط و الحفظ، وهم الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم, أولئك لهم الأمن و هم مهتدون, بتزكية الله، سبحانه و تعالى لهم, وثنائه عليهم، ولأن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام, ومعرفة الحلال والحرام, إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، و أولهم والمقدم عليهم أصحاب رسول الله r, فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً، وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم, و أحوالهم, هم وغيرهم من الرواة، حتى يصح العمل بما رواه الثقات منهم، وتقوم به الحجة, فإن المجهول لا تصح روايته، ولا ينبغي العمل بما رواه، والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح و التعديل, فإنهم كلهم عدول, لا يتطرق إليهم الجرح, لأن الله عز وجل ورسوله زكياهم, وعدلاهم، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره، ويجيء كثير منه في كتابنا هذا، فلا نطول به هنا

 

وقد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرة، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب, والمغازي, و غير ذلك، و اختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن منده[247], وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان [248]، والإمام أبو عمر بن عبد البر القرطبي y، وأجزل ثوابهم، وحمد سعيهم، وعظم أجرهم وأكرم مآبهم, فلقد أحسنوا فيما جمعوا، وبذلوا جهدهم, وأبقوا بعدهم ذكراً جميلاً, فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً, فإنهم جمعوا ما تفرق منه, فلما نظرت فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريق الآخر، وقد ذكر بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه، وقد أتى بعدهم الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني [249]، فاستدرك على ابن منده ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتاب ابن منده

 

فرأيت أن أجمع بين هذه الكتب، وأضيف إليها ما شذ عنها ما استدركه أبو علي الغساني، علي أبي عمر بن عبد البر، كذلك أيضاً ما استدركه عليه آخرون وغير من ذكرنا فلا نطول بتعداد أسمائهم هنا، ورأيت ابن منده وأبا نعيم وأبا موسى عندهم أسماء ليست عند ابن عبد البر، وعند ابن عبد البر أسماء ليست عندهم. فعزمت أن أجمع بين كتبهم الأربعة، وكانت العوائق تمنع, والأعذار تصد عنه، وكنت حينئذ ببلدي, وفي وطني، وعندي كتبي, وما أراجعه من أصول سماعاتي، وما أنقل منه، فلم يتيسر ذلك لصداع الدنيا و شواغلها,.فاتفق أني سافرت إلى البلاد الشامية عازماً على زيارة البيت المقدس جعله الله سبحانه وتعالى داراً للإسلام أبداً, فلما دخلتها اجتمع بي جماعة من أعيان المحدثين، وممن يعتني بالحفظ والإتقان فكان فيما قالوه: إننا نرى كثيراً من العلماء الذين جمعوا أسماء الصحابة يختلفون في النسب و الصحبة والمشاهد التي شهدها الصاحب, إلى غير ذلك من أحوال الشخص, ولا نعرف الحق فيه، وحثوا عزمي على جمع كتاب لهم في أسماء الصحابة y, أستقصي فيه ما وصل إلي من أسمائهم، وأبين فيه الحق فيما اختلفوا فيه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم, مع الإتيان بما ذكروه, واستدراك ما فاتهم، فاعتذرت إليهم بتعذر وصولي إلى كتبي وأصولي, و أنني بعيد الدار عنها، ولا أرى النقل إلا منها, فألحوا في الطلب, فثار العزم الأول وتجدد عندي ما كنت أحدث به نفسي، وشرعت في جمعه, والمبادرة إليه، وسألت الله تعالى أن يوفقني إلى الصواب في القول والعمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم بمنه وكرمه.

 

واتفق أن جماعة كانوا قد سمعوا علي أشياء بالموصل, وساروا إلى الشام فنقلت منها أحاديث مسندة, وغير ذلك، ثم إنني عدت إلى الوطن بعد الفراغ منه, وأردت أن أكثر الأسانيد, وأخرج الأحاديث التي فيه بأسانيدها، فرأيت ذلك متعباً يحتاج أن أنقض كل ما جمعت، فحملني الكسل وحب الدعة والميل إلى الراحة إلى أن نقلت ما تدعو الضرورة إليه، مما لا يخل بترتيب، ولا يكثر إلى حد الإضجار والإملال.وأنا أذكر كيفية وضع هذا الكتاب، ليعلم من يراه شرطنا وكيفيته، والله المستعان

 

فأقول : إني جمعت بين هذه الكتب كما ذكرته قبل، وعلمت على الاسم علامة ابن منده صورة ( د ), و علامة أبي نعيم صورة ( ع )، وعلامة ابن عبد البر صورة ( ب ), وعلامة أبي موسى صورة ( س ), فإن كان الاسم عند الجميع علمت عليه جميع العلائم، وإن كان عند بعضهم علمت عليه علامته، وأذكر في آخر كل ترجمة اسم من أخرجه, وإن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمر بن عبد البر, فإن العلائم ربما تسقط من الكتابة وتنسى

 

ولا أعني بقولي أخرجه فلان وفلان أو الثلاثة أنهم أخرجوا جميع ما قلته في ترجمته, فلو نقلت كل ما قالوه لجاء الكتاب طويلاً, لأن كلامهم يتداخل, ويخالف بعضهم البعض في الشيء بعد الشيء، وإنما أعني أنهم أخرجوا الاسم,.ثم إني لا أقتصر على ما قالوه إنما أذكر ما قاله غيرهم من أهل العلم، وإذا ذكرت اسماً ليس عليه علامة أحدهم، فهو ليس في كتبهم. ورأيت ابن منده وأبا نعيم قد أكثرا من الأحاديث والكلام عليها، وذكرا عللها، ولم يكثرا من ذكر نسب الشخص، ولا ذكر شيء من أخباره وأحواله، وما يعرف به

 

ورأيت أبا عمر قد استقصى ذكر الأنساب وأحوال الشخص ومناقبه، وكل ما يعرفه به، حتى إنه يقول: هو ابن أخي فلان وابن عم فلان وصاحب الحادثة الفلانية، وكان هذا هو المطلوب من التعريف, أما ذكر الأحاديث وعللها وطرقها فهو بكتب الحديث أشبه, إلا أني نقلت من كلام كل واحد منهم أجوده وما تدعو الحاجة إليه طلباً للاختصار، ولم أخل بترجمة واحدة من كتبهم جميعها, بل أذكر الجميع، حتى إنني أخرج الغلط كما ذكره المخرج له، وأبين الحق والصواب فيه إن علمته, إلا أن يكون أحدهم قد أعاد الترجمة بعينها، فأتركها, وأذكر ترجمة واحدة، وأقول: قد أخرجها فلان في موضعين من كتابه,.وأما ترتيبه ووضعه فإنني جعلته على حروف أ، ب، ت، ث، ولزمت في الاسم الحرف الأول والثاني الثالث وكذلك إلى آخر الاسم، وكذلك أيضاً في اسم الأب والجد ومن بعدهما والقبائل أيضاً.مثاله: أنني أقدم ( أبانا ) على ( إبراهيم ), لأن ما بعد الباء في ( أبان ) ألف، وما بعدها في ( إبراهيم ) راء، وأقدم ( إبراهيم بن الحارث )، على ( إبراهيم بن خلاد ), لأن ( الحارث ) بحاء مهملة و( خلاد ) بخاء معجمة، وأقدم ( أبانا العبدي ) على ( أبان المحاربي )

 

وكذلك أيضاً فعلت في التعبيد, فإني ألزم الحرف الأول بعد عبد، وكذلك في الكنى فإني ألزم الترتيب في الاسم الذي بعد ( أبو ) فإني أقدم ( أبا داود ) على ( أبي رافع )، وكذلك في الولاء، فإني أقدم ( أسود مولى زيد) على ( أسود مولى عمرو ), وإذا ذكر الصحابي ولم ينسب إلى أب, بل نسب إلى قبيلة, فإنني أجعل القبيلة بمنزلة الأب, مثاله: ( زيد الأنصاري ) أقدمه على ( زيد القرشي )، ولزمت الحروف في جميع أسماء القبائل, وقد ذكروا جماعة بأسمائهم، ولم ينسبوهم إلى شيء، فجعلت كل واحد منهم في آخر ترجمة الاسم الذي سمعي به مثاله: ( زيد ), غير منسوب، جعلته في آخر من اسمه زيد, وأقدم ما قلت حروفه على ما كثرت, مثال: أقدم ( الحارق ) على ( حارثه ).

 

وقد ذكر ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى في آخر الرجال والنساء جماعة من الصحابة والصحابيات لم تعرف أسماؤهم, فنسبوهم إلى آبائهم, فقالوا: ابن فلان، وإلى قبائلهم وإلى أبنائهم، وقالوا: فلان عن عمه، وفلان عن جده وعن خاله، وروى فلان عن رجل من الصحابة, فرتبتهم أولاً بأن ابتدأت بابن فلان، ثم بمن روى عن أبيه, لأن ما بعد الباء في ابن نون، وما بعدها في أبيه ياء، ثم بمن روى عن جده، ثم عن خاله، ثم عن عمه, لأن الجيم قبل الخاء، وهما قبل العين، ثم بمن نسب إلى قبيلة، ثم بمن روى عن رجل من الصحابة

 

ثم رتبت هؤلاء أيضاً ترتيباً ثانياً, فجعلت من روى عن ابن فلان مرتبين على الآباء، مثاله: ابن الأدرع أقدمه على ابن الأسقع، وأقدمهما على ابن ثعلبة، وأرتب من روى عن أبيه على أسماء الآباء، مثاله: إبراهيم عن أبيه أجعله قبل الأسود عن أبيه، وجعلت من روى عن جده على أسماء الأحفاء، مثال: أقدم جد الصلت على جد طلحة وجعلت من روى عن خاله على أسماء أولاد الأخوات، مثاله: أقدم خال البراء على خال الحارث، ومن روى عن عمه جعلتهم على أسماء أولاد الإخوة، مثاله: عم أنس مقدم على عم جبر، ومن نسب إلى قبيلته ولم يعرف اسمه جعلتهم مرتبين على أسماء القبائل, فإنني أقدم الأزدي على الخثعمي

 

وقد ذكروا أيضاً جماعة لم يعرفوا إلا بصحبة رسول الله r فرتبتهم على أسماء الراوين عنهم، مثاله: ( أنس بن مالك ) عن رجل من الصحابة أقدمه على ( ثابت بن السمط )عن رجل من الصحابة, وإن عرفت في هذا جميعه اسم الصحابي ذكرت اسمه, ليعرف ويطلب من موضعه

 

ورأيت جماعة من المحدثين إذا وضعوا كتابا على الحروف يجعلون الاسم الذي أوله ( لا )، مثل: ( لاحق ), و(لاشر ) في باب مفرد عن حرف اللام، وجعلوه قبل الياء، فجعلتها أنا من حرف الله في باب اللام مع الألف, فهو أصح وأجود، وكذلك أفعل في النساء سواء, وإذا كان أحد من الصحابة مشهوراً بالنسبة إلى غير أبيه ذكرته بذلك النسب: ك ( شرحبيل ابن حسنة )، أذكره فيمن أول اسم أبيه حاء، ثم أبين اسم أبيه، ومثل ( شريك ابن السحماء )، وهي أمه، أذكره أيضاً فيمن أول اسم أبيه سين، ثم أذكر اسم أبيه، أفعل هذا قصداً للتقريب وتسهيل طلب الاسم.

 

وأذكر الأسماء على صورها التي ينطق بها, لا على أصولها، مثل: ( أحمر )، أذكره في الهمزة, ولا أذكره في الحاء، ومثل ( أسود ) في الهمزة أيضاً، ومثل ( عمار ) أذكره في ( عمار ) ولا أذكره في ( عمر ), لأن الحرف المشدد حرفان الأول منهما ساكن, فعلته طلباً للتسهيل, وأقدم الاسم في النسب على الكنية، إذا اتفقا، مثاله: أقدم ( عبد الله بن ربيعة ) على: ( عبد الله بن أبي ربيعة )

 

وأذكر الأسماء المشتبهة في الخط وأضبطها بالكلام لئلا تلتبس, فإن كثيراً من الناس يغلطون فيها، وإن كانت النعتية التي ضبطها تعرف الاسم وتبينه، ولكني أزيده تسهيلاً ووضوحاً، مثال ذلك: ( سلمة ) في الأنصار، بكسر اللام، والنسبة إليه سلمي، بالفتح في اللام والسين، وأما ( سليم ) فهو ابن منصور من قيس عيلان,.وأشرح الألفاظ الغريبة التي ترد في حديث بعض المذكورين في آخر ترجمته.

 

وأذكر في الكتاب فصلاً يتضمن ذكر الحوادث المشهورة للنبي r وأصحابه، كالهجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة، وبيعة العقبة، وكل حادثة قتل فيها أحد من الصحابة, فإن الحاجة تدعو إلى ذلك, لأنه يقال: أسلم فلان قبل دخول رسول الله r دار الأرقم، أو وهو فيها، وهاجر فلان إلى الحبشة، وإلى المدينة، وشهد بدراً، وشهد بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وقتل فلان في غزوة، كذا أذكر ذلك مختصراً, فليس كل الناس يعرفون ذلك ففيه زيادة كشف.

 

وأذكر أيضاً فصلاً أضمنه أسانيد الكتب التي كثر تخريدي منها, لئلا أكرر الأسانيد في الأحاديث طلباً للاختصار, وقد ذكر بعض مصنفي معارف الصحابة جماعة ممن كان في زمن النبي r ولم يره، ولم يصحبه ساعة من نهار، كالأحنف بن قيس وغيره، ولا شبهة في أن الأحنف كان رجلاً في حياة رسول الله r ولم يره, ودليل أنه كان رجلاً في حياة رسول الله r قدومه على عمر بن الخطاب t في وفد أهل البصرة، وهو رجل من أعيانهم، والقصة مشهورة إلا أنه لم يفد إلى النبي r ولم يصحبه، فلا أعلم لم ذكروه وغيره ممن هذه حاله ? , فإن كانوا ذكروهم لأنهم كانوا موجودين على عهد رسول الله r مسلمين فكان ينبغي أن يذكروا كل من أسلم في حياته ووصل إليهم اسمه، لأن الوفود في سنة تسع وسنة عشر قدموا على رسول الله rمن سائر العرب بإسلام قومهم, فكان ينبغي أن يذكروا الجميع قياساً على من ذكروه,.وأذكر فيه في فصل جميع ما في هذا الكتاب من الأنساب، وجعلتها على حروف المعجم، ولم أذكر من الأنساب إلا ما في هذا الكتاب، لئلا يطول ذلك، وإنما فعلت ذلك, لأن بعض من وقف عليه من أهل العلم والمعرفة أشار به, ففعلته، وليكون هذا الكتاب أيضاً جامعاً لما يحتاج إليه الناظر فيه, غير مفتقر إلى غيره, وما يشاهده الناظر في كتابي هذا من خطأ ووهم فليعلم أني لم أقله من نفسي، وإنما نقلته من كلام العلماء وأهل الحفظ والإتقان، ويكون الخطأ يسيراً إلى ما فيه من الفوائد والصواب، ومن الله سبحانه استمد الصواب في القول والعمل، فرحم الله امرأ أصلح فاسده، ودعا لي بالمغفرة والعفو عن السيئات، و أن يحسن منقلبنا إلى دار السلام عند مجاورة الأموات والسلام.[250]

 

 

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تجريد أسماء الصحابة

 

للحافظ أبي عبد الله الذهبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, الحمد لله العلي الأعلى, الذي خلق فسوى, وقدر فهدى, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, ذو الصفات العلى, والأسماء الحسنى, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, النبي المصطفى, والخليل المجتبى, صلى الله عليه وعلى آله أهل الفضل والتقوى

 

وبعد : فهذا تجريد أسماء الصحابة الذي صنفه العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير محمد بن محمد بن عبد الكريم الجزري رحمه الله, ورضي عنه, فإنه كتاب نفيس مستقصى لأسماء الصحابة t الذين ذكروا في الكتب الأربعة المصنفة في معرفة الصحابة : كتاب أبي عبد الله بن منده, وكتاب أبي نعيم, وكتاب أبي موسى الأصبهانييين, وهو ذيل على كتاب ابن منده, وكتاب أبي عمر ابن عبد البر, وما زاده أيضا المصنف عز الدين, و قد علم المصنف على الصحابي إذا كان في هذه الكتب الأربعة أو أحدها ( د ), إذا كان في كتاب ابن منده, و( ع ) إذا كان في كتاب أبي نعيم, و( ب ) إذا كان في كتاب ابن عبد البر, و( س ) إذا كان في كتاب أبي موسى

 

وزدت أنا طائفة كثيرة من ( تاريخ الصحابة الذين نزلوا حمص), وزدت من ( تاريخ دمشق ) كثيرا, و زدت من ( مسند أحمد ) طائفة, وزدت من ( عدد الصحابة الذين في مسند بقي بن مخلد ) جماعة [251], و زدت من حواشي على ( الاستيعاب ) عدة, ولا سيما من ( طبقات محمد بن سعد ) خصوصا النساء

 

وزدت أنا أسماء الصحابة الشعراء الذين دونهم الإمام أبو الفتح بن سيد الناس [252], والاسم منهم مخضر, ومن حمر اسمه فهو تابعي, وخبره مرسل

 

ومن ضبب عليه بحمرة فهو غلط,ومن عليه ( ع ) فرووا له في الكتب الستة, وكذا من عليه رمز أحد الستة فقد خرج له في كتابه, و من عليه, ( هـ ) فهو في ( مسند أحمد ), ومن أوله ( د ) فقد روى له بقي حديثا واحدا, ومن أوله ( س ) فله حديثان عند بقي

 

وقد قال الشافعي : توفي النبي r والمسلمون ستون ألفا, ثلاثون ألفا بالمدينة, وثلاثون ألفا بغيرها, وقال أبو زرعة توفي رسول الله r وقد رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان, قال الحاكم : روى عن النبي r أربعة آلاف نفس, قلت: بل لعل الرواية عنه نحو ألف وخمسمائة نفس بالغون ألفين أبدا, وأظن أن المذكورين في كتابي هذا يبلغون ثمانية ألف نفس [253]

 

وأكثرهم لا يعرفون, ثم ذكر ابن الأثير فصلا في ذكر أسانيده الى الكتب التي يخرج منها الأحاديث, فذكر سنده إلى الثعلبي ( بتفسيره ) [254], الى الواحدي ( بوسيطه) [255], والى البخاري من طريق أبي الوقت, وإلى مسلم عن يحيى الثقفي أنبأنا الفراوي, والى مالك ( بموطأه ) من طريق المغاربة, وإليه بالكتاب طريق القعنبي, والى الإمام أحمد ( بمسنده ) سمعه من أبي حبة, وإلى أبي داود الطيالسي ( بمسنده ), والى الترمذي ( بجامعه ), وإلى أبي داود ( بسننه), وإلى النسائي

 

( بسننه ), و إلى أبي يعلى ( بمسنده ), وإلى ابن اسحاق ( بمغازيه ), من طريق يونس بن بكير, وإلى ابن أبي عاصم بكتاب ( الآحاد و المثاني ), وإلى أبي زكرياء الأزدي ب( تاريخ الموصل ), وإلى المعافى ( بمسنده ), روى الكتابين عن أبي منصور بن مكارم ثم ابتدأ الكتاب بترجمة مختصرة نبوية في عدة أوراق, ثم قال: [256]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

الإصابة في تمييز الصحابة

 

للحافظ ابن حجر العسقلاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم, قال شيخنا شيخ الاسلام, ملك العلماء الأعلام, حافظ العصر, أبو الفضل أحمد شهاب الدين بن علي بن محمد بن محمد بن علي العسقلاني الشافعي, أدام الله تعالى أيامه

 

الحمد لله الذي أحصى كل شيء عددا, ورفع بعض خلقه على بعض فكانوا طرائق قددا, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, لم يتخذ صاحبة ولا ولدا, ولم يكن له شريك في الملك ولا يكون أبدا, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله, أكرم به عبدا سيدا, و أعظم به حبيبا مؤيدا, فما أزكاه أصلا ومحتدا, وأطهره مضجعا ومولدا, وأكرمه أصحابا كانوا نجوم الإهتدا, وأئمة الإقتدا, صلى الله عليه وسلم وعليهم صلاة خالدة وسلاما مؤبدا

 

أما بعد : فإن من أشرف العلوم الدينية الحديث النبوي, ومن أجل معارفه تمييز أصحاب رسول الله r, ممن خلف بعدهم, وقد جمع في ذلك جم من الحفاظ تصانيف بحسب ما وصل إليه اطلاع كل منهم

 

فأول من عرفته صنف في ذلك أبو عبد الله البخاري, أفرد في ذلك تصنيفا, فنقل منه أبو القاسم البغوي وغيره, وجمع أسماء الصحابة مضمومة إلى من بعدهم جماعة من طبقة مشايخه, كخليفة بن خياط, ومحمد بن سعد , ومن قرنائه كيعقوب بن سفيان [257], وأبي بكر بن أبي خيثمة [258], وصنف في ذلك جمع من بعدهم كأبي القاسم البغوي [259], وأبي بكر بن أبي داود [260], وعبدان [261], ومن قبلهم بقليل, كمطين [262], ثم كأبي علي بن السكن [263], وأبي حفص بن شاهين [264], و أبي منصور الباوردي [265], وأبي حاتم بن حبان[266], وكالطبراني ضمن ( معجمه الكبير ), [267], ثم كأبي عبد الله بن منده [268], وأبي نعيم, ثم كأبي عمر بن عبد البر, وسمى كتابه ( الاستيعاب ), لظنه أنه استوعب ما في كتب من قبله, ومع ذلك ففاته شيء كثير, فذيل عليه أبو بكر بن فتحون [269] ذيلا حافلا, وذيل عليه جماعة في تصانيف لطيفة [270], وذيل أبي موسى المديني على ابن منده ذيلا كبيرا

 

وفي أعصار هؤلاء خلائق يتعسر حصرهم ممن صنف في ذلك [271] أيضا إلى أن كان في أوائل القرن السابع فجمع عز الدين بن الأثير كتبا حافلا سماه ( أسد الغابة ) جمع فيه كثيرا من التصانيف المتقدمة, إلا أنه تبع من قبله, فخلط من ليس صحابيا بهم, وأغفل كثيرا من التنبيه على كثير من الأوهام الواقعة في كتبهم, ثم جرد الأسماء التي في كتابه مع زيادات عليها الحافظ أبوعبدالله الذهبي, وأعلم لمن ذكر غلطا, ولمن لا تصح صحبته, ولم يستوعب ذلك ولا قارب

 

وقد وقع لي فيه بالتتبع كثير من الأسماء التي ليست في كتابه, ولا أصله على شرطهما, فجمعت كتابا كبيرا في ذلك ميزت فيه الصحابة من غيرهم, ومع ذلك فلم يحصل لنا من ذلك جميعا الوقوف على العشر من أسامي الصحابة, بالنسبة على ما جاء عن أبي زرعة الرازي قال :توفي رسول الله r ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان, من رجل وامرأة, كلهم قد روى عنه سماعا أو رؤية

 

قال ابن فتحون في ذيل ( الاستيعاب ) بعد أن ذكر ذلك أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة, فكيف بغيرهم, ومع هذا فجميع من في ( الإستيعاب ) يعني فمن ذكر فيه باسم وكنية, وهما ثلاثة آلاف وخمسمائة, وذكر أنه استدرك عليه على شرطه قريبا ممن ذكر.

 

قلت: وقرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتبه ( التجريد ): لعل الجميع ثمانية آلاف, إن لم يزيدوا لم ينقصوا, ثم رأيت بخطه أن جميع من في ( أسد الغابة ) سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا

 

ومما يؤيد قول أبي زرعة ما ثبت في ( الصحيحين ) عن كعب بن مالك في قصة كعب بن مالك في قصة تبوك: ( والناس كثير لا يحصيهم ديوان)

 

وثبت عن الثوري فيما أخرجه الخطيب بسنده الصحيح إليه قال: من قَدَّمَ عليا على عثمان فقد أزرى على اثني عشر ألفا مات رسول الله r وهو عنهم راض.

 

فقال النووي وذلك بعد النبي r باثني عشر عاما بعد أن مات في خلافة أبي بكر في الردة و الفتوح الكثير ممن لم يضبط أسماؤهم, ثم مات في خلافة عمر, وفي الطاعون العام وعمواس وغير ذلك ممن لا يحصى كثرة, وسبب خفاء أسماؤهم أن أكثرهم أعراب, وأكثرهم حضروا حجة الوداع, والله اعلم

 

وقد كثر السؤال جماعة من الإخوان في تبييضه, فاستخرت الله تعالى في ذلك, ورتبته على أربعة أقسام في كل حرف منه

 

فالقسم الأول: فيمن وردت صحبته بطريق الرواية عنه, أو عن غيره سواء كانت الطريقة صحيحة أو حسنة أو ضعيفة, أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة, بأي طريق كان, وقد كنت أولا رتبت هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام, ثم بدا لي أن أجعله قسما واحدا, وأميز ذلك في كل ترجمة

 

القسم الثاني: فيمن ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله و سلم لبعض الصحابة من النساء والرجال ممن مات r وهو في دون سن التمييز, إذ ذكر أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق, لغلبة الظن علي أنه صلى الله عليه وآله وسلم رآهم, لتوفر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عند ولادتهم ليحنكهم, ويسميهم, ويبرك عليهم, والأخبار بذلك كثيرة شهيرة, وفي ( صحيح مسلم )(286) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: ( أن النبي r كان يؤتى بالصبيان قيبرك عليهم )

 

وأخرجه الحاكم في كتاب الفتن من ( المستدرك ) عن عبد الرحمن بن عوف قال: ( ما كان يولد لأحد مولود إلا أتى به النبي r فدعا له ... ) الحديث, وأخرج ابن شاهين في كتاب ( الصحابة ) في ترجمة محمد بن طلحة بن بيد الله من طريق محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن محمد بن طلحة قال: ( لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبي r ليحنكه, ويدعو له, وكذلك كان يفعل بالصبيان ), لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث, ولذلك أفردتهم عن أهل القسم الأول

 

القسم الثالث : فيمن ذكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام, ولم يرد في خبر قط أنهم اجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم, ولا رأوه, سواء أسلموا في حياته أم لا, وهؤلاء ليسوا من أصحابه باتفاق من أهل العلم بالحديث, وإن كان بعضهم قذ ذكر بعضهم في كتب معرفة الصحابة, فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا لمقاربتهم لتلك الطبقة, لا أنهم من أهلها, وممن أفصح بذلك ابن عبد البر, وقبله أبو حفص بن شاهين, فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي لأنه صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حياته وغير ذلك, ولو كان من كان هذا سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار, وغلط  من جزم في نقله عن ابن عبد البر بأنه يقول بأنهم صحابة, بل مراد ابن عبد البر بذكرهم واضح في مقدمة كتابه, بنحو ما قررناه, وأحاديث هؤلاء عن النبي صلى الله عليه وآله سلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث, وقد صرح ابن عبد البر نفسه بذلك في ( التمهيد ) وغيره من كتبه

 

القسم الرابع : فيمن ذكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط, وبيان الظاهر الذي يعول عليه على طرائق أهل الحديث, ولم أذكر فيه إلا ما كان الوهم فيه بَيِّنا, وأما مع احتمال عدم الوهم فلا, إلا إن كان ذلك الإحتمال يغلب على الظن بطلانه, وهذا القسم لا أعلم من سبقني إليه, ولا من حام طائر فكره عليه, وهو الضالة المنشودة في هذا الباب الزاهر, وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيب الماهر,والله تعالى أسأل أن يعين على إكماله, وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم, ويجازيني به خير الجزاء في دار إفضاله, إنه قريب مجيب, وقبل الشروع في الأقسام المذكورة أذكر فصولا مهمة يحتاج إليها في هذا النوع

 

[ ثم ذكر الفصل الأول في تعريف الصحابي ..., الفصل الثاني في الطريق إلى معرفة كون الشخص صحابيا..., الفصل الثالث في بيان حال الصحابة من العدالة ...]

 

ثم قال: وقد جعلت على كل اسم أردته زائدا على ما في ( تجريد الذهبي ) وأصله, والله المسؤول أن يهدينا على سواء الطريق, وأن يسلك بنا مسالك التحقيق, وأن يرزقنا التسديد والتوفيق, وأن يجعلنا في الذين أنعم الله عليهم مع خير فريق وأعلى رفيق, آمين آمين [272]

 

 

 

 

 

انتهى القسم الثاني من كتاب ( جامع المقدمات )

 

ويليه القسم الثالث وأوله

 

كتب الرجال ورواة

 

الحديث

 

[1]- طبع بالمكتبة السلفية بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق ( عبد الرحمن محمد عثمان ) في ( 3 ) مجلدات و صور في دار الفكر بيروت ثم  بدار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق (توفيق حمدان), وقد لخصه الحافظ الذهبي فحذف أسانيد الأحاديث و المكررات, وهو مطبوع باسم ( ترتيب الموضوعات ) ا في دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق ( كمال بسيوني زغلول) وعدد أحاديثه ( 1172 ) حديثا

 

وابن الجوزي هو الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي البكري الصديقي البغدادي الحنبلي الواعظ , صاحب التصانيف السائرة في فنون العلم, عرف جدهم بالجوزي لجوزة كانت في دراهم لم يكن بواسط سواها, توفي سنة 597هـ (طبقات الحفاظ ) للسيوطي (1\480\1036)

 

[2]- طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1343هـ, ثم في دار الكتاب العربي 1987 وبهامشه كتاب ( جنة المرتاب ) للشيخ ( أبي اسحق الحويني ) وله عليه (كتاب) آخر اصغر منه سماه ( فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب ) طبع في دار الكتب العلمية 1985

 

والموصلي هو الإمام المحدث المفيد الفقيه ضياء الدين أبو حفص عمر بن بدر بن سعيد الكردي الحنفي, تلميذ على أبي الفرج ابن الجوزي, وجمع وصنف وحدث بحلب ودمشق, له تواليف مفيدة منها ( الجمع بين الصحيحين ) و( العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة ) و( الوقوف على الموقوف ), توفي سنة 622هـ  ترجمته في (السير)(22/ص287)

 

 

 

 

 

[3] - طبع في دار الكتب العلمية 1403 هـ في مجل واحد بتحقيق (مصطفى عبد القادر عطا)

 

[4]- هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني, والد إمام الحرمين, كان يلقب بركن الإسلام, أوحد زمانه علما ودينا وزهدا وتقشفا, له المعرفة التامة بالفقه والأصول والنحو والتفسير, توفي سنة 438هـ ( طبقات الشافعية) للسبكي (5\73\440)

 

[5]- طبع ( المقاصد ) في مكتبة الخانجي بمصر بتحقيق الشيخ ( عبد الله بن الصديق الغماري ) وعدد أحاديثه ( 1356 ), ثم في دار الكتب العلمية 1987, و في دار الكتاب العربي, بيروت  بتحقيق ( عثمان الخشت ) وقد اختصره الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد السلام المنوفي تلميذ ( السخاوي) المتوفى سنة 931 هـ وسماه ( الدرة اللامعة في بيان كثير من الأحاديث الشائعة) ذكره في (كشف الظنون)(ص 1780), وكذا للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزُّرقاني المالكي، المتوفى سنة 1122هـ عليه مختصران:  كبير وصغير, طبع الأخير في المكتب الإسلامي بيروت, وللشيخ أبي الحسن علي بن محمد المنوفي تلميذ السيوطي كتاب ( الوسائل السنية من المقاصد السخاوية والجامع والزوائد الأسيوطية ), وممن اختصره أيضا الشيخ محمد بن عمر اليمني المشهور ( ببحرق ) المتوفى سنة 930هـ و سماه ( تحرير المقاصد عن الأسانيد و الشواهد), وللشيخ أحمد بن عبد الله بن أحمد الوزيراليمني المتوفى سنة985 هـ  كتاب ( تحرير مختصر المقاصد الحسنة ) و هو مخطوط , ذكره الحبشي في (مصادر الفكر باليمن)(ص54)

 

[6]- الجوزقاني هو الحافظ الإمام أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن حسين بن جعفر الهمذاني, مصنف كتاب (الأباطيل و المناكير والصحاح والمشاهير ) وغيره توفي سنة 543هـ , ترجمته في ( طبقات الحفاظ) للسيوطي(1\471\1050)

 

[7]- طبع ( اللالئ ) في دار المعرفة بدون تحقيق قي مجلدين, ثم في دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( صلاح عويضة )

 

[8]- زيادة مني يقتضعيها السياق, وقد له في المطبوع, قال المؤلف في ( تدريب الراوي )(1\279) : قد اختصرت هذا الكتاب فعلقت أسانيده وذكرت منها موضع الحاجة وأتيت بالمتون وكلام ابن الجوزي عليها و تعقبت كثيرا منها, وتتبعت كلام الحفاظ في تلك الأحاديث خصوصا شيخ الإسلام في تصانيفه وأماليه, ثم أفردت الأحاديث المتعقبة في تأليف وذلك أن شيخ الإسلام ألف القول المسدد في الذب عن المسند أورد فيه أربعة و عشرين حديثا في المسند وهي في الموضوعات وانتقدها حديثا حديثا, ومنها حديث في صحيح مسلم ( 7374 ) و هو ما رواه من طريق أبي عامر العقدي عن أفلح بن سعيد عن عبد الله بن رافع عن أبي هريرة قال رسول الله r : ( إن طالت بك مدة أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله, ويروحون في لعنته, في أيديهم مثل أذناب البقر ), قال شيخ الإسلام : لم أقف في كتاب ( الموضوعات ) على شيء حكم عليه بالوضع وهو في أحد الصحيحين غير هذا الحديث, وإنها لغفلة شديدة, ثم تكلم عليه وعلى شواهده اهـ

 

[9]- قال المؤلف في ( تدريب الراوي )(1/\280 ): ومنها ما هو في ( صحيح البخاري ) رواية حماد بن شاكر, وهو حديث ابن عمر : كيف يا ابن عمر إذا عمرت بين قوم يخبئون رزق سنتهم ...)هذا الحديث أورده الديلمي في ( مسند الفردوس ) وعزاه للبخاري, وذكر سنده إلى ابن عمر, ورأيت بخط العراقي أنه ليس في الرواية المشهورة, وأن المزي ذكر أنه في رواية حماد بن شاكر, فهذا حديث ثان من أحاديث الصحيحين

 

[10]- هو كتاب ( اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة ) وقد تقدمت مقدمته

 

[11]- طبع ( النكت البديعيات ) في مؤسسة الكتب الثقافية بتحقيق الشيخ ( أحمد عماد حيدر )

 

[12]- طبع في دار الكتاب العربي لبنان 1985 بدون تحقيق, وفي مكتبة ابن سينا بالقاهرة 1985 بتحقيق ( محمد عثمان الخشت ) وعدد أحاديثه كما في الطبعة الأخيرة ( 1679) حديثا, وللشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتني الهندي  كتاب بنفس الاسم لخصه من ( المقاصد ) ذكره الحسني في( معارفه ) (ص158)

 

[13]- والأول مطبوع باسم ( ترتيب الموضوعات ) في دار الكتب العلمية 1994 بتحقيق ( كمال بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه (1172) حديثا حذف منه أسانيد الأحاديث و المكررات, والثاني باسم ( تلخيص العلل الواهية ) طبع في مكتبة الرشد الرياض 1419هـ في مجلد بتحقيق ( أبي تميم ياسر بن إبراهيم بن محمد )

 

[14]- قال (الجلبي) : أهداه إلى السلطان (سليمان خان العثماني), طبع في دار الكتب العلمية 1981  في مجلدين بتحقيق الشيخ ( عبد الله الغماري ) و ( عبد الوهاب هبد اللطيف )

 

وابن عراق هو الشيخ العلامة أبوالحسن سعد الدين علي بن محد بن عراق الكناني الدمشقي الشافعي نزيل المدينة وخطيبها, له (شرح مسلم) و(شرح العباب) في فقه الشافعية, وغير ذلك, توفي سنة 963هـ

 

[15]- طبع في دار إحياء التراث العربي,بدون تحقيق, وبذيله كتابه الآخر ( قانون الموضوعات ).والفتني هو العلامة جمال الدين محمد طاهر الهندي الملقب بملك المحدثين,برع في فنون عديدة,أخذ عن أبي الحسن البكري وابن حجر الهيتمي والمتقي الهندي له مصنفات منها مجمع ( بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار), توفي رحمه الله مقتولا شهيدا سنة 986هـ ترجمته في (الشذرات)(8\410)

 

[16]- إشارة إلى حديث إبراهيم بن عبد الرحمن العذري وقد تقدم تخريجه (ص110)

 

[17]- هو كتاب ( التذكرة في الأحاديث المشتهرة ) طبع في دار الكتب العلمية1986 بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا )

 

[18]- طبع في دار الفاروق الحديثة مصر 1415هـ في مجلدين بتحقيق (خليل بن محمد العربي ), وعدد أحاديثه ( 2444) وقد اختصره حفيده في( الجد الحثيث ) الآتي, والغزي هو نجم الدين أبو السعود محمد بن محمد الدمشقي, فقيه محدث شافعي, له تصانيف كثيرة منها (الكواكب السائرة بمناقب اعيان المائة العاشرة) و (حسن التنبه لما ورد في التشبه) وغير ذلك توفي سنة 1061هـ , (خلاضة الأثر)(04\189)

 

[19]- طبع في دار الراية 143 بتحقيق الشيخ ( بكر أبوزيد ) وعدد احاديثه ( 547 ) حديثا, والغزي هو أحمد بن عبدالكريم بن سعودي بن نجم الدين محمد العامري, فقيه شافعي, تولي الفتيا بدمشق, توفى سنة 1143هـ

 

[20]- حديث : (إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه أو نهرا أجراه أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ) أخرجه ابن ماجة (242) و قال الشيخ الألباني : حسن

 

[21]- هو تاج الدين أبو محمد عبدالرحمن بن إبراهيمالفزاري البدري المصري الأصل الدمشقي الفركاح, تفقه في صغره على الشيخين ابن الصلاح وابن عبد السلام, وبرع في المذهب, من تصانيفه (شرح التنبيه) (شرح الورقات ط) و(شرح الوجيز) وغير ذلك, توفي سنة 690هـ (طبقات الشافعية)(2\174)

 

[22]- أخرجه ابن أبي عاصم في ( السنة )( 326 ) قال الألباني : ضعيف جدا, وقال في ( السلسلة الضعيفة )(3406) : موضوع

 

[23]- من حديث أبي هريرة ولفظه:( إن لله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإسلام و أهله وليا صالحا يذب عنه, و يتكلم بعلاماته فاغتنموا حضور تلك المجالس بالذب عن الضعفاء, و توكلوا على الله و كفى بالله وكيلا ) (الحلية )(10\400) وقال تفرد به عبدالغفار عن سعيد وعنه عباد اهـ قال الألباني : ( ضعيف الجامع الصغير) (1951) : موضوع

 

 

 

[24]- (الجامع الكبير)(1\21)

 

[25]- طبع في مؤسسة الرسالة في  مجلدين بتحقيق ( أحمد القلاش ), وفي دار الكتب العلمية بتصحيح ( محمد عبد العزيز الخالدي ), والعجلوني هو إسماعيل بن محمد الجراحي الدمشقي, فقيه شافعي, من تصانيفه : (شرح على البخاري) و (شرح الشمائل) وغير ذلك, توفي سنة 1162هـ , ترجته في (سلك الدرر)(   )

 

[26]- طبع في المكتب الإسلامي بيروت 1409هـ بتحقيق ( زهير الشاويس ), والأمير هو محمد بن محمد السنباوي الأزهري, فقيه مالكي مشهور, ذو تصانيف منها : (المجموع), و(شرح مختصر خليل) وغير ذلك توفي سنة 1232هـ ترجمته في (عجائب الآثار) للجبرتي (3\573)

 

[27]- هو مجد الدين الفيروأبادي اللغوي صاحب ( القاموس المحيط ) المتوفى سنة 817هـ

 

[28]-  طبع في مطبعة السنة المحمدية بتحقيق العلامة (عبد الرحمن بن يحيى المعلمي) وإشراف (عبد الوهاب عبد اللطيف)

 

[29]- ( التعليق ) كتاب في الخلاف العالي من تأليف الشيخ الإمام أبي يعلى الفراء محمد بن الحسين الحنبلي المتوفى سنة 526هـ , وهو مخطوط المجلد الرابع منه يبتدئ بكتاب الحج وينتهي بكتاب العتق (دار الكتب المصرية رقم 140 فقه حنبلي)

 

[30]- هو أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الفقيه الحنبلي, صنف ( الجامع ) في عدة مجلدات, و(السنة ), و( العلل لأحمد ابن حنبل), توفي سنة 311هـ

 

[31]- هو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر المعروف بغلام الخلال, فقيه حنبلي,كان أحد أهل الفهم موثوقا به في العلم متسع الرواية مشهورا بالديانة,  له مصنفات منها (الشافي) و(المقنع) و ( تفسير القرآن)و (الخلاف مع الشافعي), وغير ذلك, توفي سنة 363هـ , ترجمته في ( طبقات أبي يعلى)(2\119)

 

[32]- هو أبو عبدالله عبيد الله بن محمد العكبري المعروف بابن بطة, محدث حنبلي, سافر الكثير إلى مكة والثغور والبصرة وغير ذلك من البلاد, له مصنفات كثيرة منها (الإبانة الكبيرة) و(الإبانة الصغيرة) و(السنن) وغير ذلك, قيل إنها تزيد على مائة مصنف توفي سنة 387هـ ,ترجمته في (طبقات أبي يعلى)(2\144\622)

 

[33]- طبع ( التحقيق ) في دار الكتب العلمية 1415هـ في مجلدين بتحقيق (محمد حسن إسماعيل ) و (مسعد السعدني) , و عدد أحاديثه ( 2072) حديثا, وللكتاب (مختصر) للحافظ الذهبي, طبع في مكتبة الباز مكة 1422هـ بتحقيق ( رضوان جامه رضوان) في مجلدين , و (مختصر) آخر للشيخ برهان الدين إبراهيم بن علي الحنفي المعروف بابن عبدالحق الدمشقي المتوفى سنة 744هـ

 

[34]- طبع ( التنقيح ) في دار الكتب العلمية 1419هـ في (3) مجلدات بتحقيق ( أيمن صالح شعبان ), وابن عبدالهادي هو الإمام الأوحد المحدث الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي بن قدامة المقدسي الحنبلي أحد الأذكياء تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية ومهر في الحديث والفقه والأصول والعربية, له تصانيف منها ( الصارم المنكي ) و( المحرر في اختصار الإلمام ) وغيرها توفي سنة 844 هـ ترجمته في ( ذيل تذكرة الحفاظ ) (1\351)

 

 

 

 

 

[35]- كذا في المطبوع ولعل الصواب [ زيدون ] فهو الشيخ ( أبي القاسم زيدون بن علي السبيعي القيرواني ) وكتابه اسمه (الجامع لنكت الأحكام المستخرج من الكتب المشهورة في الإسلام), وهو من مرويات القاضي عياض في فهرسته (الغنية)(ص99)

 

[36]- طبعت ( الوسطى ) في مكتبة الرشد 1416هـ في ( 4 ) مجلدا بتحقيق ( حمدي السلفي ) و ( صبحي السامرائي ) قال محقق كتاب ( بيان الوهم لابن القطان )(ص1\176): لما كانت ( الأحكام الكبرى ) طويلة بأسانيدها اختصر منها المؤلف ( الأحكام الوسطى ) بحذف الأسانيد, وجملة من الكتب والمتون , توجد في تلك دون هذه, وعوضها في هذه بالإكثار من الكلام على علل الأحاديث, واختلاف ناقليه وتحرير الزيادات فيه.. ومن خصائص ( الأحكام الوسطى ) أن المؤلف حشد فيها من الأحاديث كًما هائلا الزم فيها الصناعة الحديثية  من الكلام على كل حديث حديث, و التعقيب عليه بما فيه من علة إن كانت, ثم التنصيص على التصحيح والتضعيف.اهـ

 

وأما ( الأحكام الكبرى ) فقد طبعت في مكتبة الرشد الرياض 1422هـ  بتحقيق (أبي عبد الله حسين بن عكاشة) في (6) مجلدات, عن نسخة واحدة فريدة موجودة في بدا الكتب المصرية برقم ( 29 ) حديث فرغ من نسخها سنة 774هـ بخط محمد بن قنان, وعلى طرة المجلد الأول شهادة الحافظ ( ابن حجر ) على السلطان الملك المؤيد أبي النصر شيخ المحمودي المتوفى سنة 824هـ أنه وقف هذا الكتاب بخط الحافظ , وفي الكتاب نقص, فقد فقدمنه المجلد الثالث والرابع ويشتملان على: كتب الصيام, والحج, والجهاد, والصلح والجزية, و النكاح,والطلاق, والبيوع, والديات والحدود, والصيد والذبائح, والضحايا, و الأطعمة, والأشرة, والزينة واللباس.

 

والإشبيلي هوأبو محمد عبدالحق بن غالب المحاربي, كان فقيها عالما بالتفسير والأحكام والحديث والفقه و النحو واللغة و الأدب, ولي القضاء بمدينة المرية, وكان غاية في الدهاء والذكاء, من كتبه (الجمع بين الصحيحين ط) و(الجمع بين الكتب الستة) وكتاب في المعتل من الحديث, وغير ذلك , توفي سنة 518هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(1\174)

 

[37]- طبعت ( الأحكام الصغرى ) في مكتبة ابن تيمية مصر 1413 في مجلدين بتحقيق ( أم محمد بنت أحمد الهليس )

 

[38]- يقصد ( الأحكام الكبرى ) وقد طبع الموجود منها

 

[39]- طبع ( بيان الوهم ) في دار طيبة الرياض 1997 في ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( الحسين آيت سعيد ), وقد تعقب كتابه هذا في توهيمه لعبد الحق تلميذه الحافظ الناقد المحقق أبو عبد الله محمد بن الإمام يحيى بن المواق في كتاب سماه: بكتاب ( المآخذ الحفال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم و إكمال ), تعقبا ظهر فيه كما قاله الشيخ  القصار إدراكه و نبله وبراعة نقده إلا أنه تولى تخريج بعضه من المبيضة ثم اخترمته المنية ولم يبلغ من تكميله الأمنية، فتولى تكميل تخريجه مع زيادة تتمات وكتب ما تركه المؤلف بياضا أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن رُشيد السبتي الفهري صاحب (الرحلة), وللحافظ الذهبي ( مختصر كتاب الوهم والإيهام) طبع في دار الثقافة 1988 في جزء لطيف, بتحقيق( د.فاروق حمادة ) بلغت الأحاديث التي تتبعه فيها( 91 ) حديثا, وقام الحافظ مغلطاي بن قليج الحنفي المتوفى سنة762 هـ  بترتيب ( بيان الوهم لابن القطان ) وأضافها إلى ( الأحكام ) وسماه ( منارة الإسلام ) ذكره الحافظ في (الدرر الكامنة)(|6\116)

 

وابن القطان هو الحافظ العلامة قاضي الجماعة أبو الحسن علي بن محمد الحميري الكتامي الفاسي, سمع أبا ذر الخشني و طبقته, وكان من أبصر الناس بصناعة الحديث, وأحفظهم لأسماء رجاله, وأشدهم عناية في الرواية, صنف (الوهم والإبهام), و أحكام النظر, وغير ذلك, توفي  سنة 628هـ , ترجمته في (طبقات الحفاظ)(1\498\1096)

 

 

 

[40]- قال ابن عبد البر: إنهم يتساهلون في الحديث إذا كان من فضائل الأعمال، فإن قيل: كيف هذا مع اشتراطهم في جواز العمل بالضعيف عدم اعتقاد ثبوته؟ قلنا: بحمله على ما صح مما ليس بقطعي حيث لم يكن صحيحاً في نفس الأمر، أو بحمله إن كان عاماً بحيث يشمل الضعيف على اعتقاده الثبوت من حيث إدراجه في العمومات لا من جهة السند.اهـ من ( مقاصد للسخاوي ) وقال في (القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع)(  ): سمعت شيخنا (أي ابن حجر) مرارا يقول وكتبه لي بخطه : إن شرائط العمل بالضعيف ثلاثة: الأول : متفق عليه أن يكون الضعف غير شديد, فيخرج من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب, ومن فحش غلطه, الثاني : أن يكون متدرجا تحت أصل عام,. فيخرج ما يخترع بحيث لا يكون له أصل, الثالت: أن لا يعتقد عند العمل به ثبوته لئلا ينسب على النبي r ما لم يقله قال: والأخيران عن ابن عبدالسلام وعن صاحبه ابن دقيق العيد, والأول نقل العلائي: الإتفاق عليه اهـ

 

[41]- طبع ( الخلاصة )في مؤسسة الرسالة 1997 في مجلدين بتحقيق ( حسين إسماعيل الجمل ), ثم في دار الكتب العلمية في ( 3 ) مجلدات, ,ولم يكمله مصنفه وصل فيه إلى كتاب الزكاة باب اسن التي يؤخد من الغنم وغيرها

 

[42]- طبع باسم ( العمدة في الأحكام في معالم الحلال والحرام عن خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام ) سنة 1373هـ, بتحقيق الشيخ (أحمد محمد شاكر), ثم صور في دارالجيل1991, وعدد أحاديثه ( 501 ) حديثا, وله طبعات عديدة وشروح كثيرة

 

والمقدسي هو أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي, صنف في الحديث كتبا منها (المصباح) و(نهاية المراد) و(الكمال) في رجال الكتب الستة, وغير ذلك, وكان غزير الحفظ والإتقان, كثير العبادة ورعا ماشيا على قانون السلف, توفي سنة 600هـ  ترجمته في (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\487)

 

[43]- زيادة مني يقتضيها السياق

 

[44]- طبع في دار الكتب العلمية 1412هـ في مجلدين بتحقيق الشيخ (محمد بن يحيى التميمي) ومؤلفه ابن شداد هو قاضي القضاة بهاء الدين أبو العز يوسف بن رافع الأسدي الحلبي الشافعي, وبرع في الفقه والعلوم, وساد أهل زمانه ونال رياسة الدين والدنيا, وصنف التصانيف, منها (دلائل الأحكام) وكتاب (الموجز الباهر) في الفقه, وكتاب (ملجأ الحكام) و(سيرة صلاح الدين) توفي سنة 632هـ (شذرات الذهب)(5\158)

 

[45]- طبع (المنتقى) في مطبعة السنة المحمدية مصر في مجلدين بتحقيق الشيخ ( محمد حامد الفقي ) ,ثم صور في دار المعرفة. بيروت1978, وعدد أحاديثه ( 5029 )  حديثا ,ثم في دار الكتب العصرية 2000بيروت بتحقيق ( عبد الكريم الفضيلي )

 

ومؤلفه هو الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني, جد شيخ الإسلام أبي العباس بن تيمية, كان فرد زمانه في معرفة المذهب, مفرط الذكاء, متين الديانة, كبير الشأن, من مصنفاته (أطراف أحاديث التفسير) في عدة مجلدات, و(المحرر) في الفقه, وغير ذلك, توفي سنة 652هـ , ترجمته في (شذرات الذهب)(5\257)

 

[46]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بدون تحقيق وعدد أحاديثه (1473) حديثا, و ابن دقيق العيد هو الإمام الفقيه الحافظ تقي الدين أبو الفتح محمد بن علي القشيري, كان من أذكياء زمانه, واسع العلم, له تصانيف منها (شرح العمدة) و(الإمام في الأحكام) و(الإلمام) و(الاقتراح في علوم الحديث ) وغير ذلك, توفي سنة 702هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\516\1134)

 

[47]- طبع ( المحرر ) في دار الكتب العلمية1997 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وعدد أحاديثه( 1304 ) حديث, قال الحافظ ابن حجر في (الدرر الكامنة)(5\62) في ترجمته : اختصره من (الإلمام) فجوده جدا.اهـ , ومؤلفه هو شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادى بن قدامة المقدسى الحنبلى أحد الأذكياء, قال ابن كثير: كان حافظا علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ الكبار, وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال حسن الفهم جدا صحيح الذهن, من كتبه (الأحكام) في ثمان مجلدات, و (الصارم المنكي في الرد على السبكي), و(تنقيح التحقيق) و(شرح التسهيل) في مجلدين,وغير ذلك سنة 744 هـ ترجمته في (الدرر الكامنة)(5\61\888

 

[48]- طبع في مكتبة الخانجي بالقاهرة 1409هـ بتحقيق ( رفعت فوزي عبدالمطلب ) وعدد احاديثه ( 1037 ) حديثا, مؤلفه هو الإمام شمس الدين أبو أمامة محمد بن علي المغربي الأصل المصري المعروف بابن النقاش, كان من الفقهاء المبرزين و الفصحاء المشهورين, له نظم ونثر حسن, من كتبه (شرح العمدة) في نحو ثمان مجلدات, و (شرح ألفية ابن مالك), و(شرح التسهيل) وخرج أحاديث الرافعي, وغير ذلك, , توفي سنة 763هـ (طبقات الشافعية)(3\131)

 

[49]- أبوزرعة ابن العراقي هو الإمام الحافظ ولي الدين أحمد بن عبد الرحيم الكردي المصري الشافعي, ظهرت نجابته و اشتهرت نباهته, وأجيز وهو شاب بالافتاء والتدريس, وصار يزداد فضلا مع ذكائه وتواضعه, فأقبل عليه الناس وساد بجميع ذلك في حياة والده, له كتب منها (البيان والتوضيح لمن خرج له في الصحيح وقد مس بضرب من التجريح) و(المستفاد من مبهمات المتن والإسناد ط), و(تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل ط) وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)(1\284)

 

 

 

[50]- طبع ( تقريب المسانيد ) في دار الكتب العلمية 1404هـ بدون تحقيق, ثم فيمكتبة اللباز مكة 1419هـ بتحقيق (عبد المنعم إبراهيم) وعدد أحاديثه (1111) حديثا,قال ا لحافظ السيوطي في ( تدريب الراوي)(ص 48) : جمع الحافظ أبو الفضل العراقي في الأحاديث التي وقعت لأحمد و الموطأ بالتراجم الخمسة التي حكاها المصنف, وهي المطلقة وبالتراجم التي حكاها الحاكم, وهي المقيدة ورتبها على أبواب الفقه, وسماها ( تقريب المسانيد ) قال ابن حجر : وقد أخلى كثيرا من الأبواب لكونه لم يجد فيها تلك الشريطة وفاته أيضا جملة من الأحاديث على شرطه لكونه تقيد بالكتابين الغرض الذي أراده من كون الأحاديث المذكورة تصير متصلة الأسانيد مع الاختصار البالغ قال: ولو قدر أن يتفرغ عارف لجمع الأحاديث الواردة بجميع التراجم المذكورة من غير تقييد لكتاب ويضم إليه التراجم المزيدة عليه لجاء كتابا حافلا حاويا لأصح الصحيح. اهـ  قال في ذيل تذكرة الحفاظ: ثم اختصره في نحو نصف حجمه, وشرح قطعة صالحة من الأصل في قريب من مجلد ثم أكمله ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة بعده.اهـ والشرح اسمه ( طرح التثريب ) طبع فيدار إحياء التراث العربي مصرفي (4) مجلدات بدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 1995 بتحقيق ( عبد القادر محمد علي )

 

والعراقي هو الإمام العلامة الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين الكردي المصري الشافعي, كان إماما مفننا حافظا ناقدا,له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء)في أربع مجلدات , ثم اختصره في مجلد ضخم سماه (المغني عن حمل الاسفار), و (الألفية) المسماة (بالتبصرة والتذكرة)في علم الحديث, وغير ذلك توفي سنة 826هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)\230)

 

[51]- طبع في دار البشائر بتحقيق ( محيي الدين نجيب ) وعدد أحديثه (508) حديثا, وابن الملقن الإمام الحافظ سراج الدين أبو علي عمر بن علي الأنصاري المصري الشافعي, عرف بابن النحوي,كان أكثر أهل زمانه تأليفا بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير لك قريبا من ثلاثمائة مؤلف, منها (شرح البخاري) في (20) مجلدا, و (البدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير) في (6)جلدات, و(خلاصة البدر المنير ) وغير ذلك, توفي سنة 804هـ ,(ذيل تذكرة الحفاظ)(1\197)

 

[52]- طبع على حجر ب لكناو 1837 1253هـ و لاهور 1305ههـ وعلى طبع حروف هند 1312  مط التمدن الصناعية 1320 هـ  ثم تعدد طبعاته وعليه عدة شروح منها(شرح) للشيخ إبراهيم بن أبى القاسم بن إبراهيم جعمان الذؤالي المتوفى سنة 897هـ  ذكره في الضوء (1\117), و(شرح) للشيخ عبد الرحمن بن محمد الحيمي اليمني المتوفى سنة 1068هـ ذكره في هدية العارفين(1\548), و(شرح) للشيخ الحسين بن محمد المغربي اللاعي, سماه (البدر التمام شرح بلوغ المرام), وهو شرح حافل نقل ما في (التلخيص) من الكلام على متون الأحاديث و أسانيدها ثم إذا كان الحديث في البخاري نقل شرحه من (فتح الباري) ومن سائر شروح المتون, ولكنه لا بنسب هذه الأقوال إلى أهلها, مع كونه يسوقها باللفظ , ذكره الشوكاني في البدر الطالع في ترجمته (1\230), وقد اختصره العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني في كتابه (سبل السلام الموصلة إلى سبل السلام ) مع زيادات,وهو مطبوع مرارا ,أقدمها بالهند سنة1302 هـ , و(شرح) للشيخ محمد عابد السندي ذكره الحسني في (المعارف) ( ص156)  و(شرح) الشيخ يوسف بن محمد البطاح الأهدل اليمني المتوفى سنة 1246هـوسماه (إفهام الإفهام بشرح بلوغ المرام ), ذكره الحبشي في مصادر الفكر باليمن(ص69) وشرحه بالفارسية العلامة صديق حسن خان القنوجي في أربع مجلدات وسماه ( مسك الختام ), و(شرح) له أيضا بالعربية سماه (فتح العلام) وهو مطبوع في مجلدين, ونظم (بلوغ المرام ) العلامة الصنعاني ولم يكمله و أتمه تلميذه الحسين بن عبدالقادر الكوكباني المتوفى سنة 1198هـ,طبع

 

[53]- شرحه في كتاب سماه (فتح العلام ), طبع مع وشرحه في دار الكتب العلمية1990 في مجلد, بتحقيق ( علي محمد معوض) و ( عادل احمد عبد الموجود )

 

[54]- تقدمت تراجم هؤلاء عند مقدمة (جامع المسانيد ) لأبي المؤيد

 

[55]- هو كتاب (الدراية تخريج احاديث الهداية ) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته

 

[56]- هو كتاب (التلخيص الحبير) للحافظ, وهو مطبوع وتأتي مقدمته

 

[57]- طبع في مؤسسة الرسالة بتحقيق (وهبي سليمان غاوجي الألباني) في جزءين, والزبيدي هو الشيخ ابو القبض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسيني الحنفي,اللغوي المحدث الفقيه له مصنفات كثيرة منها ( تاج العروس شرح القاموس) في (20) مجلدا, و(شرح الاحياء), ورسائل كثيرة جدا, وفي سنة 1205هـ (عجائب الآثار)(2\104)

 

[58]- هو الشيخ العلامة جار الله أبو مكتوم عيسى بن محمد المغربى الجعفرى الثعالبى الهاشمى نزيل المدينة المنورة ثم مكة المشرفة امام الحرمين وعالم المغربين والمشرقين له مؤلفات منها (مقاليد الاسانيد) ذكر فيه شيوخه المالكيين, ترجمته في (خلاصة الأثر) (3\240)

 

[59]- هو صاحب ( جمع الفوائد ) تقدمت مقدمة كتابه وترجمته

 

[60]- هوشيخ الشيوخ برهان الدين ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني المدني, لازم الصيفي القشاشي ويه تخرج و أجازه الشهاب الخفاجي والشيخ سلطان , توفي سنة 1101هـ ترجمته في (عجائب الآثار)(1\117)

 

[61]- هو الشيخ محمد سعيد بن محمد أمين سفر المدني الحنفي الأثري,شيخ (صالح الفلاني), نزيل كة والمدرس بحرمها, المتوفى سنة 1194هـ ترجمه الكتاني في (فهرس الفهارس)(2\986) وقال: له قصيدة عجيبة في الحض على السنة, و العمل بها, والرد على متعصبة المقلدة, سماها (رسالة الهدى)

 

[62]- طبع أولا بتحقيق السيد ( عبدالله هاشم اليماني المدني ) ثم في دار الشريف الرياض 1414هـ بتحقيق

 

( إبراهيم بن عبدالله الحازمي ), والمؤلف هو الشيخ أبواليسرفالح بن محمد المدني الظاهري نسبة إلى عرب الظواهر قبيلة حجازية, له حواش على (الصحيح ) و(الموطأ) في عدة أسفار, ومنظومة في مصطلح الحديث, و شرحها, و(صحائف العامل بالشرع الكامل) توفي سنة 1328هـ ترجمته في (فهرس الفهارس) للكتاني(2\895)

 

[63]- إطلاق الصحا على الكتب الستة فيه تساهل كبير قال الحافظ العراقي في ألفية الحديث:

 

ومن عليها أطلق الصحيحا *** فقد أتى تساهلا صريحا

 

[64]- طبع ( فيض الغفار ) في دار الفكر بيروت بدون تاريخ بتعليق الشيخ ( عبدالله بن محمد بن الصديق الغماري), ومعه شرح للمؤلف عليه سماه ( فتح الإله ), والمؤلف محمد بن أحمد الشنقيطي إمام جامع الختمية بالأيض السودان, ولد سنة 1334هـ بشنقيط, وتفقه على علمائها في المذهب المالكي, ثم انتقل إلى الحرمين الشريفين, وأقام بهما مدة له مصنفات منها (اختصار سنن البيهقي) طبع في (5) مجلدات في دار الفكر , و(الآيات المحكمات في آيات اأحكام ط) و(فتح الرحيم على فقه الإمام مالك بالأدلة) ط) و(الفتح الرباني شرح نظم الرسالة) توفي سنة

 

[65]- طبع كتاب ( الإيماء ) في مكتبة المعارف الرياض 1414هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( أبي عبدالباري رضا بوشامة الجزائري )

 

[66]- طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ (حمدي السلفي) وعدد أحاديثه(1139) حديثا, والكتاب ترتيب لأطراف أحاديث كتاب (المجروحين لابن حبان)

 

[67]- قال الذهبي في (سير أعلام النبلاء)(16\455): قال أبو بكر البرقاني : كان الدارقطني يملي علي العلل من حفظه, قلت(والقائل الذهبي) : إن كان كتاب ( العلل ) الموجود قد املاه الدارقطني من حفظه كما دلت عليه هذه الحكاية فهذا امر عظيم, يقضى به للدارقطني أنه أحفظ اهل الدنيا, وان كان قد أملى بعضه من حفظه فهذا ممكن اهـ , كتب ( العلل ) طبع في دار طيبة الرياض في ( 11 ) مجلدا بتحقيق ( محفوظ الرحمن زين الله السلفي)

 

 

 

[68]- طبع في دار الكتب العلمية 1998 في (5) مجلدات بتحقيق ( محمود محمد نصار ) و ( السيد يوسف ), وهو مرتب على مسانيد الصحابة ذكر في الفصل الأول : مسانيد الصحابة العشرة المبشرون , وفي الفصل الثاني مسانيد من اشتهر بالآباء منهم  مرتبين على حروف المعجم وكذا الرواة عنهم إذا كثروا, وفي الفصل الثالث من اشتهر بالكنى أولم يكن له, والفصل الرابع ما أسند عن التسامي هذا النوع من سمي وكنى على المثال الأول  والفصل الخامس ما تفرد به من المراسيل  والمجاهيل ومن لم يسم . وعدد أطراف أحاديثه (6400), و الدارقطني هو الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن البغدادي الحافظ الهشير صاحب السنن و العلل والأفراد وغير ذلك توفي سنة  سنة 385هـ (طبقات الحفاظ)(1\393\893)

 

[69]- هو الحافظ أبو مسعود إبراهيم بن محمد بن عبيد الدمشقي المتوفى سنة 401هـ

 

[70]- خلف بن محمد الواسطي الحافظ الكبير صاحب الأطراف سمع أبا بكر القطيعي وطبقته, كان له فضل ومعرفةوتعانى التجارة جود تصنيف أطراف الصحيحين وأفاد ونبه قال الذهبي : وهو أقل اوهاما من أطراف أبي مسعود الدمشقي, ( تذكرة الحفاظ )(3\\1067\976)

 

[71]- ابن عساكر هو الإمام الحافظ الكبير محدث الشام فخر الأئمة ثقة الدين أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي الشافعي صاحب التصانيف و( تاريخ دمشق ) في ثمانين مجلدا, وا و( الأطراف الأربعة ) أربع مجلدات وغي ذلك توفي سنة 571هـ ( تذكرة الحفاظ )(4\1328\1094)

 

[72]- طبع في المطبعة القيمة بالهند 1384 هـ بتحقيق ( عبدالصمد شرف الدين ) و كذا في دار الكتب العلمية1999 في ( 16 ) مع فهارس علمية  مجلدات و عدد أحاديثه ( 19626 ) حديثا, وقد طبع أيضا في مؤسسة الكتب الثقافية 1994 باسم ( تقريب تحفة الإشراف ) في (3) مجلدات بتحقيق( أبى عبد الله المندوه ) و( سامي التوني ) و( محمد بسيوني زغلول ) و قد قام المحققون بتخريج الأحاديث على أصول ( الكتب الستة ) المطبوعة وحذفوا الأسانيد  اكتفاء بالرقم التسلسلي للحديث , و زادوا مجلدا رابعا فيه فهرس للرواة مرتبين على حروف المعجم  ومجلدين آخرين  وفيه فهرس لأحاديث ( الكتب  الستة ) و مواضعها في ( التحفة ) وهو من إعداد ( محمد عبد القادر عطا ) فمجموع مجلدات هذه الطبعة ( 6 ) مجلدات

 

والمزي الإمام العالم الحبر الحافظ الأوحد محدث الشام جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن القضاعي الشافعي, رحل وسمع الكثير, ونظر في اللغة ومهر فيها, وفي التصريف وقرأ العربية, وأما معرفة الرجال فهو حامل لوائها, و القائم بأعبائها, لم تر العيون مثله, صنف ( تهذيب الكمال ) و( تحفة الأطراف ) وأملى مجالس, توفي سنة 742هـ في (تذكرة الحفاظ)(4\1498) و(طبقات الحفاظ) السيوطي(1\521\1143)

 

[73]- طبع بذيل ( تحفة الأشراف )

 

[74]- طبع في دار ابن كثير ودار الكلم الطيب 1414 في ( 10 ) مجلدات بتحقيق ( زهير الناصر )

 

[75]- طبع في مركز خدمة السنة والسيرة النبوية المدينة المنورة 1415هـ بتحقيق مجموعة من الباحثين

 

[76]- هو مخطوط , وقد أخدت مقدمته متن تقديم ( د-زهير الناصر ) لكتاب ( أطراف مسند أحمد )

 

[77]- طبع في دار المرفة في مجلدين, وفي دار الكتب العلمية بيروت  1998 في (3) مجلدات بتحقيق ( عبدالله محمود عمر )

 

[78]- طبع في دار حراء مكة 1406هـ بتحقيق ( عبدالغني بن حميد الكبيسي ) وعدد أحاديثه (377) حديثا

 

[79]- طبع عدة مرات بهامش ( الإحياء ), وطبع مفردا في مكتبة طبرية بالرياض 1995 في مجلدين مع ثالث للفهارس بتحقيق (أشرف بن عبد المقصود), وعدد أحاديثه (4613) حديثا, وللعراقي أيضا تخريج وسط سماه ( الكشف المبين عن تخريج إحياء علوم الدين ) و تخريج كبير قال الحافظ في ( النكت )(ص 305) : التخريج الكبير الذي مات عن أكثره وهو مسودة .اهـ ,وقد نقل منه العلامة الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين), ذكر ذلك في مقدمة كتابه(1\5) فقال:لم أظفر منه إلا على كراريس .اهـ  و سماه (إخبار الإحياء بأخبار الأحياء), قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\32) : بيض منه قدر مجلدين, ولو كمل لكان في ستة, مع أن مسودته كاملة بخطه, ثم اختصر هذا في مجلد سماه ( المغني ).اهـ  , وللشيخ تقي الدين أبي بكر محمد بن عبد المؤمن الحصني المتوفى سنة 929هـ ( تلخيص تخريج الإحياء ), قال (ابن قاضي شهبة)(4\77): في مجلد, وللشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتني الهندي كتاب ( تذكرة الأصفياء بتصفية الأحياء ), قال الحسني في ( معارفه ) (ص158):مختصر مأخوذ من كتاب العراقي

 

[80]- حديث صحيح أخرجه البخاري (7311) ومسلم (1921) من حديث المغيرة بن شعبة

 

[81]- تقدم تخريجه (ص110)

 

[82]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[83]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[84]- وهو كتابه المسمى ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) تأتي مقدمته

 

[85]- تعقبه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يحيى بن المواق في كتاب سماه: ( المآخذ الحفال السامية عن مآخذ الإهمال في شرح ما تضمنه كتاب بيان الوهم والإيهام من الإخلال والإغفال وما انضاف إليه من تتميم وإكمال) بيض بعضه ولم يتم ه فتولى تكميل تخريجه مع زيادة الحافظ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رُشيد السبتي الفهري المتوفى سنة 722هـ .

 

[86]- قال الذهبي في ( السير )(23\128) : لم يتم, في ثلاث مجلدات, اهـ, وقال ابن رجب في (طبقاته) (4\192) في نحو عشرين جزءا في ثلاث مجلدات اهـ

 

[87]- طبعت في مكتبة الخانجي مصر, في مجلد بتحقيق ( رفعت فوزي عبد المطلب )

 

[88]- هي المشهورة ( بعمدة الأحكام ) وهي متداولة وتقدمت مقدمته

 

[89]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[90]- هو الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي , صاحب ( الرياض النضرة ) و ( ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى ) المتوفى سنة 694هـ قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(2\162): صنف كتابا كبيرا إلى الغاية في الأحكام في ست مجلدات, وتعب عليه مدة ,ورحل إلى اليمن وأسمعه للسلطان صاحب اليمن, وقال ابن كثير : مصنف الأحكام المبسوطة, أجاد فيها و أفاد , وأكثر وأطنب, وجمع الصحيح و الحسن, ولكن ربما أورد الأحاديث الضعيفة ولا ينبه على ضعفها. اهـ وقال السبكي في ( طبقاته )(8\19) : اـلأحكام الكتاب المشهور المبسوط دل على فضل كبير.اهـ

 

[91]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[92]- طبع في دار المحقق الرياض 1420 بتحقيق ( سعد بن عبد الله آل حميد ) في(4) مجلدات , وهو غير تام, وصل فيه إلى كتاب الصلاة باب فضل وقت الفضيلة.اهـ

 

[93]- هو الإمام الحافظ أبو علي عبد الكريم بن عبد النور الحلبي الشافعي المتوفى سنة 735هـ

 

[94]- قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(4\1482): عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, ولو كمل تصنيفه وتبييضه لجاء في خمسة عشر مجلدا. اهـ, وقال في (سير الإعلام)(17\143): شرع في عمل كتاب (الإمام) في الأحكام, وفرغ منه في  مجلدات نحو الربع, ولو كمل لكان عديم النظير, تكلم على علل الحديث ورجاله وأحوالهم, وقوة الحديث وسقمه .اهـ  وقال أيضا: كمل تسويد كتاب (الإمام) وبيض منه قطعة.اهـ ,وقال الادفوي: لو كملت نسخه في الوجود لأعنت عن كل مصنف موجود.اهـ, وقال الأسنوي في (طبقات الشافعية)(2\229): كان رحمه الله قد أكمل كتابه الكبير العظيم الشأن المسمى (بالإمام) وهو الذي استخرج منه كتابه المختصر المسمى (بالإلمام) فحسده بعض كبار هذا الشأن ممن في نفسه منه عداوة, فدس من سرق أكثر هذه الأجزاء وأعدمها, وبقي منه الموجود عند الناس اليوم,وهو نحو أربعة أجزاء, فلا حول ولا قوة إلا بالله, كذا سمعته من الشيخ شمس الدين ابن عدلان رحمه الله, وكان عارفا بحاله.اهـ, وقال الحافظ في (الدرر الكامنة)(4\92): جمع كتاب (الإمام) في عشرين مجلدة, عدم أكثره بعده .اهـ, وقال في (رفع الإصر)(ص395): قد كنت أسمع شيخنا حافظ العصر أبا الفضل بن الحسين يحكي أن الشيخ أكمل (الإمام) فجاء في عشرين مجلدا.اهـ  وانظر مقدمة (سعد بن عبد الله) لكتاب (الإمام) فقد استوفى الكلام حول اسم الكتاب وعدد أجزائه فجزاه الله خيرا,فغالب النقول منه.وقال تلميذه السخاوي في (الغاية في شرح الهداية)(2\615): عندي منه خمس مجلدات, وهو القدر الذي وجد منه, ويقال أنه أكمله.اهـ

 

[95]- هو أبو علي الحافظ الأسدي مولاهم الملقب ب ( جزرة ) المتوفى سنة 293هـ , ترجمته في (تاريخ بغداد)(9\322)

 

[96]- أخرجه في ( المعجم الصغير )( 786 ) و( البزار), قال الهيثمي في (المجمع)(1\122) رجاله موثقون

 

[97]- هو الشرح المشهور الكبير على كتاب (الوجيز) لأبي حامد الغزالي المسمى ( العزيز في شرح الوجيز ) الذي يقول فيه النووي : اعلم أنه لم يصنف في مذهب الشافعي t ما يحصل لك مجموع ما ذكرته أكمل من كتاب الرافعي ذي التحقيقات, بل اعتقادي واعتقاد كل مصنف أنه لم يوجد مثله في الكتب السابقات, ولا المتأخرات, فيما ذكرته من المقاصد المهمات اهـ , وقال السبكي في (طبقاته)(8\281): (الشرح الكبير المسمى : ( بالعزيز ) وقد تورع بعضهم عن إطلاق لفظ ( العزيز ) مجردا على غير كتاب الله, فقال ( الفتح العزيز في شرح الوجيز ), اهـ, وللرافعي شرح آخر أصغر منه, وقد اختصر الشيخ محيي الدين يحيى بن شرف النووي كتاب ( روضة الطالبين ) من شرح الرافعي, وطبع ( العزيز ) في دار الفكر بهامش ( المجموع شرح المهذب للنووي) و (التلخيص الحبير ) وهي طبعة ناقصة, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية في ( 14 ) مجلدا بتحقيق ( عادل عبدالموجود ) و ( علي معوض )

 

 

 

[98]- كذا في المطبوع وإنما يعرف بهذا الإسم (سننه الصغرى), ذكر ابن خير في (فهرسته)(ص97) عن أبي علي الغساني قال: اختصره من كتابه الكبير في (السنن), وذلك أن بعض الأمراء سأله عن كتابه في (السنن):أكله صحيح ؟, فقال:لا,قال: فاكتب لنا الصحيح منه مجودا, فصنع المجتبى, فهو (المجتبى من السنن), ترك كل حديث أورده في (السنن) مما تكلم في إسناده بالتعليل.اهـ

 

-[99] تقدمت مقدمته

 

[100]- قال في كتاب ( التقاسيم) له: وهو ( الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان )(5\184) كتاب الصلاة, باب ذكر وصف بعض صلاة الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به, حديث رقم (1867): في أربع ركعات يصليها الإنسان ستمائة سنة عن النبي r , أخرجناها بفصولها في كتاب ( صفة الصلاة ) اهـ

 

[101]- هي حاشية للشيخ علاء الدين عز الدين علي بن فخر الدين عثمان المارديني الحنفي، المعروف بابن التركماني المتوفى سنة 750هـ ، سماها ( الجوهر النقي في الرد على البيهقي ) في سفر كبير، أكثرها اعتراضات عليه ومناقشات له و مباحثات معه, طبعت بهامش (السنن) الطبعة الهندية,والطبعة العلمية, وقد لخصها الحافظ زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي, وسماه : ( ترصيع الجوهر النقي ) و رتبه على ترتيب حروف المعجم, وصل فيه إلى حرف الميم. وقد عزم الشيخ محمد عبد الرحمن المباركفوري على الرد عليه, و علق في برنامجه مذكرة ومباحث تتعلق بالرد عليه, غير أنه توفي قبل ذلك رحمه الله, ذكره في مقدمة ( تحفة الأحوذي )(ص631)

 

[102]- طبع في دار إحياء التراث العربي 1983 بتحقيق الشيخ (حمدي عبد المجيد السلفي) (25)مجلدا, وفيه نقص, و طبع (جزء) مفرد فيه أحاديث العبادلة في دار       بتحقيق (  \  )

 

[103]- هو الحافظ أبو منصور شهردار بن الحافظ شهرويه الديلمي المتوفى سنة 558 هـ

 

[104]- طبع ( المعجم الأوسط ) في مكتبة المعارف الرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( محمود الطحان ) وعدد أحاديثه (9495) حديثا و في دار الحديث بمصر1996 في (10) مجلدات  بتحقيق ( أيمن صالح شعبان ) و( سيد أحمد إسماعيل ) وعدد أحاديثه (9489) حديثا,و في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )

 

[105]- طبع في مكتبة الصحابة بالشارقة بتحقيق ( مشهور حسن سلمان ), وفي دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ) وفي مكتبة الصحابة بطنطا 1413هـ بتحقيق ( مسعد السعدني ), وعدد أحاديثه ( 420 ) حديثا

 

[106]-قال الخطيب: صنف كتابا في السنة, وكتابا في رجال الصحيحين, وكتابا في السنن اهـ

 

[107]- نزيل مصر، المتوفى بها سنة 353هـ,و هو كتاب محذوف الأسانيد. جعله أبوابا في جميع ما يحتاج إليه من الأحكام، ضمنه ما صح عنده من السنن المأثورة،قال السبكي في كتابه ( شفاء السقام )(ص 19)قال: وما ذكرته في كتابي هذا مجملا فهو مما أجمعوا على صحته، وما ذكرته بعد ذلك مما يختاره أحد من الأئمة الذين سميتهم. فقد بينت حجته في قبول ما ذكره، ونسبته إلى اختياره دون غيره. وما ذكرته مما ينفرد به أحد من أهل النقل للحديث فقد بينت علته، ودللت على انفراده دون غيره .اهـ , وكتابه ذكره ابن خير في (فهرسته) (170) وقال : جمع فيه سنن المصنفات الأربعة : كتاب البخاري ومسلم و أبى داود و النسائي , قال ابن عساكر:رأيت له جزءا من كتاب كبير صنفه في معرفة أهل النقل يدل على توسعه في الرواية إلا أن فيه أغالط

 

[108]- في ( معرفة الصحابة ) له طبع في دار الوطن الرياض 1419هـ في ( 7 ) مجلدات بتحقيق (عادل بن يوسف العزازي ), ثم في دار الكتب العلمية بيروت

 

[109]- طبع في مكتبة الغرباء1997 في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( صلاح بن سالم المصراتي ) وعدد تراجمه (1226) ترجمة,ثم طبع في مكتية نزار  بمكة1998 في(15) مجلدا بتحقيق ( حمدي الدمرداش محمد ), وللشيخ أبي بكر محمد بن أبي القاسم خلف بن سليمان بن فتحون الأندلسي المتوفى سنة 520هـ كتاب (إصلاح أوهام المعجم لابن قانع) ذكره ابن الأبار في (معجمه)(ص105)

 

[110]- هو كتاب ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ) تقدمت مقدمته

 

[111]- في كتابه ( تجريد أسماء الصحابة ) وتأتي مقدمته

 

[112]- يقصد (التاريخ الكبير) و(الأوسط) و(الصغير), وكلها مطبوعة, (فالكبير) وهو في ( 30 ) جزء حديثي, طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند, ثم صور في دار الفكر بيروت في ( 9 ) مجلدات, وطبع في دار الكتب العلمية 2001في ( 9 ) مجلدات بتحقيق (عبد القادر أحمد عطا), أخرج الخطيب في(تاريخ بغداد)(2\7)عن البخاري قوله: لما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنف قضايا الصحابة والتابعين و أقاويلهم وذلك أيام عبيد الله بن موسى,وصنفت كتاب( التاريخ ) إذ ذاك ثم قبر الرسول r في الليالي المقمرة,وقال:قَلَّ اسم في( التاريخ ) إلا وله عندي قصة إلا إني كرهت تطويل الكتاب.اهـ, وعن محمد بن أبى حاتم وراق البخاري قال سمعت البخاري يقول:لو نشر بعض أساتذي هؤلاء لم يفهموا كيف صنفت كتاب ( التاريخ ) ولا عرفوه, ثم قال:صنفته ثلاث مرات.اهـ وعن محمد بن إسماعيل(البخاري) قال:أخذ إسحاق بن راهويه كتاب ( التاريخ ) الذي صنفت فادخله على عبد الله بن طاهر فقال: أيها الأمير ألا أريك سحرا؟ قال:فنظر فيه عبد الله بن طاهر فتعجب منه, وقال : لست أفهم تصنيفه,وعن أبي العباس بن سعيد قال : لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن كتاب ( التاريخ ) تصنيف محمد بن إسماعيل البخاري, وللحافظ  عبد الرحمن بن أبى حاتم الرازي كتاب ( بيان خطأ محمد بن إسماعيل في تاريخه ) طبع بآخر المجلد, وفيه أحاديث أسندها البخاري خرجها الشيخ (محمد بن عبدالرحيم بن عبيد) في كتاب (تخريج الأحاديث المرفوعة المسندة في التاريخ الكبير) طبع في مكتبة الرشد الرياض 1420هـ في (3) مجلدات, و(الأوسط ) طبع في دار المعرفة 1406هـ, بتحقيق ( محمود إبراهيم زايد ) في مجلدين, وقد طبع خطأ باسم (التاريخ الصغير), ثم طبع على الصواب في دار الصميعي 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن إبراهيم اللحيدان ), و( التاريخ الصغير )وهو المعروف بكتاب ( الضعفاء ) طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا

 

[113]- له كتاب ( الضعفاء ) المعروف ( بالتاريخ الصغير ), طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا

 

[114]- طبع في دار القلم بيروت1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه ( 675 ) ترجمة

 

[115]- طبع في مطبعة دائرة المعارف العثمانية بحيدرأباد الهند 1373هـ في(9) مجلدات, ثم صور في دار الفكر بيروت  بدون تاريخ,ثم فيها أخرى في (10) مجلدات بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا ), قال ابن عساكر في( تاريخ دمشق ) في ترجمة ابن أبي حاتم : صنف كتاب ( الجرح و التعديل ) فأكثر فائدته وأسند عن أبي عبد الله الحافظ قال سمعت أبا أحمد الحافظ (أي محمد بن محمد بن احمد بن إسحاق الحاكم) يقول : كنت بالري فرأيتهم يوما يقرؤون على أبي محمد بن أبي حاتم كتاب ( الجرح والتعديل ) فلما فرغوا قلت لابن عبدويه الوراق: ما هذه الضحكة, أراكم تقرءون كتاب ( التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري ) على شيخكم على الوجه, وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم فقال: يا أحمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا:هذا علم حسن لا يستغني عنه, ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا, فأقعدا (أبا محمد عبدا الرحمن) حتى سألهما عن رجل بعد رجل, وزادا فيه ونقصا, ونسبه عبد الرحمن إليهما, قال قلت لأبي أحمد رحمه الله :فيهما زادا ونقصا فوائد كثيرة لا توجد في كتاب البخاري اهـ

 

[116]- طبع في دار الكتب العلمية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ), وعدد تراجمه ( 2101 ) ترجمة, ثم الرياض في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي )

 

[117]- طبع ( الكامل ) في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), ثم في دار الكتب العلمية في(9) مجلدات بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ),وقد سقط ت منه بعض التراجم جمعها ( أبو الفضل عبد المحسن الحسيني ) في ( جزء ) طبع باسم ( التراجم الساقطة من الكامل في معرفة الضعفاء ) في مكتبة ابن تيمية 1993, قال الذهبي في(السير)(12\287) قال حمزة بن يوسف [ يعني السهمي]:سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في الضعفاء ,فقال: أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ , قلت: بلى, قال: فيه كفاية لا يزاد عليه .اهـ, و( للكامل ) عدة مختصرات: 1- (مختصر) للشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأشبيلي، المعروف بابن الرومية في مجلدين, ذكره المقرى في ترجمته من (نفح الطيب)(3\352) وله أيضا( الحافل في تكملة الكامل ) ذكر المقرى أنه كتاب كبير, 2- (مختصر) للشيخ تقي الدين المقريزي المؤرخ,حذف الأحاديث الأسانيد, واقتصر على كلام الأئمة في الرجال, طبع في مجلد ضخم في دار الجيل بيروت 2002 بتحقيق ( أيمن عارف الدمشقي ), وفي دار الكتب العلمية بيروت 1424هـ بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ), 3- (مختصر) للشيخ أبي العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي المتوفى سنة 1183هـ , ذكره في كتابه ( فتح البصير ) كما في (فهرس الكتاني)(2\816)

 

[118]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[119] - مطبوع تأتي مقدمته

 

[120]- كتاب (تاريخ أسماء الثقات) للحافظ (ابن شاهين) طبع بالدر السلفية1404 اهـ  بتحقيق (صبحي السامرائي)

 

[121]- هو كتاب (ذكر من اختلف في توثيقه وتضعيفه) وهو مخطوط في الجامعة الإسلامية (487)

 

[122]- هو العلامة المفتي ذو الفنون أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم الإفريقي المتوفى سنة 333هـ

 

[123]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[124]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[125]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[126]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[127]- ذكره ابن خير في (فهرسته)(358) وسماه : (الأسماء والكنى) وذكر أنه من تبويب أبي عبدالله محمد بن أحمد بن مفرج القاضي

 

[128]- طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند 1322 هـ في مجلد كبير,ثم صور بدار الكتب العلمية 1983, ثم فيها في مجلدين بتحقيق (أحمد شمس الدين) وعدد تراجمه (2145) ترجمة, وعدد أحاديثه(3090) حديثا, ثم طبع في دار ابن حزم 1421هـ في (3) مجلدات بتحقيق( أبي قتيبة محمد نظر الفريابي)

 

[129]- طبع في مكتبة الغرباء الأثرية المدينة المنورة 1414هـ في(4) مجلدات بتحقيق (يوسف الدخيل), و هو لأبي أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكَرَابِيسي الحاكم الكبير, المتوفى سنة 378هـ

 

[130]- طبع باسم (المدخل في أصول الحديث) سنة1932 بتحقيق الشيخ (راغب الطباخ), ثم طبع مع (المنار المنيف) للحافظ  (ابن القيم) في دار الكتب العلمية 1988, وطبع بالمكتبة التجارية بمكة بتحقيق (فؤاد عبد المنعم أحمد), وذكر أن اسمه في المخطوط  (المدخل إلى معرفة كتاب الإكليل, المصنف للأمير أبى علي محمد بن محمد بن إبراهيم صاحب الجيش, وفيه كيفية معرفة الصحيح والسقيم وأقسامه وأنواع الجرح), ثم في دار الهدى مصر2002 بتحقيق (أبى إسحاق إبراهيم بن مصطفى الدمياطي)

 

[131]- هو كتاب (تذهيب الكمال) طبع مؤخرا في دار الفاروق الحديثة مصر

 

[132]- في رجال الكتب الستة وهو مطبوع تأتي مقدمته

 

[133]- في رجال الكتب الستة مطبوع تأتي مقدمته

 

[134]- لعله كتابه ( معرفة الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم ) طبع دار البشائر الإسلامية بيروت بتحقيق ( محمد إبراهيم الموصلي ) 1992 هـ, وفي دار المعرفة 1986 بتحقيق ( أبى عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس ) وفي مصر بتحقيق ( عبد المجيد زكرياء ) وعدد تراجمه ( 92 ) ترجمة

 

[135]- مطبوع تأتي مقدمته

 

[136]- طبع في دار طلاس دمشق 1987 بتحقيق (سكينة الشهابي)

 

[137]- كتاب ( التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ) جمع الحافظ المفيد تقي الدين ابي بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن النقطة البغدادي الحنبلي

 

[138]- طبع في دار ابن كثير بيروت بتحقيق (رياض محمد المالح), وفي دار الجيل.بيروت بتحقيق (إبراهيم السامرائي), وفي دار السلام 1993 الرياض بتحقيق (عبد العزيز بن راجي الصاعدي) في مجلدين

 

[139]- اسم الكتاب (الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط والضبظ), ذكره السيوطي في (تدريب الراوي)02\327) وقال: لابن طاهر فيه تأليف حسن اهـ قد ذيله في (جزء) لطيف لتلميذه (أبي موسى الأصبهاني المديني)الحافظ المشهور, طبع في حيدر آباد سنة 1323هـ وفي ليدن 1825م , وفي دار الكتب العلمية 1411هـ بتحقيق (كمال يوسف الحوت) ومعه ذيل لأبي موسى المديني

 

[140]- قال السيوطي في ( تدريب الراوي ): صنف فيه الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي كتابا نافعا سماه (إيضاح الإشكال ) وقفت عليه اهـ

 

[141]- طبع في مكتبة الرشد 1422هـ في مجلد بتحقيق ( محمد بن عبد الله البكري الشهري )

 

[142]- طبع في مؤسسة الكتب الثقافية في مجلدين بتحقيق العلامة ( عبد الرحمن المعلمي), وفي دار المعرفة بيروت 1497هـفي مجدلين بتحقيق (عبد المعطي قلعجي) وهو ذيل التاريخ الكبير

 

[143]- طبع في دار طلاس بدمشق1985 بتحقيق (سكينة الشهابي) في مجلد ين ثم في دار الكتب العلمية 2003 في مجلد واحد بتحقيق (محمد حسن اسماعيل), قال الحافظ  (ابن الصلاح) في (مقدمته)(ص417) : وهو من أحسن كتبه.اهـ

 

[144]- هو (كتاب أسماء من روى عن مالك مبوبا على حروف المعجم), وهو مخطوط في مكتبة أحمد الثالث بتركيا, ومصور في الجامعة الإسلامية 1818هـ.والكتاب في (9) أجزاء, وقد لخصه الحافظ (جلال الدين السيوطي) في كتابه (تزيين الممالك) وهو مطبوع في مقدمة (مدونة سحنون) وعدد رجاله (964) حسب ترقيمي, فلعل في الطبعة سقط.والله أعلم, قال (الذهبي) في (السير)(7\234): ما علمت أحدا من الحفاظ روى عنه عدد أكثر من (مالك), وبلغوا بالمجاهيل وبالكذابين ألفا وأربع مائة اهـ  وقال أيضا: (8\52): كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة اهـ

 

[145]- طبع في دار الهجرة الرياض 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن مطر الزهراني)

 

[146]- هو كتاب ( تهذيب الأسماء واللغات )  في دار الفكر 1416هـ  في (3) مجلدات , جمع فيه الألفاظ الموجودة في (مختصر أبي إبراهيم المزني) و (المهذب) و(التنبيه) و(الوسيط) و(الوجيز) و(الروضة) و هو الكتاب الذي اختصرته من (شرح الوجيز) للإمام (أبي القاسم الرافعي)

 

[147]- طبع في مكتبة المعارف 1409 بتحقيق (صبحي البدري السمرائي) و هو من رواية (أبى بكر أحمدبن محمد بن الحجاج المروذي) و(أبى الحسن الميموني) و(صالح بن أحمد)و في المكتب الإسلامي ودار الخاني 1408 بتحقيق (وصي الله بن محمد عباس) وهو من رواية ابنه (عبد الله) وعدد أحاديثه وسؤالا ته(6161) و كذا في مؤسسة الكتب الثقافية باسم (الجامع في معرفة العلل) باعتناء (محمد حسام بيضون) وهذه الطبعة جامعة لكل الروايات

 

[148]- طبع في المكتب الإسلامي 1980 بتحقيق (محمد مصطفى الأعظمي), وفي دار غراس بتحقيق (حسام محمد بوقريص)

 

[149]- قال (الذهبي) في (السير)(13\265): مجلد كبير, طبع في دار المعرفة في مجلدين, مصورا عن طبعة (محب الدين الخطيب) ومعه مجلد ثالث للفهارس من إعداد (يوسف المرعشلي), ثم طبع في مكتبة الفاروق الحديثة مصر في (4) مجلدات, بتحقيق (أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري) وفي دار ابن حزم 1424هـ في (3) مجلدات تحقيق (محمد بن صالح بن محمد الدباسي), وشرع الحافظ ابن عبد الهادي المقدسي في ( شرحه) وتوفي قبل إتمامه, طبع الموجود منه في دار الفاروق الحديثة مصر في مجلد بتحقيق (مصطفى أبو الغيط) و (إبراهيم فهمي)

 

[150]- طبع في دار طيبة 1405 في( 11 ) مجلدا بتحقيق (محفوظ الرحمن بن زين الله السلفي) وهو مرتب على المسانيد

 

[151]- يقصد كتابه ( بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام ) وهو مطبوع وتقمت مقدمته

 

[152]- طبع بدار الكتب العلمية 1983 بتحقيق الشيخ ( خليل الميس ) وعدد أحاديثه ( 1579 ) حديثا, وقد لخصه الحافظ الذهبي

 

[153]- لكتاب (المراسيل)عدة طبعات منها: طبعة مطبعة التقدم بالقاهرة 1310هـ بعناية الشيخ ( علي السني المغربي ) وهي مجردة الأسانيد, ثم في مطبعة محمد علي صبيح بمصر, ثم في دار القلم 1406 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وقد أضاف إليها الأسانيد من ( تحفة الأشراف ) للمزي , ثم في دار المعرفة ببيروت 1406 هـ بتحقيق ( يوسف المرعشلي ) وهي محذوفة الأسانيد أيضا, وقد رقمت أحاديثها ترقيما تسلسليا, ثم في دار الجنان ومؤسسة الكتب الثقافية 1988 بتحقيق (كمال يوسف الحوت) وعدد أحاديثه ( 580 ) حديثا, وفي مؤسسة الرسالة بتحقيق الشيخ ( شعيب الارناؤوط ) وعدد أحاديث هذه الطبعة (544) حديثا, وهي مخرجة الأحاديث

 

[154]- طبع في دار الكتب العلمية 1983 بتحقيق ( أحمد عصام الكاتب ) و بعد الباب الأول ذكر الباب الثاني وهو في شرح المراسيل المروية عن النبي وعن أصحابه والتابعين ومن بعدهم على حروف الهجاء وعدد تراجمه ( 476 ) ترجمة

 

[155]-هو الشيخ ضياء الدين عمر بن بدر الموصلي الحنفي المتوفى سنة 622هـ, وكتابه المذكور لعله يقصد ( الوقوف على الموقوف) طبع في دار العاصمة الرياض 1407هـ, وله ( مختصر ) للحافظ ابن الملقن

 

[156]- طبع في عالم الكتب 1978 بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي ) وعدد تراجمه ( 1039 ) ترجمة

 

[157]- طبع سنة 1323هـ ثم سنة 1327هـ, وطبع أيضا باسم ( معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة ) في مؤسسة الكتب الثقافية 1406هـ بتحقيق ( عماد الدين حيدر ), ثم طبع أخيرا باسمه الصحيح ( تذكرة الحفاظ ) في دار الصميعي بالرياض 1415هـ بتحقيق الشيخ ( حمدي السلفي ), وعدد أحاديثه( 1139) حديثا, و عد بعضهم هذا الكتاب من الكتب المصنفة في ذكر الأحاديث الموضوعة خطأ, وإنما هو ترتيب لأطراف أحاديث كتاب ( المجروحين لابن حبان )

 

[158]- هو كتاب اسم الكتاب ( الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير ),طبع بالمطبعة السلفية ببنارس بالهند 1403بتحقيق ( عبد الرحمن عبد الجبار الفريوائي ) ثم في دار الفكر1996  بتحقيق( كمال عبد الله ), وفي دار الكتب العلمية 2001 بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل )

 

[159]- طبع بالمكتبة السلفية  بالمدينة المنورة 1966 بتحقيق ( عبد الرحمن محمد عثمان ) في (3 ) مجلدات و صور في دار الفكر بيروت ثم  بدار الكتب العلمية1995 في مجلدين بتحقيق (توفيق حمدان)

 

[160]- هو رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد العدوي العمري الصَّغاني المتوفى سنة 650هـ له رسالتان في الباب, الأولى سماها ( الدر الملتقط في تبيين الغلط ) وهو في بيان أحاديث موضوعة في كتابي ( الشهاب ) للقضاعي, وكتاب ( النجم ) للاقليشي, والثانية سماها ( الموضوعات ) وقد طبعتا في دار الكتب العلمية  بتحقيق (عبد الله القاضي)

 

[161]- له كتابان في الباب, الأول : ( المغني عن الحفظ والكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب) طبع في المطبعة السلفية بالقاهرة 1343هـ, ثم في دار الكتاب العربي 1987 وبهامشه كتاب (جنة المرتاب) للشيخ (أبي اسحق الحويني) وله عليه (كتاب) آخر أصغر منه  باسم (فصل الخطاب بنقد كتاب المغني عن الحفظ والكتاب) طبع في دار الكتب العلمية 1985, والثاني ( العقيدة الصحيحة في الموضوعات الصريحة)

 

[162]- طبع في المطبعة القيمة بالهند بتحقيق (عبد الصمد شرف الدين)  1384 و كذا بدار الكتب العلمية1999 في (16) مع فهارس علمية  مجلدات و عدد أحاديثه (19626) حديثا, وقد تقدمت مقدمته

 

[163]- هو الإمام مفتي الأندلس القرطبي المالكي المتوفى سنة 497هـ, وكتابه سماه (أحكام النبي r ) ذكره ابن خير في (فهرسته)(   )

 

[164]- هو كتاب ( خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الأحكام ),طبع ( الخلاصة )في مؤسسة الرسالة 1997 في مجلدين بتحقيق ( حسين إسماعيل الجمل ),وفي دار الكتب العلمية في (3) مجلدات

 

[165]- اختصر ( سنن أبي داود ) وسماه ( المجتبى ), وطبع في مطبعة أنصار السنة المحمدية بمصر 1948م, ثم أعيد طبعه في دار المعرفة1980 في( 8 ) مجلدات بتحقيق العلامة ( أحمد شاكر ) و( محمد حامد الفقي ), وأعيد طبعه دار ابن كثير, ثم طبع مؤخرا في دار الكتب العلمية2000 في( 4 ) مجلدات بتحقيق ( كامل مصطفى هنداوي )

 

[166]- طبع منه إلى ألان (3) مجلدات بتحقيق ( مشهور حسن سلمان ), وقد اختصر ( الخلافيات ) الشيخ أحمد بن فرح الإشبيلي الشافعي المتوفى سنة 699هـ, وطبع (مختصره) في مكتبة الرشد.الرياض 1997 بتحقيق ( د.إبراهيم الخضيري ) و ( ذياب عبد الكريم ذياب عقل ) في( 5 ) مجلدات وطبع أيضا بدار الكتب العلمية 1420هـ في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( علاء إبراهيم الأزهري ) وعدد مسائل الكتاب (609 ) مسألة

 

[167]- مطبوع تأتي مقدمته, وقد اختصره الحافظ ابن عبد الهادي في كتابه ( تنقيح التحقيق) مطبوع أيضا

 

[168]- لعله (الأمالي) للحافظ أبي زكرياء يحيى بن عبد الوهاب بن منده, وكذا لجده (أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده)

 

[169]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( محمد عبد العزيز ) وفي دار الفكر بيروت 1996 وعدد أحاديثه ( 238 ) حديثا قال العراقي في( شرح الألفية )(ص336)ذكر فيه جملة من ذلك يتنبه بها على طريق الجمع, ولم يقصد استيفاء ذلك ولم يفرده بالتأليف إنما هو جزء من كتاب ( الأم ) .اهـ

 

[170]- طبع في دار الحرمين مصر 1419هـ بتحقيق ( إبراهيم إسماعيل القاضي ) و(السيد عزت المرسي) و( محمد عوض المنقوش ) وهي طبعة محذوفة الأسانيد على غير عادة مصنف الكتاب

 

[171]- هو كتاب ( الإعتبار في الناسخ و المنسوخ من الأخبار ) طبع في إدارة الطباعة المنيرية بمصر 1346 وفي مطبعة دائرة المعارف بالهند 1359هـ,ثم صور في دار إحياء التراث العربي عن الطبعة المنيرية, ثم دار الوعي بحلب 1403هـ بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), واختصره الشيخ شهاب الدين أبي الفتح أحمد بن عثمان الكرماني الحنفي المعروف بالكلوتاني المتوفى سنة 835هـ,ذكره في (الضوء اللامع)(1\379)

 

[172]- طبع في دار التراث العربي بمصر 1988 بتحقيق ( محمد إبراهيم الحفناوي ) ومكتبة المنار بالأردن 1988 بتحقيق ( سمير بن أمين الزهيري ) وعدد أحاديثه ( 676 ) حديثا, ودار الكتب العلمية 1992 بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود ) وعدد أحاديث هذه الطبعة ( 652 ) حديثا

 

[173]- اسمه ( إعلام العالم بعد رسوخه ) طبع في دار ابن حزم تحقيق ( أحمد بن عبد الله الزهراني ) و عدد أحاديثه ( 403 ) حديثا, واختصره في كتاب ( إخبار أهل الرسوخ في الفقه والتحديث بمقدار المنسوخ و الناسخ من الحديث ) طبع في دار الوفاء بالمنصورة بتحقيق ( محمد الحفناوي ), ثم دار المأمون للتراث دمشق بتحقيق ( علي رضا بن عبد الله بن علي رضا ) و عدد أحاديثه ( 21 ) حديثا

 

[174]- واسمه بالكامل ( الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة ), طبع في مكتبة الخانجي القاهرة 1992 بتحقيق ( عز الدين علي السيد )

 

[175]- طبع في دار الأندلس جدة 1415 بتحقيق ( حمود مغراوي ), وقد اختصره الشيخ أبو الخطاب أحمد بن محمد القيسي البلنسي المتوفى سنة 64هـ, ذكره الزركلي في (أعلامه)(1\217) و كذا اختصره الحافظ برهان الدين إبراهيم بن محمد الحلبي سبط ابن العجمي المتوفى سنة 840هـ, وهو مخطوط

 

[176]- في كتابه ( إيضاح الإشكال في من أبهم اسمه من النساء والرجال ) طبع في مكتبة المعلا الكويت 1408هـ بتحقيق ( باسم الجوابرة )

 

[177]- طبع باسم (الإشارات إلي بيان الأسماء المبهمات) بذيل (كتاب الخطيب (الأسماء المبهمة )

 

[178]- طبع في مجلد ضخم بمكتبة الآداب مصر 1975 بدون تحقيق

 

[179]- سماه ( إكمال المعلم ) كمل به ( المعلم للمازري ) طبع مؤخرا في

 

[180]- في كتابه ( المعلم بفوائد مسلم ) طبع في دار الغرب الإسلامي 1988 في (3) مجلدات بتحقيق (محمد الشاذلي النيفر)

 

[181]- هو أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة656 هـ, وهو شرح على (مختصره لصحيح مسلم) وسماه (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) وقد طبع في (6) مجلدات في دار ابن كثير دمشق

 

[182]- هو الإمام أبو سليمان أحمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي المتوفى سنة 388 هـ و شرحه سماه (معالم السنن ), طبع عدة مرات منها بحاشية (مختصر السنن للمنذري) في مطبعة أنصار السنة المحمدية, بتحقيق الشيخين ( حامد الفقي ) و( أحمد شاكر ), و في دار الكتب العلمية في مجلدين

 

[183]- وسماه ( أعلام السنن) ذكر فيه انه لما فرغ عن تأليف (معالم السنن) ببلخ سأله أهلها أن يصنف شرحا فأجاب, وهو في مجلد, طبع في منشورات عكاظ المغرب, في مجلدين, بتحقيق (يوسف الكتاني)

 

[184]- وهو شرح قطعة من أوله إلى آخر كتاب الإيمان, ذكر في ( شرح مسلم ): أنه جمع فيه جملا مشتملة على نفائس من أنواع العلوم, طبع الموجود منه في دار الكتب العلمية بدون تاريخ مع شرح القسطلاني

 

[185]- قال السيوطي في ( المنهاج السوي في ترجمة النووي )(ص   ): كتب منه يسيرا .اهـ

 

[186]- قال الذهبي في (سير الأعلام)(17\143): شرح من أول ( الإلمام ) ورقات جاءت في مجلدين لا مثل لها في الحسن اهـ , وقال الحافظ ابن حجر في ( الدرر الكامنة )(5\348): شرع في شرحه فخرج منه أحاديث يسيرة في مجلدين, أتى فيهما بالعجائب الدالة على سعة دائرته في العلوم, خصوصا في الاستنباط,.اهـ ونقل الذهبي (4\1482) عن قطب الدين الحلبي قوله: وشرح بعض ( الإلمام ) شرحا عظيما .اهـ، طبع الموجود من ( شرح الإلمام ) في دار أطلس 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( عبد العزيز السعيد )

 

[187]- سماه ( النفح الشذي في شرح جامع الترمذي ) بلغ فيه إلى دون ثلثي الجامع في نحو عشر مجلدات, ولم يتم, ولو اقتصر على فن الحديث لكان تماما, ثم  أكمله الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي, وهو مخطوط وصل فيه إلى باب ما جاء من الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام, قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\31) : كتب منه عشر مجلدات إلى دون ثلثي ( الجامع ).اهـ, طبع الموجود منه في مجلدين في دار العاصمة الرياض بتحقيق ( أحمد معبد عبد الكريم )

 

[188]- سماه ( الشافي ), قال ياقوت الحموي في( معجم الأدباء ): أبدع في تصنيفه فذكر أحكامه و لغته ونحوه ومعانيه, نحو مائة كراسة, وهو لا يزال مخطوطا في أربع مجلدات في دار الكتب المصرية ( 306 حديث)

 

[189]- قال الذهبي في (السير)(16\221): في مجلدين تعب عليه,قال الجلبي : ابتدأه عقيب ( الشرح الكبير ) في رجب سنة612 هـ

 

[190]- طبع في دائرة المعارف العثمانية 1396هـ, ثم بالمكتبة الأزهرية للتراث بالقاهرة, و في دار الكتب العلمية 1986 في مجلدين

 

[191]- طبع في معهد البحوث العلمية و إحياء التراث الإسلامي بمكة في(3) مجلدات  بتحقيق (سليمان بن إبراهيم بن محمد العايد), ونقل عن راويه عنه (محمد بن إسحاق المقرئ) أن (أبا اسحق الحربي) مات ولم يتم الديوان, وأن الذي انتهى إليه بالتأليف حديث لابن عمر (ليت الأشج من ولد عمر .).اهـ

 

[192]- طبع في دار الفكر1993 في(4) مجلدات بتحقيق (علي محمد البجاوي) و (محمد أبو  الفضل إبراهيم), وفي دار الكتب العلمية في(4) مجلدات بتحقيق (إبراهيم شمس الدين)

 

[193]- هو ( مطالع الأنوار على صحاح الآثار) للحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف الوهراني الحمزي المعروف بابن قرقول المتوفى سنة 569هـ ,اختصره من ( مشارق الأنوار على صحاح الآثار ) للقاضي عياض

 

[194]- هو أبو عبيد أحمد بن محمد العبدي المؤدب الهروي المتوفى سنة 401هـ وكنابه ( الغريبين ) طبع في المكتبة العصرية بيروت في (6) مجلدات بتحقيق (أحمد فريد المزيدي

 

[195]- هو الإمام أبو عبد الله محمد بن علي القلعي المتوفى سنة 630هـ وكتابه ذكره السبكي في (طبقاته)(6\155) فقال: له كتاب آخر في مستغرب ألفاظه(أي المهذب) وف أسماء رجاله اهـ

 

[196]- هو أبو المجد إسماعيل بن هبة الله الوصلي المتوفى سنة 655هـ وكتابه ( المغني في غريب المهذب)

 

[197]- هو محمد بن معن بن سلطان الشيباني الدمشقي المتوفى سنة 640هـ وكتابه ( التنقيب )

 

[198]- هو كتاب ( إصلاح خطأ المحدثين ) طبعت في مؤسسة الرسالة 1405هـ بتحقيق ( حاتم الضامن )

 

[199]- طبع في نصفه الأول بهامش ( النهاية لابن الأثير ) سنة 1326هـ وهي طبعة مشوهة, ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية 1988 بتصحيح ( أحمد عبد الشافي ),منسوبا لتلميذه أبي هلال العسكري, وقد اختصره مؤلفه في جزء صغير,طبع باسم ( أخبار المصحفين ) في عالم الكتب 1406 هـ بتحقيق ( صبحي البدري السامرائي ) وهو بالأسانيد, وله أيضا كتاب ( التصحيف والتحريف وشرح ما يقع فيه ) طبع الجزء الأول في مطبعة  الظاهر سنة 1327 هـ  ذكره في (معجم المطبوعات العربية)(2\1327)

 

[200]- هو الإمام أبو الفتح ناصر بن عبد السيد المطرزي المتوفى سنة 61 هـ, وكتابه (المعرب في شرح المغرب), قال ابن خلكان : وهو للخنفة ككتاب الأزهري, و( المصباح المنير ) للشافعية, تكلم فيه على الألفاظ الذي يستعملها الفقهاء من الغريب

 

[201]- طبع في إدارة العلوم الأثرية باكستان في مجلد واحد بتحقيق ( إرشاد الحق الأثرى ) وعدد أحاديثه ( 334 ) حديثا

 

[202]- بل جمع فيه بين (الصحيحين) و(الترمذي) و (مسند أحمد)، رتبه على المسانيد, في سبع مجلدات, ذكره في (كشف الظنون)(1\572) وسماه (جامع المسانيد و الألقاب)قال:.وهو كتاب كبير اهـ  قال الذهبي في (السير)(21\368): ما استوعب ولا كاد

 

[203]- ذكره ابن رجب في ( ذيل طبقات الحنابلة )(2\417) وقال : في خمسة أجزاء, وذكره الذهبي في (التذكرة) (4\1343) وقال : مجلد كبير

 

[204]- ذكره ابن رجب في ( ذيل طبقات الحنابلة )(2\419) وسماه : ( تحريم المحل المكروه )

 

[205]- طبع في مؤسسة الرسالة بيروت بتحقق ( نايف الدعاس )

 

[206]- طبع في دار الحديث بمص1988 بتحقيق ( فريد عبد العزيز الجندي ) وعدد أحاديثه ( 21 ) حديثا, و في مكتبة السنة 1419هـ بتحقيق ( أبي عبد الله سيد بن عباس الجليمي )

 

[207]- له كتابان بهذا الإسم ( كبير) و( صغير ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( الفتاوى )(21\26) : صنف الإمام أحمد كتابا كبيرا في الأشربة, ما علمت أحدا صنف أكبر منه, وكتابا أصغر منه اهـ

 

( الأشربة الصغير ) في دار الجيل بيروت 1985 بتخريج ( عبد الله حجاج) و عدد أحاديثه ( 242 ) حديثا, و في دار الضياء مصر 1423هـ بتحقيق ( أبي يعقوب نشأت بن كمال المصري )

 

[208]- طبع في دار الفكر وفي غيرها في ( 101 ) مجلدبدون تحقيق, ثم في دار الكتب العلمية 1997في ( 10 ) مجلدات مع مجلدين للفهارس بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا ) وهي مرقمة ومخرجة الأحاديث, وعدد أحاديثها (15790)

 

[209]- طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1409هـ بتحقيق ( أحمد عبد الفتاح تمام ) عدد أحاديثه (140) حديثا, قال الذهبي: ما أحسنه من كتاب, قيل إن السلفي كان لا يكاد يفارق كمه, يعني في بعض عمره اهـ , وقال أيضا: كتابه المذكور ينبئ بإمامته

 

[210]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه ( 86 ) حديثا

 

[211]- هو الحافظ ( أبي الحسن علي بن المفضل المقدسي ) المتوفى سنة611 هـ, قال الذهبي في(السير)(16\100): رأيت له في سنة 86 كتاب ( الصيام ) بالأسانيد.اهـ

 

[212]- ذكره الذهبي في (السير)(14\86), والكتاني في (رسالته)(ص36)

 

-[213] اسمه ( علة حديث معاذ في القياس )

 

[214] - سماه ( الكشف عن أحاديث الشهاب ومعرفة الخطأ فيها والصواب )

 

[215]- طبع في دار الفكر في ( 8 ) مجلدات كبار بتحقيق العلامة ( أحمد محمد شاكر ), وفي دار الكتب العلمية و غيرها في ( 12 ) مجلدا بتحقيق (عبد الغفار البنداري )

 

[216]- هو كتاب ( القدح المعلى في الرد  على أحاديث المحلى )

 

[217]- هو من تأليف بهاء الدين أبي محمد قاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر, الحافظ ابن الحافظ، المتوفى بدمشق، سنة 600هـ, وهو ولد أبي القاسم بن عساكر صاحب (تاريخ دمشق) الشهير وكتابه هذا في مجلدين, غير أنه أطال بكثرة أسانيده وطرقه إلى نحو خمسه عند الاختصار. كشف الظنون)(2\1275) وقد هذبه الشيخ محيي الدين أحمد بن إبراهيم النحاس الدمشقي المتوفى سنة 814هـ في كتابه ( مشارع الأشواق ) و زاد عليه

 

[218]- سماه ( الآيات البينات في ذكر ما في أعضاء رسول الله r من المعجزات )

 

[219]- ذكره في (كشف الظنون)(1\502) وقال: ألفه بأربل سنة 604 هـ وهو متوجه إلى خراسان بالتماس الملك المعظم الأيوبي, وقد قرأه عليه بنفسه و أجازه بألف دينار غير ما أجرى عليه مدة إقامته.

 

[220]- قال ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية)\112): خرج بعض أحاديث المهذب بأسانيده في مجلد اهـ وقد خرج أحاديث المهذب أيضا لحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي والحافظ ابن الملقن

 

[221]- طبع في هامش ( الوسيط ) في دار السلام عمان

 

[222]- غفر الله للمؤلف وتجاوز عنه , فهذا من التوسل الذي لا يجوز, وإنما المشروع هو التوسل بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى, و التوسل بالأعمال الصالحة التي يوفق الله لها من يشاء من عباده, ومن أفضلها محبة رسول الله r ومتابعته ومحبة سنته, وأصحابه, وأهل بيته, والله أعلم

 

طبع ( البدر المنير ) في دار العاصمة بتحقيق ( جمال محمد السيد ) و ( أحمد شريف الدين عبد الغني ) وطبع منه ( 3 ) مجلدات ولم يكمل طبعه بعد,قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(4\46): من تصانيفه ( تخريج أحاديث الرافعي ) سماه ( البدر المنير ) في ست مجلدات, واختصره في نحو عشره, سماه ( الخاصة ), ثم اختصره في تصنيف لطيف وسماه ( المنتقى ).اهـ , طبع (الخلاصة ) في دار الرشد بالرياض 1989 في مجلدين  بتحقيق

 

( حمدي السلفي ) وعدد أحاديثه ( 2995 ) حديثا, واختصره أيضا الشيخ ( محمد بن درويش الحوت البيروتي ) المتوفى سنة 1276 هـ, وطبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1987 بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ), و عدد أحاديثه (2288) حديثا

 

[223] طبع في دار الرشد بالرياض1989 في مجلدين  بتحقيق ( حمدي السلفي ) وعدد أحاديثه ( 2995 ) حديثا و طبع أصله 0الدر المنير) في دار العاصمة بتحقيق ( جمال محمد السيد ) و( أحمد شريف الدين عبد الغني ) و طبع منه ( 3 ) مجلدات ولم يكمل بعد, واختصره أيضا الشيخ ( محمد بن درويش الحوت البيروتي ) المتوفى سنة 1276 هـ, طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1987 بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ), و عدد أحاديثه ( 2288 ) حديثا, وابن الملقن الإمام العلامة الحافظ عمر بن علي عرف بابن النحوي الأنصاري المصري, نزيل القاهرة الشافعي, تفقه واشتغل في فنون, فبرع ودرس وأفتى, وصنف وجمع, بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير لك قريبا من ثلاثمائة مؤلف منها ( شرح البخاري ) في عشرين مجلدا, و( شرح عمدة الأحكام ) و( شرح الأربعين النواوية ) وغير ذلك توفي سنة 804هـ . ترجمه في (ذيل طبقات الحفاظ)(1\199)

 

 

 

[224]- طبع في دار حراء بمكة في مجلدين , بتحقيق ( عبد الله بن سعاف اللحياني )

 

[225]-- الرافعي الإمام أبو القاسم عبد الكريم بن محمد صاحب الشرح المشهور ( العزيز في شرح الوجيز )

 

[226]- هو قاضي القضاة عز الدين أبي عمر عبد العزيز بن قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي المتوفى سنة 767هـ , وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(3\102) فقال: من تصانيفه ( تخريج أحاديث الرافعي ) مجلدين, و هو كتاب نفيس جليل.اهـ

 

[227]- هو الإمام شمس الدين أبو أمامة محمد بن علي المعروف بابن النقاش, المتوفى سنة 763هـ تقدمت ترجمته عند مقدمة كتابه (إحكام الأحكام), وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقات الشافعية)(3\132) قال: وخرج أحاديث الرافعي

 

[228]- هو المعروف (بابن الملقن) وقد تقدمت مقدمة (خلاصته)

 

[229]- هو الحافظ بدر الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن بهادر المصري الشافعي، المشهور بالزَّركَشي المتوفى سنة 794هـ, وكتابه ذكره ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(3\168), وسماه (الذهب الإبريز في تخريج أحاديث الفتح العزيز) وهو مخطوط بمكتبة طبقبو سراي رقم (2973), و للحافظ السيوطي،أيضا تخريج لأحاديث الرافعي وهو المسمى : ( نشر العبير في تخريج أحاديث الشرح الكبير) نسبه لنفسه في (حسن المحاضرة)(1\292)

 

[230]- هو كتاب (نصب الراية لأحاديث الهداية) طبع في المكتب العلمي بالهند في (4) مجلدات,وبهامشه حاشية في تخريج أحاديثه للشيخ (عبدالعزيز الفنجاني) وصل فيها إلى كتاب الحج , ثم أتمه الشيخ (محمد يوسف الكاملفوري),وقد صورت هذه الطبعة عدة مرات, منها في مكتبة الرياض الحديثة , و طبع أيضا في دار الحديث بمصر في بتحقيق (أيمن صالح شعبان), و أخرى في دار الكتب العلمية1416هـ في (5) مجلدات على هامش كتاب (الهداية) بتحقيق ( أحمد شمس الدين)

 

[231]- طبع ( التلخيص الحبير ) على الحجرفي الهند سنة1303 هـ,ثم في شركة الطباعة الفنية المتحدة بالقاهرة في مجلدين 1384 هـ بتحقيق ( عبد الله هاشم اليماني المدني ), وفي دار الكتب العلمية 1419هـ بتحقيق ( عادل عبدالموجود ) و( علي محمد عوض ) في ( 4 ) مجلدات

 

[232]- فرغ من تلخيصه في ذي القعدة سنة827 هـ, طبع في دهلي 1882 م طبعة حجرية ثم في لكنو ثم في دار المعرفة بيروت 1384هـ في مجلد بتحقيق ( عبد هاشم اليماني المدني )

 

[233]- هو المحدث الحافظ محمد بن عمر الفهري السبتي يكنى أبا عبدالله, ويعرف بابن رشيد, كان رحمه الله تعالى فريد عصره جلالة وعدالة وحفظا وأدبا وسمتا وهديا, توفى بفاس  سنة 721هـ ترجمته في (الديباج المذهب)(ص310)

 

[234]- سماها ( ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة, في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة) طبع الموجود منها في مجلد في دار الغرب الإسلامي بيروت

 

[235]- طبع في المكتب الإسلامي بيروت 1405هـ في ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( سعيد عبدالرحمن القزقي ), وقد لخصه الحافظ, و ضمنه مقدمته ل( فتح الباري ) المسماة ( هدي الساري ) وهو فيها (ص21 ) إلى (94) طبعة دار الكتب العلمية

 

[236]- طبع في دار ابن خزيمة بالرياض 1414 في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( سلطان بن فهد الطبيشي ) وقد خرج أحاديثه أيضا الشيخ أحمد بن علي بن محد الغرباني, وفرغ من تأليفه سنة 763هـ ,وهو مخطوط ذكره الحبشي في كتابه( مصادر الفكر باليمن) (ص45)

 

[237]- طبع (الكافي) في دار عالم المعرفة بآخر ( تفسير الكشاف ) في المجلد الرابع في (190) صفحة, بدون تحقيق في دار عالم المعرفة, وطبع مرة أخرى مفرقا على مواضع أحاديث ( الكشاف ) في دار الكتب العلمية

 

[238]- تقدمت مقدمة ( مشكاة المصابيح ) وفيه تبيين لمنهجه

 

[239]- سماه ( المناهج و التناقيح في تخريج أحاديث المصابيح ) وهو للشيخ صدر الدين أبي المعالي محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المناوي ثم القاهري، الشافعي، المتوفى ، سنة 803

 

[240]- هو المسمى ( الكشف عن حقائق السنن ) وقد تقدمت مقدمته

 

[241]- طبع في دار ابن عفان الرياض 14220 في ( 6 ) مجلدات بتحقيق ( علي حسن عبدالحميد الحلبي )

 

[242]- طبع في دار العاصمة 1409هـ في ( 3 ) مجلدات بتحقيق ( أحمد مجتبى بن نذير السلفي ) وعدد أحاديثه

 

( 1051 ) حديثا

 

[243]- كتاب ( سفر السعادة ) طبع في دا ر لبنان 1408هـ بتحقيق ( عبدالعزيز عز الدين السيروان )

 

[244]- طبع في دار المأمون للتراث دمشق 1407هـ بتحقيق ( أحمد البرزة )

 

[245]- طبع في دار العاصمة

 

[246]- طبع ( الاستيعاب ) في مطبعة السعادة بمصر 1328 في ( 4 ) مجلدات وبهامشه كتاب ( الإصابة ), وقد صورت هذه الطبعة في دار إحياء التراث العربي وغيرها, و طبع في مطبعة نهضة مصر 1960 في( 4 ) مجلدات بتحقيق ( علي محمد البجاوي ),ثم في دار الكتب العلمية 1996 بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و ( علي معوض ) وعدد تراجمه ( 3659 ) ترجمة

 

 

 

[247]- ابن منده هو الإمام الحافظ المحدث الجوال محدث العصر أبو عبد الله أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن زكريا يحيى بن منده, قال الذهبي : ولم يبلغنا أن أحدا من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع وكان ختام الرحالين وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف توفي سنة 395هـ

 

( طبقات الحفاظ )(1\408\924)

 

[248]- هو الحافظ الإمام الكبير صاحب ( حلية الأولياء ) المتوفى سنة 430هـ

 

[249]- هو الحافظ الكبير شيخ الإسلام أبو موسى محمد بن أبي بكر عمر المديني الإصبهاني, صاحب التصانيف, سمع الكثير و رحل وعني بهذا الشأن وانتهى إليه التقدم فيه له ( الطوالات ) و( تتمة الغريبين ) و( عوالي التابعين ) وغير ذلك  توفي لى سنة 581هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\477\1060)

 

 

 

 

 

[250]- طبع ( أسد الغابة )في دار الشعب مصر 1390 بتحقيق ( محمد إبراهيم البنا ) و( محمد أحمد عاشور ), وفيدار الكتب العلمية1994 في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و( علي معوض ) وعدد تراجمه ( 7711 ) ترجمة, واختصر (أسد الغابة) الحافظ النووي, قال السيوطي في (تدريب الراوي) (ص378) : ولم يشتهر هذا المختصر اهـ , واختصره أيضا الشيخ محمد بن محمد الكاشغري النحوي اللغوي المتوفى سنة 705هـ , وهو مخطوط في (شستر بتي)(3213), واختصره الحافظ الذهبي وهو المسمى ( تجريد أسماء الصحابة ) في مجلدين وهو مطبوع، واختصره الشيخ الفقيه بدر الدين محمد بن أبي زكريا يحيى القدسي الحنفي الواعظ,  وسماه ( درر الآثار وغرر الأخبار ) ذكره في (كشف الظنون)(1\82)

 

ومؤلفه هو العلامة عز الدين أبو الحسن علي بن محمد الشيباني الجزري المؤرخ الحافظ المعروف بابن الأثير, كان إماما نسابة مؤرخا أخباريا أديبا,صنف التاريخ المشهور ( بالكامل ) في عشر مجلدات, واختصر الأنساب لأبي سعد السمعاني وهذبه غير ذلك, توفي سنة 630هـ ( طبقات ابن قاضي شهبة )(2\80)

 

[251]- أي في ( المسند ) للحافظ أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي صاحب (التفسير) الجليل, و(المسند) الكبير, قال ابن حزم : كان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي, توفي  سنة 276هـ, و( مسنده ) ذكره ابن خير في ( فهرسته ) وقال : في نحو ( 200 ) جزء, وذكر الذهبي في (السير) (11\631) أن الحافظ أبا محمد عبد الله بن محمد بن حسن الكلاعي الصائغ المتوفى سنة 318هـ اختصره

 

[252]- في كتابه ( منح المدح ) أو (شعراء الصحابة الذين مدحوا الرسول أو رثاه), طبع في دار الفكر بيروت

 

[253]- قال الحافظ في ( الإصابة ) : قرأت بخط الحافظ الذهبي من ظهر كتبه ( التجريد ): لعل الجميع ثمانية آلاف, إن لم يزيدوا لم ينقصوا, ثم رأيت بخطه أن جميع من في ( أسد الغابة ) سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسون نفسا

 

[254]- اسم تفسيره ( الكشف والبيان في تفسير القران ) طبع مؤخرا في دار إحياء التراث العربي بتحقيق ( أبي محمد بن عاشور ) وقد جمع بينه وبين ( الكشاف ) الشيخ مجد الدين المبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير صاحب ( جامع الأصول ) المتوفى سنة 606هـ وسماه ( الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف), واختصره الشيخ أبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي ذكره ابن خير في (فهرسته)(99), و تفسيره هذا قال في حقه الإمام ابن تيمية  رحمه الله: الثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين, وكان حاطب ليل, ينقل ما وجد في كتب التفسير, من صحيح وضعيف وباطل

 

[255]- طبع في دار الكتب العلمية   بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود )

 

[256]- طبع ( التجريد ) في بومباي الهند بتصحيح ( صالحة عبد الحكيم شرف الدين ) في مجلدين نشره ( شرف الدين الكتبي ) سنة 1389 هـ

 

[257]- هو الحافظ الإمام الحجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي, صاحب ( التاريخ الكبير), و( المشيخة ) سمع عنه الترمذي والنسائي وابن خزيمة وأبو عوانة وابن أبي حاتم وآخرون, وبقى في الرحلة ثلاثين سنةتوفي سنة 377هـ (تذكرة الحفاظ)(2\582\607)

 

[258]- هو الحافظ الحجة الإمام أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب النسائي ثم البغدادي صاحب ( التاريخ الكبير ), قال الخطيب: ثقة عالم متقن حافظ بصير بأيام الناس راوية للأدب, أخذ علم الحديث عن احمد بن حنبل و ابن معين, وعلم النسب عن مصعب, وأيام الناس عن علي بن محمد المدائني, والأدب عن محمد بن سلام الجمحي, ولا اعرف اغزر فوائد من تاريخه اهـ توفي  سنة 299هـ (تذكرة الحفاظ)(2/\596\619)

 

[259]- البغوي الحافظ الكبير الثقة أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان البغوي الأصل البغدادي ابن بنت أحمد بن منيع, سمع ابن الجعد وأحمد وابن المديني وخلقا, وصنف ( معجم الصحابة ), و( الجعديات ), وطال عمره وتفرده في الدنيا توفي سنة  317 هـ , (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\315\712 )

 

[260]- ابن أبي داود الحافظ العلامة أبو بكر عبد الله ابن الحافظ الكبير سليمان بن الأشعث السجستاني صاحب التصانيف, حدث عنه الدارقطني, صنف ( المسند ), و( السنن ), و( التفسير), وغير ذلك توفي سنة 316هـ (طبقات الحفاظ)(1\324)

 

[261]- هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى الفقيه المروزي, المعروف بعبدان, قال أبو بكر السمعاني : إمام أصحاب الحديث بمرو وقال الإسنوي كان إماما حافظا زاهدا صنف كتاب (المعرفة ) في مائة جزء, وكتاب (الموطأ) وانتفع به خلق كثيرون, وصاروا أئمة منهم ابن خزيمة, توفي سنة 293هـ (طبقات الشافعية) لابن قاضي شهبة (2/\79)

 

[262]- (أبي جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي) الملقب ( بمطين ) المتوفى سنة 297هـ

 

[263]- هو الحافظ أبي علي سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادي المصري وكتاه ويسمى :( بالحروف )

 

[264]- ابن شاهين الحافظ الإمام المفيد الكبير محدث العراق أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان البغدادي, صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفا منها ( الترغيب ), و(التفسير الكبير) ألف جزء, و( المسند) ألف وثلاثمائة جزء, وغير ذلك, توفي سنة 385هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\392\891)

 

[265]- هو الحافظ أبو منصور محمد بن سعد الباوردي نسبة إلى ( باورد ) ويقال ( أبيورَد ْ)، بليدة بخراسان بين سرخس ونسا، وهو من شيوخ أبي عبد الله بن مَنْده الأصبهاني

 

[266]- طبع باسم ( تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار ) في دار الكتب العلمية1988, بتحقيق( بوران الضناوي ) وهو جزء من كتابه ( الثقات )

 

[267]- بل له كتاب مفرد اسمه ( معرفة الصحابة ), ذكره (الذهبي) في (السير)(12\269) و(تذكرة الحفاظ )(3\914) فقال : له (معرفة الصحابة) مجلد

 

[268]- وله أيضا كتاب ( معرفة أسامي أرداف النبي r) طبع في دار المدينة 1410هـ بتحقيق ( يحيى مختار عزاوي ) وعدد أحاديثه ( 62 ) حديثا, وله أيضا ( من عاش من الصحابة مائة وعشرين ) طبع في الدر الشامية عمان

 

[269]-( أبي بكر محمد بن أبي القاسم خلف بن سليمان بن خلف بن محمد بن فتحون الأندلسي المتوفى سنة 517هـ وهو من شيوخ القاضي عياض,قال الكتاني :وهو ذيل حافل أحسن من ذيل من قبله, ذكر فيه: أن ابن عبد البر ذكر في كتابه من الصحابة ثلاثة آلاف وخمسمائة، يعني: ممن ذكره بإسمه أو كنيته أو حصل له فيه وهم، وأنه استدرك فيه عليه ممن هو على شرطه قريبا ممن ذكره.

 

[270]- من ذيولاته أيضا : ذيل الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن الأمين القرطبي المالكي المتوفى سنة 544هـ , سمى كتابه: ( الإعلام بالخيرة الأعلام من أصحاب النبي عليه السلام ) ذكره ابن الأبار في (معجمه)(ص64), وذيل الشيخ أبي الحجاج يوسف بن محمد الجماهري التنوخي الشافعي المتوفى سنة 558هـ ، سماه :( الارتجال في أسماء الرجال ), ذكر الزركلي في (أعلامه):عن السبكي قوله: وقفت له على المجلد الأول من كتاب ( الارتجال في أسماء الرجال ) بخطه و تصنيفه, وهو وقف في دار الحديث القوصية بدمشق, وربما استدرك فيه على ابن عبد البر أسامي لم يذكرها في ( الاستيعاب ) اهـ,, وذيل  الشيخ أبي القاسم محمد بن عبد الواحد الغافقي الغرناطي الملاحي المتوفى سنة 619هـ,  قال الذهبي : له استدراك على الحافظ أبي عمر بن عبد البر في الصحابة اهـ

 

[271]- و للحافظ أبي عيسى الترمذي كتاب ( تسمية أصحاب رسول الله r) طبع في دار البارودي بيروت بتحقيق (حيدر), وأبى العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي المتوفى سنة 325هـ وأبى الحسن محمد بن صالح الطبري), والعثماني, ولأبى القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي كتاب ( من نزل منهم حمص خاصة ), ولمحمد بن الربيع الجيزي كتاب ( من نزل منهم مصر ), قال السيوطي في (حسن المحاضرة)(1\132): في مجلد, ذكر فيه مائة و نيفا وأربعين صحابيا, وقد فاته مثل ما ذكر أو أكثر, وقد الفت في ذلك تأليفا لطيفا, استوعبت فيه ما ذكره, وزدت  عليه ما فاته من ( تاريخ ابن عبد الحكم ), و( تاريخ ابن يونس ), و( طبقات ابن سعد ), و( تجريد الذهبي ), وغيرها, فزاد في العدة على ثلاثمائة .اهـ , والإمام الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي محدث الأندلس المتوفى سنة 634هـ, قال الذهبي في (تذكرة الحفاظ)(4\1418) :له مؤلف حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله اهـ و( نهج الإصابة في معرفة الصحابة ) للحافظ محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود البغدادي)، المعروف ( بابن النجار ),المتوفى سنة 643هـ و(لمحب الدين أحمد بن عبد الله  الطبري) الشافعي المتوفى سنة 694هـ كتاب ( الرياض النضرة في مناقب العشرة ) طبع في دار الكتب العلمية في مجلدين بدون تحقيق,  وللحافظ أبى محمد بن الجارود كتاب ( الآحاد ) نقل منه أبو عمر في ( الإستيعاب ), ولأبى عبيدة معمر بن المثنى, وزهير بن العلاء, ذكر أغلب هذه السخاوي في ( الإعلان بالتوبيخ )(ص112) و( الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار ) لابن قدامة للمقدسي طبع في مجلد في دار الفكر بيروت ,و في دار إحياء التراث العربي بيروت , وللحافظ للسيوطي كتاب (در السحابة فيمن دخل مص من الصحابة ), ضمنه كتابه ( حسن المحاضرة )(1\132) لخص كتاب محمد بن الربيع الجيزي,ورتبه على حروف المعجم, وزاد  في  تراجمه, طبع مفردا في مؤسسة الكتب الثقافية بيروت بتحقيق ( خالد شبل ), وفي المكتبة القيمة القاهرة, و( عنوان النجابة فيمن مات بالمدينة من الصحابة ) تأليف مصطفى الرافعي طبع في المكتبة القيمة  القاهرة 1998 بتحقيق( النشرتي ) و( مصنف في أسماء الصحابة الذين خرج لهم في الصحيحين ) تأليف الشيخ ( فتح الدين أبي محمد عبد الله بن محمد بن احمد بن خالد المخزومي المعروف بابن القيسراني المتوفى سنة   ذكره ابن كثير في (البداية)(14\31) فقال: وأورد شيئا من أحاديثهم في مجلدين كبيرين موقوفين بالمدرسة الناصرية بدمشق اهـ

 

 

 

 

 

[272]- طبع في مطبعة السعادة بمصر 1328 في ( 4 ) مجلدات, وبهامشه كتاب ( الاستيعاب ), وقد صورت هذه الطبعة في دار إحياء التراث العربي وغيرها, ثم في دار الكتب العلمية في(9) مجلدات بتحقيق ( عادل عبد الموجود ) و( علي معوض ) وهي أحسن طبعات هذا الكتاب,  قال السخاوي في (فتح المغيث)(3\93):انتدب شيخنا لجمع ما تفرق من ذلك وانتصب لدفع المغلق منه على السالك مع تحقيق غوامض, وتوفيق بين ما هو بحسب الظاهر كالمتناقض, وزيادات جمة, وتتمات مهمة, في كتاب سماه ( الإصابة ), ومات قبل عمل المبهمات وأرجو عملها .اهـ , و لكتاب ( الإصابة ) عدة مختصرات منها (مختصر) للحافظ السيوطي، وسماه ( عين الإصابة في معرفة الصحابة ) وعزاه لنفسه في (حسن المحاضرة)(1\291) و(فهرست مؤلفاته)( ص 29) وقال: لم يتم, و(مختصر) للشيخ أبي عبدا لله محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي الفهري المتوفى سنة 1134هـ ,ذكره (ابن الماحي) في (معجم المطبوعات)(ص269) قال: اختصره إلى حرف العين, و( مختصر ) للشيخ علي بن أحمد الحريشي الفاسي المتوفى سنة 1145هـ, ذكره القادري في (التقاط الدرر)(ص359), و(مختصر) للشيخ أبي عبد الله محمد فتحا بن أحمد السوسي الحضيكي المغربي المتوفى سنة 1189هـ ,ذكره ابن الماحي في (معجم المطبوعات)(ص177), و(مختصر) للشيخ أحمد بن محمد بن عبد الهادي اليمني المعروف (بابن قاطن) المتوفى سنة 1199هـ, ذكره الزركلي في ( الأعلام )(1\244) ==

ج3.كتب الرجال ورواة الحديث

 

 

الثقات

لأبي حاتم ابن حبان

 بسم الله الرحمن الرحيم, صلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما, قال أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد التميمي :

الحمد لله الذي ليس له حد محدود فيتوى, ولا له أجل معدود فيفنى ولا يحيط به جوامع المكان,ولا يشتمل عليه تواتر الزمان, ولا يدرك نعمته بالشواهد والحواس, ولا يقاس صفات ذاته بالناس, تعاظم قدره عن مبالغ نعت الواصفين, وجل وصفه عن إدراك الناطقين, وكل دون وصف صفاته تحبير اللغات, وضل عن بلوغ قصده تصريف الصفات, و جاز في ملكوته غامضات أنواع التدبير, وانقطع عن دون بلوغه عميقات جوامع التفكير, وانعقدت دون استبقاء حمده ألسن المجتهدين, وانقطعت إليه جوامع أفكار آمال المنكرين, إذ لا شريك له في الملك ولا نظير, ولا مشير له في الحكم ولا وزير, وأشهد أن لا إله إلا الله, أحصى كل شيء عددا, وضرب لكل امرئ ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)(لأنفال: من الآية42)  وأشهد أن محمدا عبده المجتبى ورسوله المرتضى, بعثه بالنور الساطع, والضياء اللامع, فبلغ عن الله عز و جل الرسالة, وأوضح فما دعا إليه الدلالة, فكان في اتباع سنته لزوم الهدى, وفي قبول ما أتى به وجود السنا, فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين

أما بعد : فإن الله اختار محمدا r من عباده, واستخلصه لنفسه من بلاده, فبعثه غلى خلقه بالحق بشيرا, ومن النار لمن زاغ عن سبيله نذيرا, ليدعو الخلق من عباده إلى عبادته, ومن اتباع السبيل إلى لزوم طاعته, ثم لم يجعل الفزع عند وقوع حادثة, ولا الهرب عند وجود كل نازلة, إلا على الذي أنزل عليه التنزيل, وتفضل على عباده بولايته التأويل, فسنته الفاصلة بين المتنازعين, وآثاره القاطعة بين الخصمين, فلما رأيت معرفة السنن من أعظم أركان الدين, وأن حفظها يجب على أكثر المسلمين, وأنه لا سبيل إلى معرفة السقيم من الصحيح, ولا صحة إخراج الدليل من الصريح, إلا بمعرفة ضعفاء المحدثين, وكيفية ما كانوا عليه من الحالات, أردت أن أملي أسامي أكثر المحدثين, ومن الفقهاء من أهل الفضل و الصالحين, ومن سلك سبيله من الماضين بحذف الأسانيد, الإكثار, ولزم سلوك الاختصار, ليسهل على الفقهاء حفظها, ولا يصعب على الحافظ وعيها

والله أسأل التوفيق لما أوصانا, والعون على ما له قصدنا, وأسأله أن يبني دار المقامة من نعمته, ومنتهى الغاية من كرامته, في أعلى درجة الأبرار المنتخبين الأخيار إنه جواد كريم, رؤف رحيم

[ وذكر فصلا  الحث على لزوم سنن المصطفى r وطاعته ]

ذكر الخبر الدال على استحباب حفظ تاريخ المحدثين :

أخبرنا محمد بن محمد الهمداني, ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني, ثنا بشر بن المفضل, ثنا بن عون, عن محمد بن سيرين, عن عبد الرحمن بن أبي بكرة, عن أبي بكرة ذكر النبي r قال :

وقف على بعيره, وأمسك إنسان بخطامه, أو قال بزمامه, فقال : أي يوم هذا ؟, فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه, فقال: أليس بيوم النحر, قلنا: بلى قال: فأي شهر هذا ؟, فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه, فقال: أليس بذي الحجة ؟, قلنا: بلى, قال: فأي بلد هذا ؟, فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه, فقال : أليس البلد الحرام, قلنا:بلى , فقال : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام عليكم, كحرمة يومكم هذا, في شهركم هذا, في بلدكم هذا, ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب, فإن الشاهد عسى أن يبلغ من أوعى له منه

قال أبو حاتم : في قوله r ليبلغ الشاهد منكم الغائب, كالدليل على استحباب حفظ تاريخ المحدثين, والوقوف على معرفة الثقات منهم من الضعفاء, إذ لا يتهيأ للمرء أن يبلغ الغائب ما شهد إلا بعد المعرفة بصحة ما يؤدي إلى من بعده , وإنه إذا أدى إلى من بعده ما لم يصح عن رسول الله r فكأنه لم يؤد عنه rشيئا ولا سبب له إلى معرفة صحة الأخبار وسقيمها إلا بمعرفة تاريخ من ذكر اسمه من المحدثين, وكتابا أبين فيه الضعفاء والمتروكين

وأبدأ منهما بالثقات, فنذكر ما كانوا عليه في الحالات, فأول ما أبدأ في كتابنا هذا ذكر المصطفى r ومولده, ومبعثه, وهجرته إلى أن قبضه الله تعالى إلى جنته, ثم نذكر بعده الخلفاء الراشدين المهديين, بأيامهم إلى أن قتل على رحمة الله عليه

ثم نذكر صحب رسول الله r واحدا على المعجم, إذ هم خير الناس قرنا بعد رسول الله r ثم نذكر بعدهم التابعين الذين شافهوا أصحاب رسول الله r في الأقاليم كلها على المعجم, إذ هم خير الناس بعد الصحابة قرنا, ثم نذكر القرن الثالث الذين رأوا التابعين, فأذكرهم على نحو ما ذكرنا الطبقتين الأوليين, ثم نذكر القرن الرابع, الذين هم أتباع التابعين على سبيل من قبلهم, وهذا القرن ينتهي إلى زماننا هذا

ولا أذكر في هذا الكتاب الأول إلا الثقات, الذين يجوز الاحتجاج بخبرهم, وأقنع بهذين الكتابين المختصرين عن كتاب ( التاريخ الكبير ) الذي خرجناه, لعلمنا بصعوبة حفظ كل ما فيه من الأسانيد, والطرق, والحكايات, ولأن ما نمليه في هذين الكتابين إن يسر الله ذلك, وسهله من توصيف الأسماء بقصد ما يحتاج إليه يكون أسهل على المتعلم, إذا قصد الحفظ, وأنشط له في وعيه إذا أراد العلم, من التكلف بحفظ ما لو أغضى عنه في البداية لم يخرج في فعله من التكلف لحفظ ذلك

فكل من أذكره في هذا الكتاب الأول فهو صدوق, يجوز الاحتجاج بخبره, إذا تعرى خبره عن خصال خمس, فإذا وجد خبر منكر عن واحد ممن أذكره في كتابي هذا, فإن ذلك الخبر لا ينفك من إحدى خمس خصال

إما أن يكون فوق الشيخ الذي ذكرت اسمه في كتابي هذا, في الإسناد رجل ضعيف, لا يحتج بخبره, أو يكون دونه رجل واه, لا يجوز الاحتجاج بروايته, أو الخبر يكون مرسلا, لا يلزمنا به الحجة, أو يكون منقطعا, لا يقوم بمثله الحجة, أو يكون في الإسناد رجل مدلس, لم يبين سماعه في الخبر من الذي سمعه منه, فإن المدلس ما لم يبين سماع خبره عمن كتب عنه لا يجوز الاحتجاج بذلك الخبر, لأنه لا يدري لعله سمعه من إنسان ضعيف, يبطل الخبر بذكره, إذا وقف عليه, وعرف الخبر به, فما لم يقل المدلس في خبره وإن كان ثقة سمعت, أو حدثني,فلا يجوز الاحتجاج بخبره

فذكرت هذه المسألة بكمالها بالعلل والشواهد, والحكايات في كتاب ( شرائط الأخبار ), فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب, وإنما أذكر في هذا الكتاب الشيخ بعد الشيخ, وقد ضعفه بعض أئمتنا, ووثقه بعضهم, فمن صح عندي منهم أنه ثقة بالدلائل النيرة, التي بينتها في كتاب ( الفصل بين النقلة ), أدخلته في هذا الكتاب, لأنه يجوز الاحتجاج بخبره, ومن صح عندي منهم أنه ضعيف بالبراهين الواضحة التي ذكرتها في كتاب ( الفصل بين النقلة ), لم أذكره في هذا الكتاب, لكني أدخلته في كتاب ( الضعفاء ) [1], بالعلل, لأنه لا يجوز الاحتجاج بخبره, فكل من ذكرته في كتابي هذا إذا تعرى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها, فهو عدل, يجوز الاحتجاج بخبره, لأن العدل من لم يعرف منه الجرح ضد التعديل, فمن لم يعلم يجرح فهو عدل, إذا لم يبين ضده, إذ لم يكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم, وإنما كلفوا الحكم بالظاهر من الأشياء, غير المغيب عنهم, جعلنا الله ممن أسبل عليه جلاليب الستر في الدنيا, واتصل ذلك بالعفو عن جناياته في العقبى, إنه الفعال لما يريد [2]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ أسماء الثقات

للحافظ أبي حفص بن شاهين

بسم الله الرحمن الرحيم, عونك اللهم, اللهم صلي على سيدنا محمد وآله, أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الحميدي t قرة عينيه في منزله ببغداد قال: أخبرنا الشيخ الإمام القاضي الشريف أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله إجازة في الإجازة وغيره, عن أبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ رحمه الله تعالى قال :

كتاب الثقات ممن روي حديث ممن انتهى إلينا ذكره عن نقاد الحديث, ممن قبلت شهادته, واشتهرت عدالته, وعرف ونقل, مثل يحيى بن معين, وأحمد بن حنبل, وعلي بن المديني, وعثمان بن أبي شيبة, ومحمد بن عبد الله بن عباد الموصلي, وأحمد بن صالح, ومثل من تقدمهم, ومثل من قاربهم, وأخرجت أسماء الثقات على حروف المعجم, ليقرب على الناظر, فيه اسم من قصده بالله, نستعين وعليه نتوكل [3]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التعديل والتجريح

لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح

للحافظ أبي سليمان الباجي المالكي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم, الحمد لله ذي الأسماء الحسنى, والصفات العلى, وصلى الله على نبيه محمد المصطفى, وعلى آله وسلم تسليما

أما بعد : فإنك سألتني أن أصنف لك كتابا آتي فيه بأسماء من روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في ( صحيحه ) من شيوخه, ومن تقدمهم إلى الصحابة y, وأثبت فيه ما صح عندي من كناهم, وأنسابهم, وما ذكره العلماء من أحوالهم, ليكون مدخلا للناظر في هذا العلم إلى معرفة أهل العدالة من غيرهم, وسببا إلى معرفة كثير من الرواة, والوقوف على طرف من أخبارهم, فأجبتك إلى ذلك لما رجوت فيه من جزيل الثواب, وتحريت الصواب جهدي, واستنفدت في طلبه وسعي

والله أسأل أن يوفقنا له, وينفعنا به, ويعين الناظر فيه على حسن مقصده, وجميل مذهبه برحمته, وأنا إن شاء الله آتي بما شرطته في أسماء الرجال, على حروف الهجاء, بالتأليف المعتاد في بلدنا, وبالله التوفيق, وهو حسبنا ونعم الوكيل [4]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الجمع بين رجال الصحيحين

للحافظ أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال الشيخ الإمام الحافظ, أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي, رحمه الله

الحمد لله على كل حال, وأمام كل حاجة وسؤال, وصلاته على خيرته من خلقه, محمد وآله وصحبه أجمعين

أما بعد : وفقنا الله عزوجل للعمل الصالح كما وفقنا لسلوك سنة رسول الله r, ولم يجعلنا ممن ابتدع بعده بدعة يدعو إليها, أو عصبية يحث عليها, إذ كان قد نص r في مقالات شتى على فضل هذه الطائفة المنصورة, ودعا لهم فاستجيب له r , فبعث الله عزوجل في كل وقت وزمان من يقوم بهذا الشأن, وبينه للناس حق البيان إلى عصر الإمامين الحافظين أبي عبد الله البخاري, وأبي الحسين مسلم بن الحسين النيسابوري, فميزا بين صحيح الحديث من سقيمه, واقتصرا من جملة الصحيح على ما في كتابيهما, فصارا حجة لأهل الإسلام لما علم الله عز وجل من صدق نيتهما, وصحة عقيدتهما فيما قصداه, إذ كان في عصرهما من الأئمة شرقا وغربا في هذا الشأن من يكون منزلته من الفضل في أنواع شتى من علوم الشريعة, أو في منزلتهما منهم من هو من مشائخهما الذين أخرجا عنهم في هذين الكتابين.

ثم من بعد هؤلاء أئمة كل عصر إلى يومنا هذا, شرحوا ما أشكل, وخرجوا على تراجمهما إذ لم يمكن الزيادة في الصنعة عليهما, ثم طائفة من حفاظ الحديث مثل أبي أحمد بن عدي, وأبي الحسن الدراقطني, وأبي عبد الله بن منده, وأبي عبد الله الحاكم, ثم من بعدهم على يومنا هذا لما صح عندهم أن كل من أخرجا حديثه في هذين الكتابين وإن تكلم فيه بعض الناس يكون حديثه حجة لروايتهما عنه في الصحيح, إذ كانا رحمة الله عليهما لم يخرجا إلا عن ثقة, عدل, حافظ, يحتمل سنه ومولده السماع ممن تقدمه, على هذه الوتيرة إلى أن يصل الإسناد إلى الصحابي المشهور, إلا أحرفا نبينها في مواضعها إن شاء الله عز وجل, على حسب ما انتهى إلينا علم ذلك.

صنفوا في ذلك تصانيف كثيرة مختصرة, بحيث لا يقف الطالب المبتدئ على كثير فائدة منها, ومشروحة بحيث يغيب المقصود في كثرة الشرح, فالذي اختصر أشار إلى الأسماء فحسب, والذي شرح ذكر الإسم في الترجمة, وذكر طائفة ممن سمع منهم, وطائفة ممن سمع منه في الصحيح, وخارج الصحيح, كما صنف أبو القاسم الألكائي وغيره

ووقفت على كثير من تصانيف هؤلاء المتقدمين, والمتأخرين في هذا الفن, فلم أر أحدا شفى في تصانيفه إلا رجلين, سلكا في تصنيفهما طريقا بين الطريقين, ذكرا الإسم , وطرفا من مشائخه الذين حدث عنهم في الكتاب, ومن روى عنه في الكتاب فقط, وربما استقصيا هذا المعنى في المحدث والمحدث عنه.

صنف أحدهما أسماء ما اشتمل عليه كتاب أبي عبد الله البخاري, وهو أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي [5], و صنف الآخر بعده أسماء ما اشتمل عليه كتاب أبي الحسين مسلم النيسابوري, وهو أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني [6] فأحسنا في تصنيفيهما وأجملا.

ولما رأيت أكثر الأسماء مما اتفقا عليه, وأقلها مما انفردا به حملني ذلك على أن جمعت بين الكتابين, ليخف حجمه, ويكثر نفعه, ثم أورد ما أورداه, وأستدرك ما أغفلاه,وأختصر ما يستغيى عنه من التطويل, وأشير عند ذكر الراوي الذي له حديث واحد عندهما أو عند أحدهما إلى ذلك الحديث, إما بإسناده إن علوت فيه, وإما بمتنه إن وقع نازلا.

وكذلك أبين ما تكلم فيه الحفاظ من علل أحاديث أدخلاها في الصحيحين عند ذكر الراوي المشهور بتلك الرواية, و أذكر هل لما علل به ذلك الحديث وجه أو لا, وأبين من أوردا حديثه استشهادا به, ومن أورداه مقرونا بغيره, قبل متن الحديث, أو بعده مردوفا به, ومن أوردا له حديثا في موضع, وأوردا له في غير ذلك الباب حديثا آخرا, فنسباه على غير النسبة الأولى, لئلا يظن أنهما اثنان, ومن أورداه غير منسوب, فقالا أو أحدهما حدثنا فلان, ويشتبه به غيره, ومن حدثا عنه وحدثا عن رجل عنه, ووقع لأحدهما عاليا وللآخر نازلا وأرتب على نسق حروف المعجم ما اتفقا عليه, وما انفردا به, وقدمنا من اسمه أحمد, ليجمع معنيين, أحدهما تبركا بالإبتداء باسم رسول الله r, والثاني أنه أول باب الألف, والله الموفق لجميع ما ذكرته, و المعين عليه بمنه وفضله.[7]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تهذيب الكمال في اسمال الرجال

للحافظ جمال الدين أبي الجحاج  يوسف المزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أنار طريق الحق و أبان سبيل الهدى وأزاح العلة, وأزال لشبهة, وبعث النبيين مبشرين ومنذرين, ليلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل, لهلك من هلك على بينة, ويحيى من حيي على بينة وصلى الله على خيرته من خلقه, وصفوته من بريته, إمام المتقين, وخاتم النبيين, وخطيبهم إذا وفدوا, وشافعهم إذا حبسوا, ومبشرهم إذا يئسوا, صاحب لواء الحمد والمقام المحمود, أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين, وإخوانه من النبيين و المرسلين, وسائر عباد الله الصالحين, صلاة دائمة أبدية غير زائلة, وباقية غير فانية, ومتصلة غير منقطعة, وسلم تسليما

أما بعد : فان الله تعالى وله الحمد لم يخل الأرض من قائم له بحجة, وداع إليه على بصيرة, لكي لا تبطل حجج الله و بيناته, كما وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t حيث يقول : أولئك هم الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدرا هجم بهم العلم على حقيقة الأمر, فاستلانوا ما استوعره المترفون, وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون, صحبوا الدنيا بأبدان قلوبها معلقة بالمحل الأعلى, آه آه شوقا إلى لقائهم [8]

وإذا كان الأمر كما ذكرنا, والحال على ما وصفنا, فواجب إذا على كل مكلف ذي عقل سليم مطلق من آسار الشهوات الحيوانية, والشبهات الشيطانية, أن يبذل جهده, ويستفرغ وسعه في تحصيل الفوز بالنعيم الأبدي, والنجاة من العذاب السرمدي, ومن المعلوم الواضح عند كل ذي بصيرة أن ذلك لا يحصل إلا بتزكية النفس وتطهيرها من الأدناس الطبيعية, والأخلاق البهيمية, وذلك منحصر في أمرين لا ثالث لهما, وهما العلم النافع, والعمل الصالح, ولاكن الناس مختلفون في ذلك اختلافا كثيرا, ومتباينون فيه تباينا شديدا, فكل قوم يدعون أن ما هم عليه من القول والعمل هو الحق المؤدي إلى طهارة النفس وتزكيتها وأن ما سوى ذلك باطل, مضر بصاحبه, ويقيمون على ذلك دلائل من آرائهم, وبراهين من أفكارهم, ويدعي خصومهم, مثل ذلك ويعارضونهم بمثل ما ادعوه لأنفسهم, وعارضوا به خصومهم, فكل بكل معارض, وبعض من بعض مناقض, وما كان هذا سبيله فليس فيه شفاء غليل, ولا برء عليل, وإذا كان كذلك لم يبق من يقصد إليه, ولا شيء يعول عليه إلا الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, تنزيل من حكيم حميد, وسنة الرسول الكريم, المؤيد بالدلائل الواضحات, والمعجزات الباهرات, التي تعجز كل أحد من البشر عن معارضتها, والإتيان بمثلها, فأما الكتاب العزيز فإن الله تعالى تولى حفظه بنفسه, ولم يكل ذلك إلى أحد من خلقه, فقال تعالى ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون َ) (الحجر:9) فظهر مصداق ذلك مع طول المدة, وامتداد الأيام, وتوالي الشهور, وتعاقب السنين, وانتشار أهل الإسلام واتساع رقعته

وأما السنة فإن الله تعالى وفق لها حفاظا عارفين, وجهابذة عالمين, وصيارفة ناقذين, ينفون عنها تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, فتنوعوا في تصنيفها, وتفننوا في تدوينها على أنحاء كثيرة, وضروب عديدة, حرصا على حفظها, وخوفا من إضاعتها, فكان من أحسنها تصنيفا, وأجودها تأليفا, و أكثرها صوابا, وأقلها خطأ, وأعمها نفعا, و أعودها فائدة, وأعظمها بركة, وأيسرها مؤونة, وأحسنها قبولا عند الموافق والمخالف, وأجلها موقعا عند الخاصة و العامة, (صحيح) أبي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري, ثم (صحيح) أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري, ثم بعدهما كتاب (السنن) لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني, ثم كتاب (الجامع) لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي, ثم كتاب (السنن) لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي, ثم كتاب (السنن) لأبي عبد الله محمد بن يزيد المعروف بابن ماجة القزويني, وإن لم يبلغ درجتهم

ولكل واحد من هذه الكتب بين الأنام, وانتشرت في بلاد الإسلام, وعظم الانتفاع بها, وحرس طلاب العلم على تحصيلها, وصنفت فيها تصانيف, وعلقت عليها تعاليق, لبعضها في معرفة ما اشتملت عليه من المتون, وبعضها في معرفة ما احتوت عليه من الأسانيد, وبعضها في مجموع ذلك, فكان من جملة ذلك كتاب ( الكمال ) الذي صنفه الحافظ أبي محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي [9] رحمه الله في معرفة أحوال الرواة الذين اشتملت عليهم هذه الكتب الستة, وهو كتاب نفيس, كثير الفائدة, لكن لم يصرف مصنفه رحمه الله عنايته إليه حق صرفها, ولا استقصى الأسماء التي اشتملت عليها هذه الكتب استقصاء تاما, ولا تتبع جميع تراجم الأسماء التي ذكرها في كتابه تتبعا شافيا, فحصل في كتابه بسبب ذلك إغفال وإخلال

ثم إن بعض ولده ممن لم يبلغ في العلم مبلغه, ولا نال من الحفظ درجته, رام تهذيب كتابه وترتيبه, واختصاره, واستدراك بعض ما فاته من الأسماء, فكتب عدة أسماء من أسماء الصحابة الذين أغفلهم والده من تراجم كتاب ( الأطراف ) الذي صنفه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي المعروف بابن عساكر رحمه الله وأسماء يسيرة من أسماء التابعين من كتاب ( الأطراف ) أيضا, وكتب عدة أسماء ممن أغفلهم والده من كتاب ( المشايخ النبل ) الذي صنفه الحافظ أبو القاسم بن عساكر أيضا, ولم يزد في عامة ذلك على ما ذكره الحافظ أبو القاسم شيئا, فوقعت عامة تلك الأسماء المستدركة في الكتاب مختصرة منتفة, لا يحصل بذكرها كذلك أكثر فائدة, ووقع في بعض ما اختصره بلفظه من كتاب والده خلل كثير, ووهم شنيع, فلما وقفت على ذلك أردت تهذيب الكتاب, وإصلاح ما وقع فيه من الوهم والإغفال, واستدراك ما حصل فيه من النقص والإغفال

فتتبعت الأسماء التي حصل إغفالها منهما جميعا, فإذا هي أسماء كثيرة, تزيد على مئات عديدة, من أسماء الرجال والنساء, ثم وقفت على عدة مصنفات لهؤلاء الأئمة الستة غير هذه الكتب الستة, وستأتي أسماؤها قريبا إن شاء الله تعالى, فإذا هي يشتمل على أسماء كثيرة ليس لها ذكر في الكتب الستة, ولا في شيء منها, فتتبعتها تتبعا تاما, وأضفتها إلى ما قبلها, فكان مجموع ذلك زيادة على ألف وسبعمائة اسم من الرجال والنساء, فترددت بين كتابتها مفردة عن كتاب الأصل, وجعلها كتابا مستقلا بنفسه, وبين إضافتها إلى كتاب الأصل, ونظمها في سلكه فوقعت الخيرة على إضافتها إلى كتاب الأصل ونظمها في سلكه وتمييزها بعلامة تفرزها عنه, وهو أن أكتب الإسم واسم الأب أو ما يجري مجراه بالحمرة, وأقتصر في الأصل على كتابة الإسم خاصة بالحمرة, وجعلت لكل مصنف علامة, فإن تكرر الإسم في أكثر من مصنف واحد اقتصرت على عزوه إلى بعضها في الغالب

فعلامة ما اتفق عليه الجماعة الستة في الكتب الستة ( ع ), وعلامة ما اتفق عليه أصحاب (السنن) الأربعة في (سننهم) ( عو ), وعلامة ما أخرجه البخاري في (الصحيح) ( خ ), وعلامة ما استشهد به في (الصحيح) تعليقا ( خت ), و علامة ما أخرجه في كتاب (القراءة خلف الإمام) [10] ( ر ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (رفع اليدين في الصلاة) [11] ( ي ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (الأدب) [12] ( بخ ), و علامة ما أخرجه في كتاب (أفعال العباد) [13] ( عخ ), وعلامة ما أخرجه مسلم في (الصحيح) ( م ), و علامة ما أخرجه في مقدمة كتابه ( مق ), علامة ما أخرجه أبو داود ( د ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (التفرد) [14] وهو ما انفرد به أهل الأمصار من السنن ( ف ) , وعلامة ما أخرجه في (فضائل الأنصار)

( صد ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (المسائل التي سأل عنها أبا عبد الله أحمد بن حمد بن حنبل)[15] ( ل ), وعلامة ما أخرجه في (مسند حديث مالك بن أنس) ( كد ),وعلامة ما أخرجه الترمذي في(الجامع) ( ت ) وعلامة ما أخرجه في كتاب (الشمائل) [16] (تم) , وعلامة ما أخرجه النسائي في كتاب (السنن) ( س ) , و علامة ما أخرجه في كتاب (عمل يوم و ليلة)[17] ( سي ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (خصائص أمير المؤمنين علي t) [18] ( ص ), وعلامة ما أخرجه أعني النسائي في (مسند علي t) ( عس ), وعلامة ما أخرجه في ( مسند مالك بن أنس t ) ( كن ) , وعلامة ما أخرجه ابن ماجة القزويني في كتاب (السنن) ( ق ) , وعلامة ما أخرجه في كتاب (التفسير) ( فق )

ولم يقع لي من (مسند حديث مالك بن أنس) لأبي داود سوى جزء واحد, وهو الأول , ولا من (تفسير ابن ماجة) سوى جزأين منتخبين منه, وما سوى ذلك مما سميته هنا فقد وقع لي كل واحد منه بكماله ولله الحمد, وللأئمة الستة الستة مصنفات عديدة سوى ذلك, منها ما لم أقف عليه, ومنها ما وقفت عليه, ولم أكتب منها شيئا, إما لكونه ليس من غرض كتابنا هذا, أو لكونه ليس فيه إسناد نحو (تاريخ البخاري) [19] و(تاريخه الأوسط)[20] و (تاريخه الصغير), ونحو كتابي (الضعفاء)[21] له, ونحو كتاب (الكنى) لمسلم [22], و كتاب (التمييز) [23] له, و كتاب (الوحدان) له [24], وكتاب (الإخوة) له, ونحو كتاب (الإخوة) لأبي داود, وكتاب (معرفة الأوقات) له, ونحو كتاب (العلل) [25] للترمذي, وهو غير الذي ذكره في آخر (الجامع) و نحو كتاب(الكنى) للنسائي [26], و كتاب (أسماء الرواة والتمييز بينهم) له, وكتاب (الضعفاء) [27] له, و كتاب (الإخوة) له, وكتاب (الإغراب), و هو ما أغرب شعبة على سفيان, وسفيان على شعبة له, و (مسند منصور بن زادان) له, وغير ذلك, إلا أن عامة من ذكر روايته في هذه الكتب المصنفة على التراجم, لا يجري في الاحتجاج به يجري من ذكروا روايته في الكتب الستة, و ما تقدم ذكره مهما من الكتب المصنفة على الأبواب.

وقد جعلت على كل اسم كتبته بالحمرة رقما من الرقوم المذكورة, أو أكثر بالسواد , ليعرف الناظر إليه عند وقوع نظره عليه من أخرج له من هؤلاء الأئمة, وما في أي كتاب من هذه الكتب أخرجوا له, ثم أنص على ذلك نصا صريحا عند انقضاء الترجمة, أو قبل ذلك على حسب ما يقتضيه الحال إن شاء الله تعالى, وذكرت أسماء من روى عنه كل واحد منهم , وأسماء من روى عن كل واحد منم في هذه الكتب, أو في غيرها على ترتيب حروف المعجم أيضا, على نحو ترتيب الأسماء في الإسم , وقد رقمت عليها أو على بعضها رقوما بالحمرة يعرف بها في أي كتاب من هذه الكتب وقعت روايته عن ذلك الإسم المرقوم عليه عنه, ثم ذكرت في تراجمهم روايتهم عنه أو روايته عنهم كذلك, ليكون كل ترجمة شاهدة للأخرى بالصحة والأخرى شاهدة لها بذلك

فان كان للصحابي رواية عن النبي r وعن غيره ابتدأت بذكر روايته عن غيره, راقما على ما يحتاج من ذلك إلى رقم, وإن كان الراوي ممن روى عنه هؤلاء الأئمة أو بعضهم بغير واسطة, ابتدأت بذكر روايتهم, ورواية من روى عنهم عنه, ثم ذكرت من روى عنه من غيرهم على الترتيب المذكور, وإن كان فيهم من روى عنه بغير واسطة, ثم روى عنه بواسطة, ابتدأت بذكر روايته عنه بغير واسطة, ثم رقمت على اسم من روى عنه من الرواة من الرواة عنه على نحو ما تقدم, وإن كان بعضهم قد روى عنه بغير واسطة, وبعضهم روى عنه بواسطة ابتدأت بذكر من روى عنه منهم بغير واسطة كما تقدم, ثم ذكرت من روى عنه منهم بواسطة في آخر الترجمة قائلا: وروى فلان أو فلان إن كان أكثر من واحد

واعلم أن ما كان في هذا الكتاب من أقوال الجرح والتعديل ونحو ذلك فعامته منقول من ( الجرح والتعديل ) لأبي محمد عبدا لرحمن بن أبي حاتم الرازي, الحافظ بن الحافظ, ومن كتاب ( الكامل ) لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني, ومن كتاب ( تاريخ بغداد ) لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ, ومن كتاب ( تاريخ دمشق ) لأبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر الدمشقي الحافظ.

وما كان فيه من ذلك منقولا من غير هذه الكتب الأربعة فهو أقل مما كان فيه من ذلك منقولا منها, أو من بعضها ولم يذكر إسناد كل قول من ذلك فيما بيننا وبين قائله خوف لتطويل

وقد ذكرنا من ذلك الشيء بعد الشيء لئلا يخلو الكتاب من الإسناد على عادة من تقدمنا من الأئمة في ذلك, وما لم يذكر إسناد فيما بيننا وبين قائله فما كان من ذلك بصيغة الجزم فهو مما لا نعلم بإسناده عن قائله المحكي ذلك عنه بأسا, وما كان منه بصيغة التمريض فربما كان في إسناده إلى قائله ذلك نظر

فمن أراد مراجعة شيء من ذلك, أو زيادة اطلاع على حال بعض الرواة المذكورين في هذا الكتاب فعليه بهذه الأمهات الأربعة, فإنا قد وضعنا كتابنا هذا متوسطا بين التطويل الممل, والإختصار المخل, وقد اشتمل هذا الكتاب على ذكر عامة رواة العلم, وحملة الآثار, وأئمة الدين, وأهل الفتوى والزهد, والورع و النسك, وعامة المشهورين من كل طائفة من طوائف أهل العلم المشار إليهم من أهل هذه الطبقات, ولم يخرج عنه منهم إلا القليل فمن أراد زيادة اطلاع على ذلك فعليه بعد هذه الكتب الأربعة بكتاب (الطبقات الكبير) لمحمد بن سعد كاتب الواقدي, وكتاب (التاريخ) لأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب, وكتاب (الثقات) لأبي حاتم محمد بن حبان البستي, وكتاب (تاريخ مصر) لأبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي, وكتاب تاريخ (نيسابور) للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري الحافظ , وكتاب (تاريخ أصبهان) لأبي نعيم أحمد بن عبيد الله الأصبهاني الحافظ, فهذه الكتب أمهات الكتب العشرة أمهات الكتب المصنفة في هذا الفن.

وقد كان صاحب الكتاب رحمه الله ابتدأ بذكر الصحابة أولا, الرجال منهم والنساء على حدة, ثم ذكر من بعدهم على حدة فرأينا ذكر الجميع على نسق واحد أولى, لأن الصحابي ربما روى عن صحابي آخر عن النبي r فيظنه من لا خبرة له تابعيا, فيطلبه في أسماء التابعين فلا يجده, وربما روى التابعي حديثا مرسلا عن النبي r فيظنه من لا خبرة له صحابيا, فيطلبه في أسماء الصحابة فلا يجده, وربما تكرر ذكر الصحابي في أسماء الصحابة وفيمن بعدهم, وربما ذكر الصحابي الراوي عن غير النبي r في غير الصحابة, وربما ذكر التابعي المرسل عن النبي r في الصحابة, فإذا ذكر الجميع على نسق واحد زال ذلك المحذور, وذكر في ترجمة كل إنسان منهم ما يكشف عن حاله إن كان صحابيا أو غير صحابي

وقد رتبنا أسماء الرواة من لرجال في كتابنا هذا على حروف المعجم في هذه البلاد, مبتدئين بالأول فالأول منها, ثم رتبنا أسماء لآبائهم, وأجدادهم على نحو ذلك, إلا أنا ابتدأنا في حروف الألف بمن اسمه أحمد, وفي حرف الميم بمن اسمه محمد لشرف هذا الإسم على غيره, ثم ذكرنا باقي الأسماء على الترتيب المذكور

فإذا انقضت الأسماء ذكرنا المشهورين بالكنى على نحو ذلك, فإن كان في أصحاب الكنى من اسمه معروف من غير اختلاف فيه ذكرناه في الأسماء, ثم نبهنا عليه في الكنى خاصة, ونبهنا على ما في اسمه من الاختلاف في ترجمته, ثم ذكرنا أسماء النساء على نحو ذلك, وربما كان بعض الأسماء يدخل في ترجمتين, أو أكثر, فنذكره في أولى التراجم به, ثم ننبه عليه في الترجمة الأخرى, وقد ذكرنا في أواخر هذا الكتاب فصولا أربعة مهمة, لم يذكر صاحب الكتاب شيئا منها, وهي:

1- فصل فيمن اشتهر اسمه بنسب إلى أبيه, أو جده, أو أمه, أو عمه, أو نحو ذلك, مثل ابن بجره, ابن الأصلح, وابن أشوع, وابن جريج, وابن علية, وغيرهم

2- وفصل فيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة, أو بلدة, أو صناعة, أو نحو ذلك, مثل الأنباري, والأنصاري, و الأوزاعي, و الزهري, والشافعي, والعدني, والمقابري, والصيرفي, والفلاس, وغيرهم

وفصل في من اشتهر بلقب, أو نحوه, مثل الأعرج, والأعمش, وبندار, وغنذر, وغيرهم, ونذكر فيهم و فيمن قبلهم نحو ما ذكرنا في الكنى

3- وفصل في المبهمات, مثل فلان عن أبيه, أو عن جده, أو عن أمه, أو عن عمه, أو عن خاله, أو عن رجل, أو عن امراة, أو نحو ذلك, وننبه على اسم من عرفنا اسمه منهم, وينبغي للناظر في كتابنا

هذا إن يكون قد حصل طرفا صالحا من علم العربية نحوها, ولغتها, وتصريفها, ومن علم الأصول, والفروع, ومن علم الحديث, والتواريخ, وأيام الناس, فانه إذا كان كذلك كثر انتفاعه به, وتمكن من معرفة صحيح الحديث من ضعيفه, و ذلك خصوصية المحدث التي من نالها وقام بشرائطها ساد أهل زمانه في هذا العلم, وحشر يوم القيامة تحت اللواء الحمد إن شاء الله تعالى

فصل : وهذه نبذة من أقوال أهل الأئمة في هذا العلم تمس الحاجة إليها.....

فصل : فيما روي عن الأئمة في فضيلة هذه الكتب الستة .....

فصل : وهذا حين نبتدئ بعون الله تعالى فيما له قصدنا من الأسماء بعد ذكر نسب المصطفى r , وذكر شيء من سيرته ومعجزاته على طريق الاختصار, إذ الكتاب لم يوضع لذلك, لكن أحببنا أن لا نخلي الكتاب من ذلك, طلبا للبركة, و تشرفا بذكره r.

[ وذكر سيرة مختصرة في نحو (13) صفحة ] والله ولي التوفيق [28]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة

للإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد الذهبي

بسم الله ارحمن الرحيم, الحمد لله والشكر لله, ولا حول ولا قوة إلا بالله, وأشهد أن لا اله إلا الله, وأشهد أن محمدا رسول الله, يقول محمد بن أحمد ابن الذهبي سامحه الله تعالى :

هذا مختصر نافع في رجال الكتب الستة : ( الصحيحين ), و( السنن الأربعة ), مقتضب من ( تهذيب الكمال ) لشيخنا الحافظ أبي الحجاج المزي, اقتصرت فيه على ذكر من له رواية في الكتب, دون باقي تلك التواليف التي في ( التهذيب ) ودون من ذكر للتمييز, أو كرر للتنبيه, والرموز فوق اسم الرجل

( خ ) للبخاري, و( م ) لمسلم, و( د ) لأبي داود, و ( ت ) للترمذي, و( س ) للنسائي, و( ق ) لابن ماجة, فان اتفقوا فالرمز ( ع ), وإن اتفق أرباب ( السنن الأربعة ) فالرمز ( 4 )

وعلى الله أعتمد, وإليه أنيب [29]

معرفة الرواة الثقات المتكلم

فيهم  بما لا يوجب ردهم

للإمام شمس الدين أبي عبد الله  الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا فصل مفيد من كلام الإمام الحافظ الناقد أبي عبد الله محمد ابن الذهبي رحمه الله قال :

وقد كتبت في مصنفي ( الميزان ) عددا كثيرا من الثقات الذين احتج البخاري, أو مسلم, أو غيرهما بهم لكون الرجل منهم قد دون اسمه في مصنفات الجرح, وما أوردتهم لضعف فيهم عندي, بل ليعرف ذلك, وما زال يمر بي الرجل الثبت وفيه مقال من لا يعبأ به, ولو فتحنا هذا الباب على نفوسنا لدخل فيه عدة من الصحابة والتابعين والأئمة, فبعض الصحابة كفر بعضهم بتأويل ما, والله يرضى عن الكل, ويغفر لهم, فما هم بمعصومين, وما اختلافهم ومحاربتهم بالتي تلينهم عندنا أصلا, وبتكفير الخوارج لهم أنحطت رواياتهم, بل صار كلام الخوارج والشيعة فيهم جرحا في الطاعنين, فانظر إلى حكمة ربك, نسأل الله السلامة

وهذا كثير من كلام الأقران بعضهم في بعض, ينبغي أن يطوى ولا يروى, ويطرح ولا يجعل طعنا, ويعامل الرجل بالعدل والقسط, وسوف أبسط فصلا في هذا المعنى يكون فصلا بين الجرح المعتبر, وبين الجرح المردود, إن شاء الله

فأما الصحابة t فبساطهم مطوي, وإن جرى ما جرى, وإن غلطوا كما غلط غيرهم من الثقات, فما يكاد يسلم أحد من الغلظ لكنه غلط نادر, لا يضر أبدا, إذ على عدالتهم وقبول ما نقلوه العمل, وبه ندين الله تعالى

وأما التابعون فيكاد ينعدم فيهم من يكذب عمدا, ولكن لهم غلط وأوهام, فمن ندر غلطه في جنب ما قد حصل احتمل ومن تعدد غلطه وكان من أوعية العلم اغتفر له أيضا, ونقل حديثه وعمل به, على تردد بين الأئمة الأثبات في الاحتجاج عمن هذا نعته, كالحارث الأعور, وعاصم بن ضمرة, وصالح مولى التوأمة, وعطاء بن السائب, ونحوهم, و من فحش خطأه وكثر تفرده لم يحتج بحديثه, ولا يكاد يقع ذلك في التابعين الأولين, ويوجد ذلك في صغار التابعين فمن بعدهم

وأما أصحاب التابعين كمالك والأوزاعي وهذا الضرب فعلى المراتب المذكورة, ووجد في عصرهم من يتعمد الكذب, أو من كثر غلطه, وغلظ تخبيطه فترك حديثه

هذا مالك هو النجم الهادي بين الأمة, وما سلم من الكلام فيه, ولو قال قائل عند الاحتجاج بمالك فقد تكلم فيه لعذر واه, وكذلك الأوزاعي ثقة حجة, وربما انفرد ووهم,وحديثه عن الزهري فيه شيء ما, وقد قال فيه أحمد بن حنبل رأي ضعيف, وحديث ضعيف, وقد تكلف لمعنى هذه اللفظة, وكذا تكلم من لا يفهم في الزهري, لكونه خضب بالسواد, و لبس زي الجند, وخدم هشام بن عبد الملك, وهذا باب واسع, والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث, والمؤمن إذا رجحت حسناته وقلت سيآته فهو من المفلحي,ن هذا إن لو كان ما قيل في الثقة الرضي مؤثرا, فكيف وهو لا تأثير له

فمنهم فضيل بن عياض ثقة بلا نزاع, سيد, قال أحمد بن أبي خيثمة سمعت قطبة بن العلاء يقول : تركت حديث فضيل بن عياض لأنه روى أحاديث أزرى على عثمان بن عفان t

وحدثنا عبد الصمد بن يزيد الصائغ قال : ذكر عند الفضيل وأنا أسمع اصحاب النبي r فقال : اتبعوا فقد كفيتم, أبو بكر وعمر وعثمان وعلي y , قلت: لا يقبل قول قطبة, ومن هو قطبه حتى يسمع قوله واجتهاده, فالفضيل روى ما سمع, ولم يقصد غضا, ولا أزرى على أمير المؤمنين عثمان بن عفان t, ففعل ما يسوغ, أفبمثل هذا يقول تركت حديثه, فهو كما قيل : رمتني بدائها وانسلت

وقطبة قد قال البخاري : فيه نظر, وضعفه النسائي وغيره, وأما الفضيل فلإتقانه وثقته, لا حاجة لذكر أقوال من أثنى عليه, فإنه رأس في العلم والعمل رحمه الله

محمد بن إدريس الإمام الشافعي ممن سارت الركاب بفضائله, ومعارفه, وثقته وأمانته, فهو حافظ متثبت, نادر الغلط, حتى أن أبا زرعة قال : ما عند الشافعي حديث غلط فيه, وقال: ما أعلم للشافعي حديثا خطأ

وقال أبو عمر ابن عبد البر : رويناه عن محمد بن وضاح, قال : سألت يحبى بن معين عن الشافعي, فقال : ليس ثقة, ثم قال يعني ابن عبد البر : ابن وضاح ليس بثقة, قال ابن عبد البر أيضا : قد صح من طرق عن ابن معين أنه يتكلم في الشافعي

قلت : قد آذى ابن معين نفسه بذلك, ولم يلتفت الناس إلى كلامه في الشافعي, ولا إلى كلامه في جماعة من الأثبات, كما لم يلتفتوا إلى توثيقه لبعض الناس, فإنا نقبل قوله دائما في الجرح والتعديل, ونقدمه على كثير من الحفاظ, ما لم يخالف الجمهور في اجتهاده, فإذا انفرد بتوثيق من لينه الجمهور, أو بتضعيف من وثقه الجمهور وقبلوه, فالحكم لعموم أقوال الأئمة, لا لمن شذ, فإن أبا زكريا من أحد أئمة هذا الشأن وكلامه كثير إلى الغاية في الرجال, وغالبه صواب, وجيد, وقد ينفرد بالكلام في الرجل بعد الرجل, فيلوح خطأه في اجتهاده بما قلناه, فإنه بشر من البشر, وليس بمعصوم, بل هو في نفسه يوثق الشيخ, تارة يختلف اجتهاده في الرجل الواحد, فيجيب السائل بحسب ما اجتهد من القول في ذلك الوقت

قال المؤلف رحمه الله تعالى : وكلامه يعني ابن معين في الشافعي ليس من هذا اللفظ الذي كان عن اجتهاد, وإنما هذا من فلتات اللسان بالهوى والعصبية, فإن ابن معين كان من الحنفية الغلاة في مذهبه, وإن كان محدثا, وكذا قول الحافظ أبي حامد ابن الشرقي : كان يحيى ابن معين وأبو عبيد مسيئا الرأي في الشافعي, قصد والله ابن الشرقي أساءا في ذاتهما في عالم زمانه, وكذا قول أحمد بن عبد الله [30] في الإمام أبي عبد الله هو ثقة, صاحب رأي, ليس عنده حديث, وكان يتشيع, فكان العجلي يوهم في الإمام أبي عبد الله التشيع لقوله :

إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان أني رافضي

وكذا تكلم فيه بالتشيع بعض أعدائه من كبار المالكية, لموافقته الشيعة في مسائل فروعية, أصابوا فيها, ولم يبدعوا بها كالجهر بالبسملة, والقنوت في الصبح, والتختم في اليمين, وهذا قله ورع, وتسرع إلى الكلام في الإمام, فالشافعي رحمه الله أبعد شيء من التشيع, كيف وهو القائل فيما ثبت عنه: الخلفاء الراشدون خمسة, أبو بكر وعمر وعثمان وعلي و عمر بن عبد العزيز, أفشيعي يقول هذا قط !؟

وقد صنف الخطيب الحافظ ( مسألة الاحتجاج بالشافعي ) [31] فشفى و كفى, فقول العجلي : ليس عنده حديث, قول من لا يدري ما يقول في حق الإمام أبي عبد الله, وما عرفه العجلي, ولا جالسه, فالشافعي من جلة أصحاب الحديث, رحل فيه, وكتب بمكة والمدينة والعراق واليمن, ولقب ببغداد : ناصر الحديث, وهو قلما يوجد له حديث غلط, والله حسيب من يتكلم بجهل أو هوى, فإن السكوت يسع الشخص, نعم لم يكن الشافعي رحمه الله في الحديث كيحيى القطان, أو ابن مهدي, أو احمد بن حنبل, بل ما هو في الحديث بدون الأوزاعي, ولا مالك, وهو في الحديث ورجاله وعلله فوق أبي مسهر, وأبي يوسف القاضي, وعبد الرحمن بن القاسم , و إسحاق بن الفرات, وأشهب, وأمثالهم, فرحم الله الجميع [32]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق

للإمام شمس الدين أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على الإيمان ومتابعة سنة نبيه أبي القاسم r

أما بعد : فهذا فصل نافع في معرفة ثقات الرواة الذين تكلم فيهم بعض الأئمة بما لا يرد أخبارهم, وفيهم بعض اللين, وغيرهم أتقن منهم, وأحفظ فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح فلا ينزل عن رتبة الحسن, اللهم إلا أن يكون للرجل منهم أحاديث تستنكر عليه, وهي التي تكلم فيه من أجلها, فينبغي التوقف في هذه للأحاديث, والله الموفق بمنه, فأما العلامات فإشارة إلى مخرج حديثه في كتب هؤلاء

فعلامة البخاري ( خ ), ومسلم ( م ), وأبو داود ( د ), والترمذي ( ت ) والنسائي ( س ), وابن ماجةه

( ق ), و السنن الأربعة ( عه ), والجماعة كلهم ( ع ), فنقول وبالله التوفيق [33]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

تهذيب التهذيب

للحافظ ابن حجر

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي تفرد بالبقاء والكمال, وقسم بين عباده الأرزاق والآجال, وجعلهم شعوبا وقبائل ليتعارفوا, وملوكا وسوقة ليتناصفوا, و بعث الرسل مبشرين ومنذرين, لئلا يكون للناس على الله حجة, وختمهم بخيرته من خليقته, السالك بتأييده الطريق المستقيم على المحجة, وأشهد أن لا إله إلا الله على الإطلاق, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث إلى أهل الآفاق, المنعوت بتهذيب الأخلاق, ومكارم الأعراق, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه صلاة وسلاما متعاقبين إلى يوم التلاق

أما بعد : فإن كتاب ( الكمال في أسماء الرجال ) الذي ألفه الحافظ الكبير أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور المقدسي, وهذبه الحافظ الشهير أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي, من أجل المصنفات في معرفة حملة الآثار وضعا, و أعظم المؤلفات في بصائر ذوي الألباب وقعا

ولا سيما ( التهذيب ) فهو الذي وفق بين اسم الكتاب ومسماه, وألف بين لفظه ومعناه, بيد أنه أطال و أطاب, ووجد مكان القول ذا سعة فقال وأصاب, ولكن قصرت الهمم عن تحصيله لطوله, فاقتصر بعض الناس على الكشف عن ( الكاشف ) الذي اختصره منه الحافظ أبو عبد الله الذهبي, ولما نظرت في هذه الكتب وجدت تراجم ( الكاشف ) إنما هي كالعنوان, تتشوق النفوس إلى الاطلاع على ما وراءه, ثم رأيت للذهبي كتابا سماه ( تذهيب التهذيب ) [34] أطال فيه العبارة, ولم يَعْدُ ما في ( التهذيب ) غالبا, وإن زاد ففي بعض الأحايين وفيات بالظن والتخمين, أو مناقب لبعض المترجمين, مع إهمال كثير من التوثيق و التجريح الذين عليهما مدار التضعيف و التصحيح, هذا وفي ( التهذيب ) عدد من الأسماء لم يعرف الشيخ بشيء من أحوالهم, بل لا يزيد على قوله: روى عن فلان, روى عنه فلان, أخرج له فلان, وهذا لا يروي الغلة, ولا يشفي العلة

فاستخرت الله تعالى في اختصار ( التهذيب ) على طريقة أرجو الله أن تكون مستقيمة وهو أنني اقتصر على ما يفيد الجرح والتعديل خاصة, وأحذف منه ما أطال به الكتاب من الأحاديث, التي يخرجها من مروياته العالية من الموافقات والأبدال, وغير ذلك من أنواع العلو, فإن ذلك بالمعاجم والمشيخات أشبه منه بموضوع الكتاب, وإن كان لا يلحق المؤلف من ذلك عيب, حاشا وكلا بل هو والله العديم النظير, المطلع النحرير, لكن العمر يسير, والزمان قصير, فحذفت هذا جملة, وهو نحو ثلث الكتاب

ثم إن الشيخ رحمه الله قصد استيعاب شيوخ صاحب الترجمة, واستيعاب الرواة عنه, ورتب ذلك على حروف المعجم, في كل ترجمة, وحصل من ذلك على الأكثر, لكنه شيء لا سبيل إلى استيعابه, ولا حصره, وسببه انتشار الروايات, وكثرتها, وتشعبها, وسعتها, فوجد المتعنت بذلك سبيلا إلى الاستدراك على الشيخ بما لا فائدة فيه جليلة, ولا طائلة فإن أجل فائدة في ذلك هو في شيء واحد, وهو إذا اشتهر أن الرجل لم يرو عنه إلا واحد, فإذا ظفر المفيد له براو آخر أفاد رفع جهالة عين ذلك الرجل, برواية راويين عنه, فتتبع مثل ذلك, والتنقيب عليه مهم

وأما إذا جئنا إلى مثل سفيان الثوري, وأبي داود الطيالسي, ومحمد بن إسماعيل, وأبي زرعة الرازي, ويعقوب بن سفيان, وغير هؤلاء ممن زاد عدد شيوخهم على الألف, فأردنا استيعاب ذلك, تعذر علينا غاية التعذر, فإن اقتصرنا على الأكثر والأشهر بطل ادعاء الاستيعاب, ولا سيما إذا نظرنا إلى ما روى لنا عن من لا يدفع قوله, أن يحيى بن سعيد الأنصاري راوي حديث الأعمال حدث به عنه سبعمائة نفس, وهذه الحكاية ممكنة عقلا ونقلا, لكن لو أردنا أن نتبع من روى عن يحيى بن سعيد فضلا عن من روى هذا الحديث الخاص عنه, لما وجدنا هذا القدر, ولاما يقاربه, فاقتصرت من شيوخ الرجل ومن الرواة عنه إذا كان مكثرا على الأشهر, والأحفظ, والمعروف, فإن كانت الترجمة قصيرة لم أحذف منها شيئا في الغالب, وإن كانت متوسطة اقتصرت على ذكر الشيوخ, والرواة الذين عليهم رقم في الغالب, وان كانت طويلة اقتصرت على من عليه رقم الشيخين, مع ذكر جماعة غيرهم, ولا أعدل من ذلك إلا لمصلحة, مثل أن يكون الرجل قد عرف من حاله أنه لا يروي إلا عن ثقة, فإنني أذكر جميع شيوخه, أو أكثرهم كشعبة ومالك وغيرهما, ولم ألتزم سياق الشيخ, والرواة في الترجمة الواحدة على حروف المعجم, لأنه لزم من ذلك تقديم الصغير على الكبير, فأحرص على أن أذكر في أول الترجمة أكثر شيوخ الرجل, وأسندهم, وأحفظهم, إن تيسر معرفة ذلك, إلا أن يكون للرجل ابن أو قريب فإنني أقدمه في الذكر غالبا, وأحرص على أن أختم الرواة عنه بمن وصف بأنه آخر من روى عن صاحب الترجمة, وربما صرحت بذلك, وأحذف كثيرا من أثناء الترجمة إذا كان الكلام المحذوف لا يدل على توثيق, ولا تجريح

ومهما ظفرت به بعد ذلك من تجريح وتوثيق ألحقته, وفائدة إيراد كل ما قيل في الرجل من جرح وتوثيق يظهر عند المعارضة, وربما أوردت بعض كلام الأصل بالمعنى, مع استيفاء المقاصد, وربما زدت ألفاظا يسيرة في أثناء كلامه, لمصلحة في ذلك, وأحذف كثيرا من الخلاف في وفاة الرجل إلا لمصلحة تقتضي عدم الاختصار, ولا أحذف من رجال

( التهذيب ) أحدا, بل ربما زدت فيهم من هو على شرطه, فما كان من ترجمة زائدة مستقلة فإنني أكتب اسم صاحبها, واسم أبيه بأحمر, وما زدته في أثناء التراجم قلت في أوله :( قلت ) فجميع ما بعد قلت فهو من زيادتي إلى آخر الترجمة فصل

وقد ذكر المؤلف الرقوم فقال للستة ( ع ), وللأربعة ( 4 ), وللبخاري ( خ ), ولمسلم ( م ), ولأبي داود ( د ) و للترمذي ( ت ), وللنسائي ( س ), ولابن ماجة ( ق ), وللبخاري في التعاليق ( خت ) وفي (الأدب المفرد) ( بخ ), وفي جزء (رفع اليدين) ( ي ), وفي (خلق أفعال العباد) ( عخ ),وفي جزء (القراءة خلف الإمام) ( ز ), ولمسلم في مقدمة كتابه ( مق ), ولأبي داود في (المراسيل) ( مد ), وفي (القدر) ( قد ) وفي (الناسخ والمنسوخ) ( خد ) وفي كتاب (التفرد) ( ف ), وفي (فضائل الأنصار) ( صد ), وفي (المسائل) ( ل ), وفي (مسند مالك) ( كد ) و للترمذي في (الشمائل) ( تم ), وللنسائي في (اليوم والليلة) ( سي ), وفي (مسند مالك) ( كن ), وفي (خصائص علي) ( ص ), وفي (مسند علي) ( عس ), ولابن ماجة في (التفسير) ( فق )

هذا الذي ذكره المؤلف من تآليفهم, وذكر أنه ترك تصانيفهم في التواريخ عمدا, لأن الأحاديث التي تورد فيها غير مقصودة بالاحتجاج, وبقي عليه من تصانيفهم التي على الأبواب عدة كتب, منها (بر الوالدين) للبخاري, وكتاب (الانتفاع بأهب السباع) لمسلم, و كتاب (الزهد), و(دلائل النبوة), و(الدعاء), و (ابتداء الوحي), و (أخبار الخوارج) من تصانيف أبي داود, وكأنه لم يقف عليها, والله الموفق

وأفرد (عمل اليوم والليلة) للنسائي على (السنن) وهو من جملة كتاب (السنن) في رواية بن الأحمر, وابن سيار, وكذلك أفرد (خصائص علي) وهو من جملة المناقب, في رواية بن سيار, ولم يفرد (التفسير) وهو من رواية حمزة وحده, ولا كتاب (الملائكة) و(الاستعاذة) و(الطب) وغير ذلك, وقد تفرد بذلك راو دون راو عن النسائي, فما تبين لي وجه إفراده (الخصائص), و(عمل اليوم والليلة) والله الموفق

ثم ذكر المؤلف الفائدة في خلطه الصحابة بمن بعدهم خلافا لصاحب ( الكمال ), وذلك أن للصحابي رواية عن النبي r وعن غيره فإذا رأى من لا خبرة له رواية الصحابي عن الصحابي ظن الأول تابعا, فيكشفه في التابعين فلا يجده, فكان سياقهم كلهم مساقا واحدا على الحروف أولى

قال : وما في كتابنا هذا مما لم نذكر له إسنادا فما كان بصيغة الجزم فهو مما لا نعلم بإسناده إلى قائله المحكي عنه بأسا, و ما كان بصيغة التمريض فربما كان في إسناده نظر

ثم قال : وابتدأت في حرف الهمزة بمن اسمه أحمد, وفي حرف الميم بمن اسمه محمد, فإن كان في أصحاب الكنى من اسمه معروف من غير خلاف فيه ذكرناه في الأسماء, ثم نبهنا عليه في الكنى, وإن كان فيهم من لا يعرف اسمه أو اختلف فيه ذكرناه في الكنى, ونبهنا على ما في اسمه من الاختلاف, ثم النساء كذلك, وربما كان بعض الأسماء يدخل في ترجمتين فأكثر فنذكره في أولي التراجم به, ثم ننبه عليه في الترجمة الأخرى, وبعد ذلك فصول فيمن اشتهر بالنسبة إلى أبيه, أو جده, أو أمه, أو عمه, ونحو ذلك, وفيمن اشتهر بالنسبة إلى قبيلة, أو بلدة, أو صناعة, وفيمن اشتهر بلقب, أو نحوه, و فيمن أبهم مثل فلان عن أبيه, أو عن جده, أو أمه, أو عمه, أو خاله, أو عن رجل, أو امرأة, ونحو ذلك, مع التنبيه على اسم من عرف اسمه منهم, والنساء كذلك

هذا المتعلق بديباجة الكتاب, ثم ذكر المؤلف بعد ذلك ثلاثة فصول, أحدها في شروط الأئمة الستة, والثاني في الحث على الرواية عن الثقات, والثالث في الترجمة النبوية

فأما الفصلان الأولان فإن الكلام عليهما مستوفي في علوم الحديث, وأما الترجمة النبوية فلم يعد المؤلف ما في كتاب ابن عبد البر, وقد صنف الأئمة قديما وحديثا في السيرة النبوية عدة مؤلفات, مبسوطات ومختصرات, فهي أشهر من أن تذكر, وأوضح من أن تشهر, ولها محل غير هذا نستوفي الكلام عليها فيه إن شاء الله تعالى, وقد ألحقت في هذا المختصر ما التقطته من ( تذهيب التهذيب ) للحافظ الذهبي, فإنه زاد قليلا, فرأيت أن أضم زياداته لتكمل الفائدة, ثم وجدت صاحب ( التهذيب ) حذف عدة تراجم من أصل ( الكمال ) ممن ترجم لهم بناء على أن بعض الستة أخرج لهم, فمن لم يقف المزي على روايته في شيء من هذه الكتب حذفه, فرأيت أن أثبتهم, وأنبه على ما في تراجمهم من عوز, وذكرهم على الاحتمال أفيد من حذفهم, وقد نبهت على من وقفت على روايته منهم في شيء من الكتب المذكورة, وزدت تراجم كثيرة أيضا, التقطتها من الكتب الستة, مما ترجم المزي لنظيرهم, تكملة للفائدة أيضا, وقد انتفعت في هذا الكتاب المختصر بالكتاب الذي جمعه الإمام العلامة علاء الدين مغلطاي على ( تهذيب الكمال ) مع عدم تقليدي له في شيء مما ينقله, وإنما استعنت به في العاجل, وكشفت الأصول التي عزا النقل إليها في الآجل, فما وافق أثبته, وما باين أهملته, فلو لم يكن في هذا المختصر إلا الجمع بين هذين الكتابين الكبيرين في حجم لطيف لكان معنى مقصودا, هذا مع الزيادات التي لم تقع لهما, والعلم مواهب, والله الموفق [35]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تقريب تهذيب التهذيب

للحافظ ابن حجر

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي رفع بعض خلقه على بعض درجات، وميز بين الخبيث والطيب بالدلائل المحكمات والسمات، و تفرد بالملك فإليه منتهى الطلبات والرغبات، وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, ذو الأسماء الحسنى و الصفات، الناقد البصير لأخفى الخفيات، الحكم العدل، فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يخفى عنه مقدار ذلك في الأرض والسماوات,.وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات، والحجج النيرات، الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه السادة الأنجاب الكرماء الثقات.

أما بعد : فإنني لما فرغت من تهذيب (تهذيب الكمال) في أسماء الرجال، الذي جمعت فيه مقصود (التهذيب) لحافظ عصره أبي الحجاج المزي، من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه، وضممت إليه مقصود (إكماله) للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتصراً منه على ما اعتبرته عليه، وصححته من مظانه، من بيان أحوالهم أيضاً، وزدت عليهما في كثير من التراجم ما يتعجب من كثرته لديهما، ويستغرب خفاؤه عليهما,وقع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعاً حسناً عند المميز البصير، إلا أنه طال إلى أن جاوز ثلث الأصل، والثلث كثير

فالتمس مني بعض الإخوان أن أجرد له الأسماء خاصة، فلم أوثر ذلك، لقلة جدواه على طالبي هذا الفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، وأسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالإفادة، ويتضمن الحسنى التي أشار إليها و زيادة، وهي:

أنني أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، وأعدل ما وصف به، بألخص عبارة، و أخلص إشارة، بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالباً، يجمع اسم الرجل واسم أبيه وجده، ومنتهى أشهر نسبته ونسبه، وكنيته ولقبه، مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل، ثم التعريف بعصر كل راوٍ منهم، بحيث يكون قائماً مقام ما حذفته من ذكر شيوخه والرواة عنه، إلا من لا يؤمنه لبسه.وباعتبار ما ذكرت انحصر لي الكلام على أحوالهم في اثنتي عشرة مرتبة، وحصر طبقاتهم في اثنتي عشرة طبقة فأما المراتب:

فأولها : الصحابة, فأصرح بذلك لشرفهم.

الثانية : من أُكد مدحه, إما : بأفعل, كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظاً, كثقة ثقة، أو معنى, كثقة حافظ

الثالثة: من أفرد بصفة، كثقة، أو متقن، أو ثَبْت، أو عدل.

الرابعة: من قصر عن درجة الثالثة قليلاً، وإليه الإشارة بصدوق، أو لا بأس به، أو ليس به بأس.

الخامسة: من قصر عن الرابعة قليلاً، وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بآخرة, ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة، كالتشيع والقدر، والنصب، والإرجاء، والتجهم، مع بيان الداعية من غيره.

السادسة: من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.

السابعة : من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ مستور، أو مجهول الحال.

الثامنة: من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر، وإليه الإشارة بلفظ ضعيف.

التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مجهول.

العاشرة: من لم يوثق البتة، وضعف مع ذلك بقادح، وإليه الإشارة: بمتروك، أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.

الحادية عشرة: من اتهم بالكذب.

الثانية عشرة: من أطلق عليه اسم الكذب، والوضع

وأما الطبقات:

فالأولى : الصحابة، على اختلاف مراتبهم، وتمييز من ليس له منهم إلا مجرد الرؤية من غيره.

الثانية: طبقة كبار التابعين، كابن المسيب، فإن كان مخضرماً صرحت بذلك.

الثالثة: الطبقة الوسطى من التابعين، كالحسن وابن سيرين.

الرابعة: طبقة تليها: جُلُّ روايتهم عن كبار التابعين، كالزهري, وقتادة.

الخامسة : الطبعة الصغرى منهم، الذين رأوا الواحد والاثنين، ولم يثبت لبعضهم السَّماع من الصحابة، كالأعمش.

السادسة: طبقة عاصروا الخامسة , لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة, كابن جريج

السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين، كمالك والثوري.

الثامنة: الطبقة الوسطى منهم، كابن عيينة وابن علية.

التاسعة: الطبقة الصغرى من أتباع التابعين: كيزيد بن هارون، والشافعي، وأبي داود الطيالسي، وعبد الرزاق.

العاشرة: كبار الآخذين عن تبع الأتباع، ممن لم يلق التباعين، كأحمد بن حنبل.

الحادية عشرة: الطبقة الوسطى من ذلك، كالذهلي والبخاري.

الطبقة الثانية عشرة: صغار الآخذين عن تبع الأتباع، كالترمذي، وألحقت بها باقي شيوخ الأئمة الستة، الذين تأخرت وفاتهم قليلاً، كبعض شيوخ النسائي.

وذكرت وفاة من عرفت سنة وفاته منهم، فإن كان من الأولى والثانية: فهم قبل المائة، وإن كان من الثالثة إلى آخر الثامنة: فهم بعد المائة، وإن كان من التاسعة إلى آخر الطبقات: فهم بعد المائتين، ومن ندر عن ذلك بينته, وقد اكتفيت بالرقم على أول اسم كل راوٍ، إشارة إلى من أخرج حديثه من الأئمة :

فالبخاري في (صحيحه) ( خ )، فإن كان حديثه عنده معلقاً (خت)،و للبخاري في (الأدب المفرد) ( بخ )، و في (خلق أفعال العباد) (عخ)، وفي (جزء القراءة) ( ر )، وفي (رفع اليدين) ( ي ), ولمسلم ( م ) ولمقدمة (صحيحه) ( مق ), ولأبي داود ( د )، وفي (المراسيل) له ( مد )، وفي (فضائل الأنصار) ( صد ) ، وفي (الناسخ) ( خد )، وفي (القدر) ( قد ) ، وفي (التفرد) ( ف ) ، وفي (المسائل) ( ل ) ، وفي (مسند مالك) ( كد ) وللترمذي ( ت ) ، وفي (الشمائل) له( تم ) و للنسائي ( س ) ، و في (مسند علي) له ( عس )، و في (مسند مالك) ( كن ), وفي كتاب (العمل اليوم والليلة) ( سي )، و في (خصائص علي) ( ص ),.ولابن ماجه ( ق ) ، وفي (التفسير) له( فق ), فإن كان حديث الرجل في أحد الأصول الستة، أكتفي برقمه، ولو أخرج له في غيرها,وإذا اجتمعت فالرقم ( ع )، و أما علامة ( 4 ) فهي لهم سوى الشيخين, ومن ليست له عندهم رواية مرقوم عليه : ( تمييز ) ، إشارة إلى أنه ذكر ليتميز عن غيره,.ومن ليست عليه علامة نبه عليه، وترجم قبل أو بعد, وسميته : ( تقريب التهذيب )

والله سبحانه وتعالى أسأل أن ينفع به قارئه, وكاتبه, والناظر فيه، وأن يبلغنا من فضله وإحسانه ما نؤمله و نرتجيه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيب.[36]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تعجيل المنفعةفي رجال الأربعة

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله على إحسانه المترادف المتوال, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له الكبير المتعال, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أضاءت أوصافه الحسنى إضاءة الآل, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أولى الهمم العوال, صلاة وسلاما دائمين ما دامت الأيام والليال

أما بعد : فقد وقفت على مصنف للحافظ أبي عبد الله محمد بن علي بن حمزة الحسيني الدمشقي سماه (التذكرة برجال العشرة), ضم إلى من في ( تهذيب الكمال ) لشيخه المزي من في الكتب الأربعة, وهي (الموطأ), و (مسند الشافعي) و(مسند أحمد), و(المسند) الذي خرجه الحسين بن محمد بن خسرو من حديث الإمام أبي حنيفة, وحذا حذو الذهبي في (الكاشف) في الاقتصار على من في الكتب الستة, دون من أخرج لهم في تصانيف لمصنفيها خارجة عن ذلك, (كالأدب المفرد) للبخاري, و(المراسيل) لأبي داود, و (الشمائل) للترمذي فلزم من ذلك أن ينسب ما خرج له الترمذي, أو النسائي مثلا إلى من أخرج له في بعض المسانيد المذكورة, وهو صنيع سواه أولى منه

فإن النفوس تركن إلى من أخرج له بعض الأئمة الستة أكثر من غيرهم لجلالتهم في النفوس, وشهرتهم,, و لأن أصل وضع التصنيف للحديث على الأبواب أن يقتصر فيه على ما يصلح للاحتجاج, أو الاستشهاد, بخلاف من رتب على المسانيد, فإن أصل وضعه مطلق الجمع

وجعل الحسيني علامة مالك ( ك ), وعلامة الشافعي ( ش ),وعلامة أبي حنيفة ( فه ), وعلامة أحمد ( أ ) ولمن أخرج له عبد الله بن أحمد عن غير أبيه ( عب ), ورموز الستة على حالها

وكنت قد لخصت ( تهذيب الكمال ) وزدت عله فوائد كثيرة, وسميته : ( تهذيب التهذيب ), وجاء نحو ثلث الأصل, ثم لخصته في تصنيف لطيف, سميته : ( التقريب ), وهو مجلد واحد, يحتوى على جميع من ذكر في ( التهذيب ) مع زياداته في التراجم, فالتقطت الآن من كتاب الحسيني من لم يترجم له المزي في ( التهذيب ), وجعلت رموز الأربعة على ما اختاره الشريف, ثم عثرت في أثناء كلامه على أوهام صعبة, فتعقبتها, ثم وقفت على تصنيف له أفرد فيه رجال أحمد, سماه : ( الإكمال عن من في مسند أحمد من الرجال ممن ليس في تهذيب الكمال ) , فتتبعت ما فيه من فائدة زائدة على ( التذكرة )

ثم وقفت على (جزء) لشيخنا الحافظ نور الدين الهيثمي, استدرك فيه ما فات الحسيني من رجال أحمد, لقطه من (المسند), لما كان يكتب زاوئد أحاديثه على الكتب الستة, وهو (جزء) لطيف جدا, و عثرت فيه مع ذلك على أوهام, وقد جعلت على من تفرد به ( هب ), ثم وقفت على تصنيف للإمام أبي زرعة بن شيخنا حافظ العصر أبي الفضل بن الحسين العراقي, سماه : ( ذيل الكاشف ), تتبع الأسماء التي في ( تهذيب الكمال ) ممن أهمله ( الكاشف ), وضم إليه من ذكره الحسيني من رجال أحمد و بعض من استدركه الهيثمي, وصير ذلك كتابا واحدا, واختصر التراجم فيه على طريقة الذهبي, فاختبرته فوجدته قلد الحسيني والهيثمي في أوهامها, وأضاف إلى أوهامها من قبله أوهاما أخرى, وقد تعقبت جميع ذلك مبينا محررا, مع أني لا أدعى العصمة من الخطأ والسهو, بل أوضحت ما ظهر لي, فليوضح من يقف على كلامي ما ظهر له, فما القصد إلا بيان الصواب طلبا للثواب

ثم قال الحسيني في خطبة ( التذكرة ) مرغبا في كتابه : ذكرت رجال الأئمة الأربعة المقتدى بهم, لأن عمدتهم في الاستدلال لهم لمذاهبهم في الغالب, على ما رووه في مسانيدهم باسأنيدهم, فإن ( الموطأ ) لمالك هو مذهبه الذي يدين الله به أتباعه, ويقلدونه, مع أنه لم يرو فيه إلا الصحيح عنده, وكذلك (مسند الشافعي) موضوع لأدلته على ما صح عنده من مروياته, وكذلك (مسند أبي حنيفة), وأما (مسند أحمد) فإنه أعم من ذلك كله وأشمل انتهى كلامه

وفيه مناقشات : الأولى : ليس الأمر عند المالكية كما ذكر, بل اعتمادهم في الأحكام والفتوى على ما رواه أبو القاسم عن مالك, سواء وافق ما في (الموطأ) أم لا, وقد جمع بعض المغاربة كتابا فيما خالف فيه المالكية نصوص (الموطأ) كالرفع عند الركوع, والاعتدال

الثانية : قوله أن مالكا لم يخرج في كتابه إلا ما صح عنده في مقام المنع, وبيان ذلك يعرفه من أمعن النظر في كتابه

الثالثة : ما نسبه (لمسند الشافعي) ليس الأمر فيه كذلك, بل الأحاديث المذكورة فيه منها ما يستدل به لمذهبه, ومنها ما يورده مستدلا لغيره, ويوهيه, ثم أن الشافعي لم يعمل هذا (المسند), وإنما التقطه بعض النيسابوريين من (الأم)[37] وغيرها, من مسموعات أبي العباس الأصم [38], التي كان انفرد بروايتها عن الربيع, وبقى من حديث الشافعي شيء كثير لم يقع في هذا (المسند), ويكفى في الدلالة على ذلك قول إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة, أنه لا يعرف عن النبي r سنة لم يودعها الشافعي كتابه, وكم من سنة وردت عنه r لا توجد في هذا (المسند)

ولم يرتب الذي جمع حديث الشافعي أحاديثه المذكورة, لا على المسانيد ولا على الأبواب [39], وهو قصور شديد, فإنه اكتفى بالتقاطها من كتاب (الأم) و غيرها, كيف ما اتفق, ولذلك وقع فيها تكرار في كثير من المواضع , ومن أراد الوقوف على حديث الشافعي مستوعبا, فعليه بكتاب (معرفة السنن والآثار) للبيهقي[40], فإنه تتبع ذلك أتم تتبع, فلم يترك له في تصانيفه القديمة الجديدة حديثا إلا ذكره, وأورده مرتبا على أبواب الأحكام, فلو كان الحسيني اعتبر ما فيه, لكان أولى

الرابعة : قوله وكذلك (مسند أبي حنيفة), توهم أنه جمع أبي حنيفة, وليس كذلك, والموجود من حديث أبي حنيفة مفردا إنما هو كتاب (الآثار) التي رواها محمد بن الحسن عنه [41], ويوجد في تصانيف محمد بن الحسن, وأبي يوسف قبله من حديث أبي حنيفة أشياء أخرى

وقد اعتنى الحافظ أبو محمد الحارثي [42], وكان بعد الثلاثمائة بحديث أبي حنيفة فجمعه في مجلدة, ورتبه على شيوخ أبي حنيفة, وكذلك خرج المرفوع منه الحافظ أبو بكر بن المقرئ [43], وتصنيفه أصغر من تصنف الحارثي, ونظيره (مسند أبي حنيفة) للحافظ أبي الحسين بن المظفر [44], وأما الذي اعتمد الحسيني على تخريج رجاله فهو ابن خسرو [45] كما قدمت, وهو متأخر, وفي كتابه زيادات على ما في كتابي الحارثي, و ابن المقري.

الخامسة : قوله وأما (مسند أحمد) إلى آخره, فكأنه أراد أنه أكثر هذه الكتب حديثا, وهو كذلك, لكن فيها عدة أحاديث ورجال ليسوا في (مسند أحمد), ففي التعبير بأعم نظر, و(مسند أحمد) أدعى قوم فيه الصحة, وكذا في شيوخه, وصنف الحافظ أبو موسى المديني في ذلك تصنيفا [46], والحق أن أحاديثه غالبها جياد, والضعاف منها إنما يوردها للمتابعات, وفيه القليل من الضعاف الغرائب الإفراد, أخرجها ثم صار يضرب عليها شيئا فشيئا, وبقى منها بعده بقية, وقد ادعى قوم أن فيه أحاديث موضوعات, وتتبع شيخنا أمام الحافظ أبو الفضل العراقي من كلام ابن الجوزي في (الموضوعات) تسعة أحاديث, أخرجها من (المسند), وحكم عليها بالوضع, وكنت قرأت ذلك الجزء عليه, ثم تتبعت بعده من كلام ابن الجوزي في (الموضوعات) ما يلتحق به, فكملت نحو العشرين, ثم تعقبت كلام ابن الجوزي فيها حديثا حديثا, فظهر من ذلك أن غالبها جياد, وأنه لا يتأتي القطع بالوضع في شيء منها, بل ولا الحكم بكون واحد منها موضوعا, إلا الفرد النادر, مع الاحتمال القوى في دفع ذلك, وسميته (القول المسدد في الذب عن مسند أحمد) وإنما حدا بي على هذا التلخيص أن إعادة ما كتب وشاع واشتهر تستلزم التشاغل بغير ما هو أولى, وكتابة ما لم يشتهر ربما كانت أعود منفعة,وأحرى

ورجال الكتب الستة قد جمعوا في عدة تصانيف كرجال (الصحيحين) لأبي الفضل محمد بن طاهر, ومن قبله للحاكم, ورجال البخاري لأبي نصر الكلاباذي, ثم لأبي الوليد الباجي, ورجال مسلم لأبي بكر بن منجويه, ورجال (الصحيحين) وأبي داود, والترمذي لبعض المغاربة, سماه : (الزهرة) وقد ذكر عدة ما لكل منهم عند من أخرج له, وأظنه اقتصر فيه على شيوخهم, ورجال أبي داود لأبي على الغساني, وكذا رجال النسائي, ثم جمع الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي رجال البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة في كتابه ( الكمال ), وكان سبب ذلك أن ابن طاهر أهمل أطراف هذه الكتب الستة, فأراد عبد الغني أن يفرد رجالها بالذكر, وهو الذي هذبه المزي, وسماه (تهذيب الكمال), ثم اختصره الذهبي في (تذهيب التهذيب), ثم اختصره في (الكاشف), واشتهرت هذه الكتب قديما وحديثا, و إنما حدا بي على عمل (تهذيب التهذيب) أن العلامة شيخ الشيوخ علاء الدين مغلطاي وضع عليه كتابا سماه : (إكمال تهذيب الكمال) تتبع فيه ما فإنه من رواة الشخص الذي يترجم له, ومن شيوخه, ومن الكلام فيه, من مدح و قدح, وما ظهر له مما يرد على المزي من تعقب, وجاء كتابا كبيرا يقرب حجمه من  حجم (التهذيب), وقفت عليه بخطه, وفيه له أوهام كثيرة, وقد اختصره هو في قدر نصف حجمه, ثم اقتصر منه على التعقبات في مجلد واحد

فعمدت أنا إلى (التهذيب) فلخصته حذفت منه الأحاديث التي يسوقها المزي بأسانيده من رواية ذلك الشخص المترجم, فإن ذلك بالمعاجم والمشيخات أشبه, وكذلك ما يورده من مناقب الصحابة والأئمة, ومن سير الملوك والأمراء في تراجمهم, لأن لذلك محلا آخر, وموضع الكتاب إنما هو لبيان حال الشخص المترجم, من جرح أو تعديل, فاقتصرت على ما في كتابه من ذلك, وأضفت إليه ما في كتاب مغلطاي من هذا الغرض, متجنبا ما ظهر لي أنه وهم فيه غالبا, و ميزت كلام المزي مما زدته عليه من عند مغلطاي, ثم تتبعت بمبلغ نظري وتفتيشي على ما يتعلق بهذا الغرض بعينه, فألحقت في كل ترجمة ما عثرت عليه من ذلك, فلما رأيت كتاب الحسيني أحببت أن التقط منه ما زاد, لينتفع به من أراد معرفة حال ذلك الشخص, فلذلك اقتصرت على رجال الأربعة

وسميته : ( تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة ), وعزمي أني أتتبع ما في كتاب (الغرائب عن مالك) [47] الذي جمعه الدارقطني, فإن فيه من الأحاديث مما ليس في (الموطأ) شيئا كثيرا, ومن الرواة كذلك, ثم أتتبع ما في (معرفة السنن والآثار) للبيهقي من الرجال الذين وقع ذكرهم في روايات الشافعي, مما ليس في ( المسند ), ثم أتتبع ما في كتاب (الزهد) لأحمد, فألتقط منه ما فيه من الرجال مما ليس في (المسند), فإنه كتاب كبير يكون في قدر ثلث (المسند) [48], مع كبر (المسند), وفيه من الأحاديث والآثار مما ليس في (المسند) شيء كثير, ثم أتتبع ما في كتاب (الآثار) لمحمد بن الحسن, فإني أفردته بالتصنيف لسؤال سائل من حذاق أهل العلم الحنفية, سألني في إفراده فأجبته, وتتبعته واستوعبت الأسماء التي فيه [49]

فمن كان في (التهذيب) اقتصرت على اسمه فقط, وقلت هو في (التهذيب), ومن زاد عليه ذكرت ما وقفت عليه من حاله ملخصا, وبانضمام هذه المذكورات يصبر (تعجيل المنفعة) إذا انضم إلى رجال (التهذيب) حاويا إن شاء الله تعالى لغالب رواة الحديث في القرون الفاضلة, إلى رأس الثلاثمائة

وقد كنت أفردت الأوهام التي وقعت للحسيني وتبعه عليها ابن شيخنا في (جزء) مفرد, كتب عني بعضه العلامة شيخ الإقراء شمس الدين الجزري, لما قدم القاهرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة, وأعجله السفر عن تكملته, وبلغني أنه ضمه إلى شيء مما يتعلق (بالمسند الأحمدي) [50], فلما وقفت على (إكمال) الحسيني عزوت الوهم إليه, فإن تفرد به ابن شيخنا, أو شيخنا الهيثمي بينته, فأقول عقب كل ترجمة عثرت فيها على شيء من ذلك : (قلت), فما بعد قلت فهو كلامي, وكذا أصنع فيما أزيده من الفوائد من جرح أو تعديل, أو ما يتعلق بترجمة ذلك الشخص غالبا

وبالله أستعين فيما قصدت, وعليه أتوكل فيما أعتمد, لا إله إلا هو, عليه توكلت, وإليه أنيب, وإياه أسأل أن ينفع به كاتبه, وجامعه, وناظره, وسامعه, إنه قريب مجيب [51]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإيثار بمعرفة رواة كتاب الآثار

للحافظ أبي الفضل ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله المحيط بكل شيء علما, العالي علي كل مسمى اسمه, والصلاة والسلام على نبيه محمد الذي توفر في أغراض المعلومات سهمه, وعلى آله وصحبه الذين ما منعهم إلا من علا في أفق الهداية نجمه

أما بعد : فإن بعض الإخوان التمس مني الكلام على رواة كتاب ( الآثار ) للإمام أبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني, التي رواها عن الإمام أبي حنيفة, فأجبته إلى ذلك مسارع, ووقفت عند ما اقترح طائعا, ورتبته على حروف المعجم في الأسماء, ثم الكنى, ثم المبهم, مع بيان ما أمكن الوصول إلى معرفته, فإن كان الرجل مترجما في ( تهذيب الكمال ) لم أعرف من حاله بأكثر من أن أقول في ( التهذيب )

وربما عرفت ببعض حاله لأمر يقتضيه, فإن لم يكن من رجال ( التهذيب ) ذكرت في ترجمته ما تيسر الوقوف عليه, متعرضا لما فيه من مدح, أو قدح على سبيل الإيجاز والإختصار, ولم أقتصر على ذكر من له رواية في الكتاب, بل ذكرت كل من وقع فيه مسمى, أو غير مسمى, تكثرا للفائدة, ومطابقة للمسألة

وسميته : ( الإيثار بمعرفة رواة الآثار ) والله تعالى أسأل أن ينفعنا بما علمنا, وأن يسلمنا من شر ما خلق, فلا نجاة لنا إلا إن سلمنا بمنه وكرمه [52]

ذيل الكاشف

لأبي زرعة العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات, والصلاة والسلام على سيدنا محمد صاحب المعجزات الباهرات, وعلى آله وصحبه الأولياء السادات

وبعد : فهذا ذيل على (الكاشف) للحافظ أبى عبد الله الذهبي رحمه الله, ذكرت فيه بقية التراجم التي في (التهذيب) للحافظ أبى الحجاج المزي رحمه الله, فإن الذهبي اقتصر على رجال الستة, فذكرت رجال بقية كتبهم, وضممت إلى ذلك رجال (مسند الإمام أحمد بن حنبل), وزيادات ولده عليه

فعلامة ما استشهد به البخاري في (صحيحه) تعليقا ( خت ), وعلامة ما أخرجه في (القراءة خلف الإمام) ( ز ), وعلامة ما أخرجه في (رفع اليدين في الصلاة) ( ي ), وعلامة ما أخرجه في (الأدب) ( بخ ), وعلامة ما أخرجه في (أفعال العباد) (عج ), وعلامة ما أخرجه مسلم في مقدمة (صحيحه) ( مق ), وعلامة ما أخرجه أبو داود في (المراسيل) ( مد ), وعلامة ما أخرجه في (الرد على أهل القدر) ( قد ), وعلامة ما أخرجه في (الناسخ والمنسوخ) ( خذ ), وعلامة ما أخرجه في كتاب (التفرد) وهو ما تفرد به أهل الأمصار من السند ( ف ), وعلامة ما أخرجه في (فضائل الأنصار) (صد ), وعلامة ما أخرجه في (المسائل التي سأل عنها أحمد بن حنبل) ( ل ), وعلامة ما أخرجه في (مسند مالك بن أنس) ( كد ), وعلامة ما أخرجه الترمذي في (الشمائل) ( تم ), وعلامة ما أخرجه النسائي في (عمل يوم وليلة) ( سي ) علامة ا أخرجه في (خصائص علي t) ( ص ), وعلامة ما أخرجه في (مسند علي) ( عس ), وعلامة ما أخرجه في (مسند مالك) ( كن ), وعلامة ما أخرجه ابن ماجة في (التفسير) ( فق )

قال المزي : ولم يقع لي من (مسند مالك) لأبي داود سوى جزء واحد, وهو الأول, ولا من (تفسير ابن ماجة) سوى جزئين منتخبين منه

قلت : وعلامة ما أخرجه أحمد في (مسنده) زائدا على الكتب المذكورة ( أ ), وعلامة زيادة ابنه عبد الله ( عب ), و على الله أعتمد, وإليه أستند, وهو حسبي ونعم الوكيل [53]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

نهاية السول في رواة الستة الأصول

للحافظ برهان الدين ابراهيم بن محمد الحلبي

بسم الله الرحمن الرحيم, رب أعن, الحمد لله الواحد القهار, الحليم الستار, مكور الليل على النهار, تذكرة لأولي النهى والأبصار, الذي أيقظ من خلقه من اصطفاه, فزهدهم في هذه الدار, وشغلهم بتلاوة كتابه مع تدبره, و الصلاة وطلب العلم وملازمة الأذكار, بالليل والنهار, و أشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة أعدها جُنَّة من مثوى الفجار, وموصلة إلى جَنَّة الأبرار, وأشهد أن سيدنا محمدا صفيه من خليقته, وحبيبه من جميع بريته, صلى الله عليه وسلم وشرف وبجل وعظم

أما بعد : فلما كان كتاب ( تهذيب الكمال ) لشيخ شيوخنا الحافظ الجهبذ جمال الدين أبي الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي كتابا جليلا, مستودعا طويلا, ليس ببلدتنا الآن منه نسخة, ولا يقدر على تحصيله إلا من بذل في ذلك جهده ووسعه, وكتاب (الكمال) للحافظ عبد الغني المقدسي طويلا أيضا, وفيه أغاليط, وقد أهمل أشخاصا لهم رواية في بعض الكتب الستة, قد نبه عليها المزي, وذكر ما أهمله في (تهذيبه), وزاد مصنفات للأئمة الستة, فحصل من مجموع ما أغفله عبد الغني, والمصنفات التي زادها المزي للأئمة المشار إليهم زيادة على ألف وسبعمائة اسم, برد الله ثراهما وجعل الجنة مأواهما

وكتاب (التذهيب اختصار التهذيب) للحافظ أبي عبد الله الذهبي شيخ شيوخنا كتابا جليلا, غير أن فيه طولا أيضا, و كتاب (الكاشف) مختصره له, ذكر فيه رواة الكتب الستة فقط , وكثيرا لا يذكر فيه تعديلا ولا تجريحا, ولا وفاة بعض الشيوخ, لا رمزا ولا تصريحا, وكان شيخنا العراقي قد شرع في عمل كتاب يحتوي على أسماء رواة الكتب الستة وفيه استدراكات على المزي وفوائد, وذلك لسؤالنا وصل فيه إلى أثناء الأحمدين وقد قرأت بعض ذلك عليه, ثم تركه قبل خروجنا من القاهرة في الرحلة الثانية, أحببت أن أؤلف كتابا جامعا, لا طويلا مملا, ولا مختصرا مخلا, أذكر في أوله سيرة مختصرة لسيدنا رسول الله r تبركا به عليه الصلاة والسلام, وبأحواله الشريفة, ثم أذكر فيه مسائل يحتاج مطالع هذا الكتاب إليها, ثم أذكر رواة الكتب الستة فقط, التي هي أصول الإسلام

ومن علق له الحافظ أبو عبد الله البخاري في (صحيحه), أو روى له في المتابعات فقط, وكذا ( م ), أو قيل إنه روى له أحدهما, ومن هو في في مقدمة (صحيح مسلم), أو(اليوم والليلة) للنسائي, وأذكر بعض من يشتبه ما صورته تمييز, وأذكر مع ذلك من كتاب (التقريب) المختصر من (التنقيب) ما تعقب به الحافظ أبو سعيد مغلطاي شيخ بعض شيوخنا الحافظ المزي في بعض تراجم الرواة المذكورين في هذه الكتب المذكورة, دون غيرها من الكتب المذكورة في (التهذيب) , وإن كان لي معه مناقشة ذكرتها, وأذكر أيضا ما زاده مغلطاي من رجال, لم يذكرهم المزي ممن له رواية في بعض الكتب الستة كما ذكر, وأذكر أيضا ما عثرته فيه على تعديل أو تجريح أو وفاة في الشخص المترجم من غير تمييز بقلت ولا غيرها

وأذكر في أول هذا المؤلف بعد السيرة الشريفة ألفاظ التعديل والتجريح ومراتبها, ومسألة ما إذا اجتمع في الشخص الواحد تعديل وتجريح, ما حكمه ؟, وهل يقبل التعديل والتجريح من غير ذكر سبب أم لا ؟, وسؤالا للحافظ أبي عمرو ابن الصلاح, وجوابه له, وهل يكتفي في الجرح والتعديل بواحد أم لا بد من اثنين ؟, وهل يشترط في الواحد الذكورة أو الحرية أم لا ؟, وما حكم رواية المبتدع والداعية إلى بدعته ؟, والتدليس, وما حكم المدلس ؟, ومن قبل الأئمة تدليسه ؟, ومراتبهم, والمخضرم وضبطه, ومن هو؟, والاختلاط, ومن اختلط منهم ؟, وما حكمه ؟, والمجهول, ومن هو؟, وأقسامه, وما حكم روايته ؟

وأذكر في الشخص وما قيل فيه من تعديل, أو تجريح, أو هما مختصرا, وأذكر فيه بعض أو كل ما ذكره فيه الذهبي في (ميزانه) مختصرا, وأشير في بعض التراجم إلى بعض أحاديث استغربت عليه, أو استنكرت في (الميزان) أو غيره, وإذا قلت في ترجمة الشخص وصحح عليه فأعني الذهبي, ويكون العمل على توثيق المقول فيه ذلك , كما شرطه هو في حاشية (الميزان), وأذكر فيه من نبز منهم بوضع, أو من هو مجهول

ولا أذكر في ترجمة الشخص من مناقبه ومآثره إلا قليلا, وأذكر من هو مدلس, أو أرسل, وعمن أرسل مختصرا, وهل هو مخضرم, أو اختلط, أو مبتدع, أو داعية إلى بدعته, وكفيت الناظر في هذا المؤلف التعب والفحص عن المؤتلف والمختلف, وضبط نسب المترجم فيه, أو قبيلته, أو بلده, أو صناعته, أو حرفته, وكذا من أذكره من مشايخه والآخدين عنه, وأضبط ذلك بالأحرف, لا بالقلم

وكنت قد عزمت على أن أذكر الرجال المذكورين في (تهذيب الكمال) برمتهم, وأضيف إليهم رواة (مسند الإمام أحمد بن حنبل), ورواة عبد الله ابنه في (المسند) فأشار علي بعض الإخوان بأنه يطول هذا المؤلف جدا, وربما يكون طوله سببا لعدم الانتفاع به, والرغبة عنه, وذكر أن أهل بلدتنا المعاني منهم لهذا الفن وهم القليل من الناس, حسبه أن ينظر أو يقرأ واحدا من الكتب الستة, أو كلها ليس غيره, فردني ذلك عما كنت عزمت عليه, مع ميل النفس إلى الراحة والدعة, و أرجو من فضل الله تعالى أن الناظر في هذا المؤلف لا يحتاج معه إلى كتب المؤتلف والمختلف, ولا إلى كتب الجرح و التعديل, ولا إلى من ترد روايته أم لا, ولا إلى كتب المراسيل, ولا أنه دلس أم لا, ولا داعية أو مبتدع فقط, بل هو كتاب فارغ المؤنة في الرجل المذكور فيه, إذ استحضرت المسائل المذكورة في أوله.

ورقمت على كل راو من أخرج له من الأئمة الستة, فرقم الستة ( ع ), وللأربعة ( 4 ), ومن أخرج له البخاري فقط ( خ ), ومن أخرج له تعليقا ( خت ) فإن روى له في المتابعات نصصت عليه بالكتابة, لا رقما, وكذا إذا قرنه, ورقم مسلم ( م ), ورقم مقدمته ( مق ), وإذا روى له في المتابعات نصصت عليه كتابة, وكذا إذا قرنه, والاحتجاج بمن له ( خ م )أو أحدهما في الأصول لا مقرونا, ولا متابعا, ولا تعليقا, ولا في مقدمة مسلم , وعلامة أبي داود ( د ), ورقم الترمذي ( ت ), وعلامة النسائي ( س ), ومن أخرج له في اليوم والليلة ( سي ), ورقم ابن ماجة ( ق ), وهذا معروف عند أهل الحديث, وجعلت رقم المولد والوفاة غالبا بالهندي طلبا للإختصار

وسميته : ( نهاية السول في رواة الستة الأصول ), والله أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, ومقربا إلى جنات النعيم, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير, وهذا حين الشروع في السيرة الشريفة ثم ذكر ما بعدها فأقول [54]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

خلاصة  تذهيب تهذيب الكمال

للعلامة صفي الدين أحمد بن عبد الله الخزرجي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله العليم الحكيم, الفرد الصمد العظيم, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة واقية من عذاب الجحيم, مبوئة دار الخلد والنعيم, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده النبي الكريم ورسوله الرؤوف الرحيم الحليم, وعلى آله وأصحابه و سلم تسليما كثيرا مقرونا بالتبجيل والتعظيم

وبعد : فهذا مختصر في أسماء الرجال, اختصرته من ( تذهيب تهذيب الكمال ) وضبطت ما يحتاج إلى ضبطه في غالب الأحوال, وزدت فيه زيادات مفيدة, ووفيات عديدة, من الكتب المعتمدة, والنقول المسندة, أسأل الله تعالى التوفيق و الهدى إلى سواء الطريق بمنه وكرمه, آمين

فصل في ذكر الكتب التي احتوى هذا المختصر وأصله على رجالها : (صحيح البخاري), وعلامته ( خ ), وما كان فيه تعليقا فعلامته ( خت ), و(جزء القراءة) له ( ز ), و(رفع اليدين) له ( ي ) و(الأدب المفرد) له ( بخ ) , و (أفعال العباد)له ( عخ ) , و(صحيح مسلم) علامته ( م ) , وما كان في مقدمة (صحيحه)

( مق ), و(سنن أبي داود) و علامتها ( د ), و(المراسيل) له ( مد ), و(القدر) له ( قد ), و(الناسخ و (المنسوخ) له ( خد ), و(تفرد أهل الأمصار بالسنن) له ( ف ), و(فضائل الأنصار) له ( صد ), و(مسائل أحمد) له ( ل ), و(مسند مالك) له ( كد ) و(جامع الترمذي) وعلامته ( ت ), و(الشمائل) له ( تم ), و (سنن النسائي) علامتها ( س ), وكتاب (عمل يوم وليلة) له ( سي ), و(خصائص علي) له ( ص ), و (مسند علي) له ( عس ) , و(مسند مالك) له ( كن ) , و(سنن ابن ماجة) علامتها ( ق ) , و(التفسير) له

( فق ), فإن اجتمع الستة فالرمز ( ع ) أو الأربعة فالرمز ( عـ ) أومن ذكر في هذا الكتاب, وليست له رواية في الكتب فالرمز عليه ( تمييز )

وقد أخبرني (بالتذهيب ) شيخنا الحافظ أبو فارس عز الدين فهد المكي إجازة منه, عن الإمام شرف الدين أبي الفتح محمد بن الحافظ زين الدين أبي بكر ابن الحسين المراغي, عن أبيه, قال أنبأنا الحافظ الحجة شمس الدين أبو عبد الله أحمد بن عثمان الذهبي رحمه الله تعالى آمين

[كتاب الرجال, وهو قسمان, وخاتمة, القسم الأول في ترتيبهم على الأسماء, القسم الثاني في ترتيب الرجال على الكنى, وفيه نوعان, النوع الأول فيمن عرف بكنية ولم يتقدم اسمه, أو تقدم اسمه وروى عنه مكنى, ولم يتضح أو اختلف في اسمه أو لا يعرف له اسم, النوع الثاني فيمن اشتهر بكنية واسم وتقدم اسمه في الأسماء, ومن كني باسم ابنه فإنما يذكر اسمه حسب اسمه, الخاتمة, وفيها ثمانية فصول, الفصل الأول فيمن عرف بإبن فلان ولم يتقدم اسمه, أو تقدم ولم يشتهر بهذه النسبة, الفصل الثاني فيمن تقدم اسمه, الفصل الثالث فيمن عرف بنسبه ولم يتقدم اسمه, الفصل الرابع فيمن عرف بنسبه وتقدم اسمه في الأسماء, الفصل الخامس في الألقاب, الفصل السادس فيمن لقب بكنيته, الفصل السابع فيمن لقب بنسبه, الفصل الثامن في المبهمات

كتاب النساء وهو قسمان وخاتمة, القسم الأول في ترتيبهن على الأسماء, القسم الثاني في ترتيبهن على الكنى, وفيه نوعان, النوع الأول فيمن عرفت بكنية ولم يتقدم اسمها, أولا يعرف لها اسم, النوع الثاني فيمن عرفت بكنية وتقدم اسمها, خاتمة وفيها ثلاثة فصول, الفصل الأول فيمن عرفت بابنة فلان وفيه نوعان, النوع الأول فيمن لم يتقدم اسمها, النوع الثاني فيمن تقدم اسمها, الفصل الثاني في الألقاب, الفصل الثالث في المجهولات [55] ] [56]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

إسعاف المبطأ برجال الموطأ

للحافظ جلال الدين السيوطي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال شيخنا العلامة حافظ العصر, جلال الدين السيوطي الشافعي, فسح الله في مدته :

الحمد لله على فضله العميم, والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أزكى صلاة وأتم تسليم,

هذا تأليف لطيف في تراجم الرواة المذكورين في ( موطأ مالك) t, مهذب محرر, يفوق الكتب المؤلفة في ذلك لمن تبصر,

سميته : ( إسعاف المبطإ برجال الموطأ ) [57]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

 

 

 

كتب  الرواة الضعفاء

 

 

المجروحين من المحدثين

للحافظ أبي حاتم بن حبان

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر بفضلك, الحمد لله الواحد الأحد, المحمود الصمد, الذي لا يفنيه تكرر دور الأحوال, ولا أنواع التغيير والانتقال, وهو خالق الخلائق ومنشئهم, ورازق العباد ومغنيهم, قد كون الأشياء من غير امتثال بأصل, وذرأ البشر من غير اتسام بنسل, ثم شرح منهم صدور أوليائه, حتى انقادت أنفسهم لعبادته, وطبع على قلوب أعدائه حتى ازوارت عن الاكتساب لطاعته, ثم اصطفى منهم طائفة أصفياء, وجعلهم بررة أتقياء, فأفرغ عليهم أنواع نعمه, وهداهم لصفوة طاعته, فهم القائمون بإظهار دينه, والمتمسكون بسنن نبيه r , فله الحمد على ما قدر وقضى, ودبر وأمضى, حمدا لا يبلغ الذاكرون له حدا, ولا يحصي المحصون له عددا

وأشهد أن لا اله إلا الله, الذي لا اله إلا هو, شاهد نجوى كل نجوى, ومنتهى كل شكوى, ( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَر ُ) (سـبأ:3), وأشهد أن محمدا عبده المصطفى, ورسوله المرتضى, بعثه إليه داعيا, والى جنابه هاديا, فصلى الله عليه وعلى أله الطيبين الأخيار

أما بعد : فإن أحسن ما يدخر المرء من الخير في العقبى, وأفضل ما يكتسب به الذخر في الدنيا حفظ ما يعرف به الصحيح من الآثار, ويميز بينه وبين الموضوع من الأخبار, إذ لا يتهيأ معرفة السقيم من الصحيح, ولا استخراج الدليل من الصريح إلا بمعرفة الضعفاء المحدثين والثقات, وكيفية ما كانوا عليه في الحالات, فأما الأئمة المرضيون والثقاة المحدثون فقد ذكرناهم بأسمائهم, وما نعرف من أنبائهم [58], وإني ذاكر ضعفاء المحدثين, وأضداد العدول من الماضين, ممن أطلق أئمتنا عليهم القدح, وصح عندنا فيهم الجرح, وأذكر السبب الذي من أجله جرح, والعلة التي بها قدح, ليرفض سلوك الاعوجاج, بالقول بأخبارهم عند الاحتجاج, وأقصد في ذلك ترك الإمعان والتطويل, وألزم الإشارة إلى نفس التحصيل, وبالله أستعين على السداد في المقال, وبه نتعوذ من الحيرة والضلال, إنه منتهى رجاء المؤمنين وولي جزاء المحسنين

[ وذكر بابا في الحث على حفظ السنن ونشرها (ص14), وبابا في ذكر التغليظ في الكذب على رسول الله r (ص15), وذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه (ص16), وذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه (ص16), ذكر خبر ثالث يدل على صحة ما ذهبنا إليه (ص17), وباب ذكر الخبر الدال على استحباب معرفة الضعفاء (18), ذكر خبر فيه كالأمر بالجرح للضعفاء (ص19), ذكر السنة في ذلك (ص20), ذكر السنة المصرحة بذلك (ص21), ذكر خبر ثان يدل على استحباب معرفة الضعفاء من المحدثين(ص22), ذكر خبر توهم الرعاع من الناس ضد ما ذهبنا إليه (ص23) ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه (ص24), وكيف لا يجوز القدح فيمن تبوأ من النار بفعل فعله (ص35), ذكر أول من وقي الكذب على رسول الله (ص36), ذكر بعض السبب الذي من أجله منع عمر بن الخطاب أصحابه من إكثار الحديث (ص37), والدليل على صحة ما تأولنا فعلهما ذلك (ص39), ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه (ص56), ذكر خبر يدل على صحته(ص57), ذكر أنواع جرح الضعفاء (ص58),( وذكر عشرين نوعا منهم ), ذكر إثبات النصرة لهذه الطائفة على قيام الساعة(ص83), ذكر أجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز الإحتجاج بها (ص84), وذكر ستة أجناس ]

وإنما نملي من أسامي من ضعف من المحدثين, وتكلم فيه الأئمة المرضيون, ونذكر ما نعرف من أنسابهم, وأسبابهم, و نذكر عند كل شيء منهم من حديثه ما يستدل به على وهائه في روايته تلك, وأقصد في ذكر أسمائهم المعجم, إذ هو أدعى للمتعلم إلى حفظه, وأنشط للمبتدئ في وعيه,وأسهل عند البغية لمن أراده, والله أسأل السداد في الخطاب, وهو الدافع عنا سوء يوم الحساب, إنه غاية مفر الهاربين, وملجأ البغية للطالبين [59]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الضعفاء والمتروكين

للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي

بسم الله الرحمن الرحم, رب عونك, أخبرنا الشيخ الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي فيما كتبه إلي من بغداد قال/

الحمد لله الذي قدر الإعوجاج والإستقامة, وقضى بالسقم والسلامة, ونصب على وحدانيته من كل شيء علامة, والصلاة على ...... الحزب في القيامة, و على من صحبه وتحرى سبيله ورامه, .....وبالغين مرامه.

اعلموا إخواني وفقكم الله أنه ليس بمحفوظ سوى ما في كتاب الله المنزه عن التحريف وسنة الرسول المرسل r فإن الكتب قبل كتابنا بدلت والدعاوي على......الأقرب بالصحيح وعسر التمييز, وكتابنا بحمد الله محفوظ من التبديل, و سنة نبينا صلى الله عليه وآله سليمة من التغيير, و لقد عجز الزنادقة أن يدخلوا في....... سبحانه في كل عـ...... في جرح الرواة....... أنه قد استبد......في ذلك القدح غيبة......وسفيان بن عيينة عن الرجل يتهم, أو لا يحفظ الحديث, فقالوا: بين,وكان شعبة يقول : لا يسعني أن اكف عن أبان, وقال محمد بن بندار الجرجاني قلت لأحمد بن حنبل : إنه ليشتد علي أن أقول فلان ضعيف, وفلان كذاب, فقال : إذا سكت أنت, وسكت أنا, فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم

فصل : قال المصنف : وقد جمعت بحمد الله كتابا كبيرا يحتوي على الأحاديث الواهية سميته كتاب ( العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ), ثم أفردت للموضوعات كتابا سميته كتاب ( الموضوعات من الأحاديث المرفوعات )

وهذا كتاب أسماء الضعفاء والواضعين, وذكر من جرحهم من الأئمة, الكبار مثل أحمد بن حنبل, ويحيى بن معين, وعلي بن المديني, والبخاري, ومسلم, وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي, وكان من الحفاظ, كان أحمد بن حنبل يكاتبه, وأبي حفص عمرو بن علي الفلاس, وعبد الرحمن بن أبي حاتم, وأبيه, وأبي زرعة, وزكريا الساجي’ وأبي جعفر العقيلي, وأبي الحسن علي بن الجنيد, وكان حافظا من أصحاب محمد بن عبد الله بن نمير, وأبي أحمد بن عدي, وأبي الفتح الأزدي, وأبي الحسن الدار قطني, وغيرهم من العلماء.

وقد يقع خلاف في بعض المجروحين, فيعده بعضهم من الثقات...... [60]أحد الأمرين إلى المجتهدين من علماء النقل, على أن تقديم الجرح على التعديل متعين

فصل :قال المصنف : وقد اختصرت هذا الكتاب, ورتبت المذكورين فيه على حروف المعجم, ثم رتبتهم في أنفسهم على الحروف أيضا, وبيانه أني أقدم إبراهيم على أحمد, لأن, الباء قبل الحاء, ثم رتبت أسماء آبائهم على الحروف أيضا, وبيانه أني أقدم إبراهيم بن بشير على إبراهيم بن الحكم, لأن الباء قبل الحاء, وذلك ليسهل الأمر على طالب الإسم, ولا يعاني في ذلك كل مشقة

وقد جمع كتابي هذا زبد ما ذكره المتكلمون في التضعيف, وانتقى من الكتب المصنفة في ذلك, ومتى رأيت المصنف لا ينتقي ويتوقى فليس بمصنف, والله الموفق [61]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المغني في الضعفاء

للحافظ أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, صلى الله على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

الحمد لله العادل في القضية, الحاكم في البرية, الذي قضى على الخلق بالسهو و النسيان, وحرم عليهم الكذب والبهتان, في جميع الملل والأديان, وحفظ دينه بالحفاظ أولي الصدق والإتقان, والحذق والتبيان, وجبلهم على الإنصاف, و حماهم من المحاباة والاختلاف, وبصرهم في نقد حملة الآثار, و رزقهم ذوقا في التمييز بين الثقة والمغفل المكثار, وضبط بهم السنن في سائر الأقطار, فشهادة الفرد منهم ترد الكثير من الأخبار, وتوثيق الحجة منهم موجبة للاحتجاج بما ثبتوه من أحاديث سيد الأبرار, إن هذا لهو الفخار, وإن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار

وصلى الله على محمد عبده ورسوله المبعوث إلى الناس, من أشرف ولد إلياس بن مضر بن نزار وعلى آله وأزواجه الأطهار, وعلى سائر المهاجرين والأنصار

أما بعد : فهذا كتاب صغير الحجم, كبير القدر, كثير النفع, أسأل الله تعالى فيه حسن النية والقصد, والعفو عن السهو والتجاوز عن تجاوز الحد, هذبته وقربته وبالغت في اختصاره, تيسيرا على طلبة العلم المعتنين بالحديث في معرفة الضعفاء, قد احتوى على ذكر الكذابين الوضاعين, ثم على ذكر المتروكين الهالكين, ثم على الضعفاء من المحدثين و الناقلين, ثم على الكثيري الوهم من الصادقين, ثم على الثقات الذين فيهم شيء من اللين, أو تعنت بذكر بعضهم أحد من الحافظين, ثم على خلق كثير من المجهولين, ولم يمكني استيعاب هذا الصنف لكثرتهم في الأولين والآخرين, فذكرت منهم من نص على جهالته أبو حاتم الرازي, وقال : هذا مجهول, وذكرت خلقا منهم لم أعرف حاله, ولا روى عنه سوى رجل واحد متنا منكرا, وكذا لم أذكر فيه من قيل فيه : محله الصدق, ولا من قيل فيه : يكتب حديثه, ولا من : لا بأس به, ولا من قيل فيه : هو شيخ, أو هو صالح الحديث, فإن هذا باب تعديل, وكذا لم أعتن بمن ضعف من الشيوخ, ممن كان في المائة الرابعة وبعدها, ولو فتحت هذا الباب لما سلم أحد إلا النادر من رواة الكتب والأجزاء

وقد جمعت في كتابي هذا أمما لا يحصون, فهو مغن عن مطالعة كتب كثيرة في الضعفاء, فإني أدخلت فيه إلا من ذهلت عنه ( الضعفاء لابن معين ), وللبخاري, وأبي زرعة, وأبي حاتم, والنسائي, وابن خزيمة, و العقيلي, وابن عدي, وابن حبان, والدارقطني, والدولابي, والحاكمين [62], والخطيب, وابن الجوزي, وزدت على هؤلاء ملتقطات من أماكن متفرقات, وأشرت إلى حال الرجل بأخصر عبارة, إذ لو استوفيت حاله وما قيل فيه وما أنكر من الحديث عليه لبلغ الكتاب عدة مجلدات, فمن أراد التبحر في المعرفة فليطالع المؤلفات الكبار, وليأخذ من حيث أخذت

وقد رمزت على من له رواية في كتب الإسلام الستة كما تراه, فالبخاري ( خ ), ومسلم ( م ), وأبو داود ( د ), و الترمذي ( ت ), والنسائي ( س ), ولابن ماجة ( ق ), والجماعة كلهم ( ع ), والسنن الأربعة ( عه ), والله حسبي, وعليه اعتمادي, وهذا مبلغ ما عندي, ولا آلو جهدي [63]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

ديوان الضعفاء والمتروكين

للحافظ أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر, وأعن يا معين, الحمد لله, والشكر لله, ولا حول ولا قوة إلا بالله , والصلاة على رسول الله

أما بعد : فهذا ( ديوان الضعفاء والمتروكين ), وخلق من المجهولين, وأناس فيهم لين, على ترتيب حروف المعجم, بأخصر عبارة, وألخص إشارة, فمن كان في كتاب من الكتب الستة: البخاري , و مسلم, وأبي داود, و الترمذي, والنسائي, وابن ماجة له رواية فعليه رمز ذلك الكتاب, فالبخاري ( خ ), ومسلم ( م ), وأبي داود ( د ), والترمذي ( ت ), والنسائي ( ن ), وابن ماجة ( هـ ), وممن كان في الكتب الستة جميعها و هذا نادر جدا فعليه ( ع ), ومن كان في السنن الأربعة فعليه ( عو )

والله المسؤول أن ينفع به, إنه سميع الدعاء [64]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

ميزان الاعتدال في نقذ الرجال

للحافظ أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الحكم العدل العلي الكبير, اللطيف الخبير, الماجد البصير, الذي خلق كل شيء فأحسن التقدير, ودبر الخلائق فأكمل التدبير, وقضى بحكمته على العباد بالسعادة والشقاوة, فريق في الجنة وفريق في السعير, وأرسل رسله الكرام بأصدق الكلام وأبين التحرير, وختمهم بالسيد أبي القاسم البشير النذير, السراج المنير, فأرسله رحمة للعالمين وصير أمته خير أمة أخرجت للناس فيا حبذا التصيير, وجعل فيهم أئمة ونقادا يدققون في النقير والقطمير, ويتبصرون في حفظ آثار نبيهم أتم التبصير, و يتعوذون بالله من الهوى والتقصير, ويتكلمون في مراتب الرجال وتقرير أحوالهم من الصدق والكذب والقوة والضعف أحسن تقرير, وأشهد أن لا إله إلا الله, شهادة أدخرها لسؤال منكر ونكير, وأردفها بشهادة أن محمدا عبده ورسوله خير نبي وأصدق نذير, صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أولي العزم والتشمير

أما بعد : هدانا الله وسددنا ووفقنا لطاعته, فهذا كتاب جليل مبسوط في إيضاح نقلة العلم النبوي, وحملة الآثار, ألفته بعد كتابي المنعوت (بالمغني) [65] وطولت العبارة, وفيه أسماء عدة من الرواة زائدا على من في (المغني) زدت معظمهم من الكتاب (الحافل المذيل على الكامل) لابن عدي [66]

وقد ألف الحفاظ مصنفات جمة في الجرح والتعديل, ما بين اختصار وتطويل, فأول من جمع كلامه في ذلك الإمام الذي قال فيه أحمد بن حنبل ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان, وتكلم في ذلك بعده تلامذته يحيى بن معين, وعلي بن المديني [67], وأحمد بن حنبل, وعمرو بن علي الفلاس [68], وأبو خيثمة

وتلامذتهم مثل أبي زرعة [69], وأبي حاتم, والبخاري [70], ومسلم, وأبي إسحاق الجوزجاني السعدي [71], وخلق من بعدهم مثل النسائي [72], و ابن خزيمة, والترمذي, و الدولابي [73], و العقيلي [74], و له مصنف مفيد في معرفة الضعفاء[75], و لأبي حاتم بن حبان كتاب كبير عندي في ذلك [76], ولأبي أحمد بن عدي كتاب (الكامل) [77], هو أكمل الكتب و أجلها في ذلك, وكتاب أبي الفتح الأزدي, وكتاب أبي محمد بن أبي حاتم في (الجرح والتعديل), و كتاب (الضعفاء) للدارقطني [78], و(الضعفاء) للحاكم, وغير ذلك [79], وقد ذيل ابن طاهر المقدسي على (الكامل) لابن عدي بكتاب لم أره [80], وصنف أبو الفرج بن الجوزي كتابا كبيرا في ذلك, كنت اختصرته أولا, ثم ذيلت عليه ذيلا بعد ذيل والساعة فقد استخرت الله عز وجل في عمل هذا المصنف ورتبته على حروف المعجم, حتى في الآباء, ليقرب تناوله, و رمزت على اسم الرجل من أخرج له في كتابه من الأئمة الستة, البخاري, ومسلم, وأبي داود, والنسائي, والترمذي, و ابن ماجة, برموزهم السائرة, فان اجتمعوا على إخراج رجل فالرمز ( ع ), وإن اتفق عليه أرباب السنن الأربعة فالرمز ( عو ) وفيه من تكلم فيه مع ثقته وجلالته بأدنى لين وبأقل تجريح, فلولا أن ابن عدي أو غيره من مؤلفي كتب الجرح ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته لثقته, ولم أر من الرأي أن احذف اسم أحد ممن له ذكر بتليين ما في كتب الأئمة المذكورين, خوفا من أن يتعقب علي, لا أني ذكرته لضعف فيه عندي, إلا ما كان في كتاب البخاري, وابن عدي و غيرهما من الصحابة, فإني أسقطتهم لجلالة الصحابة, ولا أذكرهم في هذا المصنف, فإن الضعف إنما جاء من جهة الرواة إليهم, وكذا لا أذكر في كتابي من الأئمة المتبوعين في الفروع أحدا, لجلالتهم في الإسلام, وعظمتهم في النفوس, مثل أبي حنيفة والشافعي والبخاري, فان ذكرت أحدا منهم فأذكره على الإنصاف, وما يضر ذلك عند الله, ولا عند الناس, إذ إنما يضر الإنسان الكذب, والإصرار على الخطأ, والتجري على تدليس الباطل, فإنه خيانة وجناية, والمرء المسلم يطبع على كل شيء إلا الخيانة والكذب

فقد احتوى كتابي هذا على ذكر الكذابين, الوضاعين, المتعمدين, قاتلهم الله, وعلى الكاذبين في انهم سمعوا ولم يكونوا سمعوا, ثم على المتهمين بالوضع بالتزوير, ثم على الكذابين في لهجتهم, لا في الحديث النبوي, ثم على المتروكين الهلكى الذين كثر خطاؤهم, وترك حديثهم, ولم يعتمد على روايتهم, ثم على الحفاظ الذين في دينهم رقة, وفي حديثهم وهن, ثم على المحدثين الضعفاء من قبل حفظهم, فلهم غلط وأوهام, ولم يترك حديثهم, بل يقبل ما رووه في الشواهد والاعتبار بهم, لا في الأصول والحلال والحرام, ثم على المحدثين الصادقين أو الشيوخ المستورين, الذين لم يبلغوا رتبة الأثبات المتقنين, وما أوردت منهم إلا من وجدته في كتاب أسماء الضعفاء, ثم على خلق كثير من المجهولين ممن نص أبو حاتم الرازي على أنه مجهول, أو قال غيره : لا يعرف, أو فيه جهالة, أو غير ذلك من العبارات التي تدل على عدم شهرة الشيخ بالصدق, إذ المجهول غير محتج به, ثم على الثقات الأثبات الذين فيهم بدعة, والثقات الذين تكلم فيهم من لا يلتفت إلى كلامه, ولا إلى تضعيفه, لكونه تعنت فيه, وخالف الجمهور من أولي النقد والتحرير, فإنا لا ندعي العصمة من السهو والخطأ في الإجتهاد في غير الأنبياء عليهم السلام

ثم إن البدعة صغرى وكبرى, روى عاصم الأحول عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد حتى وقعت الفتنة, فلما وقعت نظروا من كان من أهل السنة أخذوا حديثه, ومن كان من أهل البدع تركوا حديثه

وروى هشام عن الحسن قال : لا تفاتحوا أهل الأهواء, ولا تسمعوا منهم, فالتليين بالبدعة باب سلف فيه اختلاف بين العلماء, ليس هذا موضع تقريره, ولم أتعرض لذكر من قيل محله الصدق, ولا من قيل فيه صالح الحديث, أو يكتب حديثه, أو هو شيخ, فان هذا وشبهه يدل على عدم الضعف المطلق

فأعلى العبارات في الرواة المقبولين : ثبت حجة, وثبت حافظ, وثقة متقن, وثقة ثقة, ثم ثقة, ثم صدوق, ولا بأس به, و ليس به بأس, ومحله الصدق, وجيد الحديث, وصالح الحديث, وشيخ وسط, وشيخ, وحسن الحديث, وصدوق إن شاء الله تعالى, وصويلح, ونحو ذلك

وأردى عبارات الجرح : دجال كذاب, أو وضاع يضع الحديث, ثم متهم بالكذب, ومتفق على تركه, ثم متروك, وليس بثقة, وسكتوا عنه, وذاهب الحديث, وفيه نظر, وهالك, وساقط, ثم واه بمرة, وليس بشيء, وضعيف جدا, وضعفوه وضعيف, واه, منكر الحديث, ونحو ذلك

ثم يضعف, وفيه ضعف, وقد ضعف, ليس بالقوي, غير حجة, ليس بحجة, ليس بذاك, يعرف وينكر, فيه مقال, تكلم فيه, لين, سيء الحفظ, لا يحتج به, اختلف فيه, صدوق لكنه مبتدع, ونحو ذلك من العبارات التي تدل بوضعها على اطراح الراوي بالأصالة, أو على ضعفه, أو على التوقف فيه, أو على جواز أن يحتج به مع لين فيه

وكذلك من قد تكلم فيه من المتأخرين لا أورد منهم إلا من قد تبين ضعفه, واتضح أمره من الرواة إذ العمدة في زماننا ليس على الرواة, بل على المحدثين والمفيدين, والذين عرفت عدالتهم, وصدقهم في ضبط أسماء السامعين, ثم من المعلوم أنه لابد من صون الراوي, وستره, والحد الفاصل بين المتقدم والمتأخر هو رأس سنة ثلاث مائة, ولو فتحت على نفسي تليين هذا الباب ما سلم معي إلا القليل, إذا الأكثر لا يدرون ما يروون, ولا يعرفون هذا الشأن, وإنما سمعوا في الصغر واحتيج إلى علو سندهم في الكبر, والعهدة على من أفادهم, ومن أثبت طباق السماع لهم, كما هو مبسوط في علوم الحديث, والله الموفق, ولا حول ولا قوة إلا بالله [81]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

لسان الميزان

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله المحمود بكل لسان, معروف بالجود و الإحسان, الذي خلق الإنسان, وعلمه البيان, وأشهد أن لا إله إلا الله, شهادة ادخرها يوم العرض على الميزان, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المنتخب من ولد عدنان, صلى الله عليه وسلم وعلى عترته الطاهرين, و صحبه الأكرمين, ما اتفق الفرقدان, واختلف الجديدان

أما بعد : فان خير الأعمال الإشتغال بالعلم الديني, وأفضله وأعظمه بركة معرفة صحيح حديث رسول الله r من مدخوله, ومنقطعه من موصوله, وسالمه من معلوله, ولما خص الله هذه الأمة المحمدية بضبط حديث نبيها بالإسناد المأمون, وتولى هو حفظ كتابه العزيز فقال: : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(الحجر:9), وندب رسول الله r إلى الأخذ منه, والتبليغ عنه, وأوضح أن أحاديثه عليها مدار الشريعة, وبيان مراد الكتاب العزيز, وأنها المفسرة لمجمله, والفاتحة لمغلقه, فقال r : ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه, فرب حامل فقه غير فقيه, ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه )

وقال r في خطبة حجة الوداع وقد بلغت التواتر : ( ألا هل بلغت ؟, قالوا: نعم, قال : فليبلغ الشاهد الغائب, فرب مبلغ أوعى من سامع )

وقال r : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه, إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه, ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ), وفي لفظ : ( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته, فيقول : بيننا و بينكم كتاب الله, فما وجدنا فيه حلالا استحللناه, وما وجدنا فيه حراما حرمناه, وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله ), حسنه الترمذي, وصححه الحاكم, والبيهقي

وفي ( المستدرك ) أيضا من حديث الحسن قال : بينا عمران بن حصين يحدث عن سنة نبينا r إذ قال له رجل : يا أبا نجيد, حدثنا بالقرآن, فقال : أنت وأصحابك تقرءون القرآن, أكنت محدثي عن الصلاة وما فيها وحدودها, أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب, والإبل, والبقر, وأصناف المال, فقال له رجل : أحييتني أحياك الله ), رواه ابن حبان في (صحيحه), ولفظه : بينما نحن عند عمران بن حصين فذكره    ), وقال r : ( لتسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم ) رواه أبو داود بإسناد صحيح, فامتثل أصحابه أمره نقلوا أقواله, وأفعاله, ونومه, ويقظته, وغير ذلك, ثم إن من بعد الصحابة تلقوا ذلك منهم, وبذلوا أنفسهم في حفظه و تبليغه, وكذلك من بعدهم, إلا أنه دخل فيمن بعد الصحابة في كل عصر قوم ممن ليست له أهلية ذلك, وتبلغه فأخطأوا فيما تحملوا ونقلوا.

ومنهم من تعمد ذلك, قد خلت الآفة فيه من هذا الوجه, فأقام الله طائفة كثيرة من هذه الأمة للذب عن سنة نبيه r فتكلموا في الرواة على قصد النصيحة, ولم يعد ذلك من الغيبة المذمومة, بل كان ذلك واجبا عليهم وجوب كفاية, ثم ألف الحفاظ في أسماء المجروحين كتبا كثيرة, كل منهم على مبلغ علمه ومقدار ما وصل إليه اجتهاده, ومن أجمع ما وقفت عليه في ذلك كتاب ( الميزان ) الذي ألفه الحافظ أبو عبد الله الذهبي, وقد كنت أردت نسخه على وجهه فطال علي, فرأيت أن أحذف منه أسماء من أخرج له الأئمة الستة في كتبهم, أو بعضهم, فلما ظهر لي ذلك استخرت الله تعالى, وكتبت منه ما ليس في ( تهذيب الكمال )

وكان لي من ذلك فائدتان, إحداهما: الاختصار والاقتصار, فإن الزمان قصير, والعمر يسير, والأخرى أن رجال ( التهذيب ) أما أئمة موثوقون, وإما ثقات مقبولون, وإما قوم ساء حفظهم, و لم يطرحوا, وأما قوم تركوا وجرحوا, فإن كان القصد بذكرهم أنه يعلم أنه تكلم فيهم في الجملة فتراجمهم مستوفاة في (التهذيب) وقد جمعت أسماءهم أعني من ذكر منهم في (الميزان) وسردتها في فصل أم الكتاب, ثم إني زدت في الكتاب جملة كثيرة, فما زدته عليه من التراجم المستقلة جعلت قبالته أو فوقه ( ز )

ثم وقفت على مجلد لطيف [82] لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل بن الحسين جعله ذيلا على (الميزان) ذكر فيه من تكلم فيه وفات صاحب (الميزان) ذكره, والكثير منهم من رجال (التهذيب), فعلمت على من ذكره شيخنا في هذا الذيل صورة ( فيه ) إشارة إلى أنه من الذيل لشيخنا, وما زدته في أثناء ترجمة ختمت كلامه بقول ( انتهى ) وما بعدها فهو كلامي

وسميته : ( لسان الميزان ) وها أنا أسوق خطبته على وجهها, ثم أختمها بفوائد وضوابط نافعة, إن شاء الله تعالى [83]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

نثل الهميان في معيار الميزان

للحافظ برهان الدين الحلبي

بسم الله الرحمن الرحيم :....................................

وبعد : فلما وقفت على كتاب (ميزان الاعتدال في نقذ الرجال) للإمام ابن الذهبي فوجدته أجمع كتاب وقفت عليه في الضعفاء, مع الاختصار الحسن, لكن قد أهمل الذهبي في (الميزان) جماعة ضعفاء و مجهولين قد ذكرهم نفسه في تراجم آخرين, ولم يذكرهم في أماكنهم من هذا المؤلف, فذكرتهم في أماكنهم مرتبين على ترتيب المؤلف, ورأيته أهمل آخرين ضعفاء أو مجهولين فألحقت من وقفت عليه من هذا القبيل, وليعلم أن المؤلف الذهبي أهمل جماعة ممن ذكر في كتاب (الجرح والتعديل) بتجهيل من الصحابة, ولم يذكر منم إلا نادرا, ولم أستدرك أنا عليه أحدا منهم, ورأيت المؤلف قد اقتصر على تضعيف أشخاص أو تجهيلهم, وقد ذكرهم بعض الحفاظ بتوثيق, أو هو في مكان أخر, وهذا على نوعين : نوع وقف المؤلف على كلام الموثق له ولم يذكره, ونوع لا أعلم هل وقف المؤلف على الكلام فيه أم لا ؟, فذكرت هذين النوعين وغالبهم في (ثقات ابن حبان)

ورأيت المؤلف قد ذكر جماعة كل ترجمة في مكانين, وأيضا قد ذكر في بعض الأشخاص فيقول: تقدم ولم يكن تقدم, و كذا يقول في ترجمة: تأتي ولا يذكرها, فأنبه على ما وقع من ذلك, وقد رأيت المؤلف قد ذكر غير واحد من الثقات, ولم يذكر فيه جرحا بالكلية, ولا ذكره تمييزا, وما أدري لما صنع ذلك؟, وقد أهملت أقساما من التنبيهات وإنما أهملت ذلك وإن كان ينبني عليه فائدة وهي زيادة المعدلين والمجرحين وذلك يقتضي الترجيح عند فريق, لأن ذلك يقتضي تتبعا كبيرا, بل ولا يمكنني استيعابه ولم أكن أنا في هذا الذيل بصدد ذلك..... اهـ [84]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تعريف أهل التقديس

بمراتب الموصوفين بالتدليس

للحافظ ابن حجر العسقلاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله المنزه عن النقائص بالتسبيح و التقديس, و الصلاة والسلام على محمد عبده ورسوله المبرأ عن كل عيب ينشأ عن توضيح أو تلبيس و على آله وصحبه الذين شملتهم أنواره فاستغنوا بها عن التدليس

أما بعد : فهذه معرفة مراتب الموصوفين بالتدليس في أسانيد الحديث النبوي لخصتها في هذه الأوراق لتحفظ, وهي مستمدة من ( جامع التحصيل ) للإمام صلاح الدين العلائي شيخ شيوخنا تغمده الله برحمته من زيادات كثيرة في الأسماء تعرف بالتأمل, وهم على خمس مراتب:

الأولى : من لم يوصف بذلك إلا نادرا, كيحيى بن سعيد الأنصاري, الثانية : من احتمل الأئمة تدليسه, وأخرجوا له في الصحيح لإمامته, وقلة تدليسه في جنب ما روى, كالثوري أو كان لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة, الثالثة : من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع, ومنهم من رد حديثهم مطلقا, ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي, الرابعة : من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء و المجاهيل, كبقية بن الوليد, الخامسة : من ضعف بأمر آخر سوى التدليس, فحديثهم مردود, ولو صرحوا بالسماع إلا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة, وهذا التقسيم المذكور حرره الحافظ صلاح الدين المذكور في كتابه المذكور, فمن عليه رقم ( ه ) فهو مذكور في الفصل الذي ذكره في أسماء المدلسين, وإلا فهو من الزيادات عليه, وقد أفرد أسماء المدلسين بالتصنيف من القدماء الحسين بن علي الكرابيسي صاحب الإمام الأعظم الشافعي[85], ثم النسائي, ثم الدارقطني, ثم نظم شيخ شيوخنا الحافظ شمس الدين الذهبي في ذلك (أرجوزة)[86], و تبعه بعض تلاميذه و هو الحافظ أبو محمود أحمد بن المقدسي, فزاد عليه من تصنيف العلائي شيئا كثيرا, مما فات الذهبي ذكره, ثم ذيل شيخنا حافظ العصر أبو الفضل بن الحسين في هوامش كتاب العلائي أسماء وقعت له زائدة, ثم ضمها ولده العلامة قاضي القضاة ولي الدين أبو زرعة الحافظ بن الحافظ إلى من ذكره العلائي وجعله تصنيفا مستقلا, وزاد من تتبعه شيئا يسيرا جدا, وعلم بما زاده على العلائي ( ز ), وأفرد المدلسين بالتصنيف من المتأخرين المحدث الكبير المتقن برهان الدين الحلبي سبط بن العجمي, غير متقيد بكتاب العلائي, فزاد عليهم قليلا

فجميع ما في كتاب العلائي من الأسماء ثمانية وستون نفسا, وزاد عليهم ابن العراقي ثلاثة عشر نفسا, وزاد عليه الحلبي اثنين وثلاثين نفسا, وزدت عليهما تسعة وثلاثين نفسا, فجمله ما في كتابي هذا مائة واثنان وخمسون نفسا, ومن عليه رمز أحد الستة فحديثه مخرج فيه [87]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

كتاب المختلطين

للحافظ أبي سعيد العلائي

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل على سيدنا محمد وآل محمد وصحبه وسلم, قال شيخ الإسلام علامة الزمان صلاح الدين أبو سعيد العلائي رحمه الله تعالى

فصل فيمن حصل له اختلاط في آخر عمره من الرواة أما الرواة الذين حصل لهم الاختلاط في آخر عمرهم فهم على ثلاثة أقسام أحدها من لم يوجب ذلك له ضعفا أصلا ولم يحط من مرتبته إما لقصر مدة الاختلاط وقلته كسفيان بن عيينة وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه وهما من أئمة الإسلام المتفق عليهم وإما لأنه لم يرو شيئا حال اختلاطه فسلم حديثه من الوهم كجرير بن حازم وعفان بن مسلم ونحوهما, والثاني من كان متكلما فيه قبل الاختلاط فلم يحصل من الاختلاط إلا زيادة في ضعفه كابن لهيعة ومحمد بن جابر السحيمي ونحوهما, والثالث من كان محتجا به ثم اختلط أو عمر في آخر عمره فحصل الاضطراب فيما روى بعد ذلك فيتوقف الاحتجاج به على التمييز بين ما حدث به قبل الاختلاط عما رواه بعد ذلك

وهذه أسماء من وقفت عليهم من الرواة المشار إليهم على حروف المعجم منبها على من هو منهم من الأقسام المذكورة إن شاء الله تعالى [88]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث

للحافظ برهان الدين الحلبي

 

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي جعل الكذب سوى ما رخص فيه في ملتنا محرما في جميع الملل, ولا سيما إذا كان على الله عز و جل, أو على أحد من الأنبياء أو الرسل, وصير حفظ اللسان مقوما مطلوبا في كل دين يعتقد, خصوصا ديننا الذي ليس فيه شيء ينتقد, وأشهد أن لا إله إلا الله الصادق وعده رسله, الذي لا يخيب من حفظ لسانه وأمله, وأشهد أن محمدا رسول الصادق المصدوق, الذي بلغ ما أنزل الله إليه, ولم يحطه ولا بعض ثفروق r , وزاده فضلا وشرفا لديه, وعلى أصحابه الأمم الصادقين اللهجة, الذين بلغوا ما قال لهم نبيهم أو فعله, أو أقره, وكانوا على من بعدهم الحجة

أما بعد : فقد روي عن رسول الله r قال : ( يطبع المؤمن على كل خصلة إلا الخيانة والكذب ) رواه ابن أبى شيبة في (المصنف) من حديث أبي أمامة, ورواه ابن عدي أبو احمد الحافظ في مقدمة (الكامل) من حديث سعد بن أبي وقاص أحد العشرة y, وابن عمر وأبى أمامة أيضا, ورويناه في كتاب (الصمت) لابن أبي الدنيا من حديث سعد مرفوعا و موقوفا, والموقوف أشبه بالصواب, قاله الدر اقطني, ورواه الإمام الذهبي في (الكبائر) في الكبيرة التاسعة وسكت عليه, وكذا الكبيرة السادسة عشرة, وفي الكبيرة الرابعة والعشرين, وقال: روي بإستادين ضعيفين

وقد جمعت في هذا الكتاب من وقعت عليه أنه رمي بوضع الحديث على رسول الله r , وغالبهم انتخبته من كتاب (ميزان الاعتدال في نقذ الرجال) للحافظ الجهبذ مؤرخ الإسلام, شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن الذهبي, شيخ جماعة من شيوخنا رحمهم الله من أماكنهم فيه, ومن تراجم غيرهم

وزدت عليه تراجم من (موضوعات) الحافظ أبي الفرج بن الجوزي, ومن (تلخيص المستدرك) للحاكم أبي عبد الله بن البيع تلخيص الذهبي أيضا, ومن غيرها

ولم أذكر فيه من قيل فيه أنه متهم, وذلك لأنه يحتمل أن يراد به ذلك أنه متهم بالكذب وهو ظاهر عبارة أهل هذا الفن, وإنما أذكر فيه من صُُرح في ترجمته بالوضع, أو ظن حافظ من الحفاظ أنه وضع أن غالب من قيل فيه أنه متهم بغير قيد قد رأيته في كلام بعض الأئمة, وقد صرح فيه بالوضع, فإذا رأيته كذلك قد صرح عنه بالوضع ذكرته, وربما أذكر من قوي في فهمي من كلام بعضهم أنه وضع فأذكره, ولا أذكر فيه من اقتصر فيه على أنه دجال, أو كذاب, ولا يكذب, ولا متهم بالكذب, وإنما أذكر منهم من قد وصفته لك قبل ذلك قريبا

وقد رتبته على حروف المعجم في الإسم, واسم الأب, ليسهل تناوله, ومن كانت له رواية منهم في شيء من الكتب الستة, رقمت على اسمه رقمه المشهور عند أهل الحديث

وإذا كان تشبه بغيره أذكره في أول من تشبه بالواحد منم ( تمييز ), وتركت كثيرا ممن يشبه بالواحد منهم خوف الإطالة, ثم ليعلم أني أذكر تراجمهم مختصرة جدا, وما أذكر في الترجمة إلا موضع الحاجة غالبا, وإلا فلو ذكرت كل ما قيل في الواحد منهم لجاء مجلدا ضخما

[ ثم نقل أقوال العلماء في حكم الكاذب على رسول الله r , وقبول توبته, وذكر حديث ( من كذب علي...) وقول العلماء في تواتره, ثم ذكر أصناف الوضاعين وأطال في ذلك قدر صفحتين ] ثم قال:

ولا يسأم من طول هذه المقدمة فإنها كالمدخل إلى هذا المؤلف, والله أسأل أن ينفع به قارئه, وكاتبه, و الناظر فيه, إنه قريب مجيب [89]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التبيين في أسماء المدلسين

للحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, و صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

أما بعد : فهذا تعليق في أسماء المدلسين, كنت قد جمعته قديما سنة 792 هـ في تعليق لي على سيرة أبي الفتح اليعربي [90], ثم في تعليق لي على البخاري [91], ثم إني نقلتهم إلى هذا المؤلف المفرد, و أسماؤهم تحتمل مجلدا, إذا ذكرت تراجمهم, ولكني اختصرتها الآن جدا ليسهل تحصيلهم, وغالبهم في كلام شيخ شيوخنا الحافظ صلاح الدين خليل العلائي في كتابه (المراسيل), وقد أخبرني به إجازة شيخنا الحافظ سراج الدين بن الملقن بقراءته له عليه أجمع ببيت المقدس, وبعضهم رأيته في قصيد الإمام أبي محمود المقدسي, أخبرني بأنها له شيخنا بن الملقن, وبعضهم ظفرت أنا به في تواليف أذكرها في ذكر أسمائهم, وقد رأيت في كتاب (المراسيل) المشار إليه أن الحافظ الذهبي نظم غالبهم في قصيد انتهى, ولم أر هذه القصيد أنا, ثم اعلم أن التدليس على ثلاثة أقسام : الأول تدليس الإسناد, وهو أن يسقط اسم شيخه الذي سمع منه, ويرتقي إلى شيخ شيخه ( بعن ), و ( أن ) و ( قال ) أو يسقط أداة الرواية, ويسمي الشيخ فقط فيقول فلان مثلا, و اختلف في أهل هذا القسم, فقيل يرد حديثهم مطلقا, سواء بينوا السماع, أم لا, وأن التدليس نفسه جرح, والصحيح التفصيل, فإن صرح بالإتصال كقوله سمعت, أو حدثنا, أو أنبأنا, فهو مقبول يحتج به, وإن أتي بلفظ يحتمل فحكمه حكم المرسل

والقسم الثاني : تدليس الشيوخ, وهو أن يصف الشيخ المسمع بوصف لا يعرف به, من اسم, أو كنية, أو لقب, أو نسبة إلى قبيلة, أو بلدة, أو صنعة, ونحو ذلك, ولم أذكر أنا من أهل هذا القسم أحدا, قال ابن الصلاح : وأمره أخف يعني من القسم الأول انتهى, وقد جزم ابن الصباغ في (العدة) [92] بأن من فعل ذلك لكون من روى عنه غير ثقة عند الناس, وإنما أراد أن يغير اسمه ليقبلوا خبره يجب أن لا يقبل خبره, وإن كان هو يعتقد فيه الثقة فقد غلط في ذلك, لجواز أن يعرف غيره من جرحه ما لا يعرفه هو, وإن كان لصغر سنه فهو رواية عن مجهول لا يجب قبول خبره حتى يعرف من روى عنه انتهى

والقسم الثالث : وهو تدليس التسوية, ولم يذكره ابن الصلاح, وقد ذكره غيره, وهو أن يروي حديثا عن شيخ ثقة غير مدلس, وذلك الثقة يرويه عن ضعيف, فيأتي المدلس الذي سمع من الثقة الأول غير المدلس فيسقط الضعيف الذي في السند, ويجعل الحديث عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني, بلفظ محتمل, فيستوي الإسناد كله ثقات, وهذا شر الأقسام, قال شيخنا الحافظ العراقي في (النكت) له على ابن الصلاح, وهذا قادح فيمن تعمده انتهى

وقال العلائي في كتاب (المراسيل) : ولا ريب في تضعيف من أكثر هذا النوع, وقد وقع فيه جماعة من الأئمة الكبار, ولكن يسيرا, كالأعمش, والثوري, حكاه عنهما الخطيب انتهى

وممن نقل عنه فعل ذلك بقية بن الوليد, والوليد بن مسلم, والحسن بن ذكوان, كما سيأتي, وقال الخطيب البغدادي : وكان الأعمش والثوري وبقية يفعلون مثل هذا انتهى, وقد تقدم بعض هذا, ونقل الذهبي عن أبي الحسن بن القطان في بقية أنه يدلس عن الضعفاء, ويستبيح ذلك, و هذا إن صح عنه مفسد لعدالته, قال الذهبي في (الميزان) : قلت : نعم والله صح هذا عنه, أنه يفعله, وصح عن الوليد بن مسلم, بل وعن جماعة كبار فعله, وهذا بلية منهم, ولكنهم فعلوا ذلك باجتهاد, وما جوزوا على ذلك الشخص الذي يسقطون ذكره بالتدليس أنه تعمد الكذب, وهذا أمثل ما يعتذر به عنهم انتهى

اعلم أن الشافعي أثبت أصل التدليس بمرة واحدة, قال بن الصلاح : والحكم بأنه لا يقبل من المدلس حتى يبين, قد أجراه الشافعي فيمن عرفناه فدلس مرة انتهى, وممن حكاه عن الشافعي البيهقي في (المدخل) والله أعلم

واعلم أنه لا يدخل في المدلسين القسم الذين أرسلوا, وقد ذكر منهم العلائي في كتاب (المراسيل), جملة, وزدت أنا جملة ذكرتهم على هوامش كتابه, لكن الفرق بين التدليس وبين الإرسال الخفي أن الإرسال رواية الشخص عمن لم يسمع منه, قال أبو بكر البزار : إن الشخص إذا روى عمن لم يدركه بلفظ موهم, فإن ذلك ليس بتدليس على الصحيح المشهور انتهى

والتدليس إذا روي ( بعن ), أو ( أن ), أو ( قال ), وكان قد عاصر المروي عنه, أو لقيه, ولم يسمع منه, أو سمع منه,ولم يسمع منه ذلك الحديث الذي دلسه

وقد حكى بن عبد البر في (التمهيد) عن قوم الذي ذكرته في الإرسال, أنه تدليس فجعلوا التدليس أن يحدث الرجل عن الرجل بما لم يسمعه منه, بلفظ لا يقتضي تصريحا بالسماع, وإلا لكان كذبا, والصحيح الأول, وهو الفرق بين التدليس, والإرسال الخفي, والله أعلم

والله أسأل أن ينفع به قارئه, وكاتبه, والمنتفع به, إنه قريب مجيب بمنه وكرمه, وقد رتبتهم على حروف المعجم في الإسم واسم الأب, ورقمت على من له رواية في الكتب الستة, أو بعضها, برقومهم المعروفة عند أهل الحديث, ووسمته : ( بالتبيين لأسماء المدلسين ) [93]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الإغتباط بمن رمي بالإختلاط

للحافظ برهان الدين  سبط ابن العجمي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال سيدنا وشيخ شيوخنا, الإمام الحافظ العلامة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي, الشهير بالمحدث, رحمه الله, و أعاد علينا من بركاته :

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين, وأشرف السابقين واللاحقين, وعلى آله و صحبه, و بجل وكرم وعظم

أما بعد : فهذا كتاب جمعته على حروف المعجم في الإسم واسم الأب في معرفة من خلط في آخر عمره من الثقات و غيرهم, وذلك لأن الحافظ تقي الدين أبا عمرو ابن الصلاح قال في ( علومه ): إنه فن عزيز مهم, لم أعلم أحدا أفرده بالتصنيف, واعتنى به, مع كونه حقيقا بذلك جدا

قال شيخنا أبو الفضل العراقي فيما قرأته عليه : وبسبب كلام ابن الصلاح أفرده شيخنا صلاح الدين العلائي بالتصنيف, في (جزء) حدثنا به, ولكنه اختصره, ولم يبسط الكلام فيه, ورتبهم على حروف المعجم, انتهى

ولم أقف عليه,.وقد ذكرهم ابن الصلاح في (علوم الحديث) ستة عشر رجلا ثقة, وقد زدت عليه جماعة كثيرة, منهم و من غيرهم, ثم الحكم في حديث من اختلط من الثقات التفصيل, فما حدث به قبل الاختلاط فإنه يقبل, وإن حدث به فيه, أو أشكل أمره, فلم يدر أ أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده فإنه لا يقبل, وكان ينبغي لي أن أذكر في كل ترجمة من الثقات من أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده, أو أبهم أمره, ليعرف ما يقبل من حديثه دون غيره, وقد ذكر ابن الصلاح بعض ذلك, ولكن هذا يستدعي كتبا كثيرة من التواريخ وغيرها, وبلدنا حلب عري عن ذلك

وقد ذكر شيخنا العراقي هذا في التراجم التي ذكرها ابن الصلاح في ( النكت على ابن الصلاح ), وذكر بعض ذلك في ( شرح الألفية ) له, وقد قرأتهما عليه, فمن أراد شيئا من ذلك فلينظر في المؤلفين المذكورين

قال ابن الصلاح: واعلم أن من كان من هذا القبيل محتجا برواته في ( الصحيحين ) أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز, وكان مأخوذا عنه قبل الإختلاط انتهى, وهذا من باب إحسان الظن بهما, والله أسأل أن ينفع به, إنه قريب مجيب, ولم أذكر فيه من قيل فيه ساء حفظه بآخره, ونحوه, فإن النسيان يعتري كثيرا الكبار في السن, وقد رقمت على من له شيء في الكتب الستة, أو بعضها بالرقوم المشهورة عند أهل الحديث, ورقمت على من ذكره ابن الصلاح, وتركت من زدته بغير علامة [94]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

البيان والتوضيح

لمن أخرج له في الصحيح

 ومس بضرب من التجريح

للحافظ أبي زرعة العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه, الحمد لله الذي أنزل الذكر وحفظه, وأجزل الأجر بأن ضبطه من الأئمة الحفظة, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, العالم بما تجنه الصدور وتلفظ به اللفظة, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي حفظه بحمايته وبعين رعايته لحظه, صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ذوي الأسماع الواعية والقلوب المتعظة

أما بعد : فإن الله حفظ الدين بحفاظ الأمصار, ورد كذب المفترين بنقاذ الآثار, فبينوا أحوال الرواة هذه والإعتبار, وكشفوا عن زيف الهرج بمحك الإختبار, ولو نوى امرئ أن يكذب على النبي r لأظهر الله عليه بالنهار, ومع ذلك فربما جرح الجارح منهم بما لا يحسن جرحا, وقدح عالم من الأئمة قدحا, بأن يكون الجرح غير مفسر فإنه لا يقدح عند الأكثرين, وربما جرح منهم الجارح فاستفسر بذكر ما ليس بقادح له, وربما كان المتكلم والمتكلم فيه ما يرد كلامه فيه, لأمر يقتضيه, والآفة تدخل في ذلك من وجوه خمسة, ذكرها الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد في (الإقتراح) أحدها : الكلام بسبب الهوى والتحامل, ثانيها : المخالفة في العقائد, ثالثها : الاختلاف الواقع بين المتصوفة وأهل العلم بالظاهر, رابعها : الكلام بسبب الجهل بالعلوم ومراتبها, خامسها : الأخذ بالتوهم والقرائن التي قد تختلف    لاحتجاج إماما الصحيح بجماعة مسهم بعض ما ذكرناه من الجرح [95], فلم يعتدا بذلك وطرحاه, لما اقتضى عندهما الطرح, فربما وقف الواقف على كلام من جرحه فعتب على من أخرج حديثه وصححه

فأردت أن أذكر في هذه الأوراق ما وقع لي ممن احتجا به, أو أحدهما على التعيين, وقد تكلم فيه ولو بأدنى لين, وبدأت بكلام الجارحين, ثم أتبعته بكلام المعدلين, ليتضح الحق المبين, وكذلك ذكرت من أخرجا له أو أحدهما مقرونا بغيره, تماما للفائدة, فإن كانت هذه التراجم عما احتجا به زائدة, وكذلك من أخرجا له أو أحدهما ولم يرو عنه غير واحد في مبلغ علمي, وإن كان هو بالجرح غير مرمي, واقتصرت في التراجم على ذكر الجرح والتعديل, واختصرت بقية الكلام والوفيات خشية التطويل, والله أسأل أ ن يعصمني من الزلل في القول والعمل, إنه المستعان وعليه التكلان [96]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الكواكب النيرات فيمن اختلط من الرواة

لأبي البركات محمد بن أحمد الخطيب ابن الكيال

بسم الله الرحمن الرحيم, رب يسر, قال الفقير أبو البركات محمد بن أحمد بن محمد الخطيب الشافعي الشهير بابن الكيال الذهبي, لطف الله تعالى به و بمحبيه, وجميع المسلمين

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, وصلى الله على سيدنا محمد خير الخلائق أجمعين, وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين

أما بعد : فهذا كتاب مشتمل على معرفة من صح أنه خلط في عمره من الرواة الثقات, في الكتب الستة وغيرها, وهو مؤلف وجيز, وعلم غزير, ينبغي أن يعتني به من له اعتناء بحديث سيد المرسلين, وسند المتقدمين والمتأخرين, أفرده بالتصنيف الحافظ صلاح الدين العلائي في (جزء), اختصره جدا, ورتبهم على حروف المعجم, قاله الحافظ زين الدين العراقي, وذكر الحافظ تقى الدين أبو عمرو بن الصلاح في (علومه) ستة عشرة رجلا, وأفرده بالتصنيف الحافظ برهان الدين سبط بن العجمي, ورتبهم على حروف المعجم, لكنه ذكر الثقات وغيرهم, ومن قيل إنه اختلط, ولم يثبت ذلك, حتى ذكر رحمه الله من تغير في مرض الموت, وليس المقصود ذلك, لأن عامة من يموت يختلط قبل موته, ولا يضره ذلك, وإنما المضعف للشيخ أن يروى شيئا حين اختلاطه

فجمعت في هذا المصنف سبعين راويا من رواة الأصول المشهورين الثقات, مبسوطة تراجمهم فيما صح واشتهر, ومن رووا له, وروى عنهم من أهل الأثر

رتبتهم على حروف المعجم, وجمعت ذلك من (مختصر التهذيب) للأندرشي [97], ومن كتاب ابن ماكولا الحافظ, ومن (الكاشف) للذهبي الحافظ, ومن (علوم بن الصلاح) الحافظ, و(علوم) الحافظ العراقي, ومن (الشذا الفياح) للأبناسي الحافظ [98], ومن (الأغتباط) للحافظ الحلبي, ومن (التمهيد) لابن عبد البر الحافظ, ومن (الإنتصار) للحافظ المقدسي, وغيرهم, وغير ذلك مما وقعت عليه, واستندت إليه

ثم الحكم في حديث من اختلط من الثقات التفصيل, فما حدثه قبل الاختلاط فإنه يقبل, وإن حدث به فيه أو أشكل أمره فلم يدر أ أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده, فإنه لا يقبل, وقد ذكرت في بعض التراجم من أخذ عنه قبل الاختلاط أو بعده, ثم هم منقسمون, فمنهم من خلط لاختلاطه وخرفه, ومنهم من خلط لذهاب بصره, أو لغير ذلك, قال بن الصلاح : واعلم أن من كان بهذا القبيل محتجا بروايته في ( الصحيحين ) أو أحدهما فإنا نعرف على الجملة أن ذلك مما تميز, وكان مأخوذا عنه قبل الاختلاط, قلت : وهذا من باب حسن الظن بهم, رضى الله تعالى عنهم

وسميته : ( الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات ), وعلى الله الكريم اعتمادي, وإليه تفويضي واستنادي, وأسأله النفع به لي, ولسائر أحبابي [99]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب السيرة النبوية

 

 

الدرر في اختصار المغازي و السير

للحافظ أبي عمر بن عبد البر القرطبي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وحسبنا الله ونعم الوكيل, وصلي الله على محمد رسوله وعلى آله أجمعين

هذا كتاب اختصرت فيه ذكر مبعث النبي r, وابتداء نبوته, وأول أمره في رسالته, ومغازيه, وسيرته فيها, لأني ذكرت مولده, و حاله في نشأته, وعيونا من أخباره في صدر كتابي في الصحابة [100], و أفردت هذا الكتاب لسائر خبره في مبعثه, وأوقاته r , اختصرت ذلك من كتاب موسى بن عقبة [101], و كتاب ابن إسحاق, رواية ابن هشام ,[102] وغيره وربما ذكرت فيه خبرا ليس منهما, و النسق كله على ما رسمه ابن إسحاق, فذكرت مغازيه وسيره على التقريب والاختصار, والاقتصار على العيون من ذلك, دون الحشو والتخليط.

وإلى الله أرعب في العون على الأمل فيه, والتوفيق لما يرضيه, وهو حسبي لا شريك له [103]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الوفا بأحوال المصطفى

للحافظ أبي الفرج ابن الجوزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي قدم نبينا r على كل نبي أرسله, و فضل كتابنا على كل كتاب أنزله, وجعل أمتنا الأخيرة الأولة, فله الشكر من معتقدٍ أنه بِهِ ولَه

اعلموا رحمكم الله أن سيدنا رسول الله r خلاصة الوجود, وواسطة العقود, لا يداني باحة مجده بشر ولا ملك, ولا يطرق ساحة جده مخلوق إذا سلك, نوه بذكره قبل خلق آدم, وأمر الأنبياء أن يُعْلِموا بوجوده العالم, ولم يبعث نبي قبله على غير أمته, وشرف هو على الكل بعموم دعوته, ونسخ كثيرا من شرائع الأنبياء بشريعته

وإني رأيت خلقا من أئمتنا لا يحيطون علما بحقيقة فضيلته, فأحببت أن اجمع كتابا أشير فيه إلى مرتبته, وأشرح حاله من بدايته إلى نهايته, وأدرج في ذلك الأدلة على صحة رسالته, وتقدمه على جميع الأنبياء في رتبته, فإذا انتهى الأمر إلى مدفنه في ترتيبته ذكرت فضل الصلاة عليه, وعرض أعمال أمته, وكيفية بعثته, وموقع شفاعته, وأخبرت بقربه من الخالق يوم القيامة, ومنزلته, ولا أطرق الأحاديث خوفا علىالسامع من ملالته, ولا أخلط الصحيح بالكذب كما يفعل من يقصد تكثير روايته, مثل حديث هامة بن الهيم, وزريب بن برثلمي, وما جاء في مجانسته, إذ في الصحيح غنية لمن قضى الله بهدايته, وقد زادت أبوابه على خمسمائة باب, والله الموفق برحمته [104]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الشفا للتعريف بحقوق االمصطفى

للقاضي عياض السبتي اليحصبي

بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم صل على سيدنا محمد وآله و سلم, قال الفقيه القاضي الإمام الحافظ أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي t :

الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى، المختص بالملك الأعز الأحمى، الذي ليس دونه منتهى، ولا وراءه مرمى، الظاهر لا تخيلا و وهما، الباطن تقدسا لا عدماً، وسع كل شيء رحمةً وعلماً، وأسبغ على أوليائه نعما عماً، وبعث فيهم رسولاً من أنفسهم عرباً وعجماً، و أزكاهم محتداً ومنمى، وأرجحهم عقلاً و حلماً، وأوفرهم علماً وفهماً، وأقواهم يقيناً وعزماً، وأشدهم بهم رأفة ورحمى، وزكاه روحاً وجسماً، وحاشاه عيباً ووصماً، وآتاه حكمة وحكماً، وفتح به أعيناً عمياً، وقلوباً غلفاً، و آذاناً صماً، فآمن به وعزره، ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسماً، وكذب به وصدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتماً، ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى, r صلاةً تنمو و تنمى، و على آله و سلم تسليماً كثيراً.

أما بعد : أشرق الله قلبي و قلبك بأنوار اليقين، ولطف لي و لك بما لطف لأوليائه المتقين، الذين شرفه م الله بنزل قدسه، وأوحشهم من الخليقة بأنسه، وخصهم من معرفته ومشاهدة عجائب ملكوته وآثار قدرته, بما ملأ قلوبهم حبرة، و وله عقولهم في عظمته حيرة ، فجعلوا همهم به واحداً ، ولم يروا في الدارين غيره مشاهدا، فهم بمشاهدة جماله وجلاله يتنعمون، وبين آثار قدرته وعجائب عظمته يترددون، وبالإنقطاع إليه والتوكل عليه يتعززون، لهجين بصادق قوله :

( قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ) (سورة الأنعام)( آية 91 ), فإنك كررت علي السؤال في مجموع يتضمن التعريف بقدر المصطفى عليه الصلاة والسلام، وما يجب له من توقير و إكرام، وما حكم من لم يوف واجب عظيم ذلك القدر، أو قصر في حق منصبه الجليل قلامة ظفر، وأن أجمع لك ما لأسلافنا وأئمتنا في ذلك من مقال، وأبينه بتنزيل صور وأمثال.

فاعلم أكرمك الله أنك حملتني من ذلك أمراً إمراً، وأرهقتني فيما ندبتني إليه عسراً، وأرقيتني بما كلفتني مرتقى صعباً، ملأ قلبي رعباً، فإن الكلام في ذلك يستدعي تقرير أصول, وتحرير فصول، والكشف عن غوامض ودقائق من علم الحقائق، مما يجب للنبي r ويضاف إليه، أو يمتنع أو يجوز عليه، ومعرفة النبي والرسول، والرسالة والنبوة، والمحبة والخلة، و خصائص هذه الدرجة العلية، وها هنا مهامه فيح تحار فيها القطا، وتقصر بها الخطا، ومجاهل تضل فيها الأحلام إن لم تهتد بعلم علم, ونظر سديد، ومداحض تزل بها الأقدام، إن لم تعتمد على توفيق من الله وتأييد, لكني لما رجوته لي ولك في هذا السؤال والجواب, من نوال وثواب، بتعريف قدره الجسيم، وخلقه العظيم، وبيان خصائصه التي لم تجتمع قبل في مخلوق، وما يدان الله تعالى به من حقه الذي هو أرفع الحقوق، ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً) (المدثر:31)، ولما أخذ الله تعالى على الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه, ولما حدثنا به أبو الوليد هشام بن أحمد الفقيه بقراءتي عليه، قال : حدثنا الحسين ابن محمد، حدثنا أبو عمر النمري, حدثنا أبو محمد بن عبد المؤمن، حدثنا أبو بكر محمد ابن بكر، حدثنا سليمان بن الأشعث، حدثنا موسى بن اسماعيل، حدثنا حماد، حدثنا علي بن الحكم، عن عطاء ، عن أبي هريرة t قال رسول الله r :

( من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ) [105]

فبادرت إلى نكت مسفرة عن وجه الغرض، مؤدياً من ذلك الحق المفترض، اختلسها على استعجال، لما المرء بصدده من شغل البدن والبال، بما طوقه من مقاليد المحنة التي ابتلى بها، فكادت تشغل عن كل فرض ونفل، و ترد بعد حسن التقويم إلى أسفل سفل، ولو أراد الله بالإنسان خيراً لجعل شغله وهمه كله فيما يحمد غداً أو يذم محله، فليس ثم سوى حضرة النعيم، أو عذاب الجحيم، و لكان عليه بخويصته، و استنفاذ مهجته وعمل صالح يستزيده، وعلم نافع يفيده أو يستفيده, جبر الله صدع قلوبنا، وغفر عظيم ذنوبنا، وجعل جميع استعدادنا لمعادنا، وتوفر دواعينا فيما ينجينا ويقربنا إليه زلفة، ويحظينا بمنه وكرمه ورحمته, ولما نويت تقريبه، ودرجت تبويبه، ومهدت تأصيله، وخلصت تفصيله، وانتحيت حصره وتحصيله

ترجمته ( بالشفا بتعريف حقوق المصطفى ), وحصرت الكلام فيه في أقسام أربعة :

القسم الأول : في تعظيم العلي الأعلى لقدر هذا النبي قولاً وفعلاً، وتوجه الكلام فيه في أربعة أبواب :

الباب الأول : في ثنائه تعالى عليه، وإظهاره عظيم قدره لديه، وفيه عشرة فصول

الباب الثاني : في تكميله تعالى له المحاسن خلقاً وخلقاً، قرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقاً، وفيه سبعة و عشرون فصلاً

الباب الثالث : فيما ورد من صحيح الأخبار ومشهورها بعظيم قدره عند ربه ومنزلته ، وما خصه به في الدارين من كرامته ، وفيه اثنا عشر فصلاً

الباب الرابع : فيما أظهره الله تعالى على يديه من الآيات والمعجزات ، وشرفه به من الخصائص والكرامات ، وفيه ثلاثون فصـلا, القسم الثاني : فيما يجب على الأنام من حقوقه عليه السلام ، ويترتب القول فيه في أربعة أبواب : الباب الأول : في فرض الإيمان به ووجوب طاعته واتباع سنته، وفيه خمسة فصول

الباب الثاني : في لزوم محبته ومنا صحته ، وفيه ستة فصول

الباب الثالث : في تعظيم أمره ولزوم توقيره وبره، وفيه سبعة فصول

الباب الرابع : في حكم الصلاة عليه و التسليم وفرض ذلك وفضيلته، وفيه عشرة فصول

القسم الثالث : ـ فيما يستحيل في حقه، وما يجوز عليه شرعاً، وما يمتنع ويصح من الأمور البشرية أن يضاف إليه و هذا القسم أكرمك الله هو سر الكتاب، ولباب ثمرة هذه الأبواب، وما قبله له كالقواعد والتمهيدات, والدلائل على ما نورده فيه من النكت البينات، وهو الحاكم على ما بعده، والمنجز من غرض هذا التأليف وعده ، وعند التقصي لموعدته، والتفصي عن عهدته، يشرق صدر العدو اللعين ، ويشرق قلب المؤمن باليقين، وتملأ أنواره جوانح صدره ويقدر العاقل النبي حق قدره, ويتحرر الكلام فيه في بابين :

الباب الأول : فيما يختص بالأمور الدينية، ويتشبث به القول في العصمة, وفيه ستة عشر فصلاً

الباب الثاني : في أحواله الدنيوية، وما يجوز طروءه عليه من الأعراض البشرية، وفيه تسعة فصول

القسم الرابع : في تصرف وجوه الأحكام على من تنقصه أو سبه r وينقسم الكلام فيه في بابين :

الباب الأول : في بيان ما هو في حقه سب ونقص، من تعريض ، أو نص، وفيه عشرة فصول

الباب الثاني : في حكم شانئه ومؤذيه ومتنقصه وعقوبته، وذكر استتابته، والصلاة عليه ووراثته، وفهي عشرة فصول

وختمناه بباب ثالث جعلناه تكملة لهذه المسألة، ووصلة للبابين اللذين قبله في حكم من سب الله تعالى ورسله وملائكته وكتبه، وآل النبي رسول الله r وصحبه, وأختصر الكلام فيه في خمسة فصول، وبتمامها ينتجز الكتاب، وتتم الأقسام والأبواب، وتلوح في غرة الإيمان لمعة منيرة، وفي تاج التراجم درة خطيرة، تزيح كل لبس، وتوضح كل تخمين وحدس، وتشفي صدور قوم مؤمنين، وتصدع بالحق، وتعرض عن الجاهلين، وبالله تعالى لا إله سواه أستعين .[106]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عيون الأثر في المغازي والسير

للحافظ ابن سيد الناس اليعمري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله محلي محاسن السنة المحمدية بدرر أخبارها, ومجلي ميامن السيرة النبوية عن غرر آثارها, ومؤيد من اقتبس نور هدايته من مشكاة أنوارها, ومسدد من التمس عز حمايته من أزرق سنانها وأبيض بتارها, ومسهل طريق الجنة لمن اتبع مستقيم صراطها, واهتدى بضياء منارها, ومذلل سبيل الهداية لمن اقتفى سرائر سيرها, وسير أسرارها, أحمده على ما أولى من نعم قعد لسان الشكر عن القيام بمقدارها, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة تبلغنا من ميادين القبول غاية مضمارها, وتسوغنا من مشارع الرحمة أصفى مواردها, وأعذب أنهارها, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, الذي ابتعثه و قد طمت بحار الكفر بتيارها, وطغت شياطين الضلال بعنادها وإصرارها, وعتت طائفة الأوثان وعبدة الأصنام على خالقها وجبارها, فقام بأمره حتى تجلت غياهب ظلمها عن سنا أبدارها, و جاهد في الله حق جهاده حتى أسفر ليل جهلها عن صباح نهارها, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين حازت نفوسهم الأبية من مراضية غاية أوطارها, وفازت من سماع مقاله ورواية أحواله ورؤية جلاله بملء مسامعها وأفواهها و أبصارها, وسلم تسليماً كثيراً.

وبعد : فما وقفت على ما جمعه الناس قديماً وحديثاً من المجاميع في سير النبي r ومغازيه وأيامه إلى غير ذلك مما يتصل به, لم أر إلا مطيلاً مملاً, أو مقصراً بأكثر المقاصد مخلاً, والمطيل إما معتن بالأسماء والأنساب, والأشعار والآداب, أو آخر يأخذ كل مأخذ في جمع الطرق والروايات,. ويصرف إلى ذلك ما تصل إليه القدرة من العنايات, والمقصر لا يعدو المنهج الواحد, ومع ذلك فلابد وأن يترك كثيراً مما فيه من الفوائد، وإن كانوا رحمهم الله هم القدوة في ذلك, ومما جمعوه يستمد من أراد ما هنالك, فليس لي في هذا المجموع إلا حسن الاختيار من كلامهم, والتبرك بالدخول في نظامهم

غير أن التصنيف يكون في عشرة أنواع, كما ذكره بعض العلماء, فأحدها جمع المتفرقات, وهو ما نحن فيه, فإني أرجو أن الناظر في كتابي هذا لا يجد ما ضمنته إياه في مكان ولا مكانين, ولا ثلاثة, ولا أكثر من ذلك, إلا بزيادة كثيرة تتعب القاصد, وتتعذر بها على أكثر الناس المقاصد, فاقتضى ذلك أن جمعت هذه الأوراق, وضمنتها كثيراً مما انتهى إلي من نسب سيدنا ونبينا محمد رسول الله r., ومولده, ورضاعه, وفصاله, وإقامته في بني سعد, وما عرض له هنالك من شق الصدر وغيره, ومنشئه, وكفالة عبد المطلب جده إياه إلى أن مات, وانتقاله إلى كفالة عمه أبي طالب بعد ذلك, وسفره إلى الشام, ورجوعه منه, وما وقع له في ذلك السفر من إظلال الغمامة إياه, وإخبار الكهان والرهبان عن نبوته. وتزويجه خديجة عليها السلام, ومبدأ البعث والنبوة ونزول الوحي, وذكر قوم من السابقين الأولين في الدخول في الإسلام, وما كان من الهجرتين إلى أرض الحبشة، وانشقاق القمر، وما عرض له بمكة من الحصار بالشعب, وأمر الصحيفة وخروجه إلى الطائف, ورجوعه بعد ذلك إلى مكة وذكر العقبة, وبدء إسلام الأنصار, والإسراء والمعراج, وفرض الصلاة وأخبار الهجرة إلى المدينة ودخوله عليه السلام المدينة, ونزوله حيث نزل, وبناء المسجد واتخاذ المنبر, وحنين الجذع. ومغازيه و سيره وبعوثه, وما نزل من الوحي في ذلك, وعمره وكتبه إلى الملوك, وإسلام الوفود، وحجة الوداع, ووفاته صلى الله عليه وسلم وغير ذلك, ثم أتبعت ذلك بذكر أعمامه وعماته وأزواجه وأولاده وحليته وشمائله وعبيده وإمائه ومواليه و خيله وسلاحه وما يتصل بذلك مما ذكره العلماء في ذلك, على سبيل الاختصار والإيجاز, سالكاً في ذلك ما اقتضاه التاريخ من إيراد واقعة بعد أخرى, لا ما اقتضاه الترتيب من ضم الشيء إلى شكله ومثله حاشا ذكر أزواجه وأولاده عليه السلام فإني لم أسق ذكرهم على ما اقتضاه التاريخ بل دخول ذلك كله فيما أتبعت به باب المغازي والسير من باب الحلى والشمائل ولم أستثن من ذلك إلا ذكر تزويجه عليه السلام خديجة عليها السلام لما وقع في أمرها من أعلام النبوة.

وقد أتحفت الناظر في هذا الكتاب من طرف الأشعار بما يقف الاختيار عنده, ومن نتف الأنساب بما لا يعدو التعريف حده ومن عوالي الأسانيد بما يستعذب الناهل ورده, ويستنجح الناقل قصده, وأرحته من الإطالة بتكرار ما يتكرر منها وذلك أني عمدت إلى ما يتكرر النقل منه من كتب الأحاديث والسنن, والمصنفات على الأبواب والمسانيد, وكتب المغازي والسير, وغير ذلك مما يتكرر ذكره, فأذكر ما أذكره من ذلك بأسانيدهم إلى منتهى ما في مواضعه, وأذكر أسانيدي إلى مصنفي تلك الكتب في مكان واحد, عند انتهاء الغرض من هذا المجموع, وأما مالا يتكرر النقل منه إلا قليلاً أو مالا يتكرر منه نقل فما حصل من الفوائد الملتقطة والأجزاء المتفرقة فإني أذكر تلك الأسانيد عند ذكر ما أورده بها, ليحصل بذلك الغرض من الاختصار, وذكر الأسانيد مع عدم التكرار

فأما الأنساب فمن ذكرته استوعبت نسبه إلى أن يصل إلى فخذه, أو بطنه المشهور, أو أبعد من ذلك من شعبه, أو قبيلته بحسب ما يقتضيه الحال, إن وجدته, فإن تكرر ذكره لم أرفع في نسبه, واكتفيت بما سلف من ذلك, غير أني أنبه على المكان الذي سبق فيه نسبه مرفوعاً, بعلامة أرسمها بالحمرة, فمن ذكر في السابقين الأولين أعلمت له ( 3 ), وللمهاجرين الأولين إلى أرض الحبشة ( ها ), وللثانية ( هب ), والمهاجرة المدينة ( ه ), ولأهل العقبة الأولى ( عا ), و الثانية ( عب ), وللمذكورين في النقباء ( ق ), ولأهل العقبة الثالثة ( عج ), وللبدريين ( ب ), ولأهل أحد

وعمدتنا فيما نورده من ذلك على محمد بن اسحق, إذ هو العمدة في هذا الباب لنا ولغيرنا, غير إني قد أجد الخبر عنده مرسلاً, وهو عند غيره مسنداً, فأذكره من حيث هو مسند, ترجيحاً لمحل الإسناد, وإن كانت في مرسل ابن اسحق زيادة, أتبعته بها, ولم أتتبع إسناد مراسليه, وإنما كتبت ذلك بحسب ما وقع لي، وكثيراً ما أنقل عن الواقدي من طريق محمد بن سعد وغيره أخبارا,ً ولعل كثيراً منها لا يوجد عنده غيره, فإلى محمد بن عمر انتهى علم ذلك أيضاً في زمانه، و إن كان قد وقع لأهل العلم كلام في محمد بن اسحق[107], وكلام في محمد بن عمر الواقدي أشد منه [108], فسنذكر نبذة مما انتهى إلي من الكلام فيهما جرحاً وتعديلاً, فإذا انتهى ما أنقله من ذلك أخذت في الأجوبة عن الجرح, فصلاً فصلاً, بحسب ما يقتضيه النظر, ويؤدي إليه الاجتهاد والله الموفق [109]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

سبل الهدى والرشاد في سيرة خيرة العباد

للإمام شمس الدين محمد بن يوسف الصالحي الشامي

بسم الله الرحمن الرحيم, قال سيدنا ومولانا و شيخنا, شيخ الإسلام, خاتمة المحدثين والأعلام, أبو عبد الله محمد بن يوسف الشامي, رحمه الله تعالى, و رحمنا بهو وجزاه خيرا عن تعبه ونصبه, آمين

الحمد لله الذي خص سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بأسنى المناقب, ورفعه في الشرف إلى الشرف أعلى المراتب, وأيده بالمعجزات الباهرات العجائب, التي فاقت ضوء النيرين, وزادت على عدد النجوم الثواقب, وجعل سيرته الزكية أمنا لمن تمسك بها ونجاة من المعاطب, أحمده سبحانه وتعالى حمدا أنال به رضاه وبلوغ المآرب, وأشهد أن لا إلا الله, وحده لا شريك له, رب المشارق و المغارب, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله, المبعوث بالدين الواصب, r وعلى آله وأصحابه الذين نالوا أشرف المناصب

أما بعد : فهذا كتاب اقتضبه من أكثر من ثلاثمائة كتاب, وتحريت فيه الصواب, ذكرت فيه قطرات من بحار فضائل سيدنا رسول الله r من مبدأ خلقه قبل خلق سيدنا آدم r , وأعلام نبوته, وشمائله, وسيرته, وأفعاله, وأحواله, و تقلباته, إلى أن نقله الله تعالى إلى أعلى جناته, وما أعده له في فيها من الإنعام والتعظيم, عليه من الله أفضل الصلاة و أزكى التسليم

ولم أذكر فيه شيئا من الأحاديث الموضوعات, وختمت كل باب بإيضاح ما أشكل فيه, وبعض ما اشتمل عليه من النفائس المستجادات,  مع بيان غريب الألفاظ وضبط المشكلات, والجمع بين الأحاديث التي قد يظن أنها من المناقضات

وإذا ذكرت حديثا من عند أحد من الأئمة فإني أجمع بين ألفاظ رواته إذا اتفقوا, وإذا عزوته لمخرجين فأكثر فإني أجمع بين ألفاظهم إذا اتفقوا, فلا يعترض علي إذا عزوت للبخاري ومسلم وذكرت معهما غيرهما, فإن ذلك لأجل الزيادة التي عندهما غالبا.

وإذا كان الراوي عن النبي r صحابيا قلت : ( رضي الله عنه تعالى ), وإن كان تابعيا أو أتباع التابعين قلت: ( رحمه الله تعالى), وإذا أطلقت ( الشيخين ) فالبخاري ومسلم, أو قلت: ( متفق عليه ) فما روياه, أو ( الأربعة ) فأبوداود, و الترمذي, وابن ماجة, و النسائي, أو ( الستة ) فالشيخان والأربعة, أو ( الخمسة ) فالستة إلا ابن ماجة, أو ( الثلاثة ) فالأربعة إلا هو, أو ( الأئمة ) فالإمام مالك, والأمام الشافعي, والإمام أحمد, والستة, والدراقطني, ولم أقف على شيء من الأسانيد المخرجة للإمام أبي حنيفة النعمان رضوان الله تعالى عليه, فلذلك لم أذكره

أو ( الجماعة ) فالإمام أحمد, والستة, أو ( أبو عمر ) فالحافظ يوسف بن عبد البر, أو ( القاضي ) فأبو الفضل عياض, أو ( الأمير ) فالحافظ أبو نصر علي بن هبة الله الوزيري البغدادي, المعروف بابن ماكولا, أو (السهيلي) فالإمام عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي, أو ( الروض ) (فالروض الأنف) له [110], أو ( أبو الفرج ) فالحافظ عبد الرحمن بن الجوزي [111], و ( أبو ذر ) فالحافظ أبو ذر مصعب بن محمد بن مسعود الخشني [112], أو ( الإملاء ) فما أملاه على سيرة ابن هشام, أو ( زاد المعاد ) (فزاد المعاد في هدي خير العباد) للإمام العلامة أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن القيم [113], أو ( أبو الربيع ) فالثقة الثبت سليمان بن سالم الكلاعي, أو ( الإكتفاء ) له [114], أو ( أبو الفتح ) فالحافظ محمد بن محمد بن سيد الناس أو

( العيون ) (فعيون الأثر) له [115], أو( القطب ) فالحافظ قطب الدين الحلبي, أو( المورد ) (فالمورد العذب) له [116], أو( الزهر ) (فالزهر الباسم) له [117], أو( الإشارة ) (فالإشارة إلى سيرة سيدنا محمد رسول الله)[118] كلاهما للحافظ علاء الدين بن مغلطاي, أو( الإمتاع ) فكتاب (إمتاع الأسماع) [119] للأمام العلامة مؤرخ الديار المصرية الشيخ تقي الدين المقريزي, أو( المصباح ) (فالمصباح المنير) للإمام العلامة أبي العباس أحمد بن محمد بن علي الفيومي, أو ( التقريب ) (فالتقريب في علم الغريب) لولده محمود الشهير بابن خطيب الدهشة, أو ( الحافظ ) فشيخ الإسلام أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر, أو ( الفتح ) (ففتح الباري) له, أو ( شرح الدرر ) فشرحه على ألفية السيرة لشيخه العراقي, أو ( النور ) (فنور النبراس) للحافظ برهان الدين الحلبي [120], أو ( الغرر ) (فالغرر المضيئة) للعلامة محب الدين بن الإمام العلامة شهاب الدين بن الهائم, أو ( السيد ) فشيخ الشافعية بطيبة نور الدين السمهودي [121], أو ( الشيخ ) أو شيخنا فحافظ الإسلام بقية المجتهدين من الأعلام جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي رحمهم الله, وحيث أطلقت الموحدة فهي ثاني الحروف, أو المثلثة فهي الرابعة, أو التحية فهي آخر الحروف, وسميت هذا الكتاب :

( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله, وأعلام نبوته, وأفعاله, و أحواله في لمبدأ والمعاد ), و إذا تأملت هذا الكتاب علمت أن نتيجة عمري, وذخيرة دهري, والله سبحانه وتعالى أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم, وأن يمن علي بالنظر إليه بالنظر إليه في دار النعيم, وهو حسبي ونعم الوكيل, ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

وقبل الشروع في مقاصد الكتاب أثبت ما فيه من الأبواب, وهي نحو ألف باب, والله الهادي للصواب

[ ثم سرد الأبواب في (62) صفحة ], وقال هذا جميع ما تضمنه الكتاب من الأبواب, والله المسؤول في التوفيق في ذلك كله و الصواب [122]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

كتب التواريخ

 

 

تاريخ الأمم والملوك

للحافظ ابن جرير  الطبري

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الأول قبل كل أول, والآخر بعد كل آخر, و الدائم بلا زوال, والقائم على كل شيء بغير انتقال, والخالق خلقه من غير أصل ولا مثال, فهو الفرد الواحد من غير عدد, وهو الباقي بعد كل أحد, إلى غير نهاية ولا أمد, له الكبرياء والعظمة, والبهاء والعزة والسلطان والقدرة, تعالى عن أن يكون له شريك في سلطانه, أو في وحدانيته نديد, أو في تدبيره معين أو ظهير, أو أن يكون له ولد, أو صاحبة, أو كفؤا أحد, لا تحيط به الأوهام, ولا تحويه الأقطار, ولا تدركه الأبصار, وهو يدرك الأبصار, وهو اللطيف الخبير, أحمده على آلائه, وأشكره على نعمائه, حمد من أفرده بالحمد, وشكر من رجا بالشكر منه المزيد, و أستهديه من القول والعمل, لما يقربني منه ويرضيه, وأومن به إيمان مخلص له التوحيد, ومفرد له التمجيد, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا عبده النجيب, ورسوله الأمين, اصطفاه لرسالته, وابتعثه بوحيه داعيا خلقه إلى عبادته, فصدع بأمره, وجاهد في سبيله, ونصح لأمته وعبده, حتى أتاه اليقين من عنده, غير مقصر في بلاغ, و لا وان في جهاد, صلى الله عليه أفضل صلاة وأزكاها وسلم

أما بعد : فإن الله جل جلاله, وتقدست أسماؤه, خلق خلقه من غير ضرورة كانت به إلى خلقهم, وأنشأهم من غير حاجة كانت به إلى إنشائهم, بل خلق من خصه منهم بأمره ونهيه, وامتحنه بعبادته ليعبدوه, فيجود عليهم بنعمه, و ليحمدوه على نعمه, فيزيدهم من فضله ومننه, ويسبغ عليهم فضله وطوله

كما قال عز وجل : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ و َالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ, مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ, إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذريات: 56\57\58), فلم يزده خلقه إياهم إذ خلقهم في سلطانه على ما لم يزل قبل خلقه إياهم مثقال ذرة, ولا هو إن أفناهم و أعدمهم ينقصه إفناؤه إياهم ميزان شعرة, لأنه لا تغيره الأحوال, ولا يدخله الملال, ولا ينقص سلطانه الأيام والليال, لأنه خالق الدهور والأزمان, فعم جميعهم في العاجل فضله وجوده, وشملهم كرمه وطوله, فجعل لهم أسماعا وأبصارا وأفئدة, وخصهم بعقول يصلون بها إلى التمييز بين الحق والباطل, ويعرفون بها المنافع والمضار, وجعل لهم الأرض بساطا ليسلكوا منها سبلا فجاجا, والسماء سقفا محفوظا, وبناء مسموكا, وأنزل لهم منها الغيث بالإدرار, والأرزاق بالمقدار, وأجرى لهم فيها قمر الليل, وشمس النهار, يتعاقبان بمصالحهم دائبين, فجعل لهم الليل لباسا, والنهار معاشا, وخالف منا منة عليهم وتطولا بين قمر الليل وشمس النهار, فمحا آية الليل, وجعل آية النهار مبصرة, كما قال جل جلاله,وتقدست أسماؤه : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً) (الاسراء:12) وليصلوا بذلك إلى العلم بأوقات فروضهم, التي فرضها عليهم في ساعات الليل والنهار, والشهور والسنين, من الصلوات و الزكوات, والحج والصيام وغير ذلك من فروضهم, وحين حل ديونهم وحقوقهم, كما قال عز وجل : ( يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة:189), وقال : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ, إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:5\6) إنعاما منه بكل ذلك على خلقه, وتفضلا منه به عليهم وتطولا

فشكره على نعمه التي أنعمها عليهم من خلقه خلق عظيم, فزاد كثيرا منهم من آلائه و أياديه على ما ابتدأهم به من فضله وطوله, كما وعدهم جل جلاله بقوله : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (ابراهيم:7), وجمع لهم إلى الزيادة التي زادهم في عاجل دنياهم الفوز بالنعيم المقيم, والخلود في جنات النعيم, في آجل آخرتهم, وأخر لكثير منهم الزيادة التي وعدهم, فمدهم إلى حين مصيرهم إليه, ووقت قدومهم عليه, توفيرا منه كرامته عليهم, يوم تبلى السرائر

وكفر نعمه خلق منهم عظيم, فجحدوا آلاءه, وعبدوا سواه, فسلب كثيرا منهم ما ابتدأهم به من الفضل والإحسان, و أحل بهم النقمة المهلكة في العاجل, وذخر لهم العقوبة المخزية في الآجل, ومتع كثيرا منهم بنعمه أيام حياتهم استدراجا منه لهم, وتوقيرا منه عليهم أوزارهم, ليستحقوا من عقوبته في الآجل ما قد أعد لهم, نعوذ بالله من عمل يقرب من سخطه, ونسأله التوفيق لما يدني من رضاه ومحبته

قال أبو جعفر : وأنا ذاكر في كتابي هذا من ملوك كل زمان, من لدن ابتدأ ربنا جل جلاله خلق خلقه, إلى حال فنائهم, من انتهى إلينا خبره, ممن ابتدأه الله تعالى بآلائه ونعمه, فشكر نعمه, من رسول له مرسل, أو ملك مسلط, أو خليفة مستخلف, فزاده إلى ما ابتدأه به من نعمه في العاجل نعما, وإلى ما تفضل به عليه فضلا, ومن أخر ذلك له منهم, و جعله له عنده ذخرا, ومن كفر منهم نعمه فسلبه ما ابتدأه به من نعمه, وعجل له نقمه, ومن كفر منهم نعمه فمتعه بما أنعم به عليه إلى حين وفاته وهلاكه, مقرونا ذكر كل من أنا ذاكره منهم في كتابي هذا بذكر زمانه, وجمل ما كان من حوادث الأمور في عصره وأيامه, إذ كان الاستقصاء في ذلك يقصر عنه العمر, وتطول به الكتب, مع ذكري مع ذلك مبلغ مدة أكله, وحين أجله, بعد تقديمي أمام ذلك ما تقديمه بنا أولى, والإبتداء به قبله أحجى, من البيان عن الزمان, ما هو ؟, وكم قدر جميعه؟ وابتداء أوله, وانتهاء آخره, وهل كان قبل خلق الله تعالى إياه شيء غيره؟, وهل هو فان؟, وهل بعد فنائه شيء غير وجه المسبح الخلاق تعالى ذكره؟, وما الذي كان قبل خلق الله إياه؟,وما هو كائن بعد فنائه, و انقضائه ؟, وكيف كان ابتداء خلق الله تعالى إياه ؟, وكيف يكون فناؤه؟, والدلالة على أن لا قديم إلا الله الواحد القهار, الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما, وما تحت الثرى, بوجيز من الدلالة غير طويل, إذ لم نقصد بكتابنا هذا قصد الإحتجاج لذلك بل لما ذكرنا من تاريخ الملوك الماضي,ن وجمل من أخبارهم, وأزمان الرسل, والأنبياء, ومقادير أعمارهم, وأيام الخلفاء السالفين, وبعض سيرهم, ومبالغ ولاياتهم, والكائن الذي كان من الأحداث في أعصارهم

ثم أنا متبع آخر ذلك كله إن شاء الله وأيد منه بعون وقوة ذكر صحابة نبينا محمد r وأسمائهم, و كناهم, ومبالغ أنسابهم, ومبالغ أعمارهم, ووقت وفاة كل إنسان منهم, والموضع الذي كانت به وفاته

ثم متبعهم ذكر من كان بعدهم من التابعين لهم بإحسان, على نحو ما شرطنا من ذكرهم, ثم ملحق بهم ذكر من كان بعدهم من الخلف لهم كذلك, وزائد في أمورهم للإنانة عمن حمدت منهم روايته, وتقبلت أخباره, ومن رفضت منهم روايته, ونبذت أخباره, ومن وهن منهم نقله, وضعف خبره, وما السبب الذي من أجله نبذ منهم خبره, والعلة التي من أجلها وهن من وهن منهم نقله

وإلى الله عز وجل أنا راغب في العون على ما أقصده وأنويه, والتوفيق لما ألتمسه وأبغيه, فإنه ولي الحول و القوة, وصلى الله على محمد نبيه, وآله وسلم تسليما

وليعلم الناظر في كتابنا هذا أن اعتمادي في كل ما أحضرت ذكره فيه مما شرطت أني راسمه فيه إنما هو على ما رويت من الأخبار, التي أنا ذاكرها فيه, والآثار التي أنا مسندها إلى رواتها فيه, دون ما أدرك بحجج العقول, واستنبط بفكر النفوس, إلا اليسير القليل منه, إذ كان العلم بما كان من أخبار الماضين, وما هو كائن من أنباء الحادثين, غير واصل إلى من لم يشاهدهم, ولم يدرك زمانهم, إلا بإخبار المخبرين, ونقل الناقلين, دون الاستخراج بالعقول, والاستنباط بفكر النفوس, فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضي,ن مما يستنكره قارئه, أو يستشنعه سامعه, من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة, ولا معنى في الحقيقة, فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا, وإنما أتي من قبل بعض ناقليه إلينا, وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا [123]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ أصبهان

للحافظ أبي نعيم

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, ومبدع السماوات و الأرضين موقت الآجال والأعمال, ومحصي الأقوال والأفعال, العظيم الكامل امتنانه, الحليم الشامل إحسانه, الذي لا منال للخيرات إلا بمعونته, ولا مدفع للبليات إلا بمغوثته, مبلغ الكهول والشيوخ, و مسددهم بالعقول إلى الوصول و الرسوخ, وصلى الله على سيد المرسلين, محمد المبعوث بالبركات وعلى جميع النبيين, أفضل الصلوات, وعلى التابعين من عترته وصحابته أكرم التحيات

أما بعد : فإن بعض الإخوان رعاهم الله سأل الاحتذاء بمن تقدمنا من السلف ورواة الحديث, في نظم كتاب يشتمل على أسامي الرواة والمحدثين من أهل بلدنا, بلد إصبهان ممن حدث بها, ويضاف إلى ذكرهم من قدمها من القضاة, و الفقهاء, مقدما طرفا من ذكر بدئها, وبنائها, وفتحها, وخصائصها, وأبتغي أن يكون ذلك مرتبا على ترتيب حروف المعجم, ليسهل الوقوف عليه, فأجبته إلى ذلك, واستعنت بالله تعالى الذي تيسير العسير عليه يسير, إذ هو نعم المولى, و نعم النصير, وسألته تعالى أن ينفعنا وإياهم بجميع ما أسدى من نعمه وأياديه, إنه الغني القدير, فبدأت أولا بذكر أحاديث رويت في فضيلة الفرس, والعجم, و الموالي, وأنهم المبشرون بمنال الإيمان, والتحقق به, وإن كان عند الثريا فقدمتها [124]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ جرجان

للحافظ الجرجاني

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله أولا وآخرا, وظاهرا وباطنا, والصلاة على نبيه محمد و آله وسلم تسليما

أما بعد : فإني لما رأيت كثيرا من البلدان تعصب أهلها وأظهروا مفاخرها بدخول الصحابة رضى الله تعالى عنهم أجمعين بلادهم, وكون الخلفاء والأمراء وجماعة من العلماء عندهم, حتى أرخوا لذلك تواريخ, وصنفوا فيها تصانيف على ما بلغهم, ولم أر أحدا من مشايخنا رحمهم الله صنف في ذكر علماء أهل جرجان تصنيفا, أو أرخ لهم تأريخا, على توافر علمائها, وتظاهر شيوخها, و فضلائها, فأحببت أن أجمع في ذلك مجموعا على قدر جهدي وطاقتي, مع قلة بضاعتي, وعرض لي جمعه حين تفانى العلماء الذين يوثق بعلمهم, ويعتمد على معرفتهم, ولم أتمكن من كتبهم, فأستمد منها, إذ كان أهلها قد أضاعوها, لقلة رغباتهم, وفتور نياتهم, فاقتصرت على ما حضر, وأخذت بما تيسر, وقدمت العذر حتى ان قصرت فيه تقصيرا, أو شذ عني شيء كنت في ذلك معذورا, وبالله استعنت, وعليه توكلت, وهو نعم المولى, ونعم النصير [125]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ بغداد

للخطيب البغدادي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون لا يحصى عدد نعمته العادون ولا يؤدى حق شكره المتحمدون ولا يبلغ مدى عظمته الواصفون بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون أحمده على الآلاء وأشكره على النعماء وأستعين به في الشدة والرخاء وأتوكل عليه فيما أجراه من القدر والقضاء وأشهد أن لا إله إلا الله وأعتقد أن لا رب إلا إياه شهادة من لا يرتاب في شهادته واعتقاد من لا يستنكف عن عبادته وأشهد أن محمدا عبده الأمين ورسوله المكين حسن الله به اليقين وأرسله إلى الخلق أجمعين بلسان عربي مبين بلغ الرسالة وأظهر المقالة ونصح الأمة وكشف الغمة وجاهد في سبيل الله المشركين وعبد ربه حتى أتاه اليقين فصلى الله على محمد سيد المرسلين وعلى أهل بيته الطيبين وأصحابه المنتخبين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين

هذا كتاب تاريخ مدينة السلام وخبر بنائها وذكر كبراء نزالها وذكر وارديها وتسمية علمائها ذكرت من ذلك ما بلغني علمه وانتهت إلي معرفته, مستعينا على ما يعرض من جميع الأمور بالله الكريم فإنه لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم [126]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ مدينة دمشق

للحافظ ابن عساكر

بسم الله الرحمن الرحيم, ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا, إنك على كل شيء قدير, الحمد لله خالق الأرواح وبارئ الأجسام, وفالق الإصباح بالضياء بعد غسق الظلام, ورازق الطيور والإنس والجن والوحوش والأنعام, وفاتق السماء والأرض عن قطر الغمام, والحب ذو العصف والنخل ذات الأكمام, تبصرة لذوي العقول وتذكرة لأولي الأفهام, أحمده على تواتر إنعامه بنعمه العظام وأستزيده من مزيد مننه الجسام

وأشهد أن لا إله إلا الله محيي العظام, ذو الطول والعزة والبقاء والجلال والإكرام, وأشهد أن محمدا عبده الصادق الكلام, الداعي بإذنه إلى اتباع شريعة الإسلام, الماحي بنبوته عباد الأوثان والأصنام, الماحق برسالته معالم الأنصاب والأزلام, صلى الله عليه صلاة مقرونة بالمزيد والدوام, وعلى آله وأصحابه وأنصاره البررة الكرام, وأحله وإياهم بفضله ورحمته دار السلام, كما طهرهم من دنس العيوب ووضر الآثام

أما بعد : فإني كنت قد بدأت قديما بالاعتزام, لسؤال من قابلت سؤاله بالامتثال والالتزام, على جمع تاريخ لمدينة دمشق أم الشام, حمى الله ربوعها من ذوي الفضل والمزيد من أنبيائها وهداتها و خلفائها وولاتها و فقهائها وقضاتها وعلمائها ودراتها وقرائها ونحاتها وشعرائها ورواتها من أمنائها وأبنائها وضعفائها وثقاتها, وذكر ما لهم من ثناء ومدح, وإثبات ما فيهم من هجاء وقدح, وإيراد ما ذكرونه من تعديل وجرح, و حكاية ما نقل عنهم من جد ومزح, وبعض ما وقع إلي من رواياتهم, وتعريف ما عرفت من مواليدهم ووفاتهم, وبدأت بذكر من اسمه منهم أحمد, لأن الابتداء بمن وافق اسمه اسم المصطفى, ثم ذكرتهم بعد ذلك على ترتيب الحروف, مع اعتبار الحرف الثاني والثالث تسهيلا للوقوف

وكذلك أيضا اعتبرت الحروف في أسماء آبائهم وأجدادهم, ولم أرتبهم على طبقات أزمانهم, أو كثرة أعدادهم, وعلى قدر علوهم في الدرجات والرتب, ولا لشرفهم في الأفعال والنسب, وأردفتهم بمن عرف بكنيته,ولم أقف على حقيقة تسميته, ثم ذكر تنسيبه وبمن لم يسم في روايته, وأتبعتهم بذكر النسوة المذكورات, و الإماء الشواعر المشهورات

وقدمت قبل جميع ذلك جملة من الأخبار في شرف الشام وفضله, وبعض ما حفظ من مناقب سكانه وأهله, وما خصوا به دون أهل الأقطار, وامتازوا به على سائر سكان الأمصار, ما خلا سكان الحرمين, وجيران المسجدين المعظمين, وبوبت ذلك جميعه تبويبا, ورتبته في مواضعه ترتيبا, وذلك مبلغ علمي, وغاية جهدي على ما وقع إلي أو ثبت عندي

فمن وقف فيه على تقصير أو خلل, أو غير ذلك منه على تغيير أو زلل, فليعذر أخاه في ذلك متطولا, وليصلح منه ما يحتاج إلى إصلاح متفضلا, فالتقصير من الأوصاف البشرية, وليست الإحاطة بالعلم إلا لبارئ البرية, فهو الذي وسع كل شيء علما, وأحصى مخلوقاته عينا واسما, ومع ذلك فمن ذكرت أقل ممن أهملت, وما أصبت في ذكره أكثر مما أغفلت

و ليس يخلو من فائدة من الفوائد المستفادة, وذكر حكاية من الحكايات المستحسنة المستجادة, لما جمعه من الأخبار الجامعة, و انطوى عليه من الآثار اللامعة, وحواه من الأذكار النافعة, وتضمنه من الأشعار الرائعة, مما يرغب في حسنة الراغب, و يستفيد لعزته وجودته الطالب, والله سبحانه وتعالى ييسر جمعه على من جمعه, وينفع به من رواه ومن سمعه, إنه جدير بإجابتي, قدير على تحقيق رجائي, وهو ولي كل خير, ودافع كل سوء وضير, والهادي في القول لصوابه, ولا حول ولا قوة إلا به [127]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ العلماء بالأندلس

للحافظ أبي الوليد ابن الفرضي

بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على محمد وآله, قال أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي الحافظ رحمه الله :

الحمد لله الذي خلق الإنسان فأحسن وصور فأتقن وقدر فأحكم, وعلم الإنسان ما لم يعلم, ألهمه العلم الذي جعله دليلا ووسيلة إليه, وشفيعا مشفعا عنده, يصرف به الردى, ويرشد به إلى الهدى, ويرفع به الدرجات العلى في الآخرة و الأولى, به يوحد ويعبد, ويثنى عليه ويحمد, جعله من عباده في السعداء, وحظره على الأشقياء, علم الأشياء علم إحاطة أحصاها عددا, ولا يشرك معه في غيبه أحدا, يشاهد النجوى, ويعلم السر وأخفى, وله الأسماء الحسنى, سبحانه وتبارك وتعالى, وصلى الله على محمد عبده ورسوله, وصفوته من خلقه, صلاة زاكية نامية طيبة مباركة مرددة, وعلى آل محمد الطيبين, وعلى جميع النبيين وعليه وعليهم السلام أجمعين

هذا كتاب جمعناه في فقهاء الأندلس, وعلمائهم, ورواتهم,  وأهل العناية منهم, ملخصا على حروف المعجم, قصدنا فيه قصد الاختصار, إذ كانت نيتنا قديما أن نؤلف في ذلك كتابا موعبا, على المدن يشتمل على الأخبار والحكايات, ثم عاقت عوائق عن بلوغ المراد فيه, فجمعنا هذا الكتاب مختصرا

وغرضنا فيه ذكر أسماء الرجال وكناهم وأنسابهم, ومن كان يغلب عليه حفظ الرأي منهم, ومن كان الحديث والرواية أملك به, وأغلب عليه, ومن كانت له إلى المشرق رحلة, وعمن روى, ومن أَجَلُّ من لقى, ومن بلغ منهم مبلغ الأخذ عنه, ومن كان يشاور في الأحكام, ويستفتى, ومن ولى منهم خطة القضاء, ومن المولد والوفاة ما أمكنني, على حسب ما قيدته, ولم أزل مهتما بهذا الفن, معتنيا به, مولعا بجمعه, والبحث عنه, ومسائلة الشيوخ عما لم أعلم منه, حتى اجتمع لي من ذلك بحمد الله وعونه ما أملته, وتقيد في كتابي هذا من التسمية ما لم أعلمه يقيد في كتاب ألف في معناه في الأندلس قبله, وتركنا تكرار الأسانيد, مخافة أن نقع فيما رغبنا عنه من الإطالة, وبيناها في صدر الكتاب

فما كان في كتابنا هذا عن (أحمد) دون أن ننسبه فهو أحمد بن محمد ابن عبد الب,ر أخبرنا به عنه محمد بن رفاعة الشيخ الصالح في ( تاريخه )

وما كان فيه عن (خالد) فهو خالد بن سعد, أخبرنا به عنه إسماعيل بن إسحاق الحافظ في ( تاريخه) وما كان فيه عن (محمد) دون أن ينسب فهو محمد بن حارث القروي, أخذته من كتابه, وبعضه بخطه

وما كان فيه عن (أبي سعيد) فهو أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس ابن عبد الأعلى المصري, خرجته من ( تاريخه في أهل مصر و المغرب ), أخذ ذلك من كتاب أنففذه إليه أمير المؤمنين الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله, رحمه الله, وفيه عن غير ذلك الكتاب, ما أخبرنا به يحيى بن مالك العائذي, عن أبي صالح أحمد بن عبد الرحمن بن أبي صالح الحراني الحافظ, عن أبي سعيد, ومنه ما أخبرني به أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى القاضي, عن أبي سعيد, وقد بينت ذلك في موضعه

وما جاء في كتابي هذا عن محمد بن أحمد فهو محمد بن أحمد بن يحيى القاضي هو ابن مفرج, أخذته من كتاب مختصر كان جمعه للإمام المستنصر بالله رحمه الله

وما كان فيه عن الرازي فإن العائذي أخبرنا به عنه

وما كان فيه عن غير هؤلاء فقد ذكرت من حدثني به, وعمن أخذته إلا أن يكون مما قرب عهده, وأدركته بسني, وقيدته بخطي, وحفظي, وأخذته عن ثقة من أصحابي, فلم أحتج إلى تسميته, وأملنا جمع الكتاب الذي تقدم ذكره على البلدان, وتقصي ما اختصرناه في كتابنا هذا من الحكايات, والأخبار إن تأخرت بنا مدة, وصحبتنا من الله معونة, ولا حول ولا قوة إلا بالله, ولما رأيت كثيرا من الوفيات ترتبط بدول الملوك لم أجد بدا من ذكرها, في صدر هذا الكتاب, ليكون دليلا على ما تعلق بها, و أضيف إليها مع ما في علم ذلك من الفائدة, فرسمنا على المعنى الذي بنينا عليه من الاختصار

وبالله نستعين على ما نؤمله, وهو حسبنا ونعم الوكيل [128]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الصلة في تاريخ علماء الأندلس

للحافظ أبي القاسم ابن بشكوال

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على محمد, وعلى آله وسلم تسليما, الحمد لله الذي فطر بقدرته الأنام, وفضل بعضهم على بعض في الأفهام, وصلى الله على محمد وآله وصحبه البررة الكرام

أما بعد : فإن أصحابنا وصل الله توفيقهم, ونهج إلى كل صالحة من الأعمال طريقهم,سألوني أن أصل لهم كتاب القاضي الناقذ أبي الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف الأزدي الحافظ, المعروف بابن الفرضي رحمه الله, في رجال علماء الأندلس, الذي أخبرنا به جماعة من شيوخنا رحمهم الله, عن أبي عمر بن عبد البر النمري الحافظ عنه, وأخبرنا به أيضا شيخ عصره, أبو محمد بن عتاب, عن أبي حفص عمرو بن عبيد الله الذهلي, عن أبي الوليد الفرضي, وأن أبتدئ من حيث انتهى كتابه, وأين وصل تأليفه, متصلا إلى وقتنا

وكنت قد قيدت كثيرا من أخبارهم, وآثارهم, وسيرهم, وبلدانهم, وأنسابهم, وموالدهم, ووفياتهم, وعمن أخذوا من العلماء, ومن روى عنهم من أعلام الرواة, وكبار الفقهاء, فسارعت إلى ما سألوا, وشرعت في ابتداء على ما أحبوا, و رتبته على حروف المعجم, ككتاب ابن الفرضي, وعلى رسمه, وطريقته, وقصدت عل ترتيب الرجال في كل باب, على تقادم وفياتهم, كالذي صنع هو رحمه الله , ونسبت كثيرا من ذلك إلى قائله, واختصرت ذلك جهدي, وقدمت هنا ذكر الأسانيد إليهم مخافة تكرارها في مواضعها

فما كان في كتابي هذا من كلام أبي عمرو المقرئ, فأخبرنا به القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الأنصاري, و أبو عامر محمد حبيب الشاطبي, جميعا عن أبي داود المقرئ, عن أبي عمرو, ذكر ذلك في كتاب (طبقات القراء و المقرئين) من تأليفه.

وما كان فيه من من كلام أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي, نزيل بغداد, فهو من كتابه الذي جمعه لأهل بغداد, في (تاريخ علماء الأندلس) [129] أخبرني به القضي الإمام أبو بكر محمد بن عبد الله المعافري, جلة عن ابي بكر محمد بن طرخان, عن الحميدي, وأخبرني به ابو الحسن عباد بن سرحان عنه

وما كان من كلام أبي عمر بن عفيف, فإني نقلته من كتابه (المؤتلف في فقهاء قرطبة), الذي أخبرنا به غير واحد من شيوخنا عن أبي العباس العذري عنه

وما كان فيه من كلام أبي بكر الحسن بن محمد القبشي [130], فغني قرأته بخطه, في كتابه المسمى بكتاب (الإحتفال في تاريخ أعلام الرجال), ونقلته منه, وأخبرني به أبو محمد بن يربوع, عن أبي محمد بن خزرج

وما كان فيه عن أبي مروان بن حيان [131], فأخبرنا به أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد رحمه الله عنه, و قرأت أكثره بخطه

وما كان فيه عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن شنظير [132], فإني نقلته من خطه, في كتاب رواياته, وفي (تاريخه) أيضا وأخبرني به أبو الحسن عبد الرحمن بن عبد الله العدل, عن أبي محمد قاسم بن محمد, عنه وعن صاحبه أبي جعفر بن ميمون, بما ذكر من أيضا عنه

ما كان فيه عن أبي جعفر بن مطاهر [133], فأخبرني به أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن بقي الحاكم, وغيره عنه, ذكر ذلك في (تاريخ فقهاء طليطلة) من جمعه

وما كان فيه عن أبي عمر بن عبد البر الحافظ, فأخبرني به غير واحد من شيوخي عنه

وما كان فيه عن أبي عبد الله بن عابد, فأخبرني به الشيخ الأحد أبو محمد بن عتاب, عنه

وما كان فيه عن أبي عبد الله الخولاني, فأخبرني به القاضي شريح بن محمد, مناولة منه لي بإشبيلية, عن خاله محمد بن محمد بن عبد الله الخولاني , عن أبيه

وما كان فيه عن أبي عمر أحمد بن محمد بن الحذاء, فأخبرني به شيخنا أبوالحسن بن مغيث, مناولة عنه

وما كان فيه عن أبي عبد الله محمد بن عتاب الفقيه [134], فأخبرني به ابنه أبو محمد شيخنا رحمه الله, وقرأت بعضه بخطه وخط ابنه أبي القاسم

وما كان فيه عن أبي محمد بن خزرج الإشبيلي, فأخبرني به غير واحد من شيوخي, رحمهم الله, منهم أبو محمد بن يربوع, وغيره,من شيوخنا عنه

وما كان فيه عن أبي القاسم بن مدير المقرئ, فأخبرني به أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن الفقيه, عنه

وما كان فيه عن أبي علي الغساني, فأخبرني به القاضي أبو عبد الله محمد بن أحمد التجيبي, وغير واحد من شيوخي رحمهم الله عنه

وما كان فيه من كلام أبي عمر بن مهدي المقرئ [135], فقرأت ذلك بخطه في كتاب (تسمية رجاله) الذين لقيهم, ونقلته منه وما كان فيه من (تاريخ) أبي طالب المرواني فأجاز لي بخطه رحمه الله

وكثيرا من ذلك ما سألت عنه شيوخنا, وثقات أصحابنا, وأهل العناية بهذاالشأن, ومن شهر منهم بالحفظ والإتقان, وقد نسبت ذلك إلى من قاله لي منهم, إلا ما لحقته بسني, وشاهدته بنفسي, وقيدته بخطي فلست أسنده على أحد, وأقتصر في ذلك على ما علمته وتحققته.

وأنا أسأل الله الكريم عونا وتأييدا, وتوفيقا وتسديدا, وعصمة من الزلل, سلامة من الخطل, والصواب في القول العمل, ثم إليه عز وجهه تتضرع في أن يجعلنا ممن تعلم العلم لوجهه, وعني به في ذاته, فإنه على ذلك وعلى كل شيء قدير.[136]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التكملة لكتاب الصلة

لأبن الأبار القضاعي

بسم الله الرحمن الرحيم, وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليما, قال الفقيه الكاتب, المحدث الحافظ, أبو عبيد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي ابن الابار البلنسي رحمه الله :

الحمد لله وارث الأرض ومن عليها من الخلق, وباعث محمد رسوله بالهدي ودين الحق, وصلى الله عليه وآله وأصحابه ما شيم لماع البرق, واستديم هماع الودق

وبعد : فهذا كتاب ( التكملة لكتاب الصلة ) الذي ألف أبو القاسم بن بشكوال فوصل المنفصل, وطبق في معارضة أبي الوليد بن الفرضي, المفصل, وجاء بحسنة أثمرت له الحسنى, وجاد على عفاة العلم بصلة ما أسنى, لا جرم أنه أعاد بها من كان فانيا, وأعار الأندلس وأهلها عمرا ثانيا, كافأ الله صالح اعتماده واعتماله, و شكر له واضح احتفائه واحتفاله, من رجل ورد النمير المعين, ووجد الظهير والمعين, فقل في رواية منح الري, ونازع فري كيف شاء الفري, واتفق أن خلد حتى هيل على أترابه التراب, وخبأتهم في حقائبها الأحقاب, فانتظمهم حسابه, و شملهم كتابه, ولو أن هؤلاء الذين جرفهم سيله, وصرفهم إلى حجره ذيله, سمح بهم غناه, وسنح له ضد مأتاه, لتل أسماهم في يد من تلاه, وأمد بها من رام أن يلحق مداه, ولكن أبى إلا أن يوعب ليتعب من بعده, وينجز في الاستغراف و الاستلحاق وعده, وعلى ذلك فإنه أغفل مع أنه احتفل, وأسأر مع أنه أكثر, إذ الإحاطة لله وحده, وأنا وإن كنت ما ظفرت بغير سؤال, ولا عجت إلا على طلل بال, إلى تشعب حال, وتقلب بال, فقد وفيت ما اقتضاه الوفاء, وعند الله في ذلك الجزاء, حتى تيسر مع الإجمال في الطلب, والاحتمال للنصب المريح إن شاء الله في المنقلب, ما بلغ منه المراد, و أنجح فيه الإصدار والإيراد, على تفاوت أمرينا من قرار واضطراب, وتباين حالينا من إنفاض و إتراب

وكان أنبعاثي لهذا التقييد الملتمس من الله فيه حسن العون والتأييد أول شهر الله المحرم مفتتح سنة إحدى وثلاثين و ستمائة, امتعاضا للجزيرة, وارتماضا من كوائنها المبيرة, ليعلم أنها ما أفلت أهلتها, وإن أعضلت علتها, وبطلت على البرء أدلتها, ولا هوت نجومها, وإن أقوت رسومها, وألوت بدولة عربها رومها, هذا وجنابها مضاع, وخلافها إجماع, فلم يبق فيها إلا حبابة كصبابة الإناء, وما بقاء اليفن شخص فيه يريد الفناء, ومع غربة الإسلام فيها, وعجز قومها عن تلافيها, فالعلوم بها ما صرمت علقها, ولا عدمت بالجملة حلقها, ومصداق ذلك وصل إحسانهم والحبل مبتور, ونظم جمانهم والشمل منثور, إلى أن ذهب السكن والمسكون, وكان من أمر الله ما علم أن سيكون, وفي وقتنا هذا وهو آخر سنة ست وأربعين وبلاد العدوة بجالية الأندلس غاصة, وازدياد الوحشة لا تنفرد به دون عامة خاصة, لا سيما وقد ختمت بالمصيبة الكبرى في إشبيلية مصائبها, ودهمت بالجلاء المكتوب والرجاء المكذوب عصائبها, كثرت مشافهة الإخوان بما في تزجية الأوان, وترجية ما لا يبدع بي من الأكوان, وجعلوا يخصون باللوم تلومي في هذه الفترة, ويحضون على إتمام المرام قبل قواطع الكبرة, إلى غيرها من محذور, ليس هجومه بمحظور ولا وقوعه غير منظور, وأنا أتعلل بما عاينوا من خطوب عانيتها, وأتسلل فرارا من خطة ليتني ما تعاطيتها, وهم يبرؤون من قبول معذرة, ويربؤون بميسرتي عن نظرة, وربما لجوا في تهوين المانع من إظهاره, واحتجوا بالمخاطب من القاهرة فيه على اشتهاره, فاستخرت الله تعالى في الإسعاف والإسعاد, واستجرت به نعم المجير في المبدأ والمعاد, وعليها من عزمة ما ضية, سوفت متقاضية, وتخوفت اللائمة, في رضا ما ليس راضيه, فلما أن استوفى عشرين حولا بل زاد, واستولى على الأمد الذي من تأنى فيه أصاب أو كاد أبرزته بعد طول الحجاب, وأبرأته ونفسي من دعوى الإعجاب, محرجا في إصلاح الخلل, ومستدرجا إلى اغتفار الزلل, فالنسيان موكل بالإنسان, والسهو لا تدخل البراءة منه تحت الضمان, ويعلم الله أني وهبت الكرى للسهاد, و ذهبت أبعد مذهب في الاجتهاد, وعنيت بهذا التصنيف أتم عناية, وبلغت به من التصحيح أقصى نهاية, وما زلت أسمو إليه حالا على حال, وأعكف عليه بين حل وارتحال, إلى أن بهر فجره وضاحا, وزخر وشله نهرا طفاحا, ولم أقتصر به على الابتداء من حيث انتهى ابن بشكوال, بل تجاوزته وابن الفرضي أتولى التقصي وأتوخى الإكمال, وربما أعدت من تحيفا ذكره, ولم يتعرفا أمره, وإن خالفتهما في نسق الحروف, فجريا على النهج المعروف, وأفردت لكافة الأدباء كتابا يلحق بهذا في الاكتفاء, إلا بعضا ممن دون كلامه, أو عرف بمجالس العلم إلمامه, وعلى مشارع الخير حيامه

والذين استضأت بشعاعهم, واستمليت من أوضاعهم, أتيت بالأسانيد إليهم بدءا, ورأيت أن أضع من عناء تكرارها عبثا, وكثير ممن أفاد القليل, قد أحذفهم لئلا أطيل

فما كان في كتابي هذا عن أبي بكر أحمد بن محمد الرازي, فأخبرني به القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي جمرة مكاتبة عن أبيه, عن أبي عمر بن عبد البر, عن أبي محمد قاسم بن محمد بن عسلون, وعن أبي عمر أيضا, عن ابن الفرضي, عن أبي زكرياء العائذي كلاهما عن الرازي

وما كان فيه عن أبي إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان, فقرأته بخط القاضي أبي محمد عبد الله بن ربيع, ويعرف بابن بنوش, وأخبرني به وبرجال مالك أبو بكر أيضا, عن أبيه, والفقيه المشاور أبو عبد الله محمد بن أيوب بن نوح الغافقي, عن أبي الحسن بن هذيل, عن أبي داود سليمان بن نجاح جميعا, عن أبي عمرو المقرىء, عن أبي عبد الله بن قاسم الفاكهي, وغيره, عن ابن شعبان, وبهذا الإسناد إلى أبي عمرو, عن أبي بكر عبد الرحمن بن أحمد التجيبي, عن أبي عبد الله محمد بن حارث بما فيه عنه, وقرأت بعضه بخطه, وكذلك ما فيه عن أبي عمرو, وأبي داود المذكورين

وما كان فيه عن أبي بكر الزبيدي, فحدثني به القاضي أبو الخطاب أحمد بن محمد بن واجب القيسي بين سماع ومناولة, عن أبي الحسن ابن النعمة, قراءة عن أبي محمد بن عتاب, وغيره, عن أبي عمر النمري, عن ابن الفرضي, عنه وأخبرني به أيضا ابن أبي جمرة, عن أبيه, عن أبي عمر بمثله, وعن أبيه, عن جده, عن القاضي يونس بن عبد الله الزبيدي, وبه إلى يونس بما فيه عنه, ولأبي بكر بن عزير قريب أبي مروان ابن مسرة (تذييل لطبقات الزبيدي) نقلت منه كثيرا

وما كان فيه عن أبي عبد الله بن عبد السلام الطليطلي, ويعرف بابن شق الليل, فأخبرني به ابن أبي جمرة, عن أبي القاسم بن ورد, عن أبي محمد بن العسال عنه

وما كان فيه عن أبي مروان الطبني, فأخبرني به قاضي الجماعة أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي, عن أبيه, عن أبي الحسن عبد الرحيم بن قاسم الحجاري, عن أبي الوليد العتبي, وعن أبي مروان بن قزمان, عن أبي علي الغساني كلاهما عن الطبني, وأخبرني أيضا أبو القاسم, عن أبي الحسن شريح بن محمد عن أبي محمد بن حزم بما فيه عنه

وما كان فيه عن القاضي أبي القاسم صاعد بن أحمد الطليطلي, فأخبرني به ابن أبي جمرة, عن الخطيب أبي عامر بن شرويه, والقاضي أبي محمد عبد الحق بن عطية جميعا, عن أبي بكر عبد الباقي بن برال الحجاري عنه

وما كان فيه عن أبي جعفر بن الباذش, فأخبرني به الأستاذ أبو جعفر أحمد بن علي بن عون الله, عن أبي محمد بن عبيد الله عنه, وعن أبي عبد الله بن عبد الرحيم الخزرجي, عن أبي الحسن والد أبي جعفر بن الباذش بما فيه عنه

وما كان فيه عن القاضي أبي الفضل عياض, فأخبرني به ابن أبي جمرة عنه, وكذلك عن أبي محمد الرشاطي, وأبي الوليد بن الدباغ, وأبي بكر يحيى بن محمد بن رزق بما فيه عنهم, وأخبرني ابن واجب, عن ابن الدباغ, وابن رزق منهم

وما كان فيه عن أبي القاسم القنطري, فأخبرني به ابن واجب, في آخرين, عن أبي بكر بن خير عنه, وبهذا الإسناذ ما فيه عن أبي بكر هذا, وحدثني به بعض أصحابنا, عن أبي البقاء يعيش بن القديم الشلبي, عن القنطري

وما كان فيه عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر فمن (تاريخه الكبير), في أهل دمشق والشام, وحدثني به الحاكم أبو عبد الله محمد بن أحمد الأندرشي, وغيره عنه, وأخبرني الحافظ أبو عمر أحمد بن هارون بن عات, عن أبي محمد العثماني, وأبي طاهر السلفي بما فيه عنهما

وما كان فيه عن أبي عمر بن عياد, فأخبرني به المقرىء أبو محمد غلبون بن محمد بن غلبون عنه, والقاضي أبو عيسى محمد بن محمد التدميري, والحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعي, عن أبي محمد بن سفيان المعروف بالقونكي عنه, وأبو الربيع منهما, عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن عياد, عن أبيه, وأفادني أبو الحجاج بن عبد الرحمن صاحبنا إجازةأبي جعفر بن عياد, عن أبيه, وغيره, وبهذا الإسناد ما فيه عن أبي القاسم بن حبيش, وابن سفيان هذا, وقرأت أكثر ذلك بخطهما

وما كان فيه عن غير المذكورين من شيوخ شيوخنا فحدثوني به عنهم, وكذلك ما كان لهم, وأكثرهم إفادة في هذا المعنى جازى الله جميعهم بالحسنى, أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن التجيبي, وأبو سليمان بن حوط الله, وأبو الربيع بن سالم, وهو ندبني إليه, وحضني عليه, فرواية لي عنهم بين سماع وإجازة منهم

وما كان فيه عن آباء القاسم الملاحي, وابن فرقد ابن الطيلسان, فحدثت به عنهم, وكذلك عن أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة, بما نقلته من تأليفه في المؤتلف والمختلف, وما ينقطع إسناده عينته, ليكون أشفى, و بينته حتى لا يخفى, وفي أثنائه عن أبي سعيد بن يونس, وأبي عبد الملك بن عبد البر, وأبي بكر القبشي, والصاحبين, وابن عفيف, وابن حيان, والخولاني, والحميدي, وغيرهم مما وجدته في تواليفهم, واستفدته من فهارسهم, والطرق إليهم يطول عدها, ويصرف عن المقصود سردها, وبعضها في (تاريخ) ابن الفرضي, وقرأت جميعه على أبي الخطاب بن واجب, عن أبي عبد الله بن عبد الرحيم قراءة عليه, عن أبي محمد بن عتاب, عن أبي عمر النمري, وأبي حفص الزهراوي عنه, وفي (تاريخ) ابن بشكوال, وقرأته أيضا على أبي الخطاب, عن مؤلفه قراءة, وما خرجت لهما من هذين الكتابين وغيرهما فبهذا الإسناد, وإلى ربنا الملك الجواد أضرع في العصمة والإنجاد, وإياه أسأل رشادا إلى التوفيق وتوفيقا إلى الرشاد, فذلك بيده, هو حسبي ونعم الوكيل [137]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

المنتظم في تواريخ الملوك والأمم

للحافظ أبي الفرج بن الجوزي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي سبق الأزمان وابتدعها, و الأكوان واخترعها, والجواهر وجمعها والأجسام وصنعها والسماء ورفعها والأنوار وشعشعها والشمس واطلعها والمياه وأنبعها والأقوات وزرعها منع آلات الحس عن إدراكه وقطعها ووهب لنفس الآدمي نفائس المعارف واقطعها وخصها دون الخلائق بمعاني أودعها فعلمت أنها أين كانت وكيف كانت فهو معها, أحمده على نعم أكثرها وأوسعها, وأشهد بوحدانيته من براهين أكدت ما أودعها, إلى نفس تقر أنه يعلم مستقرها ومستودعها, وأصلي على رسوله محمد أشرف من جاء بملة وشرعها, وألطف من ضاقت حاله على أمته فوسعها, وعلى أصحابه وأتباعه إلى أن تسكن كل نفس من الجنة والنار موضعها

أما بعد : فإني رأيت النفوس تشرئب إلى معرفة بدايات الأشياء, وتحب سماع أخبار الأنبياء, وتحن إلى مطالعة سير الملوك والحكماء, وترتاح إلى ذكر ما جرى للقدماء, ورأيت المؤرخين يختلف مقادهم في هذه الأنباء, فمنهم من يقتصر على ذكر الأنبياء الإبتداء, ومنهم من يقتصر على ذكر الملوك والخلفاء, وأهل الأثر يؤثرون ذكر العلماء والزهاد, و يحبون أحاديث الصلحاء, وأرباب الأدب يميلون إلى أهل الأدب والشعراء, ومعلوم أن الكل مطلوب, والمحذوف من ذلك مرغوب, فآتيتك بهذا الكتاب الجامع لغرض كل سامع, يحوي عيون المراد من جميع ذلك, والله المرشد إلى أصوب المسالك

ذكر ترتيب هذا الكتاب : وأبتدىء بعون الله وتوفيقه وأذكر الدليل على وجود الصانع سبحانه وتعالى, ثم أردف ذلك بذكر أول المخلوقات, ثم ما يلي ذلك من الموجودات, على ترتيب الوجود في الحادثات, إلا أن يخفى زمان حادث فيذكر في الجملة, ثم أتبع ذلك بذكر آدم عليه السلام, وأحواله, وما جرى له, ثم أذكر عظائم الحوادث التي كانت في زمانه, ومن كان في مدة ولايته من أهل الخير, ورؤوس أهل الشر, ثم أذكر من خلفه من أولاده, وما حدث في زمان ذلك الخالف من الأحداث, ومن كان في وقته من أهل الخير والشر, ثم من يخلف ذلك كذلك إلى زمان نبينا محمد rفيندرج في ذلك ذكر الأنبياء, والملوك والعلماء, والزهاد والحكماء, والفراعنة والنماردة, ومن له خبر يصلح إيراده من العوام, وما يحسن ذكره من الأمور والحوادث في كل زمن

فإذا آل الأمر إلى نبينا عليه الصلاة والسلام أبتدأ بذكر مولده, ونسبه, وذكر عيون ما جرى في سنة مولده من الحوادث, ثم ما جرى في سنته الثانية من مولده كذلك, إلى زمان نبوته, ثم بذكر ما جرى في كل سنة من سني النبوة إلى سنة هجرته إلى المدينة

فإذا انتهينا إلى مفتتح سني الهجرة, وهي التي عليها التاريخ إلى اليوم, ذكرنا ما كان في كل سنة من الحوادث المستحسنة والمهمة, وما لا بأس بذكره, ونضرب عن ما لا طائل في الإطالة به تحته, مما يضيع الزمان بكتابته, إما لعدم صحته, أو لفقد فائدته, فإن خلقا من المؤرخين ملأوا كتبهم بما يرغب عن ذكره, تارة من المبتدآت البعيدة الصحة, المستهجن ذكرها عند ذوي العقول, كما قد ذكر في مبتدأ وهب بن منبه, وغيره من الأخبار, التي تجري مجرى الخرافات, وتارة يذكر حوادث لا معنى لها, ولا فائدة, وتارة يذكر أحوال ملوك يذكر عنهم شرب الخمر, وفعل الفواحش, وتصحيح ذلك عنهم عزيز, فإن صح كان ذلك إشاعة الفواحش, وإن لم يصح كان في مرتبة القذف, وهو في العاجل يهون على أبناء الجنس ما هم فيه من الزلل, على أن الأخبار لا تسلم من بعض هذا

ومن أعظم خطأ السلاطين والأمراء نظرهم في سياسات متقدميهم, وعملهم بمقتضاها, من غير نظر فيما ورد به الشرع, ومن خطأهم تسمية أفعالهم الخارجة عن الشرع سياسة بأن الشرع هو السياسة, لا عمل السلطان برأيه وهواه, ووجه خطأهم في ذلك أن مضمون قولهم يقتضي أن الشرع لم يرد بما يكفي في السياسة, فاحتجنا إلى تتمة من رأينا, فهم يقتلون من لا يجوز قتله, ويفعلون ما لا يحل فعله, ويسمون ذلك سياسة

فصل : واعلم أن في ذكر السير والتواريخ فوائد كثيرة, أهمها فائدتان, أحدهما أنه إن ذكرت سيرة حازم, ووصفت عاقبة حاله, علمت حسن التدبير, واستعمال الحزم, وإن ذكرت سيرته مفرط, ووصفت عاقبته, خويت من التفريط, فيتأدب المسلط, ويعتبر المتذكر, ويتضمن ذلك شحذ صوارم العقول, ويكون روضة للمتنزه في المنقول

والثانية أن يطلع بذلك على عجائب الأمور, وتقلبات الزمن, وتصاريف القدر, والنفس تجد راحة بسماع الأخبار

وقال أبو عمرو بن العلاء لرجل من بكر بن وائل قد كبر حتى ذهب منه لذة المأكل, والمشرب, والنكاح, أتحب أن تموت ؟, قال : لا , قيل: فما بقي من لذتك في الدنيا ؟, قال : أسمع بالعجائب

فصل : فإذا أنهينا ذكر المهم من الحوادث والحالات في كل سنة, ذكرنا من مات في تلك السنة من الأكابر, ويتعرض بذكر الجرح والتعديل, وقد يختلف في سنة موته, فنذكر الأصح, وذكر هذا من الحوادث أيضا, وترتب أسماؤهم في كل سنة على الحروف, فنقدم من اسمه على حرف الألف على الباء, فإن خفي زمان موت ذاك الشخص ذكرناه مع أقرانه, فقد اجتمع في كتابنا هذا ذكر الأنبياء, والسلاطين, والأحداث, والمحدثين, والفقهاء, والمحدثين, والزهاد, والمتعبدين, و الشعراء, والمتأدبين, وفي الجملة جميع المتميزين من أهل الخير والشر أجمعين, فيحصل بما يذكره مراد المسامر, والمحدث, ومقصود الناقل المحدث

فكان هذا الكتاب مرآة يرى فيها العالم كله, والحوادث بأسرها, إلا أن يكون من لا وقع له, فليس لذلك ذكر, أو حادثة لا يغنى تحتها, ولا وجه لذكرها, وقد انتقى كتابنا نقي التواريخ كلها, وأغنى من يعنى بالمهم منها, عنها وجمع محاسن الأحاديث, والأخبار اللائقة بالتواريخ, وانتخب أحسن الأشعار, عند ذكر قائلها, وسلم من فضول الحشو, و مرذول الحديث, ومن لم يدخل فيه ما يصلح حذفه

وقد كنت عزمت على مد النفس فيه بزيادة الأسانيد, وجمع وشرح أخبار الشخص كلها, ثم رأيت أن تخير الأوساط, خير من الإنبساط, فأخذت في كف الكف عن التطويل, وحذف أكثر الأسانيد, لئلا يوجب الطول بحر الكتاب, على أنه كثير بالإضافة إلى قلة الهمم, والله تعالى ملهم الإصابة, ومسعف الإجابة بمنه [138]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين

للعلامة الرافعي

بسم الله الرحمن الرحيم, وبه الاستعاذة والتوفيق, رب يسر وأتمم بالخير, سبحان الله مقلب الليل والنهار, عبرة لأولى الأبصار, و الحمد لله الذي رفع بنعمته الأقدار, ووضع برحمته الأغلال و الآصار, ولا إله إلا الله المنزه عن أن يغيره تعاقب الأدوار, أو يبله تناسخ الأعصار, والله أكبر من أن يقاوم أن بدا منه اقتهار, أو أن ينحل بمكله إمهال واقصار, والصلاة على رسوله محمد المختار, وعلى آله وصحبه المهاجرين والأنصار

وبعد : فقد كان يدور في خلدي أن أجمع ما حضرني من تاريخ بلدي, ووقع في ألسنة الناس قبل شروعي فبما أني مشغول بضم قوادمه إلى خوافيه, فطمعت في أن تكون الأراجيف مقدمات الكون, واستعنت بالله ونعم العون, و شارعت إلى تحقيق ظنون الطالبين, وسعيت في إقرار عيونهم, ونقلت ما ظفرت في الأصول, والتعاليق المتفرقة, والأوراق المسودة, إلى هذا البياض متحريا في ألفاظه الاختصار, وفي معانيه الاكتثار, مبينا لك أو مذكرا, أن كتب التاريخ ضربان, ضرب تقع العناية فيه بذكر الملوك, والسادات, والحروب, والغزوات, ونبأ البلدان وفتوحها, والحوادث العامة كالأسعار, والأمطار, والصواعق, والبوائق, والنوازل, والزلازل, وانتقال الدول, وتبدل الملل والنحل, وأحوال أكابر الناس, والمواليد, والاملاكات, والتهاني, والتعازي, وما يجري مجراها

وضرب يكون المقصد فيه بيان أحوال أهل العلم, والقضاة, وفضلاء الرؤساء, والولاة, وأهل المقامات الشريفة, والسير المحمودة من أوقات ولادتهم, ووفاتهم, وطرف من مقالاتهم, ورواياتهم, ومشائخهم, و رواتهم, وبهذا الضرب اهتمام علماء الحديث للكتب المصنفة فيه, تنقسم إلى عامة (كالتاريخ), عن ابن نمير, وأحمد ابن حنبل, ويحيى بن معين [139], و علي بن المديني, و(تاريخ) محمد بن اسماعيل البخاري, وابن أبي خيثمة [140], وأبي زرعة الدمشقي [141], وأبي عبد الله بن منده, و(كالجرح و التعديل) لابن أبي حاتم, و ابن عدي رحمهم الله, وإلى خاصة, إما باقليم, (كتاريخ الشام) [142], وإما ببلدة (كتواريخ بغداد) للحافظ أبي بكر الخطيب [143], وغيره, و(تاريخ مصر) لأبي سعد بن يونس [144], و(واسط) لأسلم ابن سهل [145], و (أصبهان) لأبي بكر ابن مردويه, وابن مندة [146], وأبي نعيم [147], و(همدان) لصالح بن أحمد الحافظ, ثم لكيا شيرويه, و(نيسابور) للحاكم [148], و(هراة) لأبي إسحاق بن معين, و(بلخ) لأبي إسحاق المستملي, وغيره, و(مرو) للعباس بن مصعب, ولأحمد بن سيار, وغيرهما, و(بخارى) لأبي عبد الله غنجار,و(سمرقند) لأبي سعد الإدريسي, لم أر من هذا الضرب تاريخا لقزوين, إلا المختصر الذي ألفه الحافظ الخليل بن عبد الله [149] , رحمه الله, وإنه غير واف بذكر من تقدمه, وقد خلت من عصره أمم, ونشأ في كل قرن ناشئة, ولم يقم إلى الآن أحد بتعريفهم في تأليف يشرح أحوالهم, وكان الإمام هبة الله بن زاذان رحمه الله على عزم أن يجمع فيه شيئا, فقد رأيت بخطه في خلال كلام في أحوال البلدة : إني معتزم قديما وحديثا أن أجمع في أخبارها, وأخبار ساكنيها, والصاد عن ذاك قلة الرغبات, في أمور عددها, ولم يساعده القدر فيما أظن.

وهذا كتاب إن يسره الله تعالى وفي بذكر أكثر المشهورين, والخاملين من الآخرين, والأولين من أرباب العلوم وطالبيها, وأصحاب المقامات المرضية وسالكيها, من الذين نشأوا بقزوين ونواحيها, أو سكنوها, أو طرقوها

أذكرهم وأورد أحوالهم فيه, بحسب ما سمعته من الشيوخ, والعلماء, أو وجدته في التعاليق, والأجزاء, وأودعه مما نقل من سيرهم, وكلماتهم, ومقولاتهم, ورواياتهم ما أراه أحسن وأتم فائدة

وسميته كتاب : ( التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين ), ورأيت أن أصدره بأربعة فصول, أحدها في فضائل البلدة وخصائصها, وثانيها في اسمها, وثالثها في كيفية بنائها, وفتحها, ورابعها في نواحيها, وأوديتها, وقنيها, ومساجدها, و مقابرها, ثم أتبع هذه الفصول بذكر من وردها من الصحابة, والتابعين رضي الله عنهم أجمعين, ثم أندفع في تسمية من بعدهم, والله الموفق [150]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

الكامل في التاريخ

للعلامة ابن الاثير

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله القديم فلا أول لوجوده, الدائم الكريم فلا آخر لبقائه ولا نهاية لجوده, الملك حقا فلا تدرك العقول حقيقة كنهه, القادر فكل ما في العالم من أثر قدرته, المقدس فلا تقرب الحوادث حماه, المنزه عن التعبير فلا ينجو منه سواه, مصرف الخلائق بين رفع وخفض, وبسط وقبض, وإبرام ونقض, وإماتة وإحياء, وإيجاد وإفناء, وإسعاد وإضلال, وإعزاز وإذلال, يؤتي الملك من يشاء, و ينزعه ممن يشاء, ويعز من يشاء, ويذل من يشاء, بيده الخير وهو على كل شيء قدير, مبيد القرون السالفة , و الأمم الخالفة, لم يمنعهم منه ما اتخذوه معقلا وحرزا, فهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا, بتقديره النفع والضر, وله الخلق والأمر, تبارك الله رب العالمين, أحمده على ما أولى من نعمه, وأجزل للناس من قسمه, وأصلي على رسوله محمد سيد العرب والعجم, المبعوث إلى جميع الأمم, وعلى آله وأصحابه أعلام الهدى, ومصابيح الظلم, وعليهم وسلم

أما بعد : فإني لم أزل محبا لمطالعة كتب التواريخ ومعرفة ما فيها, مؤثرا للإطلاع على الجلي من حوادثها وخافيها, مائلا إلى المعارف والآداب والتجارب المودعة في مطاويها, فلما تأملتها رأيتها متباينة في تحصيل الغرض, يكاد جوهر المعرفة بها يستحيل إلى العرض, فمن بين مطول قد استقصى الطرق والروايات, ومختصر قد أخل بكثير مما هو آت, ومع ذلك فقد ترك كلهم العظيم من الحادثات, والمشهور من الكائنات, وسود كثير منهم الأوراق بصغائر الأمور, التي الإعراض عنها أولى, وترك تسطيرها أحرى, كقولهم خلع فلان الذمي صاحب العيار, وزاد رطلا في الأسعار, وأكرم فلان, وأهين فلان

وقد أرخ كل منهم إلى زمانه, وجاء بعده من ذيل عليه, وأضاف المتجددات بعد تاريخه إليه, والشرقي منهم قد أخل بذكر أخبار الغرب, والغربي قد أهمل أحوال الشرق, فكان الطالب إذا أراد أن يطالع تاريخا احتاج إلى مجلدات كثيرة, وكتب متعددة, مع ما فيها من الإخلال والإملال.

فلما رأيت الأمر كذلك شرعت في تأليف تاريخ جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب, وما بينهما, ليكون تذكرة لي, أراجعه خوف النسيان, وآتي فيه بالحوادث والكائنات من أول الزمان, متتابعة يتلو بعضها بعضا إلى وقتنا هذا, ولا أقول إني أتيت على جميع الحوادث المتعلقة بالتاريخ, فإن من هو بالموصل لا بد أن يشذ عنه ما هو بأقصى الشرق و الغرب, ولكن أقول إني قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد, ومن تأمله علم صحة ذلك, فابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الإمام أبو جعفر الطبري, إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه, والمرجوع عند الاختلاف إليه, فأخذت ما فيه من جميع تراجمه, لم أخل بترجمة واحدة منها, وقد ذكر هو في أكثر الحوادث روايات ذوات عدد, كل رواية منها مثل التي قبلها, أو أقل منها, وربما زاد الشيء اليسير أو نقصه, فقصدت أتم الروايات فنقلتها, وأضفت إليها من غيرها ما ليس فيها, وأودعت كل شيء مكانه, فجاء جميع ما في تلك الحادثة على اختلاف طرقها سياقا واحدا, على ما تراه

فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة, فطالعتها وأضفت منها إلى ما نقلته من (تاريخ الطبري) ما ليس فيه, ووضعت كل شيء منها موضعه, إلا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله r فإني لم أضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا, إلا ما فيه زيادة بيان, أو اسم إنسان, أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله, وإنما اعتمدت عليه من بين المؤرخين, إذ هو الإمام المتقن حقا, الجامع علما وصحة اعتقاد وصدقا, على أني لم أنقل الا من التواريخ المذكورة, والكتب المشهورة, ممن يعلم بصدقهم فيما نقلوه, وصحة ما دونوه, ولم أكن كالخابط في ظلماء الليالي, ولا كمن يجمع الحصباء واللآلىء, ورأيتهم أيضا يذكرون الحادثة الواحدة في سنين, ويذكرون منها في كل شهر أشياء, فتأتي الحادثة مقطعة, لا يحصل منها على غرض, ولا تفهم إلا بعد إمعان النظر, فجمعت أنا الحادثة في موضع واحد, وذكرت كل شيء منها في أي شهر, أو سنة كانت, فأتت متناسقة متتابعة, قد أخذ بعضها برقاب بعض.

وذكرت في كل سنة لكل حادثة كبيرة مشهورة ترجمة تخصها, فأما الحوادث الصغار التي لا يحتمل منها كل شيء ترجمة فإنني أفردت لجميعها ترجمة واحدة في آخر كل سنة, فأقول ذكر عدة حوادث, وإذا ذكرت بعض من تبع وملك في قطر من البلاد, ولم تطل أيامه فإني أذكر جميع حاله, من أوله إلى آخره, عند ابتداء أمره, لأنه إذا تفرق خبره لم يعرف للجهل به, وذكرت في آخر كل سنة من توفي فيها من مشهوري العلماء, والأعيان, والفضلاء, وضبطت الأسماء المشتبهة, المؤتلفة في الخط, المختلفة في اللفظ, الواردة فيه بالحروف, ضبطا يزيل الإشكال, ويغني عن النقاط و الأشكال, فلما جمعت أكثره أعرضت عنه مدة طويلة لحوادث تجددت, وقواطع توالت وتعددت, ولأن معرفتي بهذا النوع كملت وتمت, ثم إن نفرا من إخواني وذوي المعارف والفضائل من خلاني, ممن أرى محادثتهم نهاية أوطاري, و أعدهم من أماثل مجالسي وسماري, رغبوا إلي في أن يسمعوه مني, ليرووه, فاعتذرت بالإعراض عنه, وعدم الفراغ منه, فإنني لم أعاود مطالعة مسودته, ولم أصلح ما أصلح فيها من غلط وسهو, ولا أسقطت منها ما يحتاج إلى إسقاط ومحو, و طالت المراجعة مدة, وهم للطلب ملازمون, وعن الإعراض معرضون, وشرعوا في سماعه قبل إتمامه وإصلاحه, وإثبات ما تمس الحاجة إليه, وحذف ما لا بد من اطراحه, والعزم على إتمامه فاتر, و العجر ظاهر, للاشتغال بما لا بد منه لعدم المعين والمظاهر, ولهموم توالت, ونوائب تتابعت, فأنا ملازم الإهمال والتواني, فلا أقول إني لأسير إليه سير الشواني, فبينما الأمر كذلك إذ برز أمر من طاعته فرض واجب, واتباع أمره حكم لازب, من أعلاق الفضل بإقباله عليها نافقة, وأرواح الجهل بأعراضه عنها نافقة, من أحيا المكارم وكانت أمواتا, وأعادها خلقا جديدا بعد أن كانت رفاتا, من عم رعيته عدله ونواله, وشملهم إحسانه وإفضاله, مولانا مالك الملك الرحيم, العالم المؤيد المنصور, والمظفر بدر الدين, ركن الإسلام والمسلمين, محيي العدل في العالمين, خلد الله دولته, فحينئذ ألقيت عني جلباب المهل, وأبطلت رداء الكسل, و ألفت الدواة, وأصلحت القلم, وقلت : هذا أوان الشد, فاشتدي زيم, وجعلت الفراغ أهم مطلب, وإذا أراد الله أمرا هيأ له السبب, وشرعت في إتمامه مسابقا, ومن العجب أن السكيت يروم أن يجيء سابقا, ونصبت نفسي غرضا للسهام وجعلتها مظنة لأقوال اللوام, لأن المآخذ إذا كانت تتطرق إلى التصنيف المهذب, والاستدراكات تتعلق بالمجموع المرتب, الذي تكررت مطالعته وتنقيحه, وأجيد تأليفه وتصحيحه, فهي بغيره أولى, وبه أحرى, على أني مقر بالتقصير, فلا أقول أن الغلط سهو جرى به القلم, بل أعترف بأن ما أجهل أكثر مما أعلم

وقد سميته إسما يناسب معناه, وهو : ( الكامل في التاريخ ) [151]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

تاريخ الإسلام

للحافظ أبي عبد الله الذهبيّ

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله موّفق من توكل عليه، القيّوم الذي ملكوت كلّ شيء بيديه، حمداً طيّباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه, وعظيم سلطانه، و أشهد أن لا إله إلاّ الله, وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله, أرسله رحمةً للعالمين وخاتماً للنّبيّين, وحرزاً للأميّين, وإماماً للمتّقين, بأوضح دليل, وأفصح تنزيل, وأفسح سبيل, وأنفس تبيان, وأبدع برهان, اللهمّ آته الوسيلة و ابعثه مقاماً محموداً يغبطه الأوّلون والآخرون، صلّى الله عليه وعلى آله الطّيبين, وصحابته المجاهدين, وأزواجه أمّهات المؤمنين.

أما بعد : فهذا كتاب نافع إن شاء الله، ونعوذ بالله من علم لا ينفع, ومن دعاء لا يسمع، جمعته وتعبت عليه, و استخرجته من عدّة تصانيف، يعرف به الإنسان مهمّ ما مضى من التّاريخ، من أوّل تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا, من وفيات الكبار من الخلفاء, والقرّاء, والزّهاد, والفقهاء, والمحدّثين, والعلماء, والسّلاطين, والوزراء, والنّحاة, والشّعراء، ومعرفة طبقاتهم, وأوقاتهم, وشيوخهم, وبعض أخبارهم, بأخصر عبارة, وألخص لفظ، وما تمّ من الفتوحات المشهورة, و الملاحم المذكورة, والعجائب المسطورة، من غير تطويل ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأترك المجهولين ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لو استوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة بل أكثر، لأنّ فيه مائة نفس يمكنني أن أذكر أحوالهم في خمسين مجلّداً.

وقد طالعت على هذا التأليف من الكتب مصنّفات كثيرةً، ومادّته من: (دلائل النّبوّة) للبيهقي، و(سيرة النّبيّ r) لابن إسحاق، و(مغازيه) لابن عائذ الكاتب، و(الطّبقات الكبرى) لمحمد بن سعد كاتب الواقديّ، و(تاريخ) أبي عبد الله البخاري، وبعض (تاريخ) أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة، و(تاريخ) يعقوب الفسوي، و(تاريخ) محمد بن المثنّى العنزي, وهو صغير، و(تاريخ) أبي حفص الفلاّس، و(تاريخ) أبي بكر بن أبي شيبة، و(تاريخ) الواقدّي، و(تاريخ) الهيثم بن عديّ، و (تاريخ) خليفة بن خيّاط، و(الطبقات) له، و(تاريخ) أبي زرعة الدمشقي، و(الفتوح) لسيف بن عمر، وكتاب (النّسب) للزّبير بن بكّار، و(المسند) للإمام أحمد، و(تاريخ) المفضّل بن غسّان الغلاّبي، و(الجرح والتعديل) عن يحيى بن معين، و (الجرح والتعديل) لعبد الرحمن بن أبي حاتم.

ومن عليه رمز فهو في الكتب السّتّة, أو بعضها، لأنّني طالعت مسودّة (تهذيب الكمال) لشيخنا الحافظ أبي الحجّاج يوسف المزّي، ثم طالعت المبيضّة كلّها, فمن على اسمه ( ع ), فحديثه في الستّة، ومن عليه( 4 ) فهو في السّنن الأربعة، ومن عليه ( خ ) فهو في البخاري، ومن عليه ( م ) ففي مسلم، ومن عليه ( د ) ففي سنن أبي داود، ومن عليه ( ت ) ففي (جامع) الترمذي، ومن عليه ( ن ) ففي (سنن) النّسائي، ومن عليه ( ق ) ففي (سنن) ابن ماجة, وإن كان الرجل في الكتب إلاّ فرد كتاب فعليه سوى ( ت ) مثلاً أو سوى ( د.)

وقد طالعت أيضاً عليه من التواريخ التي اختصرتها: (تاريخ) أبي عبد الله الحاكم، و(تاريخ) أبي سعيد بن يونس، و (تاريخ) أبي بكر الخطيب، و(تاريخ دمشق) لأبي القاسم الحافظ، و(تاريخ) أبي سعد بن السّمعانيّ، و(الأنساب) له، و (تاريخ) القاضي شمس الدين بن خلّكان، و(تاريخ) العلاّمة شهاب الدين أبي شامة، و (تاريخ) الشيخ قطب الدين بن اليونيني، و(تاريخه) ذيل على (تاريخ مرآة الزمان) للواعظ شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي, وهما على الحوادث و السّنين, وطالعت أيضاً كثيراً من: (تاريخ) الطبري، و (تاريخ) ابن الأثير، و(تاريخ) ابن الفرضيّ، و(صلته) لابن بشكوال، و(تكملتها) لابن الأبّار، و(الكامل) لابن عديّ، وكتباً كثيرة, وأجزاء عديدة، وكثيراً من: (مرآة الزمان).

ولم يعتن القدماء بضبط الوفيات كما ينبغي، بل اتّكلوا على حفظهم، فذهبت وفيات خلق من الأعيان من الصّحابة, و من تبعهم إلى قريب زمان أبي عبد الله الشافعيّ، فكتبنا أسماءهم على الطّبقات تقريباً، ثم اعتنى المتأخّرون بضبط وفيات العلماء وغيرهم، حتى ضبطوا جماعةً فيهم جهالة بالنّسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حفظت وفيات خلق من المجهولين و جهلت وفيات أئمة من المعروفين.

وأيضاً فإن عدّة بلدان لم يقع إلينا أخبارها, إمّا لكونها لم يؤرّخ علماءها أحد من الحفّاظ، أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا، و أنا أرغب إلى الله تعالى وأبتهل إليه أن ينفع بهذا الكتاب، وأن يغفر لجامعه, وسامعه, ومطالعه, وللمسلمين آمين.[152]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

العبر في خبر من غبر

للحافظ العلامة أبي عبد الله الذهبي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله مميت الأحياء, ومحيي الأموات, ومبيد الأشياء, ومعيد البريات, ومنزل القرآن, ومجزل العطيات, ومجري الفلك, ومالك الملك, ومقدر الآجال والأفعال والأقوات, ومحصي عدد الرمل و القطر والنبات, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, شهادة مدخرة لوقت الممات, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبوات, و أفضل المخلوقات

وبعد : فهذا تاريخ مختصر على السنوات, أذكر فيه ما قدر لي من أشهر الحوادث والوفيات, مما يتعين على الذكي حفظه, وينبغي للطالب ضبطه, ويتحتم على العالم إحضاره, والله الموفق, والأعمال بالنية, ولا حول ولا قوة إلا بالله [153]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

البداية والنهاية

للحافظ عماد الدين ابن كثير

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الأول الآخر, الباطن الظاهر, الذي هو بكل شيء عليم, الأول فليس قبله شيء, الآخر فليس بعده شيء, الظاهر فليس فوقه شيء, الباطن فليس دونه شيء, الأزلي القديم الذي لم يزل موجودا بصفات الكمال, ولا يزال دائما مستمرا باقيا سرمديا, بلا انقضاء ولا انفصال, ولا زوال, يعلم دبيب النملة السوداء, على الصخرة الصماء, في الليلة الظلماء, وعدد الرمال, وهو العلي الكبير المتعال, العلي العظيم الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا, ورفع السماوات بغير عمد, وزينها بالكواكب الزاهرات, وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا, وسوى فوقهن سريرا شرجعا عاليا منيفا متسعا مقبيا مستديرا, وهو العرش العظيم, له قوائم عظام تحمله الملائكة الكرام, وتحفه الكروبيون عليهم الصلاة والسلام, ولهم زجل بالتقديس والتعظيم, وكذا أرجاء السماوات مشحونة بالملائكة, ويفد منهم في كل يوم سبعون ألفا إلى البيت المعمور بالسماء الرابعة لا يعودون إليه آخر ما عليهم في تهليل وتحميد وتكبير وصلاة وتسليم, ووضع الأرض للأنام على تيار الماء, وجعل فيها رواسي من فوقها, وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام, قبل خلق السماء, وأثبت فيها من كل زوجين اثنين, دلالة للألباء من جميع ما يحتاج العباد إليه في شتائهم وصيفهم, ولكل ما يحتاجون إليه ويملكونه من حيوان بهيم, وبدأ خلق الإنسان من طين, وجعل نسله من سلالة من ماء مهين, في قرار مكي,ن فجعله سميعا بصيرا, بعد أن لم يكن شيئا مذكورا, وشرفه بالعلم والتعليم, وخلق بيده الكريمة آدم أبا البشر, وصور جنته, ونفخ فيه من روحه, وأسجد له ملائكته, وخلق منه زوجه حواء أم البشر, فأنس بها وحدته, وأسكنها جنته, وأسبغ عليهما نعمته, ثم أهبطهما إلى الأرض لما سبق في ذلك من حكمة الحكيم, وبث منهما رجالا كثيرا ونساء, وقسمهم بقدره العظيم ملوكا ورعاة, وفقراء وأغنياء, وأحرارا وعبيدا, وحرائر وإماء, وأسكنهم أرجاء الأرض طولها والعرض, وجعلهم خلائف فيها يخلف البعض منهم البعض, إلى يوم الحساب والعرض, على العليم الحكيم, وسخر لهم الأنهار من سائر الأقطار, تشق الأقاليم إلى الأمصار, ما بين صغار وكبار, على مقدار الحاجات والأوطار, وأنبع لهم العيون والآبار, وأرسل عليهم السحائب بالأمطار, فأنبت لهم سائر صنوف الزرع والثمار, وآتاهم من كل ما سألوه بلسان حالهم وقالهم,( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم:34), فسبحان الكريم العظيم الحليم, وكان من أعظم نعمه عليهم وإحسانه إليهم بعد أن خلقهم ورزقهم, ويسر لهم السبيل, وأنطقهم أن أرسل رسله إليهم, وأنزل كتبه عليهم, مبينة حلاله وحرامه, وأخباره وأحكامه, وتفصيل كل شيء في المبدإ والمعاد, إلى يوم القيامة, فالسعيد من قابل الأخبار بالتصديق والتسليم, والأوامر بالإنقياد, والنواهي بالتعظيم, ففاز بالنعيم المقيم, وزحزح عن مقام المكذبين في الجحيم, ذات الزقوم, والحميم والعذاب الأليم

أحمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, يملأ أرجاء السماوات والأرضي,ن دائما أبد الآبدين, ودهر الداهرين, إلى يوم الدين, في كل ساعة وآن, ووقت وحين, كما ينبغي لجلاله العظيم, وسلطانه القديم, ووجهه الكريم, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, ولا ولد له, ولا والد له, ولا صاحبة له, ولا نظير, ولا وزير له,ولا مشير له, ولا عديد, ولا نديد, ولا قسيم, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وحبيبه وخليله المصطفى من خلاصة العرب العرباء, من الصميم خاتم الأنبياء, وصاحب الحوض الأكبر الرواء, وصاحب الشفاعة العظمى يوم القيامة وحامل اللواء, الذي يبعثه الله المقام المحمود, الذي يرغب إليه فيه الخلق كلهم حتى الخليل إبراهيم صلى الله عليه وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين و سلم, وشرف وكرم, أزكى صلاة وتسليم, وأعلى تشريف وتكريم, ورضي الله عن جميع أصحابه الغر الكرام, السادة النجباء الأعلام, خلاصة العالم بعد الأنبياء, ما اختلط الظلام بالضياء, وأعلن الداعي بالنداء, وما نسخ النهار ظلام الليل البهيم

أما بعد : فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدإ المخلوقات, من خلق العرش, والكرسي, والسماوات, والأرضين, وما فيهن, وما بينهن, من الملائكة, والجان, والشياطين, وكيفية خلق آدم عليه السلام, وقصص النبيين, وما جرى مجرى ذلك إلى أيام بني إسرائيل, وأيام الجاهلية, حتى تنتهي النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه, فنذكر سيرته كما ينبغي, فتشفي الصدور والغليل, وتزيح الداء عن العليل, ثم نذكر ما بعد ذلك إلى زماننا, ونذكر الفتن والملاحم, وأشراط الساعة, ثم البعث والنشور, وأهوال القيامة, ثم صفة ذلك, وما في ذلك اليوم, وما يقع فيه من الأمور الهائلة, ثم صفة النار, ثم صفة الجنان, وما فيها من الخيرات الحسان, وغير ذلك, وما يتعلق به, وما ورد في ذلك من الكتاب, والسنة, والآثار, والأخبار المنقولة, المقبولة عند العلماء, وورثة الأنبياء, الآخذين من مشكاة النبوة المصطفوية المحمدية, على من جاء بها أفضل الصلاة والسلام

ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله, مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله r , وهو القسم الذي لا يصدق, ولا يكذب, مما فيه بسط لمختصر عندنا, أو تسمية لمبهم ورد به شرعنا, مما لا فائدة في تعيينه لنا, فنذكره على سبيل التحلي به, لا على سبيل الاحتياج إليه, والإعتماد عليه, وإنما الإعتماد والإستناد على كتاب الله وسنة رسول الله r ما صح نقله, أو حسن, وما كان فيه ضعف نبينه, وبالله المستعان, وعليه التكلان, ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم, العلي العظيم [154]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

مرآة الجنان وعبرة اليقطان,

 فى معرفة حوادث الزمان

لأبي محمد عبد الله بن أسعد اليافعى

بسم الله الرحمن الرحيم, قال العبد الفقير الى لطف الله الكريم, سيدنا الشيخ الامام, العالم العلامة, علم العلماء, وقدوة العرفاء, أبو محمد عبد الله بن أسعد بن على نزيل الحرمين الشريفين, اليمني المعروف باليافعى

أما بعد حمد الله المتوحد بالالهية والكمال, والعظمة والسلطان, مميت الاحياء ومحى الاموات, المعروف بالرحمة و الإحسان, موجد الوجود, ومفيض الفضل والجود في سائر الأكوان, الأزلى الأبدى الحى الباقى, وكل من عليها فان, و صلوته وسلامه على رسوله الحبيب الكريم, المنتخب من نسل عدنان, النازل في ذروة علياء المفاخر المجلى عند استباق الأصفياء النجباء يوم الرهان, و على آله وأصحابه الغر الكرام, المعز بهم دين الاسلام, السامى على سائر الأديان, فهذا كتاب لخصته و اختصرته مما ذكره أهل التواريخ والسير, أولو الحفظ والإتقان, في التعريف بوفيات بعض المشهورين المذكورين الأعيان, وغزوات النبي r وشئ من شمائله, ومعجزاته, ومناقب أصحابه, وأموره, وأمور الخلفاء, والملوك, وحدوثها فى أي الازمان على وجه التقريب, لمعرفة المهم من ذلك, دون الإستيعاب و استقصاء ذكر الأوصاف, و الأنساب لاستغنى به في معرفة ما تضمنه عن الحاجة إلى استعارة التواريخ للمطالعة فى بعض الأحيان, معتمدا فى الشمائل والمناقب على ما أفصح به كتاب (الشمائل) للترمذى, (وجامعه), و(الصحيحان), وفي التواريخ على ما قطع به الذهبي أو أوله, وصحح, ومودعه أشياء من الغرائب, والنوادر, والطرف, والملح, ملتقطا ذلك من نفائس جواهر نوادر الفضلاء, ومعظمها من (تاريخ) الامام ابن خلكان [155], وشيئا من (تاريخ) ابن سمرة في قدماء علماء اليمن [156], أولى الفقه و الحكمة والبيان, مختصرا فى جميع ذلك على الاختصار بين التفريط المخل, والافراط الممل, محافظا على لفظ المذكورين في غالب الأوقات, حاذ فا للتطويل, وما يكره المتدين ذكره من الخلاعات, على حسب ما أشرت إليه في هذه الأبيات :

أيا طالبا علم التواريخ لم تشن *** باخلال تفريط واملال افراط

تلق كتاباً قد اتى متوسطــا *** وخيرا مور حل منها باوساط

تجلى باشعار زهت ونــوادر *** ومالاق من اثبات ذكر واسقاط

به يختلى الاسماع عـند غرائب *** ولبا منقى من قشور واخلاط

ومن درر الالفـاظ عين معاني *** ونجباة خودات نقاوة لقاط

بذاك اعتبار واطلاع مطالــع *** على علم دهر رافع الخلق حطاط

وتصريف ايام حكيم مداول لها *** مسقط في خلقه غير قساط

فكم في تواريخ الوقائع عـبرة *** لمعتبر خاشى العواقب محتاط

فنى من صروف الدهر حزم مجانب *** تعاطى امور معطيات لمتعاطى

قنوع بما فيه الخبير اقامة وقـدره *** مراضى القضا غير مسخاط

أجر رب من كل البلايـا وفتـنة *** بدينا بها كم ذى افتنان وكم خاطى

وكم غارق في بحرها جـاء شطـه ***فكيف بمن للبحر قد جاوز الشاطى

وسميته :( مرآة الجنان وعبرة اليقطان, فى معرفة حوادث الزمان, وتقليب أحوال الانسان, وتاريخ موت بعض المشهورين من الأعيان ), مرتبا على سنى الهجرة النبوية, والله الموفق المستعان, والحمد لله رب العالمين على كل حال [157]

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

شذرات الذهب في أخبار من ذهب

لابن العماد الحنبلي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي خلق ما في الأرض جميعا للإنسان, وركبه في أي صورة شاء على أكمل وضع بأبهر إتقان, وجعله بأصغريه القلب واللسان, فهذا ملك أعضائه وهذا له ترجمان, فإذا صلح قلبه صلح منه سائر الأركان, وكان ذلك على فوزه بخيري الدارين أعظم عنوان, وإذا فسد فسد جسده واستدل على خسرانه بأوضح برهان, قضى سبحانه بأن يبلى ديباجة شبابه الجديدان, ويصير حديثا لمن بعده من أولى البصائر والعرفان, وأعد تعالى له بعد النشأة الآخرة إحدى داري العز و الهوان, حكمة بالغة تجير فيها عقول ذوي الأذهان, أحمده حمد معترف بالتقصير مقر, بأن إليه المصير, وأشكره شكر من توالت عليه آلاؤه, وتتابع عليه من فضله عطاؤه, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, إله أمات وأحيا, وخلق الزوجين الذكر والأنثى, وألهم نفس كل متنفس الفجور والتقوى, فأما أن يزكيها فيسعد أو يدسسها فيشقى, قدم إلى عباده بالوعيد, وقسمهم كما أخبر إلى شقي وسعيد, وأحصى لكل عامل ما فعل من طارف وتليد, حتى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله خير نبي أرسله, ففتح به آذانا صما, وأعينا عمياء, و قلوبا مقفلة, أرسله على حين فترة من الرسل, وطموس لمعالم الهدى والسبل, فكانت بعثته أنفع للخليفة من الماء الزلال, بل من الأنفس والأهل, والصحب والمال, إذ بمبعثه تمت للناس مصالح الدارين, واتضح بها لهم أقوم الطريقين, فطوبى لمن أمسى باتباع شريعته قرير العين, وويل لمن نبذ ما جاء به ظهريا, وأخرج هدية من البين, اللهم فصل وسلم عليه أفضل صلاة وأكمل سلام, وآته الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود أشرف مقام, وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل, من بذلوا في طاعته رضا لمرسله المهج والمال, ففازوا بجزيل الثناء وجميل الخلال, وسعدوا بما نالوا من شريف المآل, وعلى تابعيهم و أتباعهم بإحسان ما تعاقب الجديدان, وأشرق النيران آمين

وبعد : فهذه نبذة جمعتها تذكرة لي ولمن تذكر, وعبرة لمن تأمل فيها وتبصر, من أخبار من تقدم من الآماثل وغبر, وصار لمن بعده مثلا سائرا وحديثا يذكر, جمعتها من أعيان الكتب, وكتب الأعيان, ممن كان له القدم الراسخ في هذا الشأن, إذ جمع كتبهم في ذلك إما عسر أو محال, لا سيما من كان مثلي فاقد الجدة بائس الحال, فتسليت عن ذلك بهذه الأوراق, وتعللت بعلل عله يبرد أوام الاحتراق, إذ هذا شأو لا يدرك دقه وجله, فليكن كما قيل :: ما لا يدرك كله, لا يترك كله, أردت أن أجعله دفترا جامعا لوفيات أعيان الرجال, وبعض ما اشتملوا عليه من المآثر والسجايا والخلال, فإن حفظ التاريخ أمر مهم, ونفعه من الدين بالضرورة علم, لا سيما وفيات المحدثين, والمتحملين لأحاديث سيد المرسلين, فإن معرفة السند لا تتم إلا بمعرفة الرواة, وأجل ما فيها تحفظ السيرة, والوفاة

فممن جمعت من كتبهم, وكرعت من نهلهم, وعلمهم, مؤرخ الإسلام الذهبي, وفي الأكثر على كتبه أعتمد, ومن مشكاة ما جمع في مؤلفاته أستمد, وبعده من اشتهر في هذا الشأن, كصاحب (الكمال), و (الحلية) [158], و(المنهل) [159], و(ابن خلكان) [160], وغير ذلك من الكتب المفيدة, والأسفار الجميلة الحميدة وسميته : ( شذرات الذهب في أخبار من ذهب ), ورتبته على السنين, من هجرة سيد الأولين والآخرين, و أسأل الله تعالى أن يثقل به ميزان الحسنات, وأن يجعله مقربا إليه, وإنما الأعمال بالنيات, فأقول ومنه أطلب العون و القبول

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

عجائب الآثار في التراجم والأخبار

للشيخ عبد الرحمن بن حسن الجبرتي

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله القديم الأول, الذي لا يزول ملكه ولا يتحول, خالق الخلائق, وعالم الذرات بالحقائق, مفنى الأمم, ومحيي الرمم, ومعيد النعم, ومبيد النقم, وكاشف الغمم, وصاحب الجود والكرم, لا إله الا هو كل شيء هالك إلا وجهه, له الحكم, وإليه ترجون, وأشهد أن لا إله إلا الله, تعالى عما يشركون, وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله إلى الخلق أجمعين, المنزل عليه نبأ القرون الأولين, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما تعاقبت الليالي والأيام, وتداولت السنين والأعوام

وبعد : فيقول الفقير عبد الرحمن بن حسن الجبرتي الحنفي, غفر الله له ولوالديه, وأحسن إليهما وإليه إني كنت سودت أوراقا في حوادث آخر القرن الثاني عشر, وما يليه من أوائل الثالث عشر, الذي نحن فيه, جمعت فيها بعض الوقائع إجمالية, وأخرى محققة تفصيلية وغالبها محن أدركناها, وأمور شاهدناها, واستطردت في ضمن ذلك سوابق سمعتها, ومن أفواه المشيخة تلقيتها, وبعض تراجم الأعيان المشهورين, من العلماء والأمراء المعتبرين, وذكر لمع من أخبارهم, و أحوالهم, وبعض تواريخ مواليدهم, ووفياتهم

فأحببت جمع شملها, وتقييد شواردها, في أوراق متسقة النظام, مرتبة على السنين والأعوام, ليسهل على الطالب النبيه المراجعة, ويستفيد ما يرويه من المنفعة, ويعتبر المطلع على الخطوب الماضية, فيتأسى إذا لحقه مصاب, ويتذكر بحوادث الدهر إنما يتذكر أولو الألباب, فإنها حوادث غريبة في بابها, متنوعة في عجائبها

وسميته : ( عجائب الآثار في التراجم والأخبار ), وأنا لنرجو ممن اطلع عليه, وحل بمحل القبول لديه, أن لا ينسانا من صالح دعواته, وأن يغضى عما عثر عليه من هفواته [161]

 

*/*\*/*\*/*\*/*\*/*\*

 

 

انتهى القسم الثالث من كتاب ( جامع المقدمات )

و يليه القسم الرابع وأوله

كتب الطبقات و

التراجم

 


- هو كتاب ( المجروحين من المحدثين ) مطبوع تأتي مقدمته

  1. [2]- طبع دائرة المعارف العثمانية بالهند1393 هـ ثم مصورا في دار الفكر بيروت في (10) مجلدا ت و آخر للفهارس صنعه ( حسين إبراهيم زهران ) ثم طبع أيضا في دار الكتب العلمية 1998 في (5) مجلدات بتحقيق ( إبراهيم شمس الدين ) و( تركي فرحان المصطفى ) وعدد تراجمه (4488 ) ترجمة وذكر في أوله سيرة رسول اللهr و قد طبعت مفردة في دار الفكر1991 باسم ( السيرة النبوية ) ثم أتبعه بطبقة الصحابةy مرتبة أسماؤهم على حروف المعجم وقد طبع كذلك مفردا في دار الكتب العلمية باسم ( تاريخ الصحابة الذين روي عنهم الأخبار ) بتحقيق ( بوران الضناوي ) ثم طبقة التابعين كذلك فطبقة أتباع التابعين فطبقة أتباع الأتباع .وقد روى فيه أحاديث مسندة في بعض التراجم تبلغ (712) حديثا وقد جردت و طبعت مع الفهارس
  2. [3]- طبع في الدار السلفية الكويت 1404هـ تحقيق ( صبحي السامرائي )
  3. [4]- طبع في وزارة الأوقاف المغربية في ( 3 ) مجلدات, وفي دار اللواء الرياض 1406هـ بتحقيق(أبو لبابة حسين).
  4. [5]- هو الحافظ الإمام أبو نصر أحمد بن محمد البخاري الكلاباذي, سمع الهيثم بن كليب الشاشي, ومنه جعفر المستغفري, و هو أحفظ من كان بما وراء النهر في زمانه, توفي سنة 398هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\407\921)
  5. [6]- هو الحافظ الإمام أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه اليزدي الأصبهاني, سمع ابن المقرئ والإسماعيلي, واسع الحفظ, له مستخرجات على الصحيحين وسنن أبي داود والترمذي, توفي سنة 428هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي (1\421\952)
  6. [7]- طبع ( الجمع بين الصحيحين ) في دائرة المعارف العثمانية بالهند 1323هـ في مجلدين, ثم صور في دار الكتب العلمية 1405هـ قال في ( كشف الظنون )(1\89),:جمع فيه بين كتابي أبي نصر وابن منجويه, وأحسن في ترتيبه على الحروف, و استدرك عليها.اهـ
  7. [8]- طرف من وصية الإمام علي لكميل بن زياد أخرجها أبو نعيم في (الحلية)( ), وشرحها الشيخ (سليم الهلالي) في جزء مفرد سماه ( )طبع في دار
  8. [9]- هو الإمام العالم الحافظ الكبير, تقي الدين أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي الجماعيلي الدمشقي الحنبلي, صاحب ( عمدة الأحكام ) و (المصباح في عيون الأحاديث الصحاح) و (نهاية المراد في السنن) نحو مائتي جزء, لم يبيضه, و أشياء كثيرة جدا ما تمت, توفي سنة 600هـ ترجمته في (سير الأعلام )(21\443) و كتابه ( الكمال في معرفة رجال الكتب الستة ) في أربعة أسفار يروي فيه بأسانيده وذكره بروكلمان في (تاريخ الأدب العربي)(6\188) وذكر مواضع مخطوطاته
  9. [10]- طبع في دار الكتب العلمية 1984 بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه ( 450 ) حديثا
  10. [11]- طبع في دار الأرقم بالكويت بتحقيق ( أحمد الشربف ) وعدد أحاديثه (118) حديثا,وفي مؤسسة الكتب الثقافية 1989, وطبع بهامشه كتاب (جلاء العينين بتخريج روايات البخاري في جزء رفع اليدين) للشيخ (بديع الدين الراشدي السندي),وعدد أحاديث هذه الطبعة (122) حديثا
  11. [12]- طبع في دار الكتب العلمية 1990 بتحقيق ( محمد عبد القادر عطا ) وعدد أحاديثه ( 1322) حديثا وقد شرحه الشيخ فضل الله الجيلاني, وسماه ( فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد ) طبع في مكتبة الاستقامة 1999 مجلدين, ثم في دار الكتب العلمية 1422 بتحقيق ( أحمد شمس الدين ), وللحافظ ابن حجر كتاب ( زوائد الأدب المفرد على الكتب الستة ), و للحافظ جلال الدين السيوطي (منتقى) منه نسبه لنفسه في ( فهرست مؤلفاته )( ص 25), وللشيخ الألباني رحمه الله كتاب ( صحيح الأدب المفرد ) طبع في وعدد أحاديثه (993) حديثا, ( ضعيف الأدب المفرد ) وعدد أحاديثه (217) حديثا
  12. [13]- طبع عدة طبعات منها: طبعة في مكتبة التراث الإسلامي 1988 بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ) وعدد أحاديثه (484) حديثا وقد كان هذا الكتاب المبارك شجى في حلوق الجهمية وأفراخهم, فقد ذكر الذهبي في (سير الأعلام)(17\551):في ترجمة شيخه أبي الحجاج المزي : أنه أوذي في سنة 705هـ بسبب ابن تيمية لأنه لما وقعت المناظرة له مع الشافعية, و بحث معه الصفي الهندي ثم ابن الزملكاني بالقصر الأبق, شرع المزي يقرأ كتاب ( خلق أفعال العباد ) للبخاري وفيه فصل في الرد على الجهمية, فغضب بعض, وقلوا: نحن المقصودون بهذا, فبلغ ذلك القاضي الشافعي يومئذ فأمر بسجنه, فتوجه ابن تيمية وأخرجه من السجن, فغضب النائب فأعيد ثم أفرج عنه, وأمر النائب وهو الأفرم بأن ينادى: من يتكلم في العقائد يقتل
  13. [14]- سماه (خير)(158) : ( التفرد ) قال :ما تفرد به أهل الأمصار من السنن الواردة, وسماه الكتاني في ( رسالته ) : ( السنن التي تفرد بكل سنة منها أهل بلدة )
  14. [15]- طبع في دار المعرفة بيروت مصورا عن طبعة الشيخ ( محمد رشيد رضا )
  15. [16]- طبع مرارا منها طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1993 بتحقيق ( سيد عباس الجليمي ) وعدد أحاديثه ( 417 ) حديثا وعلى ( الشمائل ) عدة شروح وحواش
  16. [17]- هو مجلد, وهو جزء من جملة ( السنن الكبرى ) في بعض النسخ.وهو في المطبوع منها في المجلد ( 6 \ص 3 ) الحديث
  17. ( 9829) إلى ( 10980 ), وقد طبع مفردا في مؤسسة الرسالة بتحقيق (فاروق حمادة), و في دار الفضيلة بالقاهرة بتحقيق ( محمد الصايم ) و في مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر 1986 بدون تحقيق, وعدد أحاديثه حسب هذه الطبعة ( 1149) حديثا
  18. [18]- قال الذهبي في(السير)(11\200): هو داخل في (سننه الكبير) قلت: و في المطبوع منها في(المجلد الخامس ص105 الحديث رقم ( 8391 ) إلى رقم ( 8579 ), وقد طبع مفردا في دار لعلمية 1984 بتحقيق الشيخ ( أبي إسحاق الحويني ) وفي مكتبة الآداب بمصر بتحقيق( عبد الرحمن حسن محمود) وعدد أحاديثه ( 185 ) حديثا, وهناك طبعات أخرى للكتاب, وسبب تأليف الكتاب ما ذكره الوزير ابن حنزابة : سمعت محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي, قال : سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب ( الخصائص لعليt ) وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك, فقال: دخلت دمشق و المنحرف بها عن عليt كثير, فصنفت كتاب ( الخصائص ) رجوت أن يهديهم الله تعالى
  19. [19]- وهو في ( 30 ) جزء حديثي, طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند, ثم صور في دار الفكر بيروت في ( 9 ) مجلدات, وطبع في دار الكتب العلمية 2001في ( 9 ) مجلدات بتحقيق ( عبد القادر أحمد عطا)
  20. [20]- ذكره ابن خير في ( فهرسته )(332) وقال: سبعة أجزاء, طبع ( التاريخ الأوسط ) في دار المعرفة 1406هـ في مجلدين, بتحقيق ( محمود إبراهيم زايد ), وقد طبع خطأ باسم ( التاريخ الصغير ), ثم طبع على الصواب في دار الصميعي 1418هـ في مجلدين بتحقيق ( محمد بن إبراهيم اللحيدان )
  21. [21]- ذكره ابن خير في ( فهرسته )(334) وقال : وهو ( التاريخ الصغير ) له, طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان )
  22. [22]- ذكره ابن خير في (فهرسته)(352) وسماه : ( الأسماء والكنى )
  23. [23]- طبع في مكتبة الكوثر المربع 1410هـ بتحقيق ( محمد مصطفى الأعظمي )
  24. [24]- طبع باسم ( المنفردات والوحدان ) في دار الكتب العلمية 1988 بتحقيق ( عبد الغفار سليمان البنداري ) و( السعيد بسيوني زغلول )
  25. [25]- طبع ( العلل الصغير ) عدة مرات مع ( الجامع للترمذي) طبعة دار الفكر, وقد شرحه الحافظ ابن رجب الحنبلي, و ( العلل الكبير ) طبع في عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية 1989 في مجلد بتحقيق ( صبحي السامرئي ) و( أبو المعاطي النوري ) و ( محمود خليل الصعيدي ) وهو بترتيب أبى طالب القاضي من تلاميذ الحافظ ابن بشكوال القرطبي
  26. [26]- ذكره ابن خير في ( فهرسته )(358) وسماه : ( الأسماء والكنى ) وذكر أنه من تبويب أبي عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج
  27. [27]- طبع في دار القلم بيروت1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه ( 675 ) ترجمة
  28. [28]- طبع ( تهيب الكمال ) في مؤسسة الرسالة بتحقيق1998 الشيخ ( بشار عواد معروف ) في ( 35 ) مجلدا, ثم أعيد طبعه فيها في ( 8 ) مجلدات كبار, وعدد تراجمه ( 8645 ) ترجمة قال الحافظ ابن كثير في ( تاريخه ) : قد هذب شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي كتابه ( الكمال في أسماء الرجال ) رجال الكتب الستة ( بتهذيبه ) الذي استدرك عليه فيه أماكن كثيرة, نحوا من ألف موضع, وذلك الإمام المزي الذي لا يمارى ولا يجارى, و كتابه
  29. ( التهذيب ) لم يسبق إلى مثله, ولا يلحق في شكله,فرحمهما الله فلقد كانا نادرين في زمانهما في أسماء الرجال, حفظا وإتقانا, وسماعا و إسماعا, وسردا للمتون وأسماء الرجال, والحاسد لا يفلح ولا ينال منالا طائلا.اهـ, قال الذهبي : من نظر في كتابه ( تهذيب الكمال ) علم محله من الحفظ, فما رأيت مثله, ولا رأى هو مثل نفسه في معناه.اهـ
  30. [29]- طبع ( الكاشف )في دار القبلة ومؤسسة علوم القران في مجلدين 1992 بتحقيق ( محمد عوامة ) و( أحمد محمد نمر الخطيب ) وعدد رجاله ( 7179 )رجلا, وللحافظ أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي كتاب ( ذيل الكاشف ) طبع في دار الباز بمكة 1406هـ بتحقيق ( بوران الضناوي ) قال في مقدمته: هذا ذيل على (الكاشف) للحافظ أبى عبد الله الذهبي رحمه الله ذكرت فيه بقية التراجم التي في ( التهذيب ) للحافظ أبى الحجاج المزي رحمه الله فان الذهبي اقتصر على رجال ( الستة ) فذكرت رجال بقية كتبهم وضممت إلى ذلك رجال ( مسند الإمام أحمد بن حنبل ) وزيادات ولده عليه..اهـ
  31. قال الحافظ في ( تعجيل المنفعة )(ص 4): اختبرته فوجدته قلد الحسيني والهيثمي في أوهامها وأضاف إلى أوهامها من قبله أوهاما أخرى وقد تعقبت جميع ذلك مبينا محررا اهـ فرغ منه يوم الأربعاء 11 صفر سنة 805هـ و عدد رجاله 2198 رجلا
  32. [30]- هو أحمد بن عبد الله بن صالح أبي الحسن العجلي صاحب ( تاريخ الثقات )
  33. [31]- وكذا صنف الحافظ أبو بكر البيهقي كتاب ( بيان خطأ من أخطأ الشافعي ) طبع في مؤسسة الرسالة 1406هـ بتحقيق ( الشريف نايف الدعيس )
  34. [32]- طبع دار البشائر الإسلامية بيروت بتحقيق ( محمد إبراهيم الموصلي ) 1992 هـ وفي دار المعرفة 1986 بتحقيق ( أبى عبد الله إبراهيم سعيداي إدريس ) وفي مصر بتحقيق ( عبد المجيد زكرياء ) وعدد تراجمه ( 92 ) ترجمة
  35. [33]- طبع في مكتبة المنار الأردن 1406 بتحقيق ( محمد شكور امرير المياديني ) وعدد تراجمه ( 396 ) ترجمة
  36. [34]- طبع في دار الفاروق الحديثة مصر
  37. [35]- طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند في ( 12 ) مجلدا ثم صور في دار صادر وغيرها, وطبع في مؤسسة الرسالة 1996في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( إبراهيم الزيبق ) و( عادل مرشد )
  38. [36]- طبع ( التقريب ) عدة طبعات منها طبعة دار الرشيد حلب 1412هـ بتحقيق ( محمد عوامة ) وفي مؤسسة الرسالة 146هـ بتحقيق ( عادل مرشد ) وعدد رجاله ( 8826 ) ) رجلا
  39. [37]- طبع كتاب ( الأم ) في المطبعة الأميرية بمصر 1326هـ, ثم صور في الهيئة المصرية للكتاب 1987 في ( 4 ) مجلدات, ثم في دار الفكر بيروت 1990, وفي دار الكتب العلمية في( 8 ) مجلدات بتحقيق ( محمد مطرجي ), و طبع معه بهامشه و بآخره كتب أخرى للشافعي و هي( المسند ) و( اختلاف الحديث ) و( مختصر المزني), ثم طبع مؤخرا في دار الوفاء 1422هـ في ( 11 ) مجلدا, بتحقيق (فوزي عبد المطلب) وهي أحسن طبعاته, وقد رتب (الأم ) عدة علماء منهم :1- الشيخ سراج الدين عمر بن رسلان البلقيني الشافعي المتوفى سنة 805هـ على الأبواب, وقد أكمله ,ولكن بقي منه بقايا, ذكره (ابن قاضي شهبة) في (طبقاته)(4\42), 2- وذكر أيضا في (3\25) نقلا عن الحافظ زين الدين العراقي: أن الأمير علم الدين سنجر بن عبد الله الجاولي رتب (الأم) (للشافعي) 3- ورتبه أيضا الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن ابن اللبان المصري المتوفى سنة 749هـ , ولم يبيضه, ذكره (ابن قاضي شهبة)(3\53)
  40. [38]- هو أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم النيسابوري المتوفي سنة 346هـ قال (لذهبي): الإمام المحدث مسند العصر, رحلة الوقت, أبو العباس الأموي مولاهم السناني المعقلي, ولد المحدث الحافظ أبي الفضل الوراق, حدث في الإسلام ستا وسبعين سنة اهـ, ترجمته في (السير)(15\452), و (التذكرة)(رقم 835)
  41. [39]- رتب أحاديثه على الأبواب الفقهية الشيخ محمد عابد السندي المتوفى 1257هـ , طبع في دار الفكر بتقديم محمد زاهد الكوثري, و رتبه أيضا الشيخ أحمد بن عبد الرحمن البنا الساعاتي, وسماه (بدائع المنن في جمع و ترتيب السنن) ثم شرحه بكتاب ( القول الحسن ) في مجلدين, وعلى ( مسند الإمام الشافعي ) عدة شروح منها:1- شرح للشيخ أبي القاسم عبد الكريم بن محمد الرافعي, قال الذهبي في (السير)(16\221): في مجلدين تعب عليه,قال الجلبي:ابتدأه عقيب (الشرح الكبير) في رجب سنة612 هـ 2- و شرح للشيخ مجد الدين ابن الأثير صاحب ( جامع الأصول ) سماه ( الشافي ), قال ياقوت في(معجم الأدباء): أبدع في تصنيفه فذكر أحكامه و لغته ونحوه ومعانيه, نحو مائة كراسة, وهو لا يزال مخطوطا في أربع مجلدات (دار الكتب المصرية 306 حديث) 3- شرح للأمير سنجر بن عبد الله الجاولي المتوفى سنة 745هـ, ذكره الفاسي في (ذيل التقييد) في ترجمته (1069),قال ابن قاضي شهبة في (طبقاته)(3\25): رتب ( مسند الشافعي ) ترتيبا حسنا, و شرحه في مجلدات, بمعاونة غيره, جمع بين شرحيه لابن الأثير والرافعي وزاد عليهما من ( شرح مسلم للنووي).اهـ 4- وشرح للحافظ السيوطي سماه ( الشافي العين على مسند الشافعي ) نسبه لنفسه في (فهرست مؤلفاته)( ص 23)
  42. [40]- طبع مجلد واحد منها في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة, بتحقيق ( السيد أحمد صقر ), ثم طبع كاملا في دار الكتب العلمية في ( 7 ) مجلدات بتحقيق ( سيد كسروي ) وعدد أحاديثه (6179) حديثا, قال التاج السبكي في ( طبقاته )(04\9) : سمعت الشيخ الإمام رحمه الله يقول مراده معرفة الشافعي بالسنن والآثار.اهـ أي بالتسمية
  43. [41]- طبع بعضه في مجلدين في دارالكتب العلمية بتحقيق الشيخ ( أبي الوفاء الأفغاني )
  44. [42]- هو عبد الله بن محمد بن الحارثي السبذموني نسبة إلى قرية من قرى بخارى, قال الذهبي في ( الميزان )(4571) : عرف بالأستاذ أكثر عنه أبو عبد الله بن منده وله تصانيف, قال ابن الجوزي : قال أبو سعيد الرواس: يتهم بوضع الحديث, وقال الخطيب : لا يحتج به, وقال الخليلي: يعرف بالأستاذ, له معرفة بهذا الشأن, وهو لين, ضعفوه, حدثنا عنه الملاحمي و أحمد بن محمد البصير بعجائب.اهـ واختصر مسنده هذا القاضي صدر الين موسى بن زكرياء الحصكفي المتوفى سنة 650هـ ثم رتبه الشيخ محمد عابد السندي المتوفى سنة 1257هـ على أبواب الفقه, وشرحه الشيخ محمد حسن الإسرائيلي السنبلي الهندي المتوفى سنة 1305ه’ شرحا بسيطا , قال أبو الوفاء الأفغاني: مفيد جدا
  45. [43]- هو الإمام الحافظ الرحال الثقة أبو بكر محمد بن إبراهيم الأصبهاني ابن المقرئ محدث أصبهان صاحب ( المعجم الكبير ) و ( مسند أبي حنيفة), و( الأربعين ), توفي سنة 381هـ (طبقات الحفاظ) للسيوطي(1\388\881)
  46. [44]- هو الشيخ الحافظ المجود محدث العراق أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى بن محمد البغدادي وتقدم في معرفة الرجال وجمع وصنف وعمر دهرا وبعد صيته واكثر الحفاظ عنه مع الصدق و الإتقان توفي سنة 379هـ ترجمته في (سير أعلام النبلاء)(16\418)
  47. [45]- قال الذهبي في (الميزان): الحسين بن محمد بن خسرو البلخي محدث مكثر, أخذ عنه ابن عساكر, كان معتزليا اهـ وذكره ابن أبي طي في ( رجال الشيعة ) وقال : صنف مناقب أهل البيت وكلام الأئمة, وروى عن طراد الزينبي ودونه, وهو الذي جمع ( مسند الإمام أبي حنيفة ) وأتى فيه بعجائب, وقيل: إن مسنده أوفى المسانيد جمعا, وللحافظ القاسم بن قطلوبغا عليه إملاء في مجلدين
  48. [46]- هو كتاب (خصائص المسند) للحافظ (أبي موسى المديني) المتوفى سنة581 هـ , طبع بتحقيق الشيخ ( أحمد شاكر ) في مقدمة طبعته ( للمسند ), ثم طبع مفردا في دار البشائر دمشق, وفي دار التراث الإسلامي بيروت
  49. [47]- قال ابن عبد الهادي : وهو كتاب ضخم, وذكره ابن خير في ( فهرسته )(275),وسماه ( جزء فيه الأحاديث التي خولف فيها إمام دار الهجرة مالك بن أنس وفي تصانيفها أحاديث حدث بها في ( الموطأ ) على وجه, وحدث بها في غير ( الموطأ ) على وجه آخر), وقد اختصره الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأشبيلي، المعروف بابن الرومية المتوفى سنة 637هـ ذكره المقرى في ترجمته من ( نفح الطيب )(3\353) وللحافظ أبي الحسين محمد بن المظفر البزاز المتوفى سنة 379هـ كتاب ( غرائب حديث الإمام مالك بن أنس ) طبع في دار السلف الرياض 1418هـ بتحقيق ( أبي عبد الباري رضا بن خالد الجزائري ), وعدد أحاديثه (184) حديثا
  50. [48]- ذكره ابن خير في (فهرسته)(549), وقال: هو عشرون جزءا, طبع عدة طبعات منها طبعة دار الريان للتراث الإسلامي بالقاهرة 1408هـ, ودار الكتاب العربي 1414هـ بتحقيق (محمد بسيوني زغلول) وعدد أحاديثه ( 2379) حديثا
  51. [49]- وهو المسمى ( الإيثار بمعرفة رواة الآثار ) طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1411هـ تحقيق ( أبي مصعب محمد سعيد البدري ) وعدد رجاله (247) رجلا
  52. [50]- هو الشيخ الإمام محمد بن محمد الجزري المحدث المقرئ المتوفى سنة 833هـ له كتاب ( المصعد الأحمد في ختم مسانيد أحمد ) طبع بتحقيق الشيخ أحمد شاكر, نشرته دار المعارف بالقاهرة 1964م ثم صور في مكتبة التراث الإسلامي, قال في (ص24) : وأما رجال ( المسند ) فما لم يكن في ( تهذيب الكمال ) أفرده المحدث الحافظ شمس الدين محمد بن علي بن الحين الحسيني بإفادة شيخنا الحافظ أبي بكر محمد بن المحب فما قصر, وما فاته فإني استدركته وأضفته إليه في كتاب سميته ( المقصد الأحمد في رجال مسند أحمد ) وقد تلف بعضه في الفتنة, فكتبته ذلك مختصرا اهـ كتاب في تراجم رجال (المسند) اهـ
  53. [51]- طبع في دار الكتاب العربي مصورا عن طبعة هندية بتحقيق (إكرام الله إمداد الحق), ثم دار الكتب العلمية 1416هـ بتحقيق (ايمن صالح شعبان) وعدد رجاله (1731) رجلا
  54. [52]- طبع ( الإيثار ) للحافظ طبع في مؤسسة الكتب الثقافية 1411هـ بتحقيق (أبي مصعب محمد سعيد البدري) وعدد رجاله (247) رجلا
  55. [53]- فرغ منه يوم الأربعاء 11 صفر سنة 805هـ,, طبع في دار الباز مكة 1406هـ بتحقيق ( بوران الضناوي ) وعدد رجاله ( 2198 ) رجلا
  56. [54]- طبع كتاب ( نهاية السول ) في جامعة أم القرى مكة 1421هـ, بتحقيق ( د- عبد القيوم رب النبي ) ( 3 ) مجلدات منه, وصل فيه إلى حرف الحاء ترجمة ( حيي بن حارثة الثقفي ) و عدد التراجم ( 1561 ), والباقي لم يطبع بعد, و الحافظ سبط ابن العجمي هو الإمام العلامة برهان الدين أبو الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي ثم الحلبي صاحب التصانيف المفيدة منها ( التنقيح لفهم قارئ الصحيح ) تعليق على البخاري, و( نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس ) في مجلدين و( حواش على سنن ابن ماجة ) مجلد و( نقد النقصان في معيار الميزان ) مجلد و غير ذلك توفي سنة 841هـ (ذيل تذكرة الحفاظ)(1\308)
  57. [55]- هذه عناوين أبواب الكتاب لم يسردها المؤلف في مقدمته, وإنما تتبعتها من كتابه في مواضعها, وهي مفيدة لمعرفة ترتيبه فلذلك أوردتها والله الموفق
  58. [56]- طبع في المطبعة الأميرية ببولاق 1301هـ في مجلد, ثم في دار الكتب العلمية2001 في (3) مجلدات بتحقيق (مجدي محمد الشوري), وقد تعقبه الشيخ السيد ( علي بن صلاح الدين الحسنى الكوكبانى اليمني ) المتوفى سنة1191 هـ بكتاب سماه ( إتحاف الخاصة بتصحيح الخلاصة ) قال الشوكاني (البدر الطالع)(2\165): جاء مصححا لها ومكملا, ومؤلف الكتاب هو صفي الدين أحمدبن عبد الله بن علي بن حسن الخزرجي ، الانصاري ، الساعدي عالم بالرجال . من تصانيفه ( خلاصة تذهيب الكمال في أسماء الرجال ), صنفه سنة 923 ه‍ . (معجم المطبوعات)سر كيس(822)و(الأعلام للزركلي)(1\154)
  59. [57]- طبع عدة طبعات بذيل ( الموطأ ), ومفردا في دار الهجرة سوريا بتحقيق ( موفق فوزي جبر ), وعدد رجاله ( 392 ) رجلا وممن صنف في رجاله أيضا ،الشيخ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد يعرف بابن الحذاء التميمي له كتاب ( التعريف برجال الموطأ ) في أربعة أسفار, طبع في وزارة الأوقاف المغربية في (3) مجلدات, والشيخ يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي المتوفى سنة 259هـ, له ( رجال الموطأ ) ذكره (ابن خير)(149), والشيخ (أبي بكر محمد بن عبد الرحيم البرقي) المتوفى سنة 249هـ له ( التعريف بمن ذكر في الموطأ من الرجال و النساء ),ذكره (ابن خير)(150) وسماه ( التاريخ في رجال الموطأ وغيرهم ), والحافظ محدث الأندلس محمد بن أحمد بن مفرج الأموي مولاهم القرطبي المتوفى سنة 380هـ, وأبو عمر الطليطلي, وأبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي المتوفى سنة 429هـ, ذكرهما القاضي عياض في مقدمة كتاب ( ترتيب المدارك), و للشيخ إدريس بن عبد العلي النكرامي الهندي كتاب ( القول المسدد في رواة موطأ الإمام محمد ) ذكره الحسني في ( معارف العوارف ) (ص160)
  60. [58]- أي في كتابه الآخر ( الثقات ) وقد تقدمت مقدمته
  61. [59]- طبع في بالمطبعة العزيزية في حيدرآباد الهند 1390 هـ ثم في دار الوعي.حلب 1402 في مجلد بتحقيق
  62. ( محمود إبراهيم زيد ), ثم في دار الصميعي الرياض 1420هـ في مجلدين بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي) وعدد تراجمه ( 1282) ترجمة, و ذكر الكتاني في ( رسالته ): أن للدارقطني حواش عليه
  63. [60]- مواضع النقظ سقط من المطبوع
  64. [61]- إسمه الكامل ( أسماء الضعفاء والوضاعين, وذكر من جرحهم من الأئمة الكبار والحافظين ), كما في مخطوط (الظاهرية), ذكره ( الألباني ) في (فهرس الظاهرية)(127), طبع في دار الكتب العلمية بتحقيق (أبى الفداء عبد الله القاضي ) في مجلدين, قال الذهبي في ( الميزان ) : كنت اختصرته أولا, ثم ذيلت عليه ذيلا بعد ذيل
  65. [62]- الأول هو الحاكم الكبير أبو أحمد محمد بن محمد النيسابوري الكَرَابِيسي صاحب كتاب ( الكني ) المتوفى سنة 378هـ شيخ الثاني أبي عبد الله محمد بن عبد الله لحاكم النيسابوري صاحب ( المستدرك )
  66. [63]- طبع في دار الكتب العلمية1997 في مجلدين بتحقيق ( أبى الفداء عبد الله القاضي ) وعدد تراجمه( 7855 ) ترجمة
  67. [64]- طبع في دار القلم 1988 في مجلدين بتحقيق الشيخ ( خليل الميس ) وعدد رجاله ( 5099 ) ترجلا
  68. [65]- تقدمت مقدمته
  69. [66]- ( الحافل في تكملة الكامل ),من تأليف الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن مفرج الأموي الأشبيلي، المعروف بابن الرومية، المتوفى سنة 637هـ ، ذكره (المقرى) في (نفح الطيب)(3\353), وقال: هو كتاب كبير
  70. [67]- له كتاب (الضعفاء) عشرة أجزاء, ذكره (الذهبي) في (السير)(9\351)
  71. [68]- اسم كتابه (تضعيف الرجال) ذكره ابن خير في (فهرسته)(350) و قال: جزء صغير
  72. [69]- له ( الضعفاء ) طبع في مكتبة ابن القيم المدينة المنورة 1409 هـ ,بتحقيق ( سعدي الهاشمي ) في كتاب سماه ( أبو زرعة وجهوده في السنة النبوية )
  73. [70]- له كتاب ( الضعفاء ) المعروف ب(التاريخ الصغير), طبع في دار القلم 1985 بتحقيق ( عبدالعزيز السيروان), وعدد رجاله ( 418 ) رجلا
  74. [71]- هو الحافظ إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق السَّعْدي المتوفى سنة 259هـ وكتابه طبع باسم ( أحوال الرجال) في مؤسسة الرسالة بيروت 1405هـ بتحقيق (صبحي السمرائي)
  75. [72]- طبع في دار القلم بيروت1985 بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه ( 675 ) ترجمة
  76. [73]- هو الحافظ أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي المتوفى سنة 310هـ, صاحب ( الأسماء والكنى )
  77. [74]- طبع في دار الكتب العلمية في (4) مجلدات بتحقيق (عبد المعطي قلعجي) وعدد تراجمه ( 2101 ) ترجمة, ثم الرياض في (4) مجلدات بتحقيق (حمدي عبد المجيد السلفي)
  78. [75]- طبع في دار الكتب العلمية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( عبد المعطي قلعجي ) وعدد تراجمه ( 2101 ) ترجمة,
  79. [76]- طبع في بالمطبعة العزيزية في حيدرآباد بالهند 1390هـ, ثم في دار الوعي.حلب 1402 في مجلد بتحقيق( محمود إبراهيم زيد ), ثم في دار الصميعي الرياض 1420هـ في مجلدين بتحقيق ( حمدي عبد المجيد السلفي ) وعدد تراجمه ( 1282) ترجمة
  80. [77]- طبع ( الكامل ) في دار الكتب العلمية في( 7 ) مجلدات بتحقيق ( د.عبد المعطي قلعجي ), ثم في دار الكتب العلمية في( 9) مجلدات بتحقيق ( علي معوض ) و( عادل عبد الموجود )
  81. [78]- هو كتاب (الضعفاء و المتروكون) طبع في مكتبة المعارف 1984 بتحقيق ( موفق بن عبد الله بن عبد القادر ), وفي مؤسسة الرسالة 1984 بتحقيق ( صبحي السامرائي ), وفي دار القلم .بيروت بتحقيق ( عبد العزيز السيروان ) وعدد تراجمه (632) ترجمة
  82. [79]- من المصنفات في الباب أيضا : ( الضعفاء ) لأبي عبد الله محمد بن عبد الله البرقي الزهري المصري المتوفى سنة 249هـ, ذكره الكتاني في (رسالته), ( الضعفاء والمتروكين) للحافظ أبي علي سعيد بن عثمان بن السكن المصري, ذكره ابن خير في (فهرسته)(344), و(الضعفاء ) للحافظ أبي نعيم الأصبهاني, وهو مقدمة ( المستخرج على صحيح مسلم), طبع معه في دار الكتب العلمية 1417هـ بتحقيق ( محمد حسن إسماعيل ), وطبع مفردا باسم ( كتاب الضعفاء) في دار الثقافة بالمغرب بتحقيق ( د فاروق حمادة ), وكتاب ( التذكرة في الضعفاء ) للحافظ شمس الدين محمد بن المحب المقدسي الحنبلي المعروف بالصامت، قال ابن حجر في (إنباء الغمر)(1\70) : صنف في الضعفاء كتابا سماه (التذكرة) عدم في الفتنة اللنكية
  83. [80]- هو الحافظ محمد بن طاهر المقدسي المعروف بان القيسراني المتوفى سنة 507هـ ,وقد جمع أحاديث (الكامل ), ورتبها على حروف المعجم. في كتاب سماه ( ذخيرة الحفاظ المخرج على الحروف والألفاظ ) طبع في دار السلف الرياض ( 5 ) مجلدات بتحقيق ( عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي ), وعدد أطرافه (6597) طرفا, واستدرك عليه محققه ( يلحظ الألحاظ في الإستدراك والزيادة على ذخيرة الحفاظ ) وعدد أطرافه (836) طرفا
  84. [81]- طبع في دار الكتب العلمية في ( 4 ) مجلدات بتحقيق ( علي محمد البجاوي ) وعدد تراجمه ( 11061 ) رجلا
  85. -[82] طبع مفردا في جامعة أم القرى 1406هـ بتحقيق ( د.عبد القيوم عبد رب النبي) في مجلد, وطبع بذيل (الميزان) في دار الكتبة العلمية 1416هـ المجلد |(7) بتحقيق (أبو رضا الرفاعي) وعدد تراجمه (789) ترجمة
  86. [83]- طبع في دائرة المعارف العثمانية بالهند 1329هـ في(7) مجلدات ثم صور في مؤسسة الأعلمي بيروت 1986 وبغيرها, ثم طبع محققا بدار الكتب العلمية في(7)مجلدات بتحقيق (علي معوض) و(عادل عبد الموجود) وعدد تراجمه( ) ترجمة
  87. [84]- ذكره السخاوي في( الضوء اللامع)(1\141) وقال : يشتمل على تحرير بعض تراجمه وزيادات عليه ,وهو في مجلدة لطيفة, ثم ذكر قول شيخه (ابن حجر), وقد تحرف اسم هذا الكتاب عند بعض من ترجم لمؤلفه إلى ( نقد النقصان في معيار الميزان ), والكتاب مخطوط بخط مؤلفه في دار الكتب المصرية رقم (23346 ب) وفيه خرم كبير من ترجمة ( حاضر بن المهاجر ) الى ترجمة ( عبد الرحمن بن صحار العبدي ) فرغ من تأليفه قبل فتنة تمرلنك وكان قد سقط منه أوراق فأكملها مؤلفه في ربيع الأول من سنة 8085هـ بالشرفية بحلب
  88. [85]- قال في ( كشف الظنون )(1\89) وهو أول من أفردهم بالتصنيف
  89. [86]- و شرحها الشيخ ( عبد العزيز بن محمد بن الصديق الغماري ) وسماه ( التأنيس بشرح منظومة الذهبي في أهل التدليس) طبع في مؤسسة الرسالة 1404هـ
  90. [87]- فرغ من تحريره سنة 815هـ, طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( عبد الغفار البنداري ) و( محمد عبد العزيز ) و وما صنف في الباب أيضا: كتاب (المدلسين) للحافظ علي بن المديني, ذكره (الذهبي) في(السير)(9\351), وهو في عشرة أجزاء, والحافظ السيوطي له كتاب (أسماء المدلسين), طبع في دار الجيل 1992 بتحقيق( محمود محمد نصار ), رتبه على حروف المعجم وعدد تراجمه( 71 ) ترجمة, والشيخ أبي عبد الله محمد بن الطيب بن عبد السلام القادري الحسني الفاسي المتوفى سمة 1187هـ, (نظم الدر النفيس فيمن وصف بالتدليس) ذكره ابن الماحي في (معجم المطبوعات)(ص283) و لشيخ محمد بن علي بن أدم بن صالح الإثيوبي منظومة (الجوهر النفيس في نظم أسماء ومراتب الموصوفين بالتدليس) وشرحها (الجليس الأنيس) طبع
  91. [88]- طبع في مكتبة الخانجي مصر بتحقيق ( رفعت فوزي عبد المطلب ) و( علي عبد الباسط مزيد )
  92. [89]- طبع في عالم الكتب 1996 بتحقيق ( صبحي السامرائي ) وعدد ترجمه ( 880 ) ترجمة
  93. [90]- وهو المسمى( نور النبراس في شرح سيرة ابن سيد الناس ) وهو تعليق على سيرة الحافظ أ بي الفتح بن سيد الناس المسماة ( نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ) مختصرة من السيرة الكبرى له المسماة ( عيون الأثر )
  94. [91]- هو المسمى ( التلقيح لفهم قارىء الصحيح ),قال السخاوي في (ا لضوء اللامع )(1\141) : هو بخطه في مجلدين, وبخط غيره في أربعة, وفيه فوائد حسنة, وقد التقط منه شيخنا ابن حجر حيث كان بحلب ما ظن أنه ليس عنده, لكونه لم يكن معه إلا كراريس يسيرة, والذي كتبه منه ما يحتاج إلى مراجعته قبل إثباته, ومنه ما لعله يلحقه, ومنه ما يدخل في القطعة التي كانت بقيت على شيخنا من شرحه, هذا مع كون المقدمة التي لشيخنا من جملة أصول البرهان .اهـ ثم قال: وله على ( البخاري ) عدة إملاءات كتبها عنه جماعة من طلبته
  95. [92]- هو الشيخ أبو نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ الشافعي, روى عنه الخطيب في( التاريخ ) وهو أكبر منه سنا, توفي سنة 400هـ, , وكتابه اسمه ( عدة العالم والطريق السالم ), ترجمته في (طبقات السبكي)(5\122\465)
  96. [93]- طبع في دار الكتب العلمية 1986 بتحقيق ( يحيى شفيق ), وفي مؤسسة الريان بيروت 1414هـ بتحقيق ( محمد إبراهيم داود الموصلي ) وعدد تراجم الكتاب ( 96 ) رجلا
  97. [94]- طبع في دار الحديث بالقاهرة 1988بتحقيق ( علاء الدين علي رضا ) وعدد تراجمه ( 123 ) ترجمة
  98. [95]- كذا في المطبوع وأظن أن في الكلام سقطا
  99. [96]- طبع في دار الجنان بيروت 1410هـ في مجلد واحد بتحقيق ( كمال يوسف الحوت ) وعدد تراجمه 560 ترجمة فرغ منه يوم الأحد رابع المحرم سنة تسع وثمانين
  100. -[97] هو الشيخ أبو العباس أحمد بن سعد الأندرشي المتوفى سنة 750هـ قال الذهبي: إنه نسخ (تهذيب الكمال) كله واختصره
  101. [98]- هو الشيخ العلامة برهان الدين إبراهيم بن موسى الأبناسي الشافعي المتوفى سنة 802هـ وكتابه (الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح ) طبع مؤخرا في دار الكتب العلمية بيروت 1418هـ في مجلد بتحقيق (أبي عبد الله محمد سمك) وطبع في مجلين في غيرها
  102. [99]- طبع في دار الكتب العلمية 1407هـ بتحقيق ( كمال يوسف الحوت )
  103. [100]- يعني ( الإستيعاب في معرفة الأصحاب ) وتقدمت مقدمته
  104. [101]- هو كتاب ( المغازي ) لموسى بن عقبة بن أبي عَيّاش القرشي المدني التابعي الصغير، المتوفى سنة 141هـ , ومغازيه أصح المغازي، كما قاله تلميذه مالك بن أنس, وقال الشافعي : ليس في المغازي أصح من كتابه, مع صغره وخلوه من أكثر ما يذكر في كتب غيره, وقال أحمد : عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة.
  105. [102]- طبع ( تهذيب السيرة لابن هشام ) عدة مرات منها: طبعة في مطبعة محمد علي صبيح بمصر بتحقيق الشيخ ( محمد محيي الدين عبد الحميد ), وفي مطبعة البابي الحلبي 1396هـ بتحقيق ( إبراهيم الأبياري ) و( عبد الحفيظ شلبي ) و مصطفى السقا ) في (4) مجلدات ثم صورت بدار الكتب العلمية وكذا في غيرها, وطبعت أيضا في دار الجيل بدون تاريخ في مجلدين بتحقيق ( طه عبد الرؤوف سعد ) , وفي دار الحديث بالقاهرة 1998 في مجلدين بتحقيق ( جمال ثابت ) و( محمد محمود )و ( سيد إبراهيم ) وهي مخرجة الأحاديث و كذا طبعة دار الكتب العلمية 2000 في مجلدين بتحقيق (فؤاد بن علي حافظ ), وقد اختصر ( سيرة ابن هشام ) الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله, وطبع في مطبعة السنة المحمدية 1375 بتحقيق الشيخ ( محمد حامد الفقي ) وفي غيرها
  106. [103]- طبع في لجنة إحياء التراث الإسلامي 1386 بتحقيق ( شوقي ضيف ) وفي دار الكتب العلمية 1984 هـ
  107. [104]- طبع في دار الكتب الحديثة مصر 1386هـ في مجلدين بتحقيق ( مصطفى عبد الواحد )
  108. [105]- 1135 قال في (المقاصد الحسنة): [رواه] أحمد، وأبو داود، وابن ماجة، وأبو يعلى، والترمذي وحسنه، و الحاكم وصححه، والبيهقي، من حديث أبي هريرة به مرفوعاً، وهو عند الحاكم أيضاً وغيره عن ابن عمرو، وعند ابن ماجه عن أنس وأبي سعيد، وعند الطبراني من حديث ابن عباس وابن عمر وابن مسعود اهـ
  109. [106]- طبع عدة مرات منها: الطبعة الأولى باستنبول1264 و الثانية بمصر 1276 بتصحيح الشيخ ( حسن العدوي الحمزاوي ) و في دار الأرقم بيروت في مجلدين بتحقيق ( حسين أبو ناصر نيل ) وفي دار الفكر بتحقيق ( محمد بسيوني زغلول ), وأخرى سنة 2001 بتحقيق ( محمد المنوني ), ثم في دار ابن رجب مصر بتحقيق ( ) وهي طبعة جيدة مخرجة الأحاديث والآثار
  110. [107]- قال ابن عدي : قد روى عنه " المبتدأ و المبعث " ، و لو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شئ إلى الاشتغال بمغازى رسول الله r و مبعثه و مبتدأ الخلق لكانت هذه فضيلة سبق بها ابن إسحاق ، ثم من بعده صنفها قوم آخرون فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها و قد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد فى أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف ، و ربما أخطأ ، أو يهم في الشيء بعد الشيء ، كما يخطئ غيره ، و لم يتخلف في الراواية عنه الثقات و الأئمة ، و هو لا بأس به .قال المزي في ( تهذيب الكمال ) :استشهد به البخاري في " الصحيح " ، و روى له في كتاب (القراءة خلف الإمام)و غيره . و روى له مسلم في " المتابعات " ، و احتج به الباقون اهـ
  111. [108]- و قال النووى في ( شرح المهذب ) في كتاب الغسل منه : الواقدى ضعيف باتفاقهم, و قال الذهبى في ( الميزان ): استقر الإجماع على وهن الواقدى.
  112. [109]- طبعت في مكتبة القدسي بالقاهرة 1356هـ ثم صورت في دار الآفاق الجديدة, ثم طبعت في دار القلم بيروت بتحقيق ( إبراهيم رمضان ), وفي دار ابن كثير بيروت تحقيق ( محمد العيد الخطراوي )
  113. [110]- طبع في دار النصر بالقاهرة 1390 في( 4 ) مجلدات بتحقيق الشيخ ( عبد الرحمن الوكيل ) ثم في دار الكتب العلمية 1997 بتحقيق ( مجدي بن منصور الشوري ), و قد اختصره الشيخ عز الدين محمد بن أبي بكر بن جماعة الكناني، وسماه : ( نور الروض ), وعليه ( حاشية) لشرف الدين يحيى بن محمد المناوي المتوفى سنة 871هـ
  114. [111]- له في السيرة كتاب ( الوفا بأحوال المصطفى ) طبع في مطبعة السعادة 1966 في مجلدين بتحقيق ( مصطفى عبد الواحد ), وفي دار الكتب العلمية بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا )
  115. [112]- أبو ذر الخشني مصعب بن محمد الجياني النحوي اللغوي الفقيه المالكي ويعرف أيضا بابن أبي ركب صاحب التصانيف وحامل لواء العربية بالأندلس توفي سنة604 هـ
  116. [113]- طبع عدة مرات منها:طبعة دار الفكر في ( 5 ) مجلدات , بتحقيق الشيخ ( شعيب الأرناؤوط ) و( عبد القادر الأرناؤوط ) و هي أحسن الطبعات,وفي دار الكتب العلمية 1998 في( 6 ) مجلدات بتحقيق ( مصطفى عبد القادر عطا )
  117. [114]- هو كتاب ( الاكتفاء في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفاء ) طبع في عالم الكتب بيروت 1997 بتحقيق ( محمد كمال الدين عز الدين ), ثم في دار الكتب العلمية 2000 في مجلدين بتحقيق ( محمد عبد القادر عطا ) وشرحه الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد السلام البنّاني الفاسي، المتوفى سنة 1163هـ ,وعليه تعليق للشيخ أبي عبد الله محمد فتحا بن أحمد السوسي الحضيكي االمتوفى سنة 1189هـ ,ذكره ابن الماحي في ( معجم المطبوعات )(ص177)
  118. [115]- هو كتاب ( نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ) طبع في دار الترمذي بحمص 1990 في كتيب صغير, و نظمه الشمس محمد بن يونس الشافعي المتوفى سنة 845 هـ ذكره في (كشف الظنون)(2\183)
  119. [116]- ذكره في (كشف الظنون)(2\1013) وسماه (المورد العذب الهني في الكلام على سيرة عبد الغني), وهو شرح على سيرة مختصرة للحافظ ( عبد الغني المقدسي الحنبلي ) المتوفى سنة 404هـ
  120. [117]- هو كتاب ( الزهر الباسم في سيرة المصطفى أبي القاسم ) قال في (كشف الظنون)(2\958) وقال: واختصره أبو البركات محمد بن عبد الرحيم المتوفى سنة 776 هـ واقتصر فيه على اعتراضاته على (السهيلي
  121. [118]- طبع في دار القلم بيروت في مجلد بتحقيق ( محمد الفتيح ), وفي دار المعارف مصر 1422هـ بتحقيق ( محمد زينهم عرب).وفي دار الكتب لعلمية 1424هـ بتحقيق ( آسيا كليبان علي بارح ) مختصر
  122. [119]- هو كتاب ( إمتاع الأسماع فيما للنبي r من الأحوال والأموال الحفدة والمتاع ) طبع في دار الكتب العلمية في ( 15 ) مجلدا بتحقيق ( محمد عبدالحميد النمسي ), و للكتاب طبعة أخرى غير تامة مصرية
  123. [120] - وهي المسماة:( نور النبراس في شرح سيرة ابن سيد الناس) ذكره ( السخاوي) في (الضوء اللامع)(1\141)
  124. [121]- له كتاب ( الوفا بما يجب لحضرة المصطفى ) , للسيد الشريف نور الدين أبي الحسن علي بن عبد الله الحسني السَّمْهُودي ) المتوفى سنة 911هـ ، طبع في دار إحياء الكتاب العربي بيروت في مجلدين و له أيضا,( وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ) طبع في دار الكتب العلمية بتحقيق الشيخ ( محمد محي الدين عبد الحميد ),ذكر انه اختصره من كتابه ( اقتفاء الوفا بأخبار دار المصطفى ), ثم لخصه وسماه ( خلاصة الوفا )
  125. [122]- طبع في دار الكتاب المصري ودار الكتاب المصري1392 هـ في (8) مجلدات بتحقيق(مصطفى عبد الواحد), و في دار الكتب العلمية1993 في (12) مجلدا, ومجلدين للفهارس بتحقيق (عادل عبد الموجود) و (علي معوض) ترجمته الشامي في (الشذرات)(8\250) و(معجم كحالة)(3\340)
  126. [123]- طبع في دار الفكر في (6) مجلدات بدن تحقيق , وفي دار الكتب العلمية 2001في (6) مجلدات, قال في ( كشف الظنون )(1\297) : هو من التواريخ المشهورة الجامعة لأخبار العالم ابتدأ من أول الخليفة وانتهى إلى سنة 309هـ, وسماه ( تاريخ الأمم والملوك ) وذكر ابن الجوزي أنه بسط الكلام في الوقائع بسطا, وجعله مجلدات, وان المشهور المتداول مختصر من الكبير, وانه هو العمدة في هذا الفن. اهـ ونقل الذهبي في( السير )(11\296) عن القاضي أبو عبد الله القضاعي قال حدثنا علي بن نصر حدثنا أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار وأبو القاسم بن عقيل الوراق: أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا ؟, قالوا : كم قدره ؟ ,فذكر نحو ثلاثين ألف ورقة, فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه, فقال : إنا لله ماتت الهمم, فاختصر ذلك في نحو ثلاثة آلاف ورقة, ولما أن أراد أن يملي ( التفسير ), قال لهم نحوا من ذلك, ثم أملاه على نحو من قدر ( التاريخ ).اهـ
  127. [124]- طبع في ليدن ثم مصورا في الكتاب الإسلامي في مجلدين ثم أعيد طبعه في دار الكتب العلمية بتحقيق (سيد كسروي)
  128. [125]- طبع في عالم الكتب بيروت 1407هـ وعدد تراجمه ( 1194 ) ترجمة
  129. [126]- طبع في القاهرة سنة 1349هـ عن نسخة (كوبريلي)(1022) وقد حدث سقط في القسم الخاص بالمحمدين, يشتمل على أكثر من(300) ترجمة, ولكنه استدرك في المجلد(5\ص231), ثم صورت هذه الطبعة في دار الفكر, دار إحياء التراث العربي وعدد تراجم الكتاب (7831) ترجمة, واختصره مسعود بن محمد بن احمد البخاري المتوفى سنة 461هـ , وكذا الشيخ أبو العلاء إدريس بن محمد العراقي الفاسي المتوفى سنة 1183هـ , ذكره في كتابه( فتح البصير ) كما في ( فهرس الكتاني) (2\816), و( لخلدون الأحدب ) كتاب ( زوائد تاريخ بغداد على الكتب الستة ) طبع في دار القلم دمشق في( 10 ) مجلدات
  130. [127]- طبع (تاريخ دمشق) في دار الفكر بيروت في (70) مجلدا بتحقيق (عمر غرامة الغمروي),قال في (كشف الظنون)(1\294): وهو في نحو ثمانين مجلدا ذكر تراجم الأعيان والرواة ومروياتهم على نسق تاريخ بغداد للخطيب لكنه أعظم منه حجما
  131. قال (ابن خلكان) قال لي شيخنا الحافظ (زكي الدين عبد العظيم المنذري) وقد جرى ذكر هذا (التاريخ)وطال الحديث في أمره,[ فقال]: ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا (التاريخ) من يوم عقل على نفسه, وشرع في الجمع من ذلك الوقت, وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب .اهـ
  132. ول(تاريخ دمشق) عدة (ذيول) و(مختصرات) منها : 1- (ذيل) لولد المصنف (القاسم), ولم يكمله \ و(مختصر) لشهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان الدمشقي الشافعي، وهو نسختان:( كبرى) في خمسة عشر مجلدا, و( صغرى) المعروف (بأبي شامَة) \2- و(ذيل) (صدر الدين الكبرى)\3- و(ذيل) (عمر بن الحاجب) \4- و (ذيل) عليه الحافظ (علم الدين قاسم بن محمد البرازلي) إلي آخر سنة 738هـ ومات في الآتية \5- و(ذيل) (لأبي يعلى بن القلانسي) \6- و(ذيل)(لبدر الدين محمود بن احمد العيني) المتوفى سنة 855هـ \7- و(ذيل) على (ذيل البرزالي) للقاضي (تقي الدين أبي بكربن شهبة)\8- و(منتقى) منه للحافظ (ابن حجر العسقلاني),ذكره (عبد الستار الشيخ) في كتابه (الحافظ ابن حجر\ سلسلة أعلام المسلمين\دار القلم)(ص470)\9- (مختصر) للحافظ (السيوطي) سماه (تحفة المذاكر في المنتقى من تاريخ ابن عساكر) ذكره في (حسن المحاضرة) \10- و(مختصر) للعلامة اللغوي (محمد بن مكرم) المعروف (بابن منظور) المتوفى سنة 711هـ,طبع في دار الفكر.دمشق في (29) جزءا و(16) مجلدا بتحقق جماعة \11- و(مختصر) للشيخ (عبد القادر بن بدران الدمشقي الحنبلي) المتوفى سنة 1346هـ, وقد طبع في دار المسيرة بيروت 1399 في(7) مجلدات, وهو نحو نصف الكتاب, وبقيته مخطوطة وتقدر بستة أجزاء \12- و شرع الشيخ (أبو علي الحسن بن محمد القرشي التيمي البكري النيسابوري) المتوفى سنة 656هـ في (ذيل) على(تاريخ لدمشق) قال (الذهبي) في(السير): وعدمت المسودة
  133. [127]- (كشف الظنون)(1\308): وهو كبير,أوله: الحمد لله الذي اختار
  134. [128]- طبع في مطبعة المدني القاهرة 1408هـ بتحقيق ( عزت اعطار الحسيني )
  135. [129]هو كتاب (جدوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس) طبع في دار الكتب العلمية 1417هـ بتحقيق (روحية السويفي)
  136. [130]- هو أبو بكر محمد بن مفرج المعافري القبشي مرخ أديب قرطبيله كتاب |(الإحتفال في تاريخ أعلام الرجال) توفي سنة 432هـ
  137. [131]- هو أبو مروان حيان بن خلف الأموي مؤرخ قرطبي له كتاب (المقتبس من تاريخ الأندلس) توفي سنة 469هـ
  138. [132]- هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأموي المعروف (بابن شنظير) مؤرخ طليطلي توفي سنة 402هـ
  139. [133]- هو أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن بن مطاهر الأنصاري القرطبي المالكي له (تاريخ فقهاء قرطبة) توفي سنة 489هـ
  140. [134]- هو أبو عبد الله محمد بن عتاب الجدامي المالكي مفتي قرطبة توفي سنة 462هـ
  141. [135]- هو أبو عمر أحمد بن محمد بن خالد بن مهدي القرطبي المالكي المتوفى سنة 432هـ
  142. [136]- طبع في الدار المصرية القاهرة 1966, ثم في المكتبة العصرية بروت 1423هـ بتحقيق ( صلاح الدين الهواري )
  143. [137]- طبع في دار الفكر بيروت في ( 4 ) مجلدات بتحقق ( عبد السلام الهراس )
  144. [138] - طبع في دار الفكر بيروت في ( ) مجلدا بتحقيق ( سهيل زكار )
  145. [139]- طبع في دار القلم بيروت في مجلدين بتحقيق ( عبد الله أحمد حسن )
  146. [140]- وهو (30) جزءا, طبع منه ( أخبار المكيين ) في دار الوطن 1997 في مجلد بتحقيق ( إسماعيل حسن حسين ) وعدد أحاديثه ( 480 ) حديثا
  147. [141]- طبع في دار الكتب العلمية 417هـ بتحقيق ( خليل المنصور )
  148. [142]- مطبوع تأتي مقدمته
  149. [143]- مطبوع تأتى مقدمته
  150. [144]- طبع باسم ( تاريخ المصرييين وتاريخ الغرباء ) في دار الكتب العلمية 2000 في مجلدين بتحقيق ( عبد الفتاح فتحي عبد الفتاح )
  151. [145]- طبع في عالم الكتب في مجلد بتحقيق ( كوركيس عواد )
  152. [146]- نسبه الذهبي في(السير)(13\9) لأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده وقال: كتاب ( التاريخ ) كبير جدا
  153. [147]- طبع في طبع في الكتاب الإسلامي في مجلدين ثم أعيد طبعه في دار الكتب العلمية بتحقيق ( سيد كسروي )
  154. [148]- قال في (كشف الظنون)(1\308): هو كبير,أوله: الحمد لله الذي اختار محمدا.. الخ قال ابن السبكي في (طبقاته): هو التاريخ الذي لم تر عيني تاريخا أجل منه, وهو عندي سيد الكتب الموضوعة للبلاد, فأكثر من يذكره من أشياخه أو أشياخ أشياخه. انتهى ذكر فيه أيضا من ورد خراسان من الصحابة والتابعين, ومن استوطنها واستقصى ذكر نسبهم وأخبارهم, ثم اتباع التابعين, ثم القرن الثالث, والرابع, جعل كل طبقة منهم إلى ست طبقات, فرتب قرن كل عصر على حدة, على الحروف إلى أن انتهت إلى قوم حدثوا بعده من سنة عشرين وثلاثمائة إلى ثمانين, فجعلهم الطبقة السادسة.اهـ , ونقل الذهبي في (السير)(13\100) عن الخليل بن عبد الله الحافظ قال:قال لي(أي الحاكم): أعلم بأن خراسان وما وراء النهر لكل بلدة تاريخ صنفه عالم منها, ووجدت نيسابور مع كثرة العلماء بها لم يصنفوا فيه شيئا, فدعاني ذلك إلى أن صنفت تاريخ النيسابوريين, فتأملته ولم يسبقه إلى ذلك أحد.اهـ - وللحافظ الذهبي (مختصر تاريخ نيسابور للحاكم)
  155. [149]- وممن ألف في تاريخها أيضا الحافظ لابن ماجة القزويني صاحب ( السنن )
  156. [150]- طبع في دار الكتب العلمية1408 هـ في (4) مجلدات بتحقيق (عزيز الله العطاري), وللحافظ (ابن حجر العسقلاني) (منتخب) من (تاريخ قزوين), انتقى منه عدة كراريس في السفرة الحلبية ستة 863هـذكره في (الجواهر والدرر)(ص48)
  157. [151]- طبع في دار الكتب العلمية 1998 في ( 11 ) مجلدا بتحقيق ( عبدالله القاضي ) و ( محمد يوسف الدقاق )
  158. [152]- طبع في دار إحياء الكتاب العربي بيروت بتحقيق ( عبد السلام تدمري ) وفي دار الغرب الإسلامي بيروت بتحقيق الشيخ
  159. ( بشار عواد معروف )
  160. [153]- طبع في مطبعة حكومة الكويت في (5) مجلدات بتحقيق ( صلاح الدين المنجد ) وفي دار الفكر بيروت في مجلدين
  161. [154]- طبع (البداية) عدة طبغات منها في دار الكتب العلمية 2001 في ( 8 ) مجلدات
  162. [155]- هو كتاب ( وفيان الأعيان وأنباء أبناء الزمان ) تأتي مقدمته
  163. [156]- هو الشيخ المؤرخ عمر بن علي بن سمرة الجعدي اليمني الشافعي المتوفى بعد سنة 586هـ ,وتاريخه هو كتاب ( طبقات فقهاء اليمن ) طبع في القاهرة سنة 1957 بتحقيق ( فؤاد سيد ), ثم صور في دار الكتب لعلمية 981هـ
  164. [157]- طبع في دار الكتاب الإسلامي القاهرة 143هـ في (4 ) مجلدات
  165. [158]- هو كتاب ( حلية الأولياء ) للحافظ أبي نعيم الأصبهاني
  166. [159]- هو كتاب ( المنهل الصافي ) لابن تغري بردي, طبع في مجلدين
  167. [160]- هو كتاب ( وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ) لابن خلكان تأني مقدمته
  168. [161]- طبع في دار الجيل في ( 3 ) مجلدات, بدون تحقيق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الجرح والتعديل لابن ابي حاتم

الجرح والتعديل لابن ابي حاتم الجرح والتعديل تقدمة المعرفة لكتاب الجرح والتعديل  بسم الله الرحمن الرحيم   وبه نستعين رب يسر وأتمم...